مهرجان «طنجة المشهدية» يسدل ستاره بعد نقاشات وعروض حول «الجسد الفرجوي»

حجم الخط
0

الرباط ـ «القدس العربي»: اختتمت مؤخراً فعاليات الدورة 18 من «مهرجان طنجة للفنون المشهدية» التي عرفت حضور نخبة من الباحثين والفنانين الذين أثروا هذه التظاهرة بأسئلتهم العميقة ونقاشاتهم الجادة وفرجاتهم التي أتاحت للجسد القدرة على التعبير والتمثيل بواسطة الفعل والحركة.
وجاء اختيار الجسد الفرجوي موضوعا لهذه الدورة بناء على المناقشات المفتوحة التي عرفتها الدورة 17 حول مفهوم الجسد وعلاقته بالأداء والفرجة، فارتأت اللجنة العلمية أن تخصص هذه الدورة لمواصلة النظر في الأسئلة التي أثيرت حول الجسد من لدن باحثين مغاربة على الخصوص، مثلما يوضح مدير المهرجان الباحث الدكتور خالد أمين.
وبات الجسد الفرجوي اليوم موضوعا تقاربه مجالات معرفية وفنية مختلفة منها دراسات الفرجة؛ وقد تحقق فيه خلال السنين الأخيرة تراكمات معرفية هامة، وصار هذا المجال يشق طريقه بخطوات ثابتة في العالم العربي. ومن ثم، كان بالإمكان خلال مهرجان طنجة للفنون المشهدية الإنصات إلى مداخلات وعروض متعددة حول أشكال مختلفة من الجسد منها على سبيل المثال لا الحصر الجسد الصامت والجسد الراقص والجسد الرقمي والجسد المبتلى والجسد المنكشف والجسد الشعري والجسد المقاوم والجسد في الفرجات الشعبية والجسد في التراث العربي والتراث الإنساني والجسد بين المقدس والدنيوي وغيرها من ضروب الأفعال والأشكال الجسدية التي عبرت عنها العروض والمحاضرات، وساهم فيها مشاركون من مختلف بلدان العالم والعالم العربي بما يفوق 11 جنسية.
وأفاد مدير المهرجان أن هذه الدورة عرفت حدثا استثنائيا تمثل في الإعلان عن الإصدار الأول من الصيغة العربية لمجلة TDR في إطار شراكة وتعاون يجمعان بين منشورات جامعة كامبردج ومدرسة تيش للفنون بجامعة نيويورك وجامعة عبد المالك السعدي والمركز الدولي لدرسات الفرجة. ويأتي هذا الإصدار في سياق تحويل فكرة التناسج إلى ممارسة فعلية تتجلى في نقل المعارف بلغات مختلفة بما في ذلك المساهمة في جعل اللغة العربية لغة للبحث في مجال العلوم الإنسانية وجعل مدينة طنجة مركزا من المراكز العلمية المساهمة في تطوير أسئلة دراسات الفرجة.
وبالإضافة إلى هذا الحدث الاستثنائي، واصلت هذه الدورة السير على نهجها وتقاليدها العلمية والفنية فحرصت على تنظيم ندوات علمية وعروض فنية وأوراش تكوينية ومعرض كتب وتوقيعات إصدارات جديدة وحوارات تلفزيونية ومباشرة وتكريمات لشخصيات مرموقة. وعرفت هذه الدورة كما هي الحال مع دورات سابقة توفير خدمة البث المباشر عبر اليوتيوب مع توفير الترجمة الفورية باللغتين العربية والإنجليزية لجميع الحاضرين.
ولا شك أن كثيرا من المتتبعين قد لاحظوا أن البرنامج كان طويلا ومكثفا، ويوضح الدكتور خالد أمين أن هذا عُرْفٌ تبناه «مهرجان طنجة المشهدية» لإتاحة الفرصة لعدد كبير من الباحثين للتجمع والتداول ومناقشة القضايا المقترحة في محاور الدورة، وهي مناسبة لنسج جسور التواصل بين الباحثين والفنانين من مختلف بقاع العالم. لذلك فإن هذا التكثيف مقصود ويتم عن وعي ووفق رؤية المركز، إذ يحرص المهرجان على استضافة باحثين وفنانين مرموقين ولهم تجربة طويلة في مجالي البحث العلمي والفنون، كما يستضيف أيضا ضيوفا آخرين مازالوا في بداية طريقهم العلمي والفني. وهذه مقاربة ينتهجها المركز لتمكين الباحثين من نقل خبراتهم إلى الأجيال الجديدة وتوفير فرصة لهذه الأخيرة قصد الاحتكاك واكتساب الخبرة والتجربة لتطور إمكاناتها وتصقل ومواهبها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية