تفصلنا أشهر قليلة عن انتخابات تركيا العامة، التي تشكل أهمية كبيرة بالنسبة إلى الشارع السياسي، باعتبارها تصادف هذه المرة الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية. وفي هذا الصدد، بدأت جميع الأحزاب التركية تقريبا بإعلان رؤاها المستقبلية الجديدة للشعب مع اقتراب الانتخابات، المزمع إجراؤها صيف العام المقبل. وقبل أسابيع قليلة، استخدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عبارة «عصر تركيا»، كشعار لحملته الانتخابية. ولن يكون مستغربا، إذا قامت المعارضة التركية بتطوير جملتها على أساس المئوية الثانية للجمهورية، نظرا للبيان الذي أصدره «حزب الشعب الجمهوري» قبل عامين تحت عنوان «إعلان دعوة للمئوية الثانية».
أكد أردوغان أنهم يعملون من أجل بناء تركيا تنمو وتزيد قوة وتنهض أكثر وتوسع حقوقها وحرياتها في كل مجال
ووجه حزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة أردوغان، دعوة إلى عدد كبير من الشخصيات البارزة في تركيا والعالم، للمشاركة في المؤتمر الذي يعتزم تنظيمه يوم الجمعة المقبل للإعلان عن رؤية «عصر تركيا». تمتلك جميع التيارات الأيديولوجية/ السياسية المختلفة في تركيا قراءتها الخاصة للحداثة العثمانية -التركية، بل يتضمن ذلك تقييمات تاريخية بديلة لكيفية إجراء حملة النضال الوطني والأحداث التي أعقبتها. فقراءة حزب الشعب الجمهوري ذو التوجه الكمالي (نسبة إلى مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك)، الذي يهمش الدولة العثمانية، تمجد فترة الحزب الواحد بطريقة مطلقة. أمّا التيار اليميني، المكون من الحزب الديمقراطي الذي أطاح بحكم الحزب الواحد عام 1950، والأحزاب التي ورثت أفكاره، وحركة «ميلّي غوروش» (الرؤية الوطنية) وحزب الحركة القومية، فإنه ينتقد بشدة حزب الشعب الجمهوري الذي يميل لليعاقبة. وتعتبر هذه التقاليد السياسية نفسها جهات فاعلة تتحدى وصاية البيروقراطيين وتجسد الإرادة الوطنية. وقال الرئيس أردوغان مؤخرا إنهم يستعدون بشوق وحماس وبهجة لإحياء الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية في العام المقبل، مضيفا: «بالنسبة لنا، فإن هذه الذكرى أكثر من مجرد تغيير في التقويم يمثل بداية القرن الثاني من دولتنا الجديدة. وبهذا الفهم، أطلقنا مصطلح عصر تركيا على القفزة التي ستحققها جمهوريتنا التي تعتبر الدولة الثالثة التي أنشأناها على أراضي الأناضول في الألف عام الماضية، وستصل من خلالها إلى المستوى الذي كنا نحلم به كأمة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والدبلوماسي. إن هذه الرؤية التي سنرفع من خلالها كل إنجازات بلدنا وحضارتنا، ستكون أعظم إرث نتركه للأجيال الجديدة».
وقال أردوغان إنهم يعتبرون رؤيتي عامي 2053 و2071 اللتين قاموا بطرحها منذ فترة طويلة، خطوات على طريق بناء عصر تركيا. مضيفا: «إضافة لذلك، نحن نحقق هذه القفزة في وقت يمر فيه العالم بتحوّل تاريخي. إن المرحلة التي تمر بها تركيا ليست بمنأى عمّا يحدث في العالم من تطورات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية. لقد تحرّر العالم من هيمنة الفاشية في منتصف القرن الماضي ومن أوهام الشيوعية قبل 30 عاما. ونأمل أن يتخلص عالمنا في الفترة الحالية من القيود المنحرفة التي تم وضعها أمامنا مغلفّة بمصطلحات المفاهيم البرّاقة والتي أفسدت الطبيعة البشرية وجرّتها إلى شفا كارثة مرة أخرى». وأكد أردوغان أنهم يعملون من أجل بناء تركيا تنمو وتزيد قوة وتنهض أكثر وتوسع حقوقها وحرياتها في كل مجال، وتابع: «هدف عصر تركيا الذي نطلقه لا يتمثل فقط في زيادة رفاهية شعبنا وجعل بلدنا قوة إقليمية وعالمية، بل إنه يمثل قفزة سنحيي من خلالها جذور إيماننا وثقافتنا وحضارتنا. ولهذا السبب، أخاطب كل فرد من مواطني البالغ عددهم 85 مليونا؛ تعالوا نبني عصر تركيا معا فوق البنية التحتية للديمقراطية والتنمية التي قمنا بتفعيلها خلال الأعوام الـ20 الماضية. دعونا نتحد لكي نجعل معا عام 2023 الذي يصادف الذكرى المئوية لتأسيس جمهوريتنا نقطة انطلاق أكبر قفزة لبلادنا».
خلاصة الكلام؛ يرى مراقبون أن رؤية «عصر تركيا» التي أطلقها الرئيس أردوغان تعتبر بمثابة علامة لبداية جديدة بالنسبة إلى تركيا. حتى أن بعض الخبراء، يؤكدون أنه ستكون هناك قراءات لما قبل وما بعد يوم الجمعة الموافق 28 أكتوبر 2022، أي موعد الإعلان عن الرؤية المستقبلية المذكورة. ويمكن أن تتصدر «الإنجازات المئوية» و»إعادة البناء»، العديد من مجالات السياسة في رؤية المئوية الجديدة.
*كاتب تركي
أتاتورك وعسكره وحزبه حاربوا الإسلام بتركيا لمدة ثمانية عقود !
أردوغان أفشل هذه الحرب منذ عقدين !!
ولا حول ولا قوة الا بالله
*كل التوفيق والنجاح ل تركيا وأردوغان.. بغد مشرق مزدهر إن شاء الله.