القاهرة ـ «القدس العربي»: تحولت “الورقة الخضراء” إلى لغز يسعى لفك طلاسمه الجميع، دون أن تنجح الحكومة ولا خصومها للإجابة على السؤال “أين ذهب الدولار؟” في الفترة الأخيرة كثر الكلام عن شبكات ممتدة في عواصم خارجية بعضها عربية تنشط في مجال جمع الورقة الخضراء وغيرها من العملات من العاملين المصريين في الخارج، مقابل قيمة أعلى من قيمتها في الأسواق، ما يحرم الخزانة المصرية من جزء كبير من الموارد، ويحول بينها وبين مصدر رئيسي من الدخل. وخلال الفترة الأخيرة أجمع كثير من الخبراء على وجود مؤامرة تشارك فيها جهات دولية، وذهب ناصريون ويساريون لحد اتهام “تل أبيب” بأنها ضلع رئيسي في المؤامرة الهادفة لتجويع المصريين. وأمس الجمعة 9 ديسمبر/كانون الأول عمت الشكوى على لسان المستوردين والتجار بسبب فشلهم في إتمام صفقاتهم بسبب شح العملات الصعبة، فيما تتجه الأنظار نحو البنك المركزي، حيث من المتوقع صدور قرارات مهمة خلال الأيام المقبلة، فيما تسعى الحكومة جاهدة للبحث عن بدائل للأزمة الخانقة الناجمة عن غياب الورقة الخضراء.
ومن أخبار مؤسسة الرئاسة: التقى الرئيس السيسي، الرئيس التونسي قيس سعيد، في العاصمة الرياض. صرح بذلك السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.. ومن صراعات الرياضيين: وجه المستشار مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك، رسالة إلى «كهربا»، الجناح الأيسر للفريق الأول لكرة القدم في النادي الأهلي قائلا: «أنا لو منك يا كهربا، أطلع أقول مين حرضني على الهروب، وشوف أحنا هنعاملك ازاي». وأضاف: «لو طلعت قولت مين حرضك على الهروب هنقسطلك المبلغ»، مضيفا: «لو كانت علاقتنا مع الأهلي جيدة كنا وافقنا على تقسيط مبلغ الغرامة، أحنا بنتعامل مع كل الأندية باحترام». يذكر أن المحكمة الرياضية الدولية «كاس»، قررت إيقاف كهربا لمدة ستة أشهر لحين سداد الغرامة لصالح نادي الزمالك، التي تُقدر بمليوني دولار، و5% فوائد من يونيو/حزيران 2019. وبدوره أكد الإعلامي محمد شبانة: “ما توصل إليه محامي كهربا بشأن الأزمة، هو أن يدفع كهربا نصف الغرامة فقط للزمالك، ويحق له التقسيط بضمان من النادي الأهلي، وأن يودع الأموال في أي حساب معتمد لدى الاتحاد الدولي”.
مخطط شيطاني
لماذا تحركت حرب الدولار في هذا التوقيت ضد مصر؟ السؤال طرحه وسعى لفك ألغازه جمال رشدي في “الأسبوع”: كل الأحداث التي تحدث على الساحة العالمية مترابطة داخل عنكبوت صراع المصالح والنفوذ، وبما أن هناك صراعا بين نظام عالمي قائم يقوده الدولار، ونظام عالمي مقبل يحاول هزيمة وكسر ذلك الدولار، فهنا مربط الحصان “مؤتمر مناخ شرم الشيخ” الذي يمثل نقطة ارتكاز قوية لأي من النظامين المتصارعين لقيادة العالم، فالمقبل هو الطاقة النظيفة المتجددة الذي يمتلك أو يسيطر أو يوجد في أماكن وجود تلك الطاقة، فبكل تأكيد ستكون له السيطرة على العالم، أو بالأحرى النفوذ الأقوى. قوة الدولار تتمثل في العلاقة التي يطلق عليها “بترودولار” وبما أن الطاقة التقليدية من البترول ومشتقاته سيختفي الاحتياج لها تدريجيا ومعها سيختفي دور وتأثير الدولار، وهذا ما تعمل عليه دول النظام العالمي المقبل بقيادة دول البريكس، وأيضا ما تهدف إليه الحرب الروسية الأوكرانية، وهو فك ارتباط الدولار بالطاقة وعندها سيسقط النظام العالمي القائم بقيادة أمريكا. هنا جاء تحرك النظام العالمي القائم بقيادة أمريكا لإجبار مصر على ربط استثماراتها في الطاقة النظيفة والمتجددة بالدولار، كإحلال وتجديد تدريجي حتى يحافظ الدولار على سيطرته المستدامة على الاقتصاد العالمي، والذي يحدث الآن ضد مصر هو تحزيمها بالمشاكل الاقتصادية، ودفعها إلى الحافة، لكي ترغم على توقيع اتفاق بينها وبين أمريكا، على ربط الدولار بالطاقة النظيفة، على شاكلة ما حدث مع المملكة العربية السعودية في بداية السبعينيات، بعد أن فقد الدولار غطاء الذهب بسبب حرب فيتنام، وكان المخطط الشيطاني ربطه بالطاقة حتى لا تنهار أمريكا.
البحث عن دولار
الآن والكلام ما زال لجمال رشدي لا يوجد مورد لدخول العملة الصعبة إلى مصر إلا من العاملين في الخارج وقناة السويس، حيث تبلغ تحويلات العاملين في الخارج طبقا لإحصائيات جهاز الإحصاء والتعبئة 32 مليار دولار منها 22 مليار دولار للمصريين العاملين في دول مجلس التعاون الخليجي، بما يمثل ما يقرب من 70% من تحويلات الخارج، وتحتل المملكة السعودية المرتبة الأولي، بما يوازي 11.2 مليار دولار، أي بنسبة 53% من تحويلات دول مجلس التعاون الخليجي، و35% من تحويلات المصريين فيالخارج في كل دول العالم. هنا جاء المخطط الشيطاني والهدف منه، ضرب هذا المورد حتى يتم حصار مصر وتعطيشها من العملة الصعبة، لسحبها إلى الارتماء في أحضان المؤسسات العالمية الممولة، التي هي ملك للنظام العالمي القائم، وبذلك يتم فرض الأمر الواقع بربط الطاقة المتجددة بالدولار، ضمانا لوجود الدولار كعملة مؤثرة سياسيا واقتصاديا تقود أمريكا إلى الوجود مستقبلا في أي تغييرات سياسية تحدث في العالم، مع محاولة إبعاد مصر عن أي تكتل عالمي مقبل ضد النظام العالمي القائم، وضد مصالح وأطماع أمريكا. وشدد جمال رشدي على أن المؤامرة على مصر كبيرة للغاية، وتمتلك خططا متنوعة الأهداف طبقا للمعطيات الزمنية للأحداث التي نمر فيها، ومخطئ من يتناول تلك الأحداث بشكل تقليدي داخل نظريات الاقتصاد والسياسة.
من دمائنا
لا شك في أن شعوب دول العالم أجمع؛ وفق ما أوضح محمود دياب في “الأهرام”، سواء الدول الغنية أو الفقيرة تعاني من ارتفاع أسعار السلع والخدمات؛ نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي خلفتها الأزمة الروسية الأوكرانية، وهذا ما تبثه يوميا وسائل الإعلام العالمية، ومصر مثلها مثل سائر الدول تأثرت الأسعار فيها وارتفعت ارتفاعا نسبيا، ولكن هناك للأسف ارتفاعات كبيرة غير مبررة، خاصة في السلع الغذائية؛ نتيجة احتكار وجشع بعض التجارة، واستغلال هذه الظروف؛ لتحقيق أرباح ومكاسب خيالية، على حساب الشعب المصري، الذي غالبيته من الأسر المتوسطة ومحدودي الدخل. وإن من أبسط السلع التي يتاجر فيها الجشعون لامتصاص دماء الشعب المصري وهي سلعة الأرز؛ التي هي من أساسيات مائدة البيوت المصرية كافة ولا غنى عنها، وللأسف هناك من انضم لهؤلاء التجار أصحاب الضمائر الميتة، من مهن سامية تعالج جراح الناس، ومن بعض الوظائف، خاصة في المحافظات؛ حيث قاموا باستثمار أموالهم في شراء وتخزين كميات كبيرة من أرز الشعير، حتى يرتفع ثمنه، وهذا ما تسبب بالفعل في أزمة الأرز الحالية وقلته في بعض الأسواق مع ارتفاع سعره إلى مستويات كبيرة. ولا يعلم هؤلاء التجار الجشعون – ومن انضم إليهم – أن أرباحهم من هذه التجارة المحرمة سوف تكون نارا في بطونهم وبطون من يعولون، ناهيك من حسابهم في الآخرة عند ربهم، وهذا ما ذكره سيدنا محمد “صلى الله عليه وسلم” في حديثه؛ حيث قال “مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ المُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ، كانَ حَقّا على الله أَنْ يُقْعِدَهُ بِعُظْمٍ مِن النَّارِ يَوْمَ القِيَامَةِ” كما روى الإمام أحمد عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّي الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال: “مَنْ احْتَكَرَ طَعَاما أَرْبَعِينَ لَيْلَة فَقَدْ بَرِئَ مِنْ الله – تعالى – وَبَرِئَ الله – تعالى – مِنْهُ، وَأَيُّمَا أَهْلُ عَرْصَةٍ أَصْبَحَ فِيهِمْ امْرُؤٌ جَائِعٌ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ الله تَعَالَى”. ولا بد من أن تكون هناك وقفة لاتحاد الغرف التجارية المصرية وغرف الحبوب باتحاد الصناعات مع التجار الذين يستغلون الظروف الاقتصادية وحاجة الناس ويحتكرون السلع ويبيعونها بأسعار مبالغ فيها.
الحقيقة تنتظر
قضية شيرين أبو عاقلة تخص حسب ما أكدت جيهان فوزي في “المصري اليوم” كل أحرار العالم وحقوق الإنسان، شيرين اغتيلت غدرا وتحاول إسرائيل إغلاق ملف التحقيق فيمقتلها أيضا بقدرتها نفسها على ليّ الحقيقة وتزويرها. لقد رفعت شبكة قناة الجزيرة دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد القوات الإسرائيلية، بشأن مقتل الصحافية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبوعاقلة، بعد تحقيق أجراه فريقها القانوني في القضية، الذي أثبت بما لا يدع مجالا للشك تورط قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في الاغتيال عمدا، لذا كان لا بد من أن ترفع القضية كي تحدد الجنائية الدولية هوية المتورطين بشكل مباشر في مقتل شيرين، فأحكام المحكمة الجنائية الدولية، تنص على إجراء تحقيق مع الأشخاص المسؤولين ومحاسبتهم، وألا تقع عليهم المسؤولية نفسها كما لو كانوا هم من أطلقوا النار، فيحال تخاذلهم بشأن القضية، وهذا ما أكده محامي الجزيرة رودني ديكسون كيه سي. «شيرين لم تكن صحافية عادية، أو مجرد مراسلة فلسطينية، تغطي أحداث الأراضي الفلسطينية المحتلة والاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، لكنها كانت مرآة الحقيقة التي تزعج إسرائيل، فتنقل الحدث بشجاعة وموضوعية دون تزييف، كانت تنقل الصورة التي تحاول إسرائيل تجميلها أمام العالم، وتحاول خداعه بتبرير أفعالها الهمجية ضد الشعب الفلسطيني المحتل، شيرين كانت تسبب صداعا لإسرائيل، بتقاريرها الجريئة، وقصصها الموضوعية، وما زالت حتى بعد مقتلها. إسرائيل تكابر وترفض إجراء أي تحقيق يؤكد تورط جنود جيشها، رغم أن كل التحقيقات التي أجريت في هذا الصدد، تدحض الادعاءات الإسرائيلية حول مقتل الصحافية الفلسطينية عن طريق الخطأ.
لحظة الحساب
غرور إسرائيل يصور لها أنها فوق القانون، وتصريحات يائير لابيد، رئيس الوزراء المنتهية ولايته، تؤكد ذلك بعد أن رد على قناة الجزيرة قائلا: «لن يتم السماح لأحد بالتحقيق مع جنود إسرائيليين. ولن يحقق أحد مع جنود جيش الدفاع الإسرائيلى، ولن يعطينا أحد دروسا في أخلاقيات القتال، وبالتأكيد ليست شبكة الجزيرة». تواصل جيهان فوزي كلامها، إسرائيل تستبق الأحداث المتوقعة في المحكمة، وتتبرأ من مقتل أبوعاقلة، وتصر على أنها لن تكون مسؤولة عن اغتيالها، وترفض إجراء أي تحقيق مع الأشخاص الذين تورطوا في إطلاق النار أو من أعطاهم الأوامر، ولن تسمح باستنطاق ضباط أو جنود إسرائيليين متورطين في القضية، تحسبا لأي إجراء يمكن أن يسهم في إدانة ضباط وجنود جيش الاحتلال. فبعد تسلم المحكمة الجنائية الدولية لملف القضية، يقوم المدعي العام للمحكمة في المرحلة الأولى بتقييمه، والتأكد من وجود أساس للدعوى، ثم يقرر لاحقا بدء التحقيق من عدمه، وخلال هذه المرحلة تقوم المحكمة بإرسال ملف القضية إلى الطرف المدعى عليه (جيش الاحتلال الإسرائيلي) وسماع رده على ملف القضية والبيانات المرفقة فيه، وفي المرحلة الثانية، وفي حال قرر المدعى العام فتح تحقيق بالقضية، فإنه يقوم بتوجيه الاتهام للجناة، أي الجندي الذي أطلق النار ومن أعطاه الأمر بذلك، والمرحلة الثالثة تطالب فيها المحكمة إسرائيل، بتسليمها المتهمين لمحاكمتهم، وفي حال الرفض يمكن للمحكمة الجنائية محاكمتهم غيابيا، أما المرحلة الرابعة فإنه في حال إدانة المتهمين ستقوم المحكمة بالتعميم عليهم، لدى كل الدول الموقعة على اتفاق روما للمحكمة الجنائية الدولية، وستكون تلك الدول ملزمة بإلقاء القبض عليهم في حال دخلوا أراضيها، وتسليمهم للمحكمة في لاهاي، وتبقى أوامر الاعتقال بحق المتهمين نافذة مدى الحياة، ما لم يقرر قضاة المحكمة لاحقا خلاف ذلك. إن الإدارة الأمريكية التي أدانت الجريمة واعترفت بارتكاب إسرائيل لأركانها مكتملة، تعارض رفع قناة الجزيرة ملف مقتل شيرين، التي تحمل الجنسية الأمريكية إلى المحكمة الجنائية الدولية! مجددة معارضتها التحقيقات التي تطال إسرائيل، بذريعة أن المحكمة الجنائية الدولية يجب أن تركز على جوهر اختصاصها، وهو أن تكون الملاذ الأخير لمعاقبة الجرائم الفظيعة وردعها. فهل هناك جرائم أفظع مما ترتكبه إسرائيل بحق الفلسطينيين ليحين حسابها؟
فلسطين كانت هناك
منذ بضعة أيام، حققت المغرب انتصارا صعبا على إسبانيا، وهو ما أسعد قلوب الكثيرين وملأها بالفرحة.. أما الأهم من وجهة نظر نادين عبد الله في “المصري اليوم” فهو أن المنتخب المغربى تجمّع وأخذ صورة تذكارية للفوز رافعا علم فلسطين، وكأنه يهدي الفرح إلى شعب فلسطين الذي لم يعرف النصر والبهجة منذ وقت غير قليل. وفي فعاليات عدة، ارتدى ماردونا الكُوفيّه الفلسطينية، تعبيرا عن إيمانه بالقضية، وكثيرا ما رفع علامة النصر تحية لفلسطين. أما أثناء الاعتداءات على حي الشيخ جراح في2021، فقد نشر كانتونا لاعب نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي صورة له وهو يرتدي قميصا مكتوبا عليه «الأمل لفلسطين»، داعيا متابعيه إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني. هناك أمثلة كثيرة أخرى تعكس تعاطف لاعبين مصريين وعرب وأجانب مع القضية الفلسطينية.. لجأ جميعهم إلى ملاعب الكرة وجماهيرها الواسعة، وإلى الميديا العالمية للتعبير عما في ضميرهم؛ خاصة أن توازنات القوة الحقيقية لا تمنح الفلسطينيين أو الدول العربية القدرة على تغيير موازين القوة الفعلية. وهنا، أعطت الكرة بما تتيحه من تفاعلات جماهيرية وتغطية إعلامية صوتا لمن يتعرض للظلم ولا يسمعه إلا قليلون. وفي الإطارنفسه، قبيل مباراة إنكلترا وإيران، رفض المنتخب الإيراني ترديد النشيد الوطني الذي يمجّد النظام الإيراني؛ إعلانا منهم لتضامنهم مع أبناء وطنهم الذين يتعرضون لقمع شديد وقسوة مبالغ فيها، فقط لأن نساءه قررن أن يخترن حياتهن وملبسهن بالشكل الذي يناسبهن من دون تدخل أي أحد. مرة أخرى، يلجأ هؤلاء الذين يعانون من الاستبداد إلى توصيل صوتهم عبر ملاعب الكرة وجماهيرها، والتعبير عن إيمانهم بقيمة الحرية؛ خاصة في ظل التعتيم الإعلامي عما يحدث في إيران. أما مباراة البرتغال والأوروغواي، فقد شهدت اقتحام شخص ما للملعب وهو يرتدي قميصا مكتوبا عليه «الاحترام للمرأة الإيرانية» و«أنقذوا أوكرانيا»، حاملا في يده «علم قوس قزح».. وعلى الرغم من الاقتحام المفاجئ لهذا الشخص المجهول؛ إلا أنه أراد أيضا التعبير عن قِيمه وما يؤمن به، فكان ملعب الكرة هو الفرصة المتاحة أمامه للتعبير عما يجول في خاطره، سواء اتفقنا معه أو اختلفنا.
قوية رغم حصارها
من الصعب على حد رأي الدكتور وحيد عبد المجيد في “الأهرام” وضعُ حدٍ لتسييس الألعاب الرياضية. ومن الطبيعي أن يزداد هذا التسييس في كرة القدم، لأنها الأكثر شعبية. ويحفلُ المونديال الحالي بمظاهر تسييس متنوعة. وكما هو الحال في السياسة، وفي الحياة عموما، نجدُ من يدعمون قضايا عادلة، ومن يناصرون قضايا لا تُعد كذلك. ولكن على غير ما يحدث عادة، تحظى أحد أكثر القضايا عدالة بالمساحة الأكبر في هذا المونديال (العلم الفلسطيني طاغ في مونديال قطر، والمُشجعون الإسرائيليون يتفادون لفت الانتباه). هكذا عنونت وكالةُ الأنباء الفرنسية تقريرها الذي بثته في 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. أوضح هذا التقريرُ مدى الدعم الذي تلقاه قضية فلسطين في أوساط الشعوب العربية، وقطاعاتٍ يُعتدُ بها من شعوبٍ أخرى في العالم. فقد رأى مراسلها (أو مراسلتها) العلم الفلسطيني مرفوعا في كل مكان، بينما الإسرائيليون الموجودون يتجنبون إظهار هوياتهم، ولا يحملون بالتالي علمهم. نقل التقريرُ عن أحدهم قوله إنه يحضر المونديال للمرة الرابعة، ولكنها الأولى التي يضطرُ فيها لعدم حمل علم إسرائيل. وحفلت الأيامُ التالية بعد بث ذلك التقرير بما يضيفُ إلى ما ورد فيه. فقد رفض المُشجعون العرب التحدث لمراسلي وسائل إعلام إسرائيلية تغطي المونديال. وتناقلت وسائلُ التواصل الاجتماعي فيديوهات عدة يظهرُ فيها مُشجعون عرب رافضون الكلام مع مراسل إسرائيلي أو آخر. ويقول أحدهم له، في واحدٍ منها، إنها فلسطين وليست إسرائيل. وعبر أحد هؤلاء المراسلين عن مرارته لنفور المشجعين منه، في مداخلةٍ مع إحدى محطات التلفزيون الإسرائيلية، ولقي الفيديو الخاص بها مشاهدة واسعة. وبخلاف هذه اللقطات التي شاهدها، عبر وسائل التواصل، مُتابعو المونديال عن بُعد، وأخرى لم يتمكنوا من مشاهدتها، رأى كثير منهم حضور فلسطين في احتفالات منتخباتٍ عربية ومشجعيها فور انتهاء مبارياتٍ فازت بها. وكان أكبرُها في الاحتفال بتأهل منتخب المغرب إلى ثمن النهائي عقب فوزه على منتخب كندا في دور المجموعات. هذا التأييدُ الواسعُ لقضية فلسطين يُدعمُ الثقة في أنها باقيةُ أيا تكن المواقفُ الرسمية هنا أو هناك، وأن الجرائم التي تُرتكب ضد الفلسطينيين على أرضهم، لن تمنع انتصار الحق مهما طال الزمن.
ملء الفراغ
التكتلات الإقليمية الجديدة وظهور قوى جديدة كانت مصدر اهتمام أحمد الشامي في “الجمهورية”: بعد مضى ما يزيد على ثلاثة عقود من الجهود الأمريكية لتأسيس وتعزيز نظام دولي أحادي القطب، بدأت تلوح في الأفق تكتلات دولية جديدة تؤسس لعالم متعدد الأقطاب يعتمد على الشراكات الاستراتيجية المشتركة وتشكيل نظام دولي جديد بعد أن تخلت الولايات المتحدة الأمريكية عن سياسة «ملء الفراغ» في الشرق الأوسط، إذ تؤكد الشواهد والمستجدات العالمية أن الصراع الدائر حاليا بين واشنطن وبكين من ناحية، وبين أمريكا وروسيا من جانب آخر، يؤشر إلى تشكل نظام عالمي جديد بقيادة بكين وموسكو، تحت ظل «تعدد الأقطاب» ما يقود البشرية لإعادة هيكلة العلاقات الدولية من جديد، وتأتي زيارة الرئيس السيسي إلى السعودية للمشاركة في القمة العربية الصينية للتأكيد على بناء شراكات اقتصادية جديدة في عالم جديد متعدد الأقطاب، إذ عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ، في السعودية، ثلاث قمم هي «السعودية – الصينية»، و«الخليجية ـ الصينية»، والثالثة «العربية – الصينية»، بحضورأكثر من 30 قائد دولة ومنظمة دولية، التي يشارك فيها الرئيس السيسي الذي وصل إلى الرياض، تأكيدا لحرص مصر على تدعيم وتطويرالعلاقات التاريخية المميزة بين الدول العربية والصين، فضلا عن المساهمة بفعالية في جهود تعزيز آليات العمل لتحقيق المصالح المشتركة، إذ تستهدف القمة البناء على الحوار السياسي الممتد بين الجانبين، إلى جانب التشاور والتنسيق بشأن سبل تعظيم آفاق التعاون المتبادل على الصعيدين الاقتصادي والتنموي، فضلا عن عقد عدد من اللقاءات الثنائية بين الرئيس السيسي وعدد من القادة المشاركين في قمة الرياض من أجل التباحث حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وكذا مناقشة آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وتأتي القمم الثلاث في وقت عبرت الولايات المتحدة عن قلقها من تشكيل نظام عالمي جديد، واعتبر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن بلاده تخوض منافسة قوية مع الصين هدفها الحفاظ على النظام الدولي الحالي «أحادي القطب بقيادتها»، وأرى أن النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب بدأت بوادره تلوح في الأفق منذ سنوات.
قمة المفاجآت
نتحول نحو الرياض في صحبة الدكتور وجدي زين الدين في “الوفد”: المعروف أن العلاقات التي تربط مصر بالدولتين الكبيرتين السعودية والصين هي علاقات متميزة ومتجزّرة ولها روابط وأواصر تاريخية كبيرة جدا. والحقيقة أن مصر في هذه الفترة باتت لها علاقات أكثر من رائعة مع الكثير مع دول العالم، وتأتي على رأسها جمهورية الصين. علاوة على ما تتميز به العلاقة المصرية السعودية من مواقف رائعة وأدوار فاعلة في المنطقة، وبحق نستطيع أن نقول إن مصر والسعودية دولتان كبيرتان في المنطقة ولهما دور فاعل في العديد من القضايا، ولا يمكن إغفالهما على الإطلاق. من هنا جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للمشاركة في القمة العربية الصينية في الرياض. ومعروف أن العلاقات المصرية السعودية باتت ذات طبيعة خاصة جدا بعد ثورة 30 يونيو/حزيران وهذه العلاقات القوية بين الدولتين الكبيرتين في المنطقة تعدان من الأمور البالغة الأهمية في نظر دول العالم أجمع. هناك تبادل وجهات نظر واسعة بين السعودية ومصر، وقد تمثل ذلك في لقاءات متكررة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والملك سلمان بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد، ورغم أن العلاقات المصرية السعودية متينة، إلا أنها في الأيام الماضية أخذت مواقف أكثر قوة وأكثر تضامنا وأكثر وحدة، في العديد من القرارات فيما يتعلق بالمنطقة كلها. نأتى بعد ذلك إلى العلاقات المصرية الصينية ولها بعد تاريخي أيضا ومصر لها علاقات قوية مع دولة الصين الشعبية منذ زمن طويل. وللحق أيضا أن الرئيس السيسي استطاع أن يوطد هذه العلاقات القائمة على الندية والمصالح المشتركة بين البلدين، فالعلاقات المصرية الصينية هي علاقات قوية متجذرة لها أصولها التاريخية القوية، وزادت قوة في الآونة الأخيرة، خاصة بعد تنفيذ مصر للمشروع الوطني الموضوع للبلاد بعد ثورة 30 يونيو/حزيران، وحرص القيادة السياسية على توطيد كل العلاقات بين دول العالم، ومن بينها دولة الصين. لذلك جاءت مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة العربية الصينية في الرياض لأهمية مصر في المنطقة ولأهمية حضور الرئيس هذه القمة أبعاد سياسية واسعة تعود نتائجها الإيجابية على المنطقة بأسرها وليست مصر أو السعودية فقط، وإنما كل المنطقة ستستفيد من النتائج العظيمة التي ستحققها القمة العربية الصينية.
مصر تتغير
من بين المتفائلين بشدة محمد الهواري في “الأخبار”: الإنجازات الكبرى تتوالى من المنصورة، حيث افتتاح المرحلة الأولى من مدينة المنصورة الجديدة، تلك المدينة المتميزة على شواطئ المتوسط والمتكاملة الخدمات مراحل التعليم حتى الجامعة وشواطئ خلابة وقرى حياة كريمة، وما تم تنفيذه فيها من مشروعات غيرت وجه الحياة في القرية المصرية لتحسين أحوال سكانها من المصريين. أما الإسكندرية فقد تزينت بالمشروعات الجديدة وأبرزها، محور المشير فؤاد أبوذكرى، الذي يقضي على ازدحام المرور في الإسكندرية. مصر في عهد الجمهورية الجديدة تبني للمستقبل لأجيالنا القادمة، فالدولة تعمل في كل الاتجاهات لتغيير حياة المواطنين وتوفير فرص العمل الجديدة للشباب، وتخفف آثار الأزمة الاقتصادية العالمية على المواطنين، في الحد من الارتفاع الكبير في اسعار السلع، بما لا يتناسب مع ظروف المواطنين، ويكفي ما شهدته أسعار الغاز الطبيعي من ارتفاع كبير عالميا، إلا أن أسعاره للمواطنين كما هي لم تتأثر بهذا الارتفاع العالمي، أيضا أسعار السلع الغذائية التي تنتج محليا، ما زالت في حدود الإمكانيات المتوافرة للمواطنين عدا السلع المستوردة التي شهدت ارتفاعا كبيرا في أسعارها، إضافة لارتفاع أسعار العملات الأجنبية وارتفاع أسعار الطاقة والنقل. لقد كانت رسائل الرئيس السيسي واضحة للجميع خاصة إضافة 250 ألف فدان جديدة لزراعتها بالقمح والحفاظ على الأراضي الزراعية عند تنفيذ مشروعات الطرق باعتبارها ثروة قومية والتوجيهات للمحافظين وأجهزة الدولة بعدم السماح بأي تعديات على الطرق والجسور والترع، وحماية أراضي الدولة.. حتى المشروعات التي تمت واستفاد منها سكان العشوائيات في الأسمرات والبشاير وأهالينا وغيرها، طلب الرئيس إنشاء صندوق لصيانة هذه المشروعات وعدم تعرضها للتلف. يا سادة هذا الإعجازالذي تحقق ويتحقق على أرض مصر يجعلنا فخورين بهذا الوطن، ونكون أكثر قدرة على المشاركة في بناء المستقبل لأبنائنا.. فالدولة لا تعمل من أجل الحاضر فقط، بل تعمل أيضا من أجل المستقبل والأجيال القادمة.. فالعمل مستمر ودائم في آلاف المشروعات في كل أنحاء البلاد.. يجب أن نربي أبناءنا على حب الوطن والإخلاص له والدفاع عنه والتحلى بالقيم الصحيحة حتى يكون لدينا اجيال واعية مخلصة لهذا الوطن.
منه لله
دخلت عيادة الدكتور ناجح ابراهيم الكاتب في “المصري اليوم” سيدة ومعها طفلها الصغير الذي جاوز التاسعة، بدأت في شرح مرضه، يشكو من مرض جلدي بسبب الضيق والحزن أو الخوف والتوتر، دار الحوار التالي بين الطبيب الكاتب والأم: قلت لها: هل تضربينه أو ترعبينه؟ قالت: لا، قلت لها: فما الذي يخوفه ويحزنه؟، صمتت برهة ثم قالت في حزن: والده هو السبب. قلت: هل يضربه. قالت في انكسار: لا، ولكنه يضربني دوما ويشتمني وطفلي هذا يخاف عليّ وقتها فيلتصق بي وهو يرتجف: «ماما.. ماما». قلت لها: وماذا يعمل زوجك؟ قالت: لا يعمل أبدا وأنا أعمل وأنفق على نفسي وابني، وزوجي يشرب المخدرات باستمرار ويكره العمل، وهو لا يفيق أصلا ليعمل، وقد يعمل بضع ساعات كل شهر فقط، ومشكلتي معه أنه لا يكتفي بعدم العمل وشرب المخدرات، بل يقيم علاقات نسائية محرمة ومفضوحة وأنا لا أطيق ذلك «رضينا بالهَم والهَم لم يرضَّ بنا». كانت تتحدث فيحزن عميق وهى قلقة على ابنها الصغير، تردف قائلة: وكلما أنكرت عليه هذه العلاقات المحرمة وعدم صلاته وشربه المخدرات وإهماله لأسرته ضربني بعد وصلة سباب من العيار الثقيل، وكلما هَمّ بضربي تخيل ابني هذا أنني سأموت أو يحدث لي مكروه فيرتجف ويبكي ويلتصق بي، كأنه يريد أن يحتويني وأحتويه، وتستمر الخناقة بيننا وابني يبكي بيننا وقتا يطول أو يقصر، ثم يذهب كل منا إلى غرفة في الشقة أو يخرج هو للشارع. وهكذا في كل فترة، لا نهاية لمشاكلنا، لأن زوجي لا ولن يتغير «نوم ومخدرات ونساء وقلة أدب وكراهية للعمل.. في منظومة تفقده معنى الرجولة والقوامة»، أنفق على البيت دون كلمة شكر واحدة أو حتى مراعاة لمشاعري كزوجة، كل ذلك يحدث أمام هذا الطفل المسكين.
فرفشة وأشياء أخرى
حالة الشباب الكاره للعمل وفق ما يراه الدكتور ناجح إبراهيم كثيرة الآن، وكذلك الشباب الذي لا يحسن إلا الجلوس في الكافية والبنطلون الممزق حتى في الشتاء، وكذلك الشباب المدمن على الحشيش في كل مكان، البطالة كذلك ضاربة بجناحيها طول البلاد وعرضها.. تابع الكاتب: رأيت شبابا كثيرا يكره المسؤولية أصلا، وإذا كلفته بأي أمر ولو يسير كأنك قتلته، لا يحب سوى الفرفشة والطعام الجيد والملابس الأنيقة وكوب الشاي بـ50 جنيها في الكافيهات، فضلا عن متابعة المباريات. الأب والأم يصنعان كل شيء، حتى كيس الزبالة يتكاسل الشاب عن حمله عدة مترات من شقته للطرقة في عمارته.. هذا الجيل أقل مسؤولية، هناك أجيال مصرية قديمة كانت أصلب عودا وأشد بأسا من هذا الجيل الحالي، منهم الذين دخلوا الجيش بعد هزيمة 5 يونيو/حزيران سنة 1967 وظلوا في الجيش حتى بعد نصر أكتوبر/تشرين الأول سنة 1973، هذا الجيل كان من أصلب الأجيال في مصر، زوج صالح وأب حكيم وأخ رفيق، وابن مطيع، جيل يتحمل أصعب المسؤوليات حتى بعد تركه الجيش، لم يعرف للمخدرات أو للهروب من المسؤولية طريقا. الزوج المدمن اللامسؤول هو من أهم أسباب الطلاق.. الآن أزواج كُثر لا ينفقون لسبب أو لآخر. أعتقد أن جيل الطلبة الذين تخرجوا في المدارس والجامعات المصرية دون أن يذهبوا للمدرسة أو الجامعة إلا للامتحانات سيكون أقرب لعدم المسؤولية وعدم التوازن الاجتماعي وكراهية العمل. هناك شباب كثير الآن يكره البحث عن العمل، ويفتقد المرونة للعمل في السوق الخاصة، ويريد عملا جاهزا مفصلا على مقاسه.
ولاد الناس
يتردد بين الحين والآخر والكلام لمحمود عبد الراضي في “اليوم السابع” مصطلح “ولاد الناس”، وربما لا يعرف البعض أصل هذه المقولة، التي يرجع تاريخها لأحد العصور التاريخية القديمة في مصر، عندما كان يأتي الملك بأهل الثقة وأقاربه ومحبيه يجلسون إلى جواره في قلعة الحكم، يحصلون على العديد من الامتيازات، وما أن يغادر الحكم، يأتي سلطان آخر فيستبدلهم ـ بطبيعة الحال ـ بآخرين من أقاربه وذويه، وتتبدل الأحوال مع تبدل الأيام. استمر هذا الوضع لبعض الوقت، حتى جاء سلطان وقرر عدم إهانة حاشية من سبقوه، بل تخصيص رواتب شهرية لهم من الديوان، أُطلق عليها في دفتر المرتبات “ولاد الناس”، وتكرر هذا الأمر، وكثر عددهم لكثرة عدد السلاطين وتغيرهم. ومع كثرة عدد “ولاد الناس” وزيادة رواتبهم، بدأ بعض السلاطين يؤخر هذه الرواتب التي باتت عبئا على الديوان، حتى جاء أحد السلاطين وقرر نزولهم في الحملات للحصول على رواتب مثل الجنود، وتبدلت أحوالهم. وانتقل مصطلح “أولاد الناس” من السلطة إلى مصطلح شعبي يقصدون به هؤلاء الفئة الذين كانت لديهم أموال ونفوذ وغدر بهم الزمان. وفي حقيقة الأمر، فإن “أولاد الناس”، لا علاقة لهم بالمال ولا الجاه ولا السلطة، وإنما هم الذين تربوا منذ نعومة أظفارهم على “الأصول” والمحبة والود والرحمة، هم الكبار بأخلاقهم وتواضعهم واحتوائهم لغيرهم. “أولاد الناس” تجد فيهم “الوَنَس” فهم أشخاص أنقياء محبين للغير، قادرين على تحويل الألم لأمل، والمحنة لمنحة، تجدهم حولك في سلام بالقلب لقلب، وبالروح لروح، هم الرائعون بأرواحهم، يتربّعون على شرفات القلب دائما وأبدا، قادرون على صناعة البهجة في كل مكان بأرواح جميلة ونقية، ينشرون السعادة بين الجميع، بنفوس طيبة وصفية وأرواح جميلة لا يعتريها اليأس ولا تلوح أمامها الضبابية، مشرقة بحضورها، ومتمتعة بجمالها وبهجتها، هذه الأرواح الجميلة الالتفاف حولها هو الحياة، شذاها وجمالها كالزّهر ورقّتها كالمطر معها كل المعاني تُختَصر.”أولاد الناس”، ينطقون بكلمات عطرة تأتي في أشد الأوقات قسوة لتنير حياتنا، فابحثوا عنهم حولكم وصاحبوهم.