سؤال «المليون» مونديال: هل ستبقى إسرائيل حقا إلى يوم القيامة؟ في الأردن «لقاحات مضادة للتشكيك»

هل ستبقى اسرائيل فعلا الى يوم القيامة؟
سؤال في مكانه يجيب عليه المشجعون في قطر لكرة القدم، ومن مختلف أجناسهم العربية. ولا يحتاجه مراسل تلفزيوني إسرائيلي منفعل أخفق ولخمسة أيام في الحصول مهنيا، ولو على عربي أو مسلم واحد يقبل الوقوف أمام كاميرا إسرائيلية تريد المشاركة في الحفلة الكروية.
نقلت إذاعة عبرية عن بنيامين نتنياهو تلك العبارات على الهواء، التي يهنىء فيها صديقا عربيا له بمناسبة الفوز على الأرجنتين.
لكن «أوهاد حمو» مراسل القناة 12 الإسرائيلية وقف وسط الملاعب والحدائق، حائرا منزعجا متذمرا مذموما حتى إنه انفعل في مواجهة العلم الفلسطيني. وخلافا لقواعد المهنة يشتبك مع الجمهور الذي يهتف باسم فلسطين، معتقدا ذلك المسكين عمليا أن إسرائيل الكيان سيبقى إلى يوم القيامة.
حمو تحول إلى مدافع ملخوم و«فقد حجابه»، وبدأ يصيح «عيب عليكم»، لكن لا هو ولا شبكته التلفزيونية أجابوا على السؤال التالي: لماذا يعتبر هو وحاخاماته وربعهم أن مجرد رفع العلم الفلسطيني سلوك مضاد لما يسمى «إسرائيل»؟!
حتى نحن لا يخطر في ذهننا أن نبحث في السؤال نفسه.
كنت سأقترح على المراسل حمو قراءة ما يقوله قادة عن نفاد الفكرة الإسرائيلية وزوال الكيان والتهديد الوجودي.

بن غفير ويوم القيامة

مجرد متابعة لكاميرا القناة الثانية في إسرائيل، وهي تلاحق أيتمار بن غفير، تقدم دليلا على الانتحار الإسرائيلي الذاتي، فالرجل في «القصر من مبارح العصر» فقط، ويتحدث عن «اجتياح» وصلاة تلمودية في المسجد الأقصى.
محدثي الفلسطيني يخبرني أن أكثر من 200 ألف مستوطن مسلح سيلحقهم بن غفير قريبا في نطاق العمليات. معنى ذلك أن إسرائيل في طريقها لإشعال «حرب دينية»، عندها المراسل حمو قد لا يجد وظيفة.
حمو، مثل الحزين نصب، كاميرته وجلس ثم «لطم على الهواء» لزميلته، التي لم تستطع قول أي شيء.
المشجعون البسطاء في مونديال كأس العالم قالوها بالنيابة عن الجميع «الشعوب العربية خارج حساب التطبيع». افهموها يا قوم.
حتى الأنظمة التي تعتاش على ثنائية الفساد والاستبداد تخفق في إقناع ولو طفل بالصف الخامس أن إسرائيل موجودة.
إسرائيل مشروع غير منجز وبلا مستقبل. باختصار قد لا تصل لأي شاطئ قريب من يوم القيامة.
فقط متابعة شريط «الجزيرة» الإخباري لتلقف آخر مستجدات «بن غفير» تقدم دليلا على النهاية قبل يوم القيامة.

جرعة مضادة للتشكيك

لا بد من تأمل قصة الإصلاح الأردني مجددا.
بعيدا عن حمى التشكيك والمشككين يمكن القول إن المراقب قد يحصل على جرعة مضادة للتشكيك وتحدث أثرا سحريا فقط عندما يشاهد برنامجا حواريا على شاشة التلفزيون الحكومي الرسمي يطرح سؤالا خارج نظام المعلبات من طراز: ما هي الدلالات والدروس العميقة، التي يمكن استنتاجها واستنباطها بعد زيارة الملك الأخيرة إلى مقر رئاسة الوزراء؟
حاولت فضائية «رؤيا» المحلية انتحال سؤال أقل وطأة.
لكن اللحظة الفارقة في مسألة التلقي وتطوير خطاب وأدوات أذرع الإعلام الرسمي الأردني، هي تلك اللحظة التي يمكن أن تقترب فيها الشاشة الرسمية من سؤال مباشر بهذا المعنى لأن المرجعيات تريد اليوم مهننة الكفاءات والخبرات الإدارية والبيروقراطية.
بدون إعادة الاعتبار للمهنة والكفاءة على حساب الولاء السطحي أو المسموم لا يمكن حقن الشارع بأي جرعة مضادة للتشكيك.
أغلب التقدير أن صاحب القرار يعرف ذلك بدلالة أن القيادة تحرض القيادة والمسؤولين على التحدث مع وسائل الإعلام والمواطنين وبدلالة أن الخطاب الملكي ينتصر عمليا لما سبق أن قلناه وحذرنا منه عدة مرات بعنوان دور الرواية السلبية في مراكمة الإحباط والسلبية، ودور غياب الرواية الرسمية في مراكمة السحب من رصيد النظام عند الناس.
نعم قيلت في الماضي ونعيدها: الماكينة الرسمية تفتقد لهذه المهارة، ولا يمكن زحزحة أو إزاحة تأثير الرواية السلبية في المجتمع بدون رواية مضادة.
لكن هناك رجاء خاصا لكل المتنفذين وأصحاب القرار: مجددا لا تقولوا لنا إنكم تتوقعون نتائج مختلفة إذا بقيت إدارة الملف الإعلامي من حيث المنهج والأدوات، كما هي الآن، فإعداد طبق العجة يتطلب تكسير البيض.
الخطاب الملكي يدعم علنا بناء الرواية الرسمية. لكن الحاجة لا تزال ملحة لمن يستطيع فعل ذلك أصلا.
ونزعم أن رد أحد النواب في اجتماع لجنة الرد على خطاب العرش كان واضحا وهو يناقش زميلا بخصوص مسألة المشككين ودورهم عندما شرح أن المقصود ليس تشكيك المواطنين، بل الرموز المحسوبة على الدولة والولاء. باختصار استحقت «اللقاحات» المضادة للتشكيك هنا وإلى وزير الصحة فورا.
لكن قبل المغادرة لا بد من كلمة حق: تسلل سؤالان بسقف مرتفع وتميزا بالعمق الشديد من الزميل عمر كلاب خلال استضافته عبر برنامج «60 دقيقة» لوزير التنمية السياسية وشؤون البرلمان وجيه العزايزة.
الجواب أيضا كان صريحا وعلى قدر «المسؤولية الثانية» والحكمة بالخلاصة «لم ينفجر شيء».

 مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    الحكام الخونة مع الصهاينة يطبعون ,
    أما الشعوب العربية الحية , فلا وألف لا !
    هل يبيع الحر شرفه ؟ ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول سامح //الأردن:

    *نعم.. هذا الكيان الصهيوني المجرم إلى زوال إن شاء الله (عاجلا غير اجل).
    جل شعوب العرب والمسلمين مع فلسطين
    شاء من شاء وأبى من أبى..

إشترك في قائمتنا البريدية