يدرك وليد الركراكي مدرب المغرب أنه سيواجه منتخباً إسبانياً يعتمد على استحواذ الكرة لأطول فترة ممكنة بقيادة لويس إنريكي المعروف بهذا النهج طيلة قيادته لفريق برشلونة.
مقابل هذا التكتيك الذي نهجته إسبانيا في الدور الأول، يبدو ان الركراكي سيحافظ على أسلوبه الخاص، سواء برفقة الوداد البيضاوي سابقا، أو خلال قيادته لمنتخب المغرب، وهو الأسلوب الذي يعتمد على تحفظ في اللعب وترك مساحة من اللعب للخصم، قبل المبادرة إلى القيام بهجوم فعال.
ما سبق يضعنا أمام مدربين بفكرين مغايرين، الركراكي الذي نجح في تجاوز الدور الأول بسبع نقاط بدون هزيمة وبشباك تلقت هدفا واحدا بنيران صديقة، وإنريكي الذي ذاق مرارة الخسارة أمام اليابان واستقبلت شباكه ثلاثة أهداف فضحت عيوبا في جداره الدفاعي. ولن يغامر الركراكي كعادته، فهو بداية سيدخل بالتشكيل الذي لعب به في المباريات الثلاث مع المناورة ببعض التغييرات حسب مجريات المباراة، خصوصا مع ازدياد منسوب الثقة لدى مختلف اللاعبين. وكان الركراكي كشف في ندوته الأخيرة أن رسالته للاعبين بعد مباراة كندا أن يكونوا على استعداد للدخول حسب متطلبات المباراة، وذلك في ظل شكوك حول مشاركة حكيمي الذي لعب مباراة كندا مصابا.
ولن تكون مهمة إنريكي سهلة، فهو يواجه مدربا يملك قراءة تقنية جيدة للمباريات من خلال دراسة دقيقة لأسلوب الخصم، وبراعته في إعداد نهج تكتيكي يجعل أداء الخصم غير فعال رغم احتكار الكرة، وهو ما تأكد في مبارياته الثلاث السابقة التي تمكن من خلالها من وقف زملاء مودريتش وهزم رفاق هازارد، قبل الإجهاز على مجموعة ستيفان دي سوزا.
من جهة ثانية، وفي إطار الضغط الإعلامي على منتخب المغرب قبل لقاء الدور ثمن النهائي، قللت صحف إسبانية من أداء منتخب المغرب، في حين سلكت أخرى طريقا آخر، فقد نشرت احداها مقالا صغيرا معنونا بـ”اسبانيا ضد منتخب الأمم المتحدة” في إشارة إلى منتخب المغرب. وتابعت أن 14 لاعبا في المجموعة المغربية ولدوا في دول أخرى، وأن الأمر يتعلق بمنتخب “غريب”. وقدمت تقريراً بأرقام عدد الحالات المسجلة في المونديال، فمن أصل 832 لاعبا يمثلون 32 منتخبا، فإن 137 لاعبا لا يلعبون لبلد المنشأ.
هذا الهجوم الإعلامي رد عليه الركراكي بالقول إنه لا يهمه ما تكتبه الصحافة الاسبانية وأن من حقها كتابة ما تريد، لكن في وسائل التواصل الاجتماعي هاجم المغاربة الصحافة الاسبانية معتبرين أنها تناست عملية التجنيس التي خضع لها عشرات الرياضيون من مختلف القارات وفي عدة أصناف رياضية.