بعيداً عن أحقية كريم بنزيمة في التتويج بجائزة الكرة الذهبية، شدني تصريح الدولي الفرنسي، ورده على أسئلة بعض الصحافيين خلال الندوة الصحفية التي أعقبت الحفل، عندما قال أنه تتويج للشعب، ما اعتبره البعض تصريحا يحمل في طياته معاني سياسية قبل أن يؤكد أنه أراد أن يتقاسم فرحة التتويج مع جمهوره العريض الذي رافقه وشجعه ووقف معه، خاصة في الظروف الصعبة، من دون أن ينسى تقديم شكره لرئيس نادي ليون ميشال أولاس الذي ساهم في تكوينه وصقله، ورئيس الريال فلورنتينو بيريز الذي منحه فرصة التألق في فريق كبير، ثم زملائه في النادي والمنتخب وكل مدربيه الذين ساهموا في صقل موهبته على غرار زين الدين زيدان ابن مهاجر جزائري آخر، سلمه الجائزة في يوم الهجرة الذي يحتفل به الجزائريون في السابع عشر من شهر أكتوبر/تشرين الاول من كل سنة، ويرمز لمعاناة المهاجرين الجزائريين في فرنسا أثناء فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر.
أما في رده على أحد الصحفيين الذي سأله هل يعتقد أن هذا التتويج يجعله يدخل قلوب الفرنسيين في اشارة الى متاعبه مع جزء كبير من الجماهير ووسائل الاعلام الفرنسية بعد ابعاده عن المنتخب لسنوات، أشار بنزيمة إلى أنه لا يلعب كرة القدم لأجل إرضاء شخص معين، بل لأجل الاستمتاع، مضيفا أنه متيقن بأن “الجماهير فخورة وسعيدة بما قدمه”، وهي التي شعرت معه بالسعادة والفخر الكبير بعد فوزه بجائزة أفضل لاعب في العالم، مثل أفراد عائلته الصغيرة والكبيرة وأصدقائه المقربين الذين أضفوا على أجواء الحفل نكهة خاصة داخل القاعة بتصفيقهم وصرخاتهم وزغاريدهم، ثم صعود والديه وابنه إلى المنصة للاحتفال معه، اعتزازا بأصوله الجزائرية التي لم يتنكر لها يوما، وجنسيته الفرنسية التي فتحت له أبواب التألق والنجومية حتى يصل الى مصاف الكبار.
المشهد اكتمل بتتويج مستحق، أعاد به بنزيمة الاعتبار لنفسه بعد كل المتاعب التي تعرض لها لسنوات عندما كان عرضة لتهكم الصحافة الفرنسية التي اتهمته بأنه مسلم يحب بلده الأصل الجزائر، فحرضت جماهير واسعة على كرهه والحقد عليه وحرمته من المشاركة والتتويج بكأس العالم 2018 في روسيا، ودفعت ديدييه ديشان إلى انتقاده والتهكم عليه في كل مناسبة لسنوات، لم يفقد فيها بنزيمة الأمل في العودة الى الواجهة والانتقام على طريقته من الظروف قبل الأشخاص، والثأر لنفسه وعائلته ومحبيه وكل أبناء المهاجرين من مزدوجي الجنسية الذين يتعرضون باستمرار لكل أنواع التمييز العنصري مهما كانت خصالهم وإمكاناتهم في كل مجالات الحياة وليس فقط في الرياضة، مما ولد لديهم مشاعر كراهية متبادلة، انعكست سلباً على توازن المجتمع الفرنسي بمختلف أجياله.
كريم، والد ابراهيم، ابن مليكة وحفيظ بنزيمة، الفرنسي من أصول جزائرية نال تاجا استحقه على مدى سنوات، شكل مصدر فخر للفرنسيين من عشاقه باعتباره حاملاً للجنسية الفرنسية، لأنصار ليون باعتباره خريج أكاديميتهم، والمدريديين الذين يلعب لهم لأكثر من ثلاث عشرة سنة، وكذا للجزائريين الذين حملوه في قلوبهم مثلما فعلوا مع زيدان بسبب أصولهما الجزائرية، ومعاناته من صحافة فرنسية تفتخر بفرنسيته عندما يسجل ويفوز، وتذكرنا بأصوله الجزائرية عندما يخسر ويخطئ، وهو ما حدث لكريم بنزيمة على مدى سنوات تعرض فيها لحملات اعلامية شرسة، وحملات من طرف السياسيين الذين يستثمرون في أخطاء وهفوات أبناء المهاجرين من أصول جزائرية لتأليب وتحريض الرأي العام الفرنسي ضدهم.
الأصول الجزائرية والأكاديميات الفرنسية منحت فرنسا اسطورتين توجتا بكرتين ذهبيتين من أصل الخمسة التي فازت بها فرنسا اضافة الى ريمون كوبا وميشال بلاتيني وجان بيير بابان، في انتظار ابن السيدة فايزة الجزائرية الأصل كيليان امبابي الذي سيتوج يوما بالجائزة بدون شك، رغما عن كل الحاقدين والمتطرفين الذين لم يسلم منهم زيدان وبنزيمة لأنهما يحملان لقبي زين الدين وكريم رغم كل التتويجات والألقاب التي منحاها لفرنسا التي يحملان جنسيتها ويدافعان عن ألوانها بدون أن يرددوا يوما النشيد الفرنسي في ملاعب الكرة.
اعلامي جزائري
شكرا جزيلا على ماايقنت به روح القارئ
بارك الله فيك
مشاءالله رائع يا حفيظ الدراجي
ما شاء الله , وليس مشاءالله
شكراا علا تحليلك الرائع
المدهش مع اللاعب بنزيمه انه لم يتالق ويبرز مع الريال في وجود كريستيانو رونالدو فقط عندما رحل رونالدو بدا بن زيمه في التألق .
اللاعب بن زيمة كما هو الشأن بالنسبة إلى زيدان هو منتوج رياضي فرنسي محض…. سواء بالتربية أو الثقافة الإجتماعية أو التكوين… أو الإختيار الذي كان مفتوحا له لأن يختار بين فرنسا وغيرها… وأما القفز على الإنجازات بدعوى أن أم فلان وعمة علان من بلاد العرب…فهذه معادلة يرفضها الواقع والمنطق…؛ وعندما كانت بلداننا تحت حكم المستعمر…لعب لاعبون كبار مع المنتخب الفرنسي إجبارا وليس اختيارا وفي مقدمتهم الحاج العربي بن مبارك جوهرة أتلتيكو مدريد….وعبد الرحمان بلمحجوب… والجزائري رشيد مخلوفي….ولكن عندما جاء الإستقلال…غيروا وجهتهم ولو كمدربين…والفرق واضح..
اشم رائحة الروح الغير رياضية لو كان أصله مغربيًا لقلت العكس
بن زيمة لاعب كبير ظلمه إسمه سواء في المنتخب الفرنسي أو في التأخر في الحصول على الكرة الذهبية..ولكن الإشكال ليس في هذا الجانب الذي يظل عاديا بحكم الواقع… ولكنه في غياب أية سياسة حقيقية للتكوين في المجال العلمي والرياضي….في العالم العربي..ومع ذلك لانجد حرجا في ادعاء فضل لايد لنا فيه من بعيد أو قريب..
دعنا نثمن كل ما هو لأوطاننا به صلة سواءا مغربيا أو جزائري بكل فخر و إعتزاز لعرقنا يا أخ
كلام ولا اروع من ابن بلد الشهداء
” زيدان” ابن مهاجر جزائري ” سلم الكرة الذهبية لـــ ”بن زيمة ”ابن مهاجر جزائري آخر في ”يوم الهجرة 17 أكتوبر” الذي يحتفل به الجزائريون كل سنة و الذي يرمز لمعاناة المهاجرين الجزائريين في فرنسا أثناء فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر… هل هذه صدفة أم ..!!؟
لا تنس أنه اشاهد بالرئيس الفرنسي