باريس ـ «القدس العربي»: أصبحت المنصة ضرورية لفناني الوشم لمشاركة أعمالهم وإدارة عملائهم، لكن هذه الممارسات الجديدة لا تخلو من إحداث احتكاك بين الأجيال في المهنة.

ففي السنوات الأخيرة تضاعفوا، وارتبطوا ارتباطًا جوهريًا بانستغرام والمكانة الراجحة التي تلعبها المنصة اليوم في ممارسة «الفن العاشر». في العصر الرقمي الكام ، يقوم فنانو الوشم الآن ببناء زبائنهم على الشبكات الاجتماعية، وينشرون أعمالهم من مدينة إلى أخرى على جلد الزبائن الذين اكتشفوها من خلال شاشة هاتف. ولذلك اضطر العديد من الوجوه الرمزية للوشم إلى التحول إلى الانستغرام في ظل تأثير الشبكات الاجتماعية على المهنة.
وتبدو الظاهرة عالمية، ففي شهر كانون الثاني/يناير عام 2020 تحدثت قناة CNBC الأمريكية عن هذه الديناميكية الحاصلة، حيث أوضح العديد من مهنيي الرسم أن حوالي 70 في المئة من زبائنه يأتون الآن من شبكة التواصل الاجتماعي.
سمح الانستغرام أيضًا لفنانين معينين بالوصول إلى مرتبة المشاهير، حيث بات البعض منهم يحظى بالعديد من المشتركين الذين يتابعون إبداعاتهم التجريدية الجديدة يوميًا. وهي سمعة سمحت لبعضهم بإدارة معارض فنية وصالونات للوشم. بالنسبة للآخرين منهم، تعد المنصة مجرد امتداد للشهرة التي غالبًا ما يتم الحصول عليها من خلال وشم المشاهير؛ كما هو حال كيث سكوت «بانغ بانغ» مكوردي، المعروف بالعمل مع مشاهير مثل ريهانا وكاتي بيري وأديل وجوستين بيبر، والذي لديه 2.5 مليون مشترك على الانستغرام.
كما يجد الفنانون الناشئون ضالتهم في الانستغرام، حيث يستخدمون المنصة لإظهار خصوصيات أعمالهم. والميزة الرئيسية هي مشاركة الصور أو مقاطع الفيديو لعملهم حول العالم في ثوانٍ.
ويطرح السؤال ما إذا كان هؤلاء الفنانون الجدد يحترمون النظافة الصحية، التي تعد ضرورية في ممارسة رسم الوشم.. فبعض قدامى المهنة ينتقدون أولئك الذين «يرتجلون»: «استديو في المطبخ» مثلا، أو غيره ذلك من الأماكن غير اللائقة.
حول هذه النقطة، تضع بعض الدول مثل فرنسا، ولا سيما من خلال قانون الصحة العامة، قائمة شروط لممارسة الوشم. يُطلب من المحترفين أن يكونوا قد خضعوا للتدريب في شروط النظافة الصحية، وأن يعرضوا هذه الشهادة في «مكان استقبال الزبائن» والذي يجب أن يكون أيضًا «غرفة مخصصة لهذه العملية» ولا يمكن «استخدامها لنشاط آخر».
بالتوازي مع التغيير العميق للطريقة التي يتعامل بها فنانو الوشم الشباب مع «الفن العاشر» كشفت انستغرام عما يبدو أنه صراع بين الأجيال. من ناحية فإن الفنانين «التاريخيين» يديرون صالونات «راسخة» وشاركوا في توحيد وضع الوشم في بلدان كفرنسا خلال النصف الثاني من القرن العشرين، ومن ناحية أخرى فإن الفنانين الشباب من الحريصين على تحرير أنفسهم من قيود النموذج الذين يعتبرونه بالفعل.
لكن في النهاية يقر فنان الوشم الخاص بالنجوم، بأن أكبر تهديد لنطاقه المحجوز لا يأتي في النهاية من الشبكة الاجتماعية. منذ بداية عام 2022 تم حظر فناني الوشم الأوروبيين من استخدام 25 صبغة، تعتبر سامة أو مسببة للسرطان.