تعالت الاصوات في الأيام والاسابيع الاخيرة المطالبة باقصاء ايران من المشاركة في نهائيات كأس العالم 2022 التي تنطلق في قطر بعد نحو أسبوعين لأكثر من سبب، لكن هل حقاً يفعلها الفيفا قبل أيام من انطلاق العرس الكبير؟
بالفعل قدم الاتحاد الأوكراني مذكرة احتجاج الى الفيفا، طالباً اقصاء المنتخب الايراني من المونديال على خلفية دعمه القوات الروسية في عمليات اجتياحها لبلده عبر بيع طائرات مسيرة الى النظام الروسي، بل ادعى المسؤولون الأوكران ان هناك ضباطاً ايرانيين يساعدون الروس في أرض المعارك، قبل أن تدخل على الخط جمعيات حقوق الانسان مؤيدة هذا الطلب على خلفية الاحداث الدامية التي تشهدها إيران خلال موجة احتجاجات من بين الأوسع منذ الثورة الإسلامية عام 1979 تفجرت اثر وفاة مهسا أميني (22 عاما) في 16 أيلول/سبتمبر عقب توقيفها لدى شرطة الأخلاق.
الفكرة ليست سابقة، بل وقعت في الأراضي الاوروبية قبل بدء كأس الامم الاوروبية في 1992، عندما تم استبعاد يوغسلافيا بسبب حرب البلقان العرقية، والتي عارضها الاوروبيون والغرب عموماُ، لتتم دعوة المنتخب الدنماركي، الذي حل بعد اليوغسلافيين في ترتيب المجموعة خلال التصفيات، في اللحظات الاخيرة، ما قاد الى استدعاء اللاعبين من اجازاتهم الصيفية، والاكثر دهشة ان هذا الفريق الاسكندنافي نجح في تفجير المفاجأة بالفوز باللقب في نهاية المطاف. وطبعاً هناك أمثلة حديثة بمعاقبة كل المنتخبات والفرق الروسية من المشاركة في أي مسابقة ينظمها الفيفا أو اليويفا.
لكن اذا اقتنع مسؤولو الفيفا، أو بالاحرى، زادت عليهم الضغوطات السياسية باجبارهم على استبعاد ايران، فمن يحل مكانها؟ طبعا الأوكرانيون زادوا طلباً على طلبهم الأساسي باستبعاد ايران وهو وضع منتخبهم مكان الايرانيين لاعتبارات سياسية لرفع معنويات الشعب الأوكراني، رغم أن المنتخب الاوكراني خاض التصفيات وأخفق عند الملحق النهائي بخسارته أمام ويلز، فيما طالب آخرون باستدعاء المنتخب الايطالي بسبب تاريخه وثقله الكروي وتصنيفه العالي، رغم ان هذا المونديال هو الثاني على التوالي الذي يخفق في التأهل اليه. وهناك أيضاً من يقول انه من المنطقي ان يكون البديل من تلى المنتخب الايراني في ترتيب مجموعته، وحينها سيكون المنتخب الاماراتي الذي حل ثالثاً بعد ايران المتصدر وكوريا الجنوبية الثاني اللذين تأهلا مباشرة، فيما خاض هو ملحقاً فاصلاً خسره أمام المنتخب الاسترالي. وربما اذا كان لصاحب الضيافة المنتخب القطري كلمة فانه سيفضل بقاء ايران على استدعاء اي منتخب آخر، خصوصا ان الايرانيين لعبوا دوراً جوهرياً في المساهمة في امداد قطر بالمواد الخام لانشاء استاداته وبنيته التحتيه خلال فترة الحصار التي عانى منها من جيرانه.
المطالبة باقصاء منتخب من المونديال القطري، لم تكن حصرية على المنتخب الايراني، فخلال أسابيع الصيف الماضي تقدم المنتخب التشيلي بشكوى تهدف الى استبعاد المنتخب الاكوادوري من المونديال القطري، والحلول مكانه، وطالب الفيفا بالتحقيق في ادعاءات ضد المنتخب الإكوادوري بشأن مشاركة لاعب غير مؤهل مع المنتخب في تصفيات أمريكا الجنوبية، ويتعلق الأمر بالظهير الأيمن بايرون كاستيلو. وذكر الاتحاد التشيلي أن لديه دليلا على أن كاستيلو ولد في كولومبيا وليس في الإكوادور كما هو مذكور في وثائقه الرسمية. وخاض كاستيلو 8 مباريات في التصفيات المؤهلة للمونديال، بينها المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي مع تشيلي في سبتمبر/أيلول وكذلك المباراة التي انتهت بفوز الإكوادور على تشيلي 2-0 في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي. لكن بعد نظر الادعاءات الموجهة من الاتحاد التشيلي، رفض الفيفا الشكوى، وأكد مشاركة الإكوادور في مونديال قطر 2022.
ويبدو المنتخب التونسي معرضاً أيضا لخطر الإيقاف من البطولة، اذ حذر الفيفا تونس من إمكانية استبعاد منتخبها من كأس العالم إذا ثبت تدخل الحكومة في شؤون كرة القدم. ويشترط الفيفا أن تكون جميع الاتحادات الأعضاء على منأى من أي تدخل سياسي، لكن التعليقات الأخيرة من وزير الشباب والرياضة التونسي كمال دقيش، بشأن حل المكاتب الفيديرالية التي يمكن أن تشمل أيضا اتحاد كرة القدم، أثارت تحذيرا من الفيفا، الذي قال إنه قد يعاقب المنتخب بإقصائه من المونديال. ويعتقد الفيفا أن دقيش يحاول التدخل في إدارة الاتحاد التونسي لكرة القدم، وبموجب ذلك، بعثت برسالة ضمّنتها مخاوفها التي إن ثبتت، سيتخذ موقفا حازما وسريعا حيالها. وإذا لم يتلق الفيفا أي رد رسمي من تونس، فإنها تواجه فعلا خطر الإقصاء من مونديال 2022.
وبدأت الطيور الجارحة تحوم حول الفريسة المحتملة، فثارت تكهنات حول من يمكن أن يحل محل تونس في المونديال، فتعتقد وسائل الإعلام الإيطالية أن منتخب بلادها، يجب أن يأخذ مكان تونس لأنه البلد الأعلى تصنيفا ضمن الفرق التي لم تتأهل، لكن المنتخبات الافريقية الاخرى التي أخفقت عند الحاجز الأخير كمالي التي خسرت الدور الفاصل أمام تونس، وأيضا مصر والجزائر ونيجيريا والكونغو ستشعر أن لها الاولوية.
كل هذه احتمالات بعيدة التحقق مع الاقتراب الوشيك لانطلاق المونديال الأول في بلد عربي واسلامي وفي الشرق الاوسط.
@khaldounElcheik
مسكينة تونس حسادها دائما كثيرون حتى في الرياضة
ليس مسكينة تونس ، المساكين العجز هم الحاسدين و ليس المحسوبين ، تونس دايمًا عالية …
هههها ….حتى في الرياضة ….؟ لك الله يا تونس….ما اكثر حسادك ….!
الفيفا تفرض على الأنظمة السياسية عدم التدخل في جامعات كرة القدم و في نفس الوقت ترضخ الفيفا نفسها للسياسة و المال!!!
من جهة اخرى، بدأت منتخبات فشلت في التاهل لكاس العالم مثل “الطيور الجارحة تحوم حول الفريسة المحتملة” بشكل نرجسي دون روح و اخلاق رياضية !!!
تونس في المونديال النسخة القطرية 2022 بحول الله و قدرته و ان كنت تقصد تونس بكلمة فريسة فأنت مخطىء ، تونس لم تكن سابقًا و لن تكون مستقبلاً فريسة لاحد ، انى لهم ذلك …?????
الكاتب المحترم لم يتطرق لفريق الكاميرون المهدد هو الآخر بالإقصاء على خلفية نزاعه القضائي مع شركة الملابس الرياضية الفرنسية التي فسخ عقده معها من جانب واحد وتعاقد مع شركة أمريكية انتهت فعلاً من صناعة البدلة الرسمية للفريق…وقد أصدرت محكمة فرنسية حكماً ضده يُلزمه باحترام العقد ودخلت الفيفا على الخط. وهنا أيضاً “طيور جارحة” تنتظر فرصتها لتعويض ما فاتها على أرضية الملعب… وللقصة بقية…
بالنسبه لي فحتى إستبعاد إيران هو غير منطقي ، فكيف تعاقب لاعبين ومدربين وكوادر سهرت وتعبت وسافرت وبذلت مجهودا لتتأهل للعرس العالمي ؛ ومن أجل بعض الأشخاص الذين لا سلطة عليهم من كوادر هذه المنتخبات .
ومن التناقضات العجيبه أن يتم تنديد التداخل بين الرياضة والسياسة في تونس بينما يتم إدخال السياسة لإيقاف روسيا مثلا .
المنتخب الروسي لم يشارك في الحرب ضد اوكرانيا وتم استبعاده بسبب سياسات دولته وهي نفس الدوله التي احتضنت المونديال السابق وبتواجد بوتين نفسه في منصة الإفتتاح .
تسييس كرة القدم موجود وبوضوح ولكنه حكر على البعض .
الكيان الصهيوني لا يشارك في تصفيات آسيا بسبب القضية ولكنه يشارك مع أوروبا في تناقض غريب .