عملاقا أميركا الجنوبية أمام كرواتيا وهولندا

حجم الخط
0

الدوحة: في محاولة لكسر هيمنة أوروبية مستمرة منذ 2006، يبحث عملاقا أميركا الجنوبية البرازيل والأرجنتين الجمعة عن تخطي كرواتيا وهولندا توالياً لبلوغ نصف نهائي مونديال قطر 2022 في كرة القدم، وفرض موقعة صاخبة بينهما لإيصال مرشح قادر على منع تتويج أحد ممثلي “القارة العجوز”.

منذ تتويج البرازيل مرة خامسة قياسية عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، تناوب الأوروبيون على حسم اللقب: إيطاليا عام 2006 مرّة رابعة في تاريخها، إسبانيا في باكورة ألقابها عام 2010، ألمانيا مرّة رابعة في عقر دار البرازيل في 2014 وأخيراً فرنسا للمرة الثانية في روسيا 2018.

وفي نسخة قطر 2022، تبدو حظوظ أميركا الجنوبية مرتفعة، نظراً لترشيح جدي للبرازيل المدججة بمهاجمين من الطراز الرفيع والأرجنتين بقيادة نجمها الخارق ليونيل ميسي التواق للقب أول.

يُفتتح الدور ربع النهائي بمواجهة البرازيل مع كرواتيا في ثامن وآخر مباراة تقام على استاد المدينة التعليمية في الدوحة.

خاضت “سيليساو” مشواراً عادياً في دور المجموعات، عندما ضمت تأهلها بفوزين على صربيا 2-0 وسويسرا 0-1، قبل أن تخسر للمرة الأولى في تاريخها أمام منتخب إفريقي بسقوطها أمام الكاميرون 1-0. آنذاك، غاب نجمها نيمار مرّة ثانية توالياً لالتواء في كاحله.

لكن أغلى لاعب في العالم عاد في ثمن النهائي، سجّل مقلصاً الفارق إلى هدف مع الأسطورة بيليه أفضل هداف بتاريخ المنتخب، فتخطت البرازيل كوريا الجنوبية بسهولة 4-1 عندما سجّلت رباعية في أول 36 دقيقة.

مواصلة الرقص 

وإلى إصابة نيمار، تركّزت الأنظار على طريقة احتفال منتخب “السامبا” من خلال رقصات لاعبيه التي شارك فيها أحياناً مدربهم تيتي، وصفها البعض بالمهينة للفريق الخصم، فيما رأى تيتي أنها جزء من ثقافة بلده ووعد بمواصلة الرقص بحال التسجيل في مرمى كرواتيا.

لكن دون أي شكّ، لن يركّز الكروات، بقيادة نجمهم المخضرم لوكا مودريتش، على رقصات البرازيليين، بقدر محاولتهم إيقاف القوّة الهجومية الضاربة المؤلفة من نيمار، ريشارليسون، فينيسيوس جونيور، لوكاس باكيتا وغيرهم…

تخوض كرواتيا البطولة بسمعة طيبة إثر حلولها وصيفة لفرنسا في 2018، مع تجديد في تشكيلة مدربها زلاتكو داليتش، أبرزه قلب الدفاع اليافع يوشكو غفارديول أحد نجوم الدور الأول.

زحفت كرواتيا ببطء إلى دور الثمانية، بعد تعادل سلبي مع المغرب مفاجأة البطولة، فوز صريح على كندا 4-1، ثم تعادل بشق النفس مع بلجيكا أدّى إلى خروج الأخيرة مبكراً.

وفي ثمن النهائي أمام اليابان، احتاجت لإبداع حارسها دومينيك ليفاكوفيتش الذي أصبح ثالث حارس في تاريخ البطولة يصد 3 ركلات ترجيح في مباراة واحدة.

وبذلك، يكون منتخب “فاتريني” (اللهب) قد اكتسب لقب “صديق ركلات الترجيح”، بعد تخطيه الدنمارك وروسيا في ثمن وربع نهائي مونديال 2018، قبل إسقاط اليابان أخيراً، فهل سيجرّ البرازيل إلى هذا الفخ؟

ميسي السعيد 

وخلافاً لمشاركاته الأربع السابقة، حيث بدا شبحاً للاعب حقق المعجزات مع نادي برشلونة الإسباني، ورغم قيادة بلاده إلى نهائي 2014 وحصوله على جائزة أفضل لاعب في البطولة، يعيش ليونيل ميسي أجمل مشاركاته مع الأرجنتين، مدركاً أنها ستكون الأخيرة له “على الأرجح” كما أعلن أكثر من مرّة.

يحظى ابن الخامسة والثلاثين وصاحب 7 كرات ذهبية، بدعم جماهيري هائل، سجّل ثلاثة أهداف حتى الآن ويبهر عشاق اللعبة بقدراته الفنية الخارقة.

بعد تعثر الافتتاح ضد السعودية 1-2، قاد “ألبيسليستي” إلى فوزين على المكسيك وبولندا 2-0، ثم تخطى أستراليا 2-1 كما هو متوقع.

يتوقّع أن يحظى برقابة خاصة من قبل منتخب هولندا ومدربه المحنّك لويس فان خال، ما دفع مدرب الأرجنتين الشاب ليونيل سكالوني الذي يأمل في قيادة الأرجنتين إلى لقب ثالث بعد 1978 و1986 إلى القول: “عهدنا على كون منافسينا يدرسون أسلوب لعبنا وسنرى كيف ستسير الأمور لأنه خلال المباراة تختلف المجريات، نحن بإمكاننا أيضاً أن نقوم بتغييرات من الناحية التقنية..”.

لقاء الثأر 

وترتدي موقعة الجمعة على ملعب لوسيل طابعاً ثأرياً لفان خال وهولندا، إذ انتهى مشوارهما في مونديال البرازيل 2014 عند نصف النهائي على يد أرجنتين ميسي بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي.

ذكرى أمل في تغييرها مهاجم هولندا ممفيس ديباي العائد تدريجاً إلى التشكيلة الأساسية بعد إصابة.

هولندا التي خسرت أيضاً نهائي مونديال 1978 أمام الأرجنتين المضيفة بعد التمديد، تخوض مشواراً واثقاً، قابلاً للتطوير عبر استحواذ إضافي، بحسب فان خال الذي لم يخسر منذ خريف 2021 بعد عودته كمدرب طوارئ للبرتقالي الذي أخفق بالتأهل إلى نسخة 2018.

تصدّرت وصيفة ثلاث نسخ سابقاً بهدوء مجموعة تضم السنغال والإكوادور وقطر، في ظل تألق مهاجمها الشاب كودي خاكبو أحد اكتشافات البطولة، ثم تخلّصت من أستراليا 3-1، عندما دافع ظهيراها دنزل دامفريس ودالي بليند عن خطة مدربهما من خلال التسجيل والتمرير.

ولا شكّ أن العالم بأسره قد يحظى بموقعة نارية بين الجارين اللدودين البرازيل والأرجنتين في الثالث عشر من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بحال تخطيهما كرواتيا وهولندا.

(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية