منتخب المغرب يتطلع لمواصلة المسيرة الأسطورية

حجم الخط
0

الدوحة: بعد المسيرة الأسطورية والتاريخية لمنتخب المغرب في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، تتعاظم آمال الجماهير العربية في تحقيق منتخب (أسود الأطلس) للمزيد، بحثاً عن تحقيق الفريق لإنجاز أسطوري جديد.

ويطمح المنتخب المغربي لبلوغ المباراة النهائية في المونديال القطري، حينما يواجه نظيره الفرنسي غداً الأربعاء، في الدور قبل النهائي للمسابقة على ملعب البيت.

وكتب المنتخب المغربي اسمه بحروف من ذهب في سجلات كأس العالم، بعدما أصبح أول فريق عربي وأفريقي يبلغ الدور قبل النهائي في المونديال، في مسيرة ستظل محفورة في أذهان وأفئدة محبي الساحرة المستديرة في الوطن العربي والقارة السمراء.

ورغم المجموعة الصعبة التي تواجد فيها فريق المدرب الوطني وليد الركراكي، التي ضمت منتخب كرواتيا، وصيف النسخة الماضية للبطولة في روسيا عام 2018، والمنتخب البلجيكي، صاحب المركز الثالث بنفس النسخة، بالإضافة لمنتخب كندا، الباحث عن تحقيق الأفضل في ظل استضافته النسخة المقبلة للمونديال عام 2026 برفقة الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك، تربع المنتخب المغربي على الصدارة برصيد 7 نقاط، عقب تحقيقه انتصارين وتعادلاً وحيداً.

وفي دور الـ16، واصل المنتخب المغربي مشواره الرائع بعدما تخطى عقبة المنتخب الإسباني، بفوزه عليه 3- صفر بركلات الترجيح، عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل بدون أهداف.

وكان منتخب المغرب على موعد مع إنجاز تاريخي جديد ببلوغ المربع الذهبي في المونديال، إثر فوزه 1- صفر على منتخب البرتغال، بقيادة نجمه كريستيانو رونالدو، علماً بأنه أنهى المباراة بعشرة لاعبين عقب طرد لاعبه وليد شديرة في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع للشوط الثاني.

وصار منتخب المغرب، الذي يشارك في المونديال للمرة السادسة في تاريخه، ثالث منتخب من خارج قارتي أوروبا وأمريكا الجنوبية يتواجد في المربع الذهبي لكأس العالم، بعد منتخبي الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية، اللذين حققا الإنجاز ذاته في نسختي 1930 و2002.

وبات التحدي الجديد لأبطال المنتخب المغربي يتمثل في عبور عقبة منتخب فرنسا، الذي يحلم بأن يصبح أول فريق يحتفظ بلقب كأس العالم في نسختين متتاليتين، منذ منتخب البرازيل، الذي فاز بالبطولة عامي 1958 بالسويد و1962 في تشيلي.

ورغم الإنجاز التاريخي، يبدو الركراكي حريصاً على تحقيق المزيد في تلك النسخة الاستثنائية من المونديال، التي تجرى في الوطن العربي للمرة الأولى.

وقال الركراكي: “ما تحقق هو إنجاز رائع، لأن الفريق صنع التاريخ وأصبح واحداً من أفضل 4 منتخبات في العالم وهو يمثل القارة الأفريقية”. وطالب الركراكي لاعبيه بسرعة التركيز في المواجهة المقبلة بالدور قبل النهائي، مشيراً إلى أنه في تلك الأدوار ينبغي أن يتوقع اللاعبون دائماً مواجهة الكبار.منتخب المغرب يتطلع لمواصلة مسيرته الأسطورية

وبعدما بات أول مدرب عربي وأفريقي يقود منتخب بلاده للمربع الذهبي في كأس العالم، أثنى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على إنجاز الركراكي، الذي وصفه بـ”الرجل الذي كان يثق في كتابة التاريخ مع منتخب المغرب في المونديال”.

وأوضح فيفا أنه رغم تولي الركراكي المسؤولية قبل 3 أشهر فقط على انطلاق كأس العالم خلفاً للمدرب البوسني وحيد خليلودزيتش، لكنه نجح في حل جميع الأزمات التي عانى منها الفريق، الذي ودع كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون مطلع العام الحالي من دور الثمانية، ليظهر بشكل مغاير تماما في مونديال 2022.

وأثبت المنتخب المغربي أنه يمتلك الشخصية القوية ورباطة الجأش للمضي قدماً في البطولة، ليصبح قادراً على مقارعة عمالقة كرة القدم في العالم، فخلال رحلته في المونديال، حافظ على سجله خالياً من الهزائم خلال مبارياته الخمس التي خاضها حتى الآن في المسابقة.

وحقق منتخب المغرب 3 انتصارات على بلجيكا وكندا والبرتغال، فيما تعادل بدون أهداف مع كرواتيا بدور المجموعات، ثم أمام إسبانيا، وأحرز في تلك المسيرة المظفرة 5 أهداف، في حين سكن شباكه هدفاً وحيداً، جاء عبر النيران الصديقة، بعدما سجل لاعبه نايف أكرد هدفاً عكسياً خلال مواجهة كندا، ليصبح صاحب أقوى دفاع في المونديال حتى الآن.

وبينما تأكد غياب شديرة بداعي الإيقاف، فإن الشكوك تحوم بقوة بشأن مشاركة قلبي الدفاع غانم سايس ونايف أكرد في مواجهة فرنسا بسبب الإصابة، وكذلك نصير مزراوي، الذي غاب عن مواجهة البرتغال للإصابة أيضا.

ويأمل منتخب المغرب في أن يكون ثاني فريق عربي يتغلب على منتخب فرنسا في النسخة الحالية للبطولة، بعد المنتخب التونسي، الذي انتصر 1- صفر على منتخب (الديوك) في الجولة الأخيرة من دور المجموعات.

وتصدر منتخب فرنسا ترتيب المجموعة الرابعة، عقب فوزه 4- 1 على أستراليا في الجولة الافتتاحية، و2- 1 على منتخب الدنمارك بالجولة الثانية، قبل أن يخسر أمام منتخب تونس في المباراة التي دفع خلالها ديشان بمجموعة من العناصر البديلة في البداية، بعد تأكد تأهل فريقه للأدوار الإقصائية.

وانتصر المنتخب الفرنسي 3- 1 على نظيره البولندي في دور الـ16، قبل أن يتغلب 2- 1 على منتخب إنكلترا في دور الثمانية، محققاً فوزه الأول في تاريخه على منتخب (الأسود الثلاثة) في كأس العالم، خلال المواجهة الثالثة بينهما بالمونديال، ليبلغ الدور قبل النهائي في البطولة التي توج بها عامي 1998 و2018.

وفي ظل غياب العديد من النجوم عن المنتخب الفرنسي قبل انطلاق البطولة بسبب الإصابة مثل كريم بنزيمة ونجولو كانتي وبول بوجبا، لكن الفريق شق طريقه بنجاح نحو بلوغ المربع الذهبي بكأس العالم للمرة السابعة، ليتطلع الآن للظهور في المباراة النهائية للمرة الرابعة بالمونديال.

وتمكن الثلاثي كيليان مبابي وأوليفيه جيرو وأنطوان غريزمان من ملء هذا الفراغ، حيث يقدم الثلاثي أداءً استثنائياً في المونديال حتى الآن.

ويتصدر مبابي قائمة هدافي النسخة الحالية للبطولة قبل انطلاق الدور قبل النهائي برصيد 5 أهداف، متفوقا بفارق هدف وحيد أمام أقرب ملاحقيه جيرو، وكذلك الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي.

وبينما سجل مبابي وجيرو مجتمعين 9 أهداف من إجمالي 11 هدفا أحرزها المنتخب الفرنسي في البطولة حتى الآن، فإن جريزمان تقمص دور الجندي المجهول في مواجهة إنجلترا، بعدما صنع هدفي زميليه أوريلين تشواميني وجيرو في مرمى المنتخب الإنجليزي.

وصنع جريزمان 27 هدفا خلال مسيرته الطويلة مع المنتخب الفرنسي، ليصبح اللاعب الأكثر صنعا لأهداف الفريق خلال آخر 50 عاما، متفوقا على النجمين المعتزلين زين الدين زيدان وتيري هنري، حيث قام كل منهما بـ26 تمريرة حاسمة.

وعلى عكس منتخب المغرب، الذي يتميز بتنظيمه الدفاعي الجيد، يعاني منتخب فرنسا من بعض الهشاشة الدفاعية، حيث تلقى الفريق 5 أهداف خلال حملته في البطولة الحالية.

وعجز منتخب فرنسا عن الحفاظ على نظافة شباكه خلال لقاءاته الخمسة في المونديال القطري حتى الآن، وهو ما يثير قلق نجم الفريق رافاييل فاران، الذي دعا زملائه لعدم التهاون أمام منتخب المغرب.

وشدد فاران على أنه يتعين على فريقه “عدم الوقوع في فخ” التفكير بأنه حصل على مكان مضمون في المباراة النهائية”.

واتفق ديشان في الرأي مع لاعبه، حيث قال إن وصول منتخب المغرب للدور قبل النهائي لم يكن مفاجأة في ظل ما قدمه أمام جميع المنتخبات القوية التي واجهها في البطولة حتى الآن.

وما عزز من تفاؤل الجماهير العربية بقدرة المغرب على تحقيق الحلم بالفوز على فرنسا للمرة الأولى في مواجهاتهما المباشرة، هو قرار تعيين الحكم المكسيكي سيزار أرتورو راموس لإدارة المباراة، الذي يعتبر “فألاً حسناً” للمنتخبات العربية في البطولة.

وستكون هذه هي المباراة الثانية التي يديرها راموس لمنتخب المغرب في المونديال الحالي، بعدما أدار لقاء الفريق ضد منتخب بلجيكا، علماً بأنه أدار أيضا لقاء تونس ضد الدنمارك في مرحلة المجموعات، الذي انتهى بالتعادل بدون أهداف.

ورغم أن المنتخبين الفرنسي والمغربي سبق أن التقيا في 7 مباريات من قبل، لكنها ستكون المواجهة الأولى بينهما في كأس العالم.

وخلال اللقاءات السابقة، حقق منتخب فرنسا 5 انتصارات، وفرض التعادل نفسه على لقاءين، في حين مازال المنتخب المغربي يبحث عن انتصاره الأول على منتخب (الديوك).

وترجع آخر مواجهة بين المنتخبين إلى 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2007، حينما تعادلا 2- 2 ودياً.

(د ب أ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية