كييف: اتهمت دول غربية روسيا اليوم الاثنين بالتخطيط لاستخدام التهديد بقنبلة محملة بمواد نووية كذريعة للتصعيد في أوكرانيا، فيما أجلت موسكو المدنيين من مدينة جنوبية تحسبا لمعركة كبرى.
ومع تقدم القوات الأوكرانية داخل منطقة خيرسون، التي تحتلها روسيا، أجرى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اتصالات هاتفية مع نظرائه الغربيين أمس الأحد ليبلغهم أن موسكو تشتبه بأن كييف تعتزم استخدام ما يسمى “بقنبلة قذرة”.
وقال وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة في بيان مشترك إنهم جميعا رفضوا هذه الادعاءات وأكدوا دعمهم لأوكرانيا في مواجهة روسيا.
وذكروا “أوضحت بلداننا أننا جميعا نرفض ادعاءات روسيا الكاذبة بشكل واضح بأن أوكرانيا تستعد لاستخدام قنبلة قذرة على أراضيها… العالم سيرى أن أي محاولة لاستخدام هذه الادعاءات ذريعة للتصعيد”.
وذكرت وكالات أنباء روسية أن رئيس الأركان العامة للجيش الروسي فاليري غيراسيموف ورئيس أركان هيئة الدفاع البريطانية توني راداكين تحدثا هاتفيا اليوم الاثنين لمناقشة هذه الادعاءات.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة ألقاها الليلة الماضية إن الاتهام الروسي دلالة على أن موسكو تخطط لشن مثل هذا الهجوم بنفسها وستتهم أوكرانيا بتنفيذه.
وتابع زيلينسكي “إذا اتصلت روسيا وقالت إن أوكرانيا تعد لشيء ما، فهذا يعني شيئا واحدا: روسيا أعدت بالفعل كل هذا… وبالتالي، عندما يجري وزير الدفاع الروسي اليوم سلسلة من الاتصالات الهاتفية ويروي لوزراء الخارجية قصصا عما يسمى بالقنبلة النووية ‘القذرة‘، فإن الجميع يفهم كل شيء جيدا. يفهم من هو مصدر كل شيء قذر يمكن تخيله في هذه الحرب”
وردا على سؤال حول حقيقة أن الآخرين لا يصدقون على ما يبدو الاتهامات الروسية، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في إفادة اليوم الاثنين “عدم تصديقهم لا يعني عدم وجود تهديد… التهديد واضح”.
إخلاء
أمرت روسيا المدنيين بإخلاء الأراضي التي تسيطر عليها على الضفة الغربية لنهر دنيبرو حيث تتقدم القوات الأوكرانية منذ بداية هذا الشهر بعد وقت قصير من زعم موسكو أنها ضمت المنطقة.
وهزيمة روسيا هناك ستكون واحدة من أكبر انتكاسات موسكو في الحرب. وعاصمة خيرسون هي المدينة الكبيرة الوحيدة التي سيطرت عليها روسيا منذ بدء غزوها في فبراير شباط، وتمثل منطقة وجودها الوحيد على الضفة الغربية لنهر دنيبرو الذي يقسم أوكرانيا. وتسيطر هذه المنطقة على البوابة المؤدية إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014.
وأعلنت السلطات الروسية في خيرسون اليوم الاثنين أن الرجال المتبقين سيكون لديهم خيار الانضمام إلى وحدة عسكرية للدفاع عن النفس. وتتهم كييف روسيا بإرغام الرجال في المناطق المحتلة على الانضمام لتشكيلات عسكرية، وهي جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف.
وقال كيريلو بودانوف رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية إن القوات الروسية تستعد للدفاع عن مدينة خيرسون، وليس الانسحاب منها، وإن التقارير عن عمليات الإجلاء جزء من حملة إعلامية روسية. وأضاف أنه بينما تقوم روسيا بنقل مخصصاتها المالية لعملياتها وعتادها والسكان المعرضين للخطر والمصابين من خيرسون، فإنها تعزز أيضا الدفاعات.
وصرح لصحيفة أوكرانسكا برافدا الإلكترونية “إنهم يخلقون الوهم بأن كل شيء قد ضاع. لكنهم في نفس الوقت ينقلون وحدات عسكرية جديدة ويستعدون للدفاع عن شوارع خيرسون”.
ومنذ أن عانت القوات الروسية من هزائم كبيرة في ساحة المعركة في سبتمبر أيلول، صعَّد الرئيس فلاديمير بوتين الحرب واستدعى مئات الآلاف من جنود الاحتياط وأعلن ضم الأراضي المحتلة وهدد مرارا باستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن الأراضي الروسية.
وبدأت روسيا هذا الشهر حملة جديدة باستخدام صواريخ كروز بعيدة المدى وطائرات مسيرة إيرانية الصنع لمهاجمة البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا قبل حلول الشتاء.
ويعج التلفزيون الرسمي الروسي بالبرامج الحوارية التي تستضيف مؤيدين للهجمات على البنية التحتية المدنية الأوكرانية يدعون إلى اتخاذ تدابير أكثر صرامة من أي وقت مضى للقضاء على ما يصفونه بالدولة الأوكرانية غير الشرعية.
(رويترز)
امريكا استخدمت القنبلة القذرة في جنوب العراق من خلال اليورانيوم المخصب وقتلت الالاف وما يزال تأثيرها قاءما بنشر مرض السرطان.