القاهرة- بين ظروف اقتصادية قاسية ونقص في العملة الصعبة واستعدادات لاستضافة قمة المناخ الدولية في الأيام المقبلة، كانت أزمة المغنية المصرية شيرين عبد الوهاب من أكثر ما شغل بال المصريين في الآونة الأخيرة، سواء في الإعلام أو على منصات التواصل.
كشف ملامح الأزمة شقيق المغنية الشهيرة قبل قرابة أسبوعين عندما أعلن في مداخلة على إحدى الفضائيات أنه ووالدتهما أودعا شيرين مصحة للعلاج من الإدمان.
بدأت أزمة شيرين عبد الوهاب منذ أواخر العام الماضي بعد انفصالها عن زوجها الفنان المصري حسام حبيب، وهو أمر لم يحصل بطريقة هادئة بل كان مادة للإعلاميين ومستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، وخصوصا وأن الزوجين اختصما بعضهما قضائياً.
وعقب انفصالها، ظهرت عبد الوهاب في حفلة غنائية بدولة الإمارات في كانون الأول/ ديسمبر 2021 بمظهر بدا جديدا عليها وعلى متابعيها، إذ كانت حليقة الرأس وقالت “أرجو أن تتقبلوني بهذا الشكل”.
وقال الناطق باسم نقابة الموسيقيين طارق مرتضى لوكالة فرانس برس “شيرين هي إحدى المواهب النادرة في الوسط الفني وهي تُعتبر امتداداً للأصوات القيمة الهرمية في العالم العربي”.
وتساءل “من له مصلحة في قتل موهبة كبيرة مثلها؟”.
بدأت عبد الوهاب مشوارها الفني لأول مرة على الساحة الغنائية منذ عقدين بألبوم مشترك مع المغني المصري تامر حسني يحمل اسم “فري ميكس 3″، بيعت منه نحو 20 مليون نسخة، واستطاعت أن تحجز مكانها في قائمة أهم مطربات العالم العربي في وقتنا الحالي.
وأصدرت ثمانية ألبومات غنائية حمل آخرها اسم “نسّاي” عام 2018، إلى جانب العديد من الأغاني المنفردة وأغاني الأفلام، وكانت لها تجربة سينمائية وحيدة في الفيلم الكوميدي “ميدو مشاكل” عام 2003، كذلك قدمت عملا دراميا واحدا وهو مسلسل “طريقي” عام 2015.
وحصدت عبد الوهاب جوائز كثيرة في مهرجانات عدة في مختلف أنحاء العالم العربي، وشاركت في لجنة تحكيم برنامج الغناء الشهير “ذا فويس” النسخة العربية لمدة ثلاثة مواسم.
مع تصاعد أزمة عبد الوهاب، سخر مصريون من الاهتمام الإعلامي البالغ بهذا الأمر، فعلى سبيل المثال انتشرت صورة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث في الهاتف وكتب عليها “دعنا من أوكرانيا، ما أخبار شيرين عبد الوهاب”، في إشارة إلى الضجة الإعلامية المثارة.
كذلك انتشر تسجيل صوتي قيل إنه تسريب لاتصال هاتفي أجرته عبد الوهاب في الأيام الماضية تتحدث فيه عن تعرّضها لمؤامرة. لكن هذا التسجيل الذي استمع إليه ملايين الأشخاص قديم، بحسب خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس.
تبادل الاتهامات كل من زوج المطربة السابق من ناحية وأسرتها من ناحية أخرى حول محاولات استغلالها معنويا وماديا، إلى جانب اتهامات بسوء المعاملة تصل إلى حد الضرب.
وظهر ذلك من خلال برنامج الإعلامي المصري البارز عمرو أديب، حيث كانت لشقيق شيرين وزوجها السابق مداخلتان هاتفيتان أوضحا خلالهما رواياتيهما، لكن تبقى حقيقة الأمر غائبة باختفاء المطربة المصرية.
وقال محمد عبد الوهاب “شقيقتي تتعرض لعصابة تريد النيل منها”، في إشارة إلى طليقها حبيب الذي اتُّهم من أسرة المطربة في وقت سابق بأنه يتعدى عليها بالضرب.
إلا أن حبيب نفى ذلك قائلا “لم أكن يوما في حياتي عنيفا مع امراة … ليست تربيتي”، مضيفا “لم يحدث أن أخذت منها (شيرين) جنيها واحدا”.
وجرى ذلك على الرغم من أن البيان الأخير لعبد الوهاب على صفحتها الرسمية على شبكة فيسبوك أكد تصالحها مع حبيب في ما بينهما من قضايا “حرصا على استمرار العلاقة الطيبة بينهما”.
والعنف ضد المرأة ليس بالأمر الغريب في البلد العربي الذي يبلغ عدد سكانه زهاء 104 ملايين نسمة.
وقد سجل مرصد جرائم العنف، وفقا لمؤسسة “إدراك” للتنمية والمساواة المصرية، خلال العام الماضي، 813 جريمة عنف ضد النساء والفتيات مقارنة بـ415 جريمة عام 2020.
وفي هذا السياق قال مرتضى “ليس عيباً في شيرين أن يطمع فيها الجميع… إنها مظلومة”.
وفي ظهورها التلفزيوني الأخير أوائل الشهر الفائت، قالت عبد الوهاب وقد بدت في حالة أفضل، معلقة على ما تناولته الصحف سابقا عن أزمة إدمانها “هل لأنه طبيب إدمان، فيجب أن أكون أنا أتعالج من الإدمان؟!”.
وأضافت “هناك إدمان أدوية وأكل وعادات سيئة، ليس فقط مخدرات”.
كانت عبد الوهاب ظهرت في حفل غنائي في آب/أغسطس على هامش مهرجان قرطاج بتونس مع طبيبها المعالج نبيل عبد المقصود، وقبّلت يده أمام الحاضرين وقالت “أحب أن أشكر دكتوري (طبيبي) هو من عالجني جديا”.
هذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها عبد الوهاب جدلا، إذ أوقفتها نقابة الموسيقيين في مصر عن العمل أواخر العام 2017.
وصدر بحقها لاحقا في شباط/ فبراير 2018 حكم قضائي بالحبس لمدة 6 أشهر لإدانتها بنشر أخبار كاذبة بسبب إطلاقها تعليقا مازحا في إحدى حفلاتها الغنائية حينما طلبت منها إحدى معجباتها أن تغني واحدة من أشهر أغنياتها وهي “ما شربتش من نيلها” فردت عبد الوهاب بأن من يشرب من النيل يصاب بالبلهارسيا.
وتمت تبرئتها في أيار/ مايو من العام نفسه.
كما أثارت شيرين ضجة إعلامية كبيرة قبل سنوات مع إعلانها اعتزال الفن أوائل العام 2016، لتتراجع بعدها عن هذا القرار بعد بضعة أيام فقط.
وتلقت المطربة المصرية أخيراً عشرات الرسائل الداعمة لها من زملائها الفنانين في مصر وخارجها.
وكان من بين أبرز الداعمين لشيرين عبد الوهاب في أزمتها الأخيرة الممثلة المصرية ليلى علوي وعدد من النجمات العربيات كالمصرية أنغام واللبنانيتان ماجدة الرومي ونجوى كرم والإماراتية أحلام.
كما نشر نقيب الموسيقيين المصري مصطفى كامل على شبكة فيسبوك مقطعا مصورا أبدى فيه الدعم لعبد الوهاب.
وقال “كل الدعم لشيرين أدبيا ومعنويا وفنيا حتى تعود كما كانت”.
وعلّق الناطق باسم نقابة الموسيقيين طارق مرتضى “شاء أعداء شيرين أم أبوا، فهي اسم كبير حفر في قلوب الناس”.
(أ ف ب)
هذا هو عالم الفن ،يتمخض دائما عن مشاكل سرعان ما تجد طريقها الى وسائل التواصل الاجتماعي ،نسال الله الستر في الدنيا و الاخرة.
هذه الإنسانة من أول يوم سمعت باسمها وهي في المشاكل… وحل مشاكلها بسيط هو التوبة والرجوع إلى الله وتركها للوسط الذي هو سبب مشاكلها أسأل الله لها الهداية