ليبيا: دعم دولي لجهود المبعوث الأممي الجديد ومطالبات بتحديد الجدول الزمني للانتخابات

نسرين سليمان
حجم الخط
0

طرابلس – «القدس العربي»: تزامناً مع الإحاطة الأولى للمبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا السنغالي عبد الله باتيلي أمام مجلس الأمن الدولي مساء الاثنين، برزت دعوات دولية ومحلية ومقترحات وآراء حول الأزمة الليبية من قبل عدد من مندوبي الدول في المجلس، تضمنت حديثاً مطولاً عن المرتزقة ودعوات للتسريع في إجراء الانتخابات.
أبرز هذه الكلمات التي صدرت أمام مجلس الأمن خلال جلسة حول ليبيا كانت من مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير طاهر السني، الذي دعا مجلس الأمن الدولي إلى مزيد الخطوات الإيجابية لدعم استقرار ليبيا وإنهاء الانقسام الدولي القائم منذ سنوات حول أزمتها، مشيداً بما وصفه ببوادر التوافق الدولي داخل مجلس الأمن.
وقال إنه يأمل أن تصب جهود الدول الصديقة والشقيقة كلها في دعم الملكية الليبية للحل والقيادة، وأول تلك الحلول التوافق على قاعدة دستورية تفضي إلى انتخابات برلمانية ورئاسية وإنهاء المراحل الانتقالية كافة التي عانت منها ليبيا لأكثر من عشر سنوات.
وأضاف السني أن الأزمة في ليبيا معقدة ومركبة ولن تحل فقط بإجراء الانتخابات، ولكن ستكون خطوة مهمة نحو الحل وإنهاء أزمة الشرعيات وحتى نلتفت بعدها لإيجاد حلول جذرية لباقي التحديات. وطالب السني المجتمع الدولي بتقديم الدعم للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات والحكومة وإرسال الفرق لتقييم الاحتياجات من الأمم المتحدة وتقديم الدعم الفني واللوجستي للعملية الانتخابية منذ الآن، وذلك بالتوازي مع المسارات السياسية والأمني والعسكرية. وشدد السني على أن هذا سيكون مؤشراً مهماً على جدية المجتمع الدولي في دعم الانتخابات، وحتى لو كان هناك خلاف من قبل بعض الأطراف على إجراء الانتخابات يجب أن لا نقف عند ذلك. وأكد أن الليبيين في حالة ترقب وانتظار ليروا نهاية لهذه المرحلة التي تمر بها البلاد، وتحقيق رغبة 3 ملايين ناخب لإجراء الاستحقاق الديمقراطي، متوقعاً إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بتجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا يعطي بعض الأمل في مجلس الأمن حول وجود إرادة لحل المشكلة السياسية في ليبيا.
وأشار السني، في كلمته، إلى دور اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 في توحيد المؤسسة العسكرية التي لطالما شهدت الانقسام، والتي من الممكن أن تكون نواة لبناء جيش ليبيا الموحد.
وعلى الصعيد الدولي، قال مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أن وصول الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي، إلى العاصمة طرابلس بمثابة فرصة لبث الحياة مرة أخرى في العملية السياسية، داعياً البعثة إلى أن يكون لها دور قائد في الدفع بشأن الاتفاق على إنجاز القاعدة الدستورية، ومواعيد زمنية واضحة للانتخابات. وطالب الدبلوماسي الأمريكي كافة الأطراف الليبية بالمشاركة في الجهود الأممية للاتفاق على القاعدة الدستورية الخاصة بالانتخابات، مشيراً إلى أنهم اقتربوا من الاتفاق في أكثر من مناسبة، ومن المهم تجديد جدول زمني واقعي للانتخابات. وحذر القيادات في ليبيا من استخدام العنف للدفع بأهداف سياسية، مشدداً على أن هذا أمر غير مقبول، معرباً عن قلق الولايات المتحدة البالغ إزاء إمكانية حدوث مزيد الاقتتال بعد المصادمات التي حدثت في آب/أغسطس الماضي بين مجموعات مسلحة في العاصمة طرابلس. وحمل الدبلوماسي الأمريكي في كلمته أمام مجلس الأمن كل الدول المسؤولية عن أي إجراءات ليبية تؤدي إلى زعزعة الوضع الأمني، مشدداً على ضرورة أن تتوافق هذه الدول لدعم جهود الأمم المتحدة والعملية السياسية التي تيسرها بين الأطراف الليبية، وتطبيق التزام صارم من كل الأطراف في الامتناع عن استخدام العنف والقوة. وقال مندوب الصين لدى الأمم المتحدة إن المنظمة الدولية قناة الوساطة الأساسية في العملية السياسية الليبية، معلناً ترحيب بكين بتعيين الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عبد الله باتيلي، وتوليه مهام وظيفته.
وأضاف المندوب الصيني في كلمته أمام مجلس الأمن، أن تعيين باتيلي يمكن أن يساعد البعثة الأممية على أن تعود لمهامها بشكل كامل بما يعزز جهود الأمم المتحدة، ومساعيها الحميدة في الوساطة بين الأطراف الليبية.
وشدد على ضرورة أن يلتزم المجتمع الدولي بشكل كامل بعملية سياسية تحت قيادة ليبية، وأن يحترم سيادة ليبيا وسلامة أقاليمها، وأن يمتنع عن فرض حلول من الخارج.
وفي السياق ذاته، أكدت مندوبة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أن مسألة عقد الانتخابات البرلمانية والرئاسية تبقى مطلباً مشروعاً للشعب الليبي، لكن تحقيقها يتطلب فتح حوار بين جميع الأطراف الليبية، معلنة ترحيب بلادها باجتماع رئيسي مجلس النواب عقيلة صالح، والمجلس الأعلى للدولة خالد المشري قبل أيام قليلة في المغرب.
وشددت في كلمتها، أمام مجلس الأمن على أنه لتحقيق هذه الغاية فإنه يتعين السير في مسار المصالحة الوطنية، مشيدة بتقدم جهود المجلس الرئاسي في هذا الصدد، مجددة التأكيد على ضرورة توحيد المؤسسات الأمنية والسياسية، وبدء سحب القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا، وذلك على نحو متزامن ومرحلي وتدريجي ومتوازن.
والاثنين، قدم الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي، إحاطته الأولى إلى مجلس الأمن الدولي حول الوضع في ليبيا، وذلك بعد أيام من مشاوراته مع الأطراف الليبية على مدى أيام منذ وصوله إلى طرابلس قبل أكثر من أسبوع.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية