أنطاكيا- «القدس العربي»: تُعقد اليوم الثلاثاء، في العاصمة الكازاخية أستانة، الجولة التاسعة عشرة من محادثات “أستانة” للسلام في سوريا، وسط توقعات بأن يتم بحث استكمال محادثات اللجنة الدستورية السورية في جنيف. وإلى جانب الثلاثي الضامن للمحادثات (روسيا وتركيا وإيران) والمعارضة والنظام، يشارك المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، في الجولة التي ستعقد على مدار يومين.
وحول المواضيع التي ستناقشها الجولة، قالت وزارة الخارجية الروسية، إن الاجتماع سيناقش الوضع على الأرض وتحسين الوضع الإنساني، بما في ذلك “تمويل مشاريع الإنعاش المبكر للبنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية”. وأضاف نائب مدير إدارة الإعلام في الوزارة، إيفان نيشايف أنه “وفقاً للممارسة المتبعة، بالإضافة إلى الممثلين رفيعي المستوى للدول الضامنة، روسيا وتركيا وإيران، ستحضر الاجتماع وفود من النظام السوري والمعارضة، بالإضافة إلى مراقبين من الأردن والعراق ولبنان، وممثلين عن الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر”.
وتابع أنه “سيكون هناك نقاش موضوعي حول ديناميكيات تطور الوضع في سوريا وحولها، مع التركيز على ضمان مزيد من استقرار الوضع على الأرض، وتعزيز تسوية سياسية شاملة وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254”.
وشدد المسؤول في الخارجية الروسية على أنه “سيتم النظر في قضايا حشد الجهود الفعالة من أجل تحسين الوضع الإنساني في سوريا، بما في ذلك من خلال تمويل مشاريع الإنعاش المبكر للبنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية”، مشيراً إلى “الأهمية الأساسية لتنفيذها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2642. من جانبه، توقع الدبلوماسي وعضو “اللجنة الدستورية” بشار الحاج علي، أن تناقش الجولة مسألة استكمال اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف، أي الجولة التاسعة التي كانت مقررة في تموز/یولیو الماضي.
وأضاف لـ”القدس العربي”، أن من المنتظر أن يبحث بيدرسون في اجتماع أستانة، مسألة استكمال انعقاد اللجنة الدستورية، وطرح مقاربة “خطوة بخطوة”، بعد أن تم تذليل العراقيل بشأن منح التأشيرات السويسرية للوفد الروسي، حيث طالبت روسيا في وقت سابق بتغيير مكان انعقاد محادثات الدستور بذريعة عدم حياد سويسرا في أوكرانيا. وبذلك، يرجح الحاج علي أن يتم الاتفاق على عقد جولة جديدة من محادثات الدستور، وخاصة أن ملف الدستور سيكون حاضراً بقوة في جولة أستانة.
في المقابل، تحدثت أوساط مطلعة عن احتمالية أن يطغى النقاش حول تفجير إسطنبول الذي نُفذ الأسبوع الماضي، وراح ضحيته عشرات القتلى والجرحى، واتهمت الحكومة التركية حزب العمال الكردستاني، وجناحه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD)، بالوقوف خلفه، على أجندات الجولة التاسعة عشرة من محادثات أستانة.
وهو ما يؤكد عليه الباحث في مركز “جسور للدراسات” وائل علوان، الذي اعتبر خلال حديثه لـ”القدس العربي” أن التفجير الذي ضرب إسطنبول، سيكون على رأس القضايا على طاولة الجولة التاسعة عشرة من محادثات أستانة.
وقال الباحث، إن هناك تداعيات للتفجير “الإرهابي” وخاصة أن تركيا أعلنت عن عملية جوية ضد مواقع للتنظيمات الكردية في شمال سوريا والعراق رداً على التفجير، مشيراً كذلك إلى تسريبات تُفيد بضلوع النظام السوري بشكل مباشر أو غير مباشر في التفجير. وحسب علوان، فإن تركيا ستركز خلال المحادثات على ضمان أمنها القومي، وربما ستتم مناقشة عملية “المخلب السيف” التي أعلنت عنها تركيا، في إطار الرد على تفجير إسطنبول.
ومن القضايا الأخرى المهمة، وفق تأكيد علوان، التي ستناقش هي مسألة المسار الدستوري السوري، مشيراً إلى الأنباء عن احتمالية تغيير مكان انعقاد جولات الدستور إلى مكان غير جنيف. ومسار أستانة للسلام في سوريا، بدأ في العام 2017، من أجل إيجاد حل للملف السوري، برعاية روسيا وتركيا وإيران.