بريطانيا: أسعار الغذاء تصعد بالتضخم مجدداً إلى أعلى مستوى في 40 عاماً

حجم الخط
0

لندن – وكالات: دفعت أكبر قفزة في أسعار الغذاء في بريطانيا منذ عام 1980 معدل التضخم مجدداً لما يفوق العشرة في المئة الشهر الماضي ليماثل مستوى هو الأعلى في 40 عاماً وصل إليه في يوليو تموز، بما يشكل ضربة جديدة للأسر التي تكافح للتأقلم مع أزمة تكلفة المعيشة في البلاد.
وقال مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني إن مؤشر أسعار المستهلكين زاد 10.1 في المئة على أساس سنوي في سبتمبر/أيلول.
وشكلت أسعار الغذاء والمشروبات غير الكحولية أكبر محفز لارتفاع التضخم في سبتمبر/أيلول إذ زادت بنسبة 14.5 في المئة، وهي أكبر قفزة منذ أبريل/نيسان 1980.
كما ارتفعت أسعار مجموعة المسكن إلى 20.2 في المئة الشهر الماضي، مقارنة بـ 20 في المئة في الشهر السابق له. أما أسعار النقل فقد تباطأ ارتفاعها إلى 10.6 في المئة من 12 في المئة على أساس سنوي.
وتراجع الجنيه الإسترليني لما دون 1.13 دولار بعد تلك البيانات وهبط في أحدث تداولات 0.2 في المئة.
والأسبوع الماضي، أظهرت بيانات رسمية انكماش الناتج المحلي الإجمالي في بريطانيا 0.3 في المئة على أساس شهري في آب/أغسطس، متأثرا بضعف القطاع الصناعي وتسبب أعمال الصيانة بانخفاض نشاط قطاع النفط والغاز. وتصاعدت درجة التشاؤم بأن الاقتصاد البريطاني يتجه نحو الركود. وتوقع «بنك إنكلترا» المركزي أن يبدأ الركود في الربع الأخير من العام الحالي، وأن يستمر حتى أوائل 2024.
وقالت فيكتوريا سكولار، المحللة في «انتراكتيف انفستور» للاستثمار، أن «التضخم يبقى المشكلة الاقتصادية الرئيسية لبنك انكلترا والحكومة».
وأضافت «بدون استقرار الأسعار ستستمر أزمة غلاء المعيشة في التأثير على الاقتصاد من خلال القضاء على ميزانيات الأسر وهوامش الربح في الشركات».
ويؤدي ارتفاع الأسعار إلى خيارات صعبة في تحديد الإعانات الاجتماعية، ورواتب موظفي الخدمة المدنية والمعاشات التقاعدية، ويزيد من تعقيد مهمة رئيسة الوزراء ليز تراس، التي أصبحت مقيّدة.
وتكافح تراس من أجل بقائها السياسي بعد خطة اقتصادية كارثية قُدّمت في 23 أيلول/سبتمبر وأشعلت النار في الأسواق المالية وأجبرتها على تحوّل مهين وجذري.
من جهته، قال وزير المال الجديد جيريمي هَنت بعد صدور أرقام التضخم الجديدة «أدرك أن العائلات في كل أنحاء البلاد تكافح للتعامل مع ارتفاع الأسعار وارتفاع فواتير الطاقة».
وأضاف «تعطي الحكومة الأولوية للفئات الأكثر ضعفاً بينما تعمل على تحقيق استقرار اقتصادي ونمو طويل الأجل ينشده الجميع».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية