قام حزب المحافظين البريطاني بخطوة «غير محافظة»، ولا تقليدية أبدا، حين اختار نوابه في البرلمان ريشي سوناك، ابن المهاجرين الآسيويين، زعيما لهم، وبالتالي رئيسا للحكومة.
إضافة إلى كونه من أصل هندي، فإن سوناك هو هندوسي الديانة، وأول شخص «غير أبيض» يتولى المنصب البريطاني الرفيع.
إضافة لذلك، فقد اختار سوناك، لرئاسة وزارة الداخلية، زميلته سويلا بريفرمان، وهي أيضا ابنة مهاجرين من كينيا وموريشيوس، من أصول هندية (وتاميلية وموريشية من جهة الأم)، وقد حلت مكان زميلتها الهندية الأصل أيضا، وابنة المهاجرين الهنديين من أوغندا، بريتي باتيل.
وكانت رئيسة الوزراء السابقة، ليز تراس عيّنت، خلال فترة حكومتها القصيرة، كواسي كوارتنغ، ابن المهاجرين الغانيين، في منصب رفيع أيضا، هو وزير الخزانة.
يترابط تاريخ الحزب مع اتجاهات مناصرة الملكية والتقاليد المحافظة مع دعم الرأسمالية ورجال الأعمال، وكذلك مع المواقف المعادية للأقليات، والتي كانت خطبة وزير الدفاع اينوك باول «أنهار من دمار»، عام 1968، إحدى الذرى السياسية البارزة في تاريخ بريطانيا المعبرة عن النزعة العنصرية المشتبكة مع مناهضة المهاجرين.
في عام 2019 حصل صراع على قيادة الحزب، وكان هناك 10 مرشحين، بينهم واحد فقط من الأقليات، وامرأتان، أما في الاقتراع الأخير فكان بين المتنافسين سوناك وبريفرمان، وكيمي بادونوك، من أصول أفريقية، ونديم زهاوي، من أصول كردية عراقية، وهذا تطور كبير في هرمية الحزب، يتابع خط تطور بدأ مع بنجامين ديزرائيلي، أول يهودي من الحزب يرأس حكومة بريطانيا (خلال الحقبة الفكتورية)، ومارغريت ثاتشر، التي كانت أول امرأة ترأس الحكومة البريطانية (وهو خط استمر مع تيريزا ماي وليز تراس)، وساجد جافيد، أول وزير مسلم، وصولا إلى الحكومة الحالية التي تحتوي ثلاثة «ملونين» في مواقع رئيسية.
تبلورت سياسة اجتذاب الأقليات والنساء للحزب عام 2005 بحيث ارتفع عدد أعضاء الحزب النساء في البرلمان من 17 إلى 49 وممثلي الأقليات من 2 إلى 11، وصولا إلى 87 امرأة و22 من الأقليات حاليا، وبذلك تمكن الحزب من تغيير صورته القديمة ليبدو أكثر ديمقراطية وتمثيلا وشمولا، منافسا في ذلك خصمه حزب العمال، الذي يشكل أعضاؤه من الأقليات في البرلمان ما يقارب نصف مجمل أعضائه المئتين، كما أن لديه 41 امرأة.
غير أن السؤال، ضمن هذا السياق، هو: لماذا ترافق صعود الأقليات في حكومة المحافظين وأعضائه البرلمانيين إلى سياسات معادية للأقليات والمهاجرين، وهو ما دفع ربا حق، إحدى أعضاء البرلمان من «العمال» لاعتبار كوارتنغ، الأفريقي الأصل، الذي جاء بميزانية حادة في دعمها للشركات ورجال الأعمال، «أسود ظاهريا» فقط.
صحيح أن المحافظين شجعوا الأقليات على دخول الحزب، غير أن الواقع يقول إن الأقليات أيضا، تحمل ضمنها تنوعا سياسيا، وإن فيها كثيرين، يتحولون، بعد جيل أو جيلين، مثل بريفرمان وباتيل، إلى معادين للمهاجرين (أو لمهاجرين من بلدان وأديان بعينها!) ويتماهون مع السياسات الاقتصادية والاجتماعية للمحافظين.
رغم احتضان حزب المحافظين للأقليات في هرميته العليا، فإن الحقيقة أن جمهوره العام ما زال، في أغلبيته، من الأكثرية الأنغلو ساكسونية البيضاء البروتستانتية، وأن صعود أبناء المهاجرين إلى قمته، يُستخدم، في الحقيقة، لتبرير سياسات أشد سوءا وقساوة وبعدا عن شرائع الأمم المتحدة والقانون الدولي، مما سبق.
معظم البريطانيين يعانون من أسعار الغاز والكهرباء !
بالرغم من أن الغاز بريطاني , والكهرباء كذلك !!
ولا حول ولا قوة الا بالله
الا يدفع النرويجيين ايضا في دولتهم النفطيه ثمنا لليتر البنزين اكثراو مثل مما تدفع معظم دول اوروبا الغير نفطيه – اليست اسعار الكهرباء مرتفعه ايضا في النرويج – اليس السمك سعره مثل سعره في باقي دول اوروبا بل اكثر احيانا في دوله معروفه بثروتها السمكيه
هذه سياسة . السياسيون ينفذون أجندة احزابهم. احد اسباب خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي ( البريكست ) كان تدفق المهاجرين واللاجين، سواء كان هؤلاء المهاجرين من خارج اوربا او من داخل اوربا . وصادف تولي ابناء المهاجرين لمناصب قيادية بعد البريكست . لو كان من تولي هذه المناصب بريطانيون اقحاح لما تغير شيء. لاتبعوا نفس سياسة التشدد تجاه المهاجرين واللاجين.
الأمر يتعلق بتنفيذ مخرجات البريكست ولا يتعلق بالاصل او بالنسب .
*إذا كانت (الديمقراطية) حقيقية.. لا يهم
اللون والأصل.
اما اذا كانت الديمقراطية مزيفة.
( فحدث ولا حرج).
تحياتي لقدسنا العزيزة علينا
حزب المحافظين ورئيس الحكومة البريطانية يبدوا ان هذا الرجل ربما نسي أصوله ولكن أعتقد التركيز على هاي القضية ربما للفت الأنظار
المحافظين حزب وطني وديمقراطي ويجدد نفسه بناء على التغييرات التي تحصل في المجتمع البريطاني وهذا سر قوته وعظمته. قرارات سوناك الاخيرة لمنع الهجرة غير الشرعية هي صحيحة. كل دولة لديها الحق ان تحمي حدودها واراضيها.
البرنامج السياسي للحزب لايتغير بتغير أسماء و أصول منفذيه , قد تحصل بعض التغيرات الطفيفة إن كانت القيادة تميل ربما لكفة اليمين أو اليسار من داخل الحزب نفسه, لكن الخيوط العريضة للقضايا الأكثر أهمية كالاقتصاد والمالية والدفاع وغيرها فلا تتغير, هذه تستمر غالبا ولو بتغير الحكومات ولا ترطبت با لأصول – برأيي – بل هي مصلحة الناخب ومعها مصلحة الدولة لا غير كما يراها المسؤول في الحكومة كيفما كانت أصوله فقد يحاسب أو يسقط إن غرد خارج السرب.
آسف , تصحيح : ترتبط
انه النفاق ليس الا
تمرير قرارات غير شعبية ضد الطبقة العاملة و الضعيفة الدخل يتم بيسر و سلاسة عبر إسناد مناصب التسيير المباشر لأفراد الأقليات المستلبة ثقافيا.
بريطانيا العجوز ذات التاريخ الإستعماري العتيد لها تجارب عديدة بحكم مناطق من العالم بتدوير أصحاب السلطة من إثنياتها