إسرائيل أمام السؤال الانتخابي.. “نمط بوتين” أم قومية يهودية؟

حجم الخط
4

كل حملة انتخابات تعد استفتاء شعبياً. وفي كل حملة انتخابات سؤال أساسي على المواطنين أن يجيبوا عليه: هل الانتخابات بين بيبي ولا بيبي؟ بين يمين ويسار؟ الحرب والسلام؟ الرأسمالية والاشتراكية؟ لا. كل هذه الأسئلة باتت من التاريخ. السؤال الحاسم هذه المرة مختلف: بوتين أو لا بوتين. إسرائيل قومية متطرفة – بسلطة مطلقة، بروح موسكو، أو إسرائيل يهودية – ديمقراطية. حكم مركزي للكرملين في القدس – أو مجتمع حر.

كان بوتين بطلاً محلياً قبل وقت قصير مضى. مثل نظيره الأمريكي دونالد ترامب، يعد زعيماً قوياً لأمة قوية. رجل – رجل. عندما فشل براك أوباما في سوريا ونجح فيها بوتين، نال رجل موسكو هتافات عاصفة عندنا. أمام الضعف والمصالحة للغرب الليبرالي، فإن كل الـ كي.بي.جي السابق عرض عنقود قيم سحر لب قسم كبير من الإسرائيليين: قوة، تصميم، دهاء وذكاء. في الوقت الذي أخذت فيه إسرائيل تتغير. الخوف الحقيقي – والمبرر – من فقدان قدرة الحكم، خلقا تطلعاً لزعيم قوي ذي قبضة حديدية. ولد العداء لجهاز القضاء إيماناً بحكم قوي عديم القيود وعديم الحدود. وانهيار حل الدولتين أدى إلى تفشي مزاج قوة وهكذا، بالتدريج، سنة تلو سنة، تبنى قسم مهم من الإسرائيليين عالم مفاهيم يشبه عالم مفاهيم الحاكم الروسي. فقد ملوا الكونية، الليبرالية، التوازنات والكوابح. تعبوا من الأخلاقية والسلامة السياسية والقيود التي وضعت على القوة. عندما أيدت الجماهير اليئور عزاريا وثارت ضد رئيس الأركان آيزنكوت، فإنهم تمردوا على الرسمية الديمقراطية المتوازنة والملجومة. وعندما يحملون على أكتافهم سموتريتش وبن غفير فإنهم يسيرون في طريق صياد الدببة مكشوف الصدر من سيبيريا.

مشكلة: دولة القبضة الروسية تنكشف هذه الأيام في أوكرانيا كدولة بائسة. نموذج بوتين انكشف في كييف وخيرسون كنموذج فاشل. محب الحرائق الجالس في الكرملين ليس زعيماً قوياً لأمة قوية، بل زعيم ضعيف لأمة متفككة. لماذا؟ لأن الجنود عندما لا يدافعون عن مجتمع حرب بل عن حاكم طاغية، فإنهم يهربون من المعركة. وعندما يكون النظام فاسداً يكون الجيش عفناً. وعندما لا يكون هناك فصل للسلطات ولا توجد حرية، تنعدم الهوية الوطنية المتماسكة كما تنعدم الروح القتالية. وعندما يخرج الناس إلى حرب خيار لا تستهدف الدفاع إلا عن الاحتلال فمصيرهم الهزيمة. القومية المتطرفة ذات نزعة القوة والصلاحيات المطلقة تنهار في ذاتها وتؤدي إلى الخراب. لقد عرفت الصهيونية دوماً هذه الحقيقة الأساسية. فقد تحققت المعجزة الإسرائيلية لأننا وازنّا دوماً بين القومية والكونية، بين القوة والحرية، وبين الروح القتالية والسعي إلى السلام. عرفنا دوماً بأن علينا أن نكون أقوياء لكننا فهمنا بأن علينا أن نكون محقين أيضاً. رغم أننا شهدنا مئة سنة من الحرب، لم نتخل عن الحرية والديمقراطية والتقدم. وبشكل شبه عجيب، نجحنا في تصميم دولة عرفت كيف تكون أثينا قوة دون أن تصبح اسبارطة. وعليه فإن ما يقترحه سموتريتش وبن غفير وحلفاؤهما علينا الآن، هو خطير جداً. وعليه، فإن فعلهم السياسي غير صهيوني على نحو ظاهر.

إن الخيار الذي يقف أمامه الإسرائيليون هذا الأسبوع ليس بين نتنياهو ولبيد وغانتس؛ بل بين القومية المتطرفة على نمط بوتين، والقومية اليهودية الإسرائيلية والديمقراطية. ستكون المعركة على الروح والبيت.

بقلمآري شافيت

 يديعوت أحرونوت 30/10/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول قلم حر في زمن مر:

    ما بني على باطل فهو باطل و دويلة الباطل إسرائيل المحتلة لأرض فلسطين إلى زوال طال الزمن أو قصر حقيقة ساطعة سطوع الشمس ??????????????

  2. يقول قلم حر في زمن مر:

    لا هذا ولا ذاك فبنو صهيون سيطردون من أرض فلسطين شر طردة، وارتقب إنهم مرتقبون والقادم أسوأ بانتظار دويلة السراب والخراب على يد أحرار فلسطين الميامين المباركين الشهداء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ??????????????????????????

  3. يقول تيسير خرما:

    كانت القرم حل أفضل ليهود روسيا وأوروبا الشرقية لكن تراجع ستالين عن ذلك فقسم قرار أممي 1947 فلسطين لدولتين يهودية وعربية وأساء ليهود عرب (نصف سكان إسرائيل) وحشرهم بعداء المسلمين ولو بقي خيار القرم لقسم قرار أممي 1947 فلسطين لدولتين واحدة أصغر ليهود عرب وثانية أكبر لمسلمين عرب فتنضمان معاً لجامعة دول عربية ولاستحال قبول دولة يهود عرب تهجير روسيا وأوروبا الشرقية ملايين يهودهم لفلسطين بعد ذبح نصفهم ولتم تفادي حروب مع المسلمين ولانتفت حاجة إسرائيل لتوسع لاستيعاب يهود غير عرب أو لتدخل دول الغرب المغرض

  4. يقول Robert mogaby:

    دوله الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة..

إشترك في قائمتنا البريدية