الدوحة- أحمد يوسف:
مع اقتراب انطلاق كأس العالم لكرة القدم 2022 الذي يقام للمرة الأولى على أرض عربية منذ انطلاق النسخة الأولى عام 1930، تترقب الجماهير من أنحاء العالم حدثا فريدا تنظمه قطر باحترافية عالية.
وتصاحب فعاليات البطولة المقررة في الفترة من 20 نوفمبر/ تشرين الأول إلى 18 ديسمبر/ كانون الثاني المقبلين، أجواء حماسية وتجارب استثنائية مبهرة بمشاركة ألمع النجوم بالإضافة إلى تنظيم عروض عالمية ووجهات مذهلة وأسواق تقليدية، وغيرها من الفعاليات.
وتنتظر الجماهير وجهات ترفيهية وفعاليات ثقافية متنوعة في كل مكان، كما ستستمتع بالضيافة القطرية على أصولها، بجانب الأنشطة بمختلف أنواعها، الأمر الذي يستهدف جعل مونديال قطر الأفضل على مدى تاريخ كأس العالم.
وبلغت مبيعات تذاكر المونديال، حسب تقرير نشرته وكالة الأنباء القطرية، مليونين و890 ألف تذكرة لحضور مباريات تستضيفها 8 ملاعب شيدت بمواصفات عالمية.
ويأتي مشجعو قطر والولايات المتحدة والسعودية وإنجلترا والمكسيك والإمارات والأرجنتين وفرنسا والبرازيل وألمانيا في طليعة الجماهير الحاصلين على تذاكر البطولة منذ وقت مبكر.
ويشير التقرير إلى أن مونديال قطر سجل رقما قياسيا في مبيعات تذاكر الضيافة، ويتوقع أن يشاهد 5 مليارات شخص المونديال، وهو رقم يتوقع أن يتجاوز عدد نصف سكان العالم، ويشمل الجماهير في الملاعب والمشاهدين عبر شاشات التلفزيون وفي ساحات المشاهدة العامة، بحسب جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا.
وقال إنفانتينو إن المونديال السابق في روسيا 2018 حظي بمشاهدة أكثر من 4 مليارات شخص، وإن النسخة المقبلة لكأس العالم ستكون “الأفضل على الإطلاق”، وسوف تساهم في “توحيد العالم العربي”.
وتترقب جماهير المستديرة مفاجآت عديدة جرى الإعداد لها بمهارة لقضاء أوقات ممتعة تتيح التعرف على أسلوب الحياة في قطر ومنطقة الخليج العربي بعامة، بجانب ميزات الجذب الترفيهي والمراكز المتطورة التي تزخر بها قطر.
وحرصت السلطات القطرية على تسهيل تنقل مشجعي المونديال عبر وسائل التنقل المتعددة من حافلات النقل وسيارات الأجرة ومترو الأنفاق، فضلا عن وجود اللوحات الإرشادية على كل الطرق وكذلك عبر التطبيقات الذكية على الهواتف.
وسيكون بإمكان المشجعين مشاهدة أكثر من مباراة داخل الملعب في اليوم الواحد، وهي ميزة تنفرد بها هذه النسخة من المونديال.
تزخر قطر بمناطق جذب سياحي عديدة، منها جزيرة اللؤلؤة وكورنيش الدوحة وحديقة أسباير وسوق واقف ومتنزه قطر المائي ومتحف الفن الإسلامي.
وتضم قطر معالم ثقافية وسياحية كثيرة، أبرزها الحي الثقافي في كتارا وباحات مركز الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي ومكتبة قطر الوطنية ودار الأوبرا في كتارا وأوركسترا قطر.
ويستمتع زوار قطر برحلات السفاري في الصحراء الساحرة، التي تمنح صاحبها تجربة مثيرة من القيادة في الكثبان الرملية الذهبية المطلة على البحر، إضافة إلى ركوب الجمال والتزلج على الرمال في المنطقة نفسها.
وستحظى الجماهير العربية التي ستحضر إلى قطر بفرصة الاستمتاع برحلات التخييم من أجل عيش تجربة لا مثيل لها بين تفاصيل الجزر والكثبان والشواطئ الرملية، بما تحتويه من وسائل للتسلية وأخرى للراحة.
وتمثل الرحلات الليلية فرصة لا مثيل لها لقضاء وقت مميز في مراكب شراعية مختلفة أو مراكب تراثية.
وتنتظر الجماهير أيضا أوقات رائعة في مهرجان الـ”فيفا” للمشجعين في حديقة البدع، إذ ستستمتع بأفق الخليج الغربي كخلفية ساحرة، وبالبث المباشر للمباريات، إضافة لمجموعة راقية من العروض الموسيقية والثقافية.
وسيتمكن المشجعون من الاستمتاع بالألعاب والأنشطة المتنوعة في جزيرة “المها” في مدينة لوسيل بما فيها التزلج على الجليد وعروض السيرك، وتنظيم حفلات موسيقية وعروض وفقرات أداء تلائم الزوار من جميع الأعمار.
وطيلة فترة المونديال سيستمتع الزوار بمهرجان “أركاديا سبيكتاكيولار” للموسيقى الذي سيقام بالقرب من محطة مترو رأس بوفنطاس ويستضيف ما يصل إلى 15 ألف شخص، فيما ينطلق حدث موسيقي آخر، تستضيفه شركة “مدلباست” للترفيه في مدينة الوكرة، ويتوقع أن يستقطب 5 آلاف مشجع.
تتضمن الفعاليات الترفيهية التي يستضيفها كورنيش الدوحة بطول 6 كيلومترات من حديقة فندق الشيراتون إلى متحف الفن الإسلامي، عروضا فنية متجولة.
وضمن العروض اليومية طيلة فترة المونديال، سيستمتع ضيوف البلاد ببرنامج “أهلا بكم في قطر” الذي يحتوي على عروض مائية وألعاب نارية تتخللها أغان من الألبوم الرسمي لكأس العالم قطر 2022، ومعزوفات للملحن القطري وائل بن علي، ومقطوعات موسيقية لأوركسترا قطر.
وستشهد أنحاء الملاعب الثمانية التي ستشهد منافسات الحدث العالمي، أكثر من 6 آلاف عرض وفقرة أداء في 21 موقعا مختلفا، وتضم قائمة العروض العديد من أشكال الفنون أبرزها العروض الفنية والحرف اليدوية والتراثية والأزياء والتصميم وفنون الأداء والموسيقى وعرض الأفلام.
وفي مبادرة تعد الأولى من نوعها، تسعى فكرة “كن أنت المستضيف” للإسهام في إثراء تجربة ضيوف قطر خلال فترة إقامتهم، وتعريفهم بالتنوع الثقافي الكبير الذي تتمتع به البلاد.
وتهدف إلى تشجيع تبادل الثقافات، فضلا عن إطلاع المشجعين بشكل خاص على ثقافة قطر والمنطقة، والاستمتاع بالضيافة العربية الأصيلة وعاداتها العريقة، تزامنا مع الاستحقاقات الرياضية المقرر أن تستضيفها الدولة.
وأصدرت السلطات القطرية دليلا إرشاديا يحتوي على تفاصيل أماكن وأوقات الفعاليات التي ستصاحب البطولة، ويشتمل على العديد من الأرقام الإحصائية منها أن 12 موقعا أثريا وقلعة ستكون متاحة لزوار قطر في البطولة لزيارتها، بجانب 23 متحفا.
وتشير الأرقام إلى تخصيص منظمي المونديال لهواة ركوب الدراجات الهوائية مسارا بطول 33 كيلومترا ويعتبر الأطول في العالم، إضافة إلى أكثر من 3 آلاف مطعم و30 مركزا للتسوق.
(الأناضول)