غزة – القدس – “القدس العربي”:
تواصلت هجمات المستوطنين المتطرفين، مستغلين المساحة الواسعة التي يمنحهم إياها قادة الأحزاب سواء اليمينية أو الوسطية أو اليسارية، حرصا منهم على استغلال أصواتهم في الانتخابات البرلمانية التي تطرق الأبواب، إذ لم يعد يتبقى عليها سوى أيام معدودة.
وكان لافتا في الأيام الماضية، الهجوم العنيف للمستوطنين ضد المزارعين في موسم قطف الزيتون، من قبل منظمات مثل “شبيبة التلال” و”تدفيع الثمن” و”لهافا” و”ريغافيم” و”نحلاه”، التي أيضا صعدت هجماتها من حالة التوتر الميداني، خاصة خلال الأيام الأخيرة لـ “عيد العرش”، والتي عملوا خلالها لإقامة عدة بؤر استيطانية، ضمن مساعيهم الرامية لتحويلها إلى أماكن لانطلاق الهجمات الإرهابية ضد الفلسطينيين.
هجمات على موسم الزيتون
ومع بداية موسم جني ثمار الزيتون، صعدت تلك المنظمات هجماتها، انطلاقا من المستوطنات والبؤر الاستيطانية التي تقطنها، فقطعوا عددا كبيرا من الأشجار وسطوا على محصول الزيتون في عدة مناطق، وحرموا ملاكها من جنيها.
وفي هجمات أخرى نفذتها تلك الجماعات، هاجمت المواطنين خلال قطفهم ثمار الزيتون، تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي أطلق قنابل الغاز السام المسيل للدموع صوب المزارعين، مما أعاق عمل المزارعين وأسرهم في تلك المناطق القريبة من المستوطنات في عدة مناطق بالضفة، وهي مناطق لا يستطيع أصحابها الوصول إليها إلا في هذا الموسم، لجني الثمار وبيعها وتحقيق مكاسب مالية.
وتمركزت الهجمات والاعتداءات على أهالي حي وادي الربابة ببلدة سلوان في مدينة القدس المحتلة، وفي الخليل وضواحيها، وفي محافظة سلفيت وتحديدا في منطقة “الوجه الشامي” القريبة من مستوطنة “رفافا”، وفي أراضي قرية حارس غربا، وعدة قرى تتبع مدينة رام الله، وكذلك مزارعي قرية دير الغصون شمال طولكرم، الذين حرموا من الوصول إلى أراضيهم الواقعة خلف الجدار الفاصل، من أجل قطف ثمار الزيتون.
وفي هذا السياق، أوضح تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أنه تم تسجيل أكثر من 100 اعتداء من قبل المستوطنين على الفلسطينيين في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، وجاء في الصحيفة أنه في العشرة أيام الأخيرة، تم الاعتداء من قبل المستوطنين على الفلسطينيين أكثر من 100 مرة، وأن أغلب هذه الاعتداءات وقعت في شمال الضفة، وأوضح التقرير أن هذا العنف مدفوع من قبل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الذي سارع للتنديد باعتداء المستوطنين على جنود ورشهم بغاز الفلفل.
خطط استيطانية
وجاء ذلك في وقت كشف فيه النقاب عن قيام مجلس المستوطنات في الضفة الغربية (يشع)، عن إعداد مخطط يجري من قبل أوساط اليمين لتوسيع 26 بؤرة استيطانية و9 مستوطنات، حيث يوفر المخطط الضمانات للحيلولة دون نقل المناطق المصنفة (ج) الى الجانب الفلسطيني في أية تسوية مستقبلية محتملة مع الجانب الفلسطيني، ومن المقرر أن يتم عرض المخطط على الحكومة الإسرائيلية الجديدة بعد انتخابات “الكنيست” مطلع الشهر القادم.
كما جرى قيام ما تسمى باللجنة اللوائية للتخطيط والبناء الإسرائيلية، بالموافقة على خطط استيطانية في مدينة القدس، تتضمن بناء مئات الوحدات الاستيطانية، ومناطق المباني العامة والتجارية وتغيرات جذرية في البنى التحتية وربطها بمخطط (القدس الكبرى)، على أراضي قرى شعفاط وبيت حنينا وبيت صفافا والولجة وعين كارم ولفتا في مستوطنات جيلو و”كريات مناحيم”و” النبي يعقوب” و”رموت” و”رمات شلومو “وبسغات زئيف”.
رفض فلسطيني
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين، إن دولة الاحتلال التي تدعي “مكافحة” الإرهاب، “تمارس أبشع أشكاله المنظمة ضد الفلسطينيين، سواء فيما يتعلق بعمليات ومخططات تعميق الاستيطان، أو تهويد القدس الشرقية المحتلة، بهدف تغيير واقعها بالكامل”.
وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال تقوم بتوسيع مساحات إرهابها بشكل يومي في عموم الأرض الفلسطينية المحتلة، خاصة بمدينة القدس، بهدف فصلها عن محيطها الفلسطيني، وربطها بالعمق الإسرائيلي، وحسم مستقبلها السياسي من جانب واحد، وبقوة الاحتلال، وذلك من خلال تنفيذ سلسلة طويلة من الإجراءات والتدابير التي تندرج في إطار العقوبات الجماعية.
جرذان المستوطنين الصهاينة الملاعنة الذين يستأسدون على أبناء فلسطين الشرعيين صاروا كااطاعون الأسود الذي سيقضي على الأخضر واليابس والحابس، والله يعجل بتحرير فلسطين من قبضتهم إلى يوم الدين يارب العالمين