القاهرة ـ «القدس العربي»: انتهى “المونديال” التي تجاوز تأثيره حدود الساحرة المستديرة وبقيت “بركاته” التي ستكون لها تداعياتها الكبيرة على العالمين العربي والإسلامي، ولعل أبرزها إزالة جبال الأكاذيب التي ظلت تطارد العرب والمسلمين طيلة عقود، بزعم انهم يصدرون الشرور للآخرين، وبأنهم غير قادرين على إقامة الفعاليات الكبرى.
وحملت صحف أمس الثلاثاء 20 ديسمبر/كانون الأول المزيد من التحايا لقطر حكومة وشعبا، لأنهم أدوا “واجب اللحظة” نيابة عن الأمة التي تكال لها التهم من كل حدب وصوب، وواصل الكتاب اهتمامهم بإلقاء الضوء على التوفيق الذي حالف القطريين في مساعيهم التي كانت تواجه مؤامرات كبرى، بهدف إفشال الحدث الذي ظل ينتظره العالم حتى خرج في أبهى صورة.. وحظي الشيخ تميم أمير قطر بثناء واسع بين المواطنين والكتاب وفرضت لفتة ترحيبه بميسي نجم الارجنتين، نفسها على أحاديث الكثيرين. واهتم الكتاب على نحو خاص بـ”مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة” في دورته الثانية، الذي يعقد في الأردن، وبدوره قال الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته فيه، إن هناك تعهدا بدعم الجهود الوطنية للعراق في سبيل تحقيق أمنه واستقراره، واستعادة مكانته التاريخية. وأضاف، خلال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، أن اجتماع اليوم، يأتي في ظل تحسن الأوضاع في العراق، متقدما بالتهنئة لرئيس الوزراء العراقي، والشعب العراقي العزيز على استكمال مراحل الاستحقاق الدستوري والانطلاق نحو المستقبل. وأكد أن قمة اليوم تحمل دلالة سياسية مهمة، على مواصلة توفير كل سبل الدعم للعراق الشقيق، والانتقال لمرحلة جديدة من الشراكة بتعزيز العمل والتعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن، ويمثل الاجتماع فرصة لتبادل وجهات النظر، والتنسيق والتعاون بين بلادنا والعراق، دعما لمسيرته نحو الاستقرار. وأشار إلى أن العراق واجه انعكاسات بالغة السلبية وانتشار الإرهاب والفكر المتطرف، ولم يخلُ ذلك من تدخلات خارجية، وامتدت آثاره لكل شعوب المنطقة. ومن أخبار الحكومة: كشف الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، عن أن منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة، على وشك الانتهاء من تنفيذها، ومن ثم يجب العمل على بدء خطة ترويج وتسويق لهذه المنطقة المتميزة.. ومن اخبار الاستعداد لاحتفالات رأس السنة: أكد رئيس شعبة الكوافير وصالونات الحلاقة في غرفة القاهرة التجارية محمود الدجوي، أن الاحتفالات برأس السنة فرصة لمراكز التجميل لزيادة نسب الإشغال عبر تقديم باقات العروض والتخفيضات لعميلاتهن. قال محمود الدجوي، إنَّه مع اقتراب موسم الكريسماس الذي تُقبل فيه السيدات على محال الكوافير لتصفيف شعرهن بأحدث قصات الشعر، يأمل بأن يرفع ذلك من أرباح العاملين في المهنة. وأضاف الدجوي، أن الإقبال على مراكز التجميل تأثر بنسب بسيطة، ولكن حرص العاملين بالمهنة على تقديم العروض والتخفيضات يحافظ على نسبة أرباح معقولة. وتابع نحرص على تقديم باقة سعرية تفضيلية لمجموعة من الخدمات مثل «باديكير ومانيكير وعناية عميقة بالبشرة» بسعر 300 جنيه فقط بدلا من 450، وتجهيز العرائس بالكامل بـ4 آلاف جنيه بدلا من 5 آلاف، وكذلك بالنسبة للخدمات كافة.
المهم الشجاعة
لا شيء في القرض الذي أبرمناه مع صندوق النقد الدولي سوى أنه يدعو مصر إلى أن تمارس شجاعتها التي عرفها العالم بها في كل المرات.. شجاعتها التي وصفها سليمان جودة في “المصري اليوم” بأنها أكبر من القرض، ومن الصندوق، وممن يقفون وراء القرض والصندوق. تفاصيل القرض تقول إنه يتيح لنا تمويلا قيمته ثلاثة مليارات دولار على 46 شهرا. وتقول التفاصيل أيضا إن الصندوق قرر صرف دفعة فورية قيمتها 347 مليون دولار. وكما ترى، فالرقم متواضع بكل معيار، ولذلك، فهو في تواضعه هذا يأتي وكأنه «رسالة» لنا.. رسالة لم يقصدها الصندوق ولا أرسلها.. رسالة تقول إن مصر مدعوة إلى أن تمارس شجاعتها المعروفة بها على مدى تاريخها.. الرقم يبدو وكأنه رسالة لنا بأن مصر يجب ألّا تنقصها الشجاعة اليوم في هذا الظرف لتقرر ما يجب أن تقرره من سياسات.. تماما كما لم تكن تنقصها الشجاعة من قبل في ظروف كانت أصعب بكثير. مصر التي مارست شجاعتها في اتخاذ قرار العبور في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، ومصر التي قاتلت لترفع عار الهزيمة التي وقعت في يونيو/حزيران 1967، مدعوة في هذه اللحظات إلى أن تمارس شجاعتها المعتادة.. ومصر التي مارست شجاعتها في قرار السلام، ومن قبله في قرار الزيارة إلى القدس، مدعوة هذه الأيام إلى أن تعود لتمارس شجاعتها التي لم تخذلها في كل الأوقات. مصر لم تكن تنقصها الشجاعة في أي وقت، ولا في أي يوم، وهي التي مارست شجاعتها في مواجهة خطر تطرف الإخوان، فحاربت معركتها بالأصالة عن نفسها، وبالنيابة عن المنطقة كلها، وإلا، لكان الحال اليوم رغم صعوبته غير الحال.
هذه مجرد لمحات من شجاعة مصر، التي لم تكن تنقصها في تاريخها المعاصر، ولو ذهب أحد يفتش في تاريخها الحديث، فسوف يصادف الشجاعة نفسها في مواقف فاصلة، وسوف يجد الشجاعة ذاتها متوفرة في كل مرحلة من مراحل تاريخ المحروسة بحلقاته المتصلة.. ولا بد أن مصر، التي خاضت معركة النصر فحررت أرضها بقبضتها، لن تنقصها الشجاعة في اتخاذ قرارات واضحة، وسريعة، وقوية، وحازمة، لتحرر اقتصادها كما حررت أرضها، ولتتحرر من ديونها.
ليست للبيع
قال المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، إن قانون صندوق قناة السويس لا يتضمن أي أحكام تمس القناة أو بيعها، مؤكدا حسبما جاء ذلك في صحف الصحف المصرية ومنها “اليوم السابع” و”مصراوي” وغيرهما، أن الدولة وفقا لنصوص الدستور ملزمة بحماية قناة السويس وتنميتها وتطويرها والحفاظ عليها بصفتها ممرا مائيا دوليا، فضلا عن أن القناة من أموال الدولة العامة، ولا يجوز التصرف فيها أو بيعها. جاء ذلك خلال كلمته في بداية الجلسة العامة لمجلس النواب، بشأن ما أثير عن مشروع القانون الذي ناقشه المجلس، الذي يقضي بإنشاء صندوق قناة السويس. وأضاف جبالي: «نقدر مخاوف المواطنين بشأن ما أثير عن تعديل قانون صندوق قناة السويس، التي أثارها بعض المحسوبين على النخبة، وما صدر من تعليقات مختلفة»، موضحا أن صندوق قناة السويس المزمع إنشاؤه، وما تضمنه بشأن البيع أو الاستئجار أو الاستثمار، يتوافق مع طبيعة الصناديق ولا يمس بأي شكل من الأشكال القناة ذاتها. وشدد رئيس مجلس النواب، على أن قناة السويس مال عام لا يمكن التفريط فيه بأي حال من الأحوال، متابعا: «البرلمان لن ينجرف في إصدار قوانين تمس الدستور، والمجلس يبذل قصارى جهده لتمحيص القوانين للحفاظ على الوطن والمواطن». وأكمل رئيس المجلس: «هالني ما رأيتهُ وسمعتهُ – من بعضِ المحسوبين على النخبةِ المثقفةِ – من أن ما تضمنه مشروعُ القانونِ من أحكامٍ تُجيز تأسيسَ شركاتٍ لشراءِ وبيعِ وتأجيرِ واستغلالِ أصولِ الصندوقِ والذي يُعد – على حد وصفهم- تفريطا في قناةِ السويس». وأوضح: «وجدت لزاما عليّ ضرورةَ توضيحِ الأمر؛ فمشروعُ القانونِ الذي وافق عليه مجلسُ النواب في مجموعهِ في جلسةِ (أمس)، والمتضمنُ إنشاءَ صُندوقٍ تابعٍ لهيئةِ قناةِ السويس ـ الذي لم تُستكمل إجراءاتُ الموافقةِ عليه بصورةٍ نهائية – لا يتضمن أي أحكامٍ تَمُسَ قناةَ السويس؛ لكونها من أموالِ الدولةِ العامة، ولا يجوز التصرفُ فيها أو بيعُها». وأكد رئيس مجلس النواب، أن الدولةَ ملزمةٌ – وفق المادة 43 من الدستور – بحمايتها وتنميتها، والحفاظِ عليها بصفتها ممرا مائيا دوليا مملوكا لها.
ذكاء الأمير
حسنا فعل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وفق ما يرى عبد المحسن سلامة في “الأهرام” حينما قام بمساعدة نجم الأرجنتين في ارتداء «العباءة العربية»، أو ما يطلق عليها «البشت العربي»، ليرفع ميسي كأس العالم وهو يرتدي «العباءة العربية» أمام مليارات المشاهدين، والمتابعين من أنحاء العالم. لقطة ذكية تؤكد نجاح قطر في تنظيم مونديال كأس العالم ليصبح مونديال العرب بحق، ويسهم في توصيل العديد من الرسائل الإيجابية عن العرب والعالم العربي، بعيدا عن حملات التشويه والكراهية، والإساءة المتعمدة وغير المتعمدة التي تعرض لها العرب خلال قرون طويلة، كما أشار رئيس الاتحاد الدولي جياني إنفانتينو في كلمته الافتتاحية للمونديال.ارتداء العباءة العربية أزال «غصة» كانت في حلق الكثيرين من العرب تجاه ميسي لأنهم شاهدوه وهو يرتدي «القلنسوة» اليهودية أمام حائط المبكى، لكن رفعه كأس العالم بالعباءة العربية ربما يسهم في إزالة هذا اللبس تجاه اللاعب المحبوب من الجماهير العربية والعالمية. الوجه المشرق الثاني لمونديال العرب هو فريق المغرب، الذي نجح في الوصول إلى المربع الذهبي وعاندته الكرة ليصبح المصنف الرابع على مستوى العالم، رغم أنه كان أحق من منتخب فرنسا في الصعود، وأيضا كان أحق من منتخب كرواتيا لأنه لعب أفضل منهما في المباراتين، لكن في كل الأحوال فقد نجح فريق المغرب في كسر الاحتكار لتصبح الكرة العربية رقما مهما على المستوى العالمي. ختام رائع لمونديال كأس العالم الذي عاش معه المحبون لكرة القدم ما يقارب الشهر من المتعة، والإثارة، والجمال، والقتال، والإصرار على النجاح ليكون درسا مبهجا، وعظيما لكل الباحثين عن النجاح في كرة القدم.. وغيرها.
نهاية سعيدة
كاد الحلم أن يضيع، لكن البرغوث الأرجنتيني المراوغ، كما اوضح طلعت إسماعيل في “الشروق”، واصل القفز هنا وهناك قبل أن يصيب غريمه في نهاية المطاف بلدغة قاتلة، مقصيا «الديوك» الفرنسية. عقب التتويج باللقب الأغلى في مسيرة أي منتخب كروي، وبعد انتظار راقصي التانغو 36 عاما كاملة، كان طبيعيا أن تعم الأفراح وتقام الاحتفالات في شوارع وبيوت جميع مدن وبلدات الأرجنتين على اتساعها، بشكل بلغ حد الهوس، ولِمَ لا؟ فقد حقق ليونيل ميسي أخيرا حلما كافح كثيرا من أجله، وسط تشكيك الكثيرين، لكن الكرة ابتسمت للنجم المحبوب وعانقت شباك نصرٍ بدا في لحظات عنيدا، عزيز المنال. سيظل نهائي المونديال الذي خاضه منتخبا فرنسا والأرجنتين على ملعب لوسيل القطري، طويلا في ذاكرة عشاق الساحرة المستديرة، ليس بوصفه مباراة لإحراز لقب رياضي، وإن كان الأهم، ولكن لتجسيده صراعا بين إرادات تظهر بلا مواربة كيف يمكن للبشر أن يخوضوا معاركهم مع الحياة، فـ«لا يأس مع الحياة، ولا حياة مع اليأس» كما قالها ذات يوم الزعيم الوطني المصري مصطفى كامل. ثمانون دقيقة كاملة ظل فيها منتخب الأرجنتين متفوقا على خصمه بهدفين بلا رد، قبل أن يقلب الديوك في دقيقتين من العشر الأخيرة لعمر المباراة الأصلي النتيجة رأسا على عقب، ليذهب الفريقان إلى شوطين إضافيين عزز خلالهما كل فريق رصيده بهدف ثالث، ليظل التعادل سيد الموقف، قبل الانتقال إلى ركلات الترجيح، وسط حبس لأنفاس مشجعي كل فريق، لكن المثابرة والرغبة الصادقة في الفوز كانت حليف الأرجنتين.
قطر الجميلة
النصر جميل لكن الأجمل أن تأتي التهنئة من الجار المنافس والخصم التقليدي اللدود، البرازيل، فقد كان لافتا كما تابع طلعت إسماعيل توالي التهنئات لميسى من بيليه ونيمار ورونالدو.. فالأسطورة بيليه اللاعب الوحيد المتوج بكأس العالم ثلاث مرات، كتب عبر حسابه على «إنستغرام» مرفقا صورة ميسي وهو يحمل الكأس محاطا بزملائه: «اليوم تواصل كرة القدم في إخبار قصتها بطريقة آسرة كما عودتنا. فاز ميسي بلقبه الأول في كأس العالم، لأن مسيرته تستحق ذلك.. هنيئا للأرجنتين. دييغو (مارادونا) يبتسم الآن». بدوره نشر النجم البرازيلي نيمار، صورة لميسي عبر حسابه على «إنستغرام»، وهو يلمس الكأس بعد استلامه جائزة أفضل لاعب في البطولة، وكتب: «هنيئا لك يا أخي»، ليتبعه المهاجم البرازيلي الملقب بـ«الظاهرة» رونالدو، بتهنئة مماثلة.. هذه هي روح كرة القدم، أو بالأحرى الروح الرياضية التي لا تعرف الحقد ولا الحسد، بل تفرح بالموهبة، وتشجع أصحابها، ففى عالم الإبداع والابتكار في كل المجالات هناك متسع للجميع شريطة الاحتكام لقانون الكفاءة والإجادة، بعيدا عن الفساد والمحسوبية التي سرعان ما تتعرى وتنكشف على بساط الحياة، وتتحطم على صخرة الفشل في تحقيق الإنجازات التي تنفع وتسعد الناس. كرة القدم ليست حفنة من اللاعبين الذين يركضون وراء قطعة من الجلد المستدير المنتفخ بالهواء، بل هي تجسيد حي لقدرة الشعوب في حشد طاقاتها البشرية، وحسن إدارة مواردها المادية والمعنوية لتحقيق الأفضل، وتعزيز الثقة في الذات في مواجهة التحديات وتخطي عقبات الحياة، وهذا هو الدرس الأهم. تحية واجبة للأشقاء في قطر الذين احتضنت بلدهم نسخة مبهرة لمونديال كان الأكثر إثارة فوق النجيل الأخضر، فقد أظهرتم للعالم صورة العربي على حقيقتها، متسامحا ومسالما، وكريما، ومحبا لإخوانه من بني البشر، وهي رسالة كنا أحوج ما نكون إليها، فيما ستظل صورة ميسي مرتديا العباءة أو «البشت» عالقة في الأذهان لسنوات طوال.
قطر وميسي شكرا
ستة وثلاثون عاما انتظرها “منتخب التانغو” على حد رأي محمود زاهر في “الوفد” للتتويج بالنجمة الثالثة في تاريخه، بعد بطولتي 1978 و1986، ليكتب ميسي ورفاقه تاريخا جديدا، في نسخة استثنائية لبطولات كأس العالم، أتاحت الفرصة للشعوب لتتعرف على ثراء ثقافتنا وأصالة قيمنا العربية. انتهى “مونديال قطر”، لكن لن تنتهي تلك الذكرى الجميلة لكل العرب، وسيبقى محفورا في ذاكرة التاريخ بحروف من ذهب، سواء أكان في تحطيم كل الأرقام القياسية، أو التنظيم المُبهر، ورسائله السياسية والدينية.. والأهم من ذلك وحدة الشعوب العربية على قلب واحد. لقد كانت النسخة العربية لكأس العالم «قطر 2022»، الأفضل والأرقى والأعظم على مرّ التاريخ، ما يجعلنا نفتخر بهذا التنظيم الرائع، والإمكانات غير المسبوقة، خصوصا في ظل اهتمام الدوحة بأدق وأصغر التفاصيل، لتساهم في تغيير الصورة النمطية للعالم، عن بلداننا العربية والإسلامية. وقبل أن تنتهي تداعيات المونديال ـ التي ستستمر طويلا ـ نود الإشادة بكل فخر واعتزاز، بما قدمه منتخب المغرب الشقيق، من مشوار ناجح وغير مسبوق، بحلوله رابعا، بعد أداء مبهر، جعلنا على يقين من أن المستقبل العربي الكروي الحقيقي بدأ مع أسود الأطلس في «مونديال العرب». نتصور أننا سنتوقف كثيرا أمام التجربة المغربية الرائعة، بعد أن تجاوزت طموحاتنا معها تحقيق المستحيل، حيث أسقط «أسود الأطلس» من القاموس جملة «التمثيل المشرف»، لتستبدل بـ«الخروج المشرف». كما صحَّح «مونديال قطر» الكثير من المفاهيم المغلوطة، للمشاركات العربية، ولذلك كنا وما زلنا نؤكد دائما، أن الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا هي إدارة وعلم وتخطيط وفكر وإمكانيات، وقبل ذلك انتماء حقيقي للوطن. لقد شكَّل «مونديال قطر» نظاما جديدا للجغرافيا الرياضية العالمية، بالحفاظ على القيم والهوية الثقافية والدينية، ولذلك سيبقى في أذهان العالم لسنوات طويلة، وربما لعقود مقبلة، خصوصا تلك الرسائل التي أتاحها للعرب والمسلمين لإظهار قضاياهم السياسية للغرب، وعلى رأسها قضية فلسطين، ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل.. «مونديال قطر» سلَّط الضوء على روابطنا الاجتماعية والأسرية القوية، بوصفها جزءا من هويتنا الدينية والثقافية، كما كان فرصة حقيقية لنا كدول نامية للتعبير عن أنفسنا وقيمنا وثقافتنا، بعدما عجزنا عن فعل ذلك في ميادين السياسة والاقتصاد.
في ثوب طبيب
لم تتعجب وفاء بكري الكاتبة في”المصري اليوم”، كثيرا من السلوك الشاذ، الذي أتى به طبيب النساء والتوليد في إحدى قرى محافظة الجيزة، الذي يقوم بحرق أَجِنّة خاصة بإجهاض فتيات في سن صغيرة، ورميها لكلاب يقتنيها، فكم من “سفاح”، قام بأفعال شاذة وغريبة على مدار تاريخ البشرية، فكما كان هناك مَن يشرب من دماء البشر، وهي نماذج غربية معروفة، وكما كان هناك «قتلة مأجورون» لإزهاق الأرواح، فظهور مثل هذا الطبيب هو نتاج طبيعي لظهور الشواذ من «البشر» معدومي الضمائر والإنسانية، ولكن ما آلمني ووقفت عنده هو الأمهات اللاتي يقُدْن بناتهن إلى هذه المحرقة البشرية، أعني وطأة حمل فتاة صغيرة سفاحا، سواء رغما عنها أو بموافقتها، على أسرتها، ولكن ما حدث من اقتياد الأمهات لبناتهن إلى هذا «الطبيب السفاح»، في ظل التطور الذي نعيشه وتعدد الجهات التي قد تأتي بحق الفتاة وأسرتها، هو ما يجعلنا نخشى على مجتمعنا من «رجعية» لا نبغيها بسبب التعلق بـ«تحضر زائف»، وفي الوقت نفسه علينا بمراجعة تلك الجهات المتعددة في مواقف مشابهة، هل بالفعل جاءت بحق الفتيات اللاتي وقعن في فخ «حمل السفاح»، وهل تقوم بدورها المنوط في توعية الفتيات على مستوى المحافظات من عدم تسليم أنفسهن بكل سهولة لتجربة «ما يشاهدنه» في جميع الوسائط، بل في مسلسلات تدخل جميع البيوت بكل سهولة؟ لا أستطيع أن أعفي الفتيات أيضا من جهلهن القانوني والإنساني بمثل هذه الأمور التي يضعن أنفسهن فيها، خاصة أن قنوات المعرفة أصبحت في متناول أيديهن عما كان عليه الأمر في الماضي. نحن أمام قضية متشابكة، وفيها الكثير من الأطراف. حماية مجتمعنا تبدأ بالتوعية الحقيقية، وليست الشكلية للتباهي في الإعلانات والأخبار المنشورة. لقد بات مجتمعنا مُكبَّلا من جميع الجهات، وعلينا بإنقاذ شبابنا من براثن وهم «التحضر الزائد» وإنقاذ الأمهات والآباء من«الرجعية»، وهو ما يجعلني أتمنى دورا أكبر وأكثر «تدخلا» في المجتمع للمجلس القومي للمرأة والمجلس القومي لحقوق الإنسان والمركز القومي للدراسات الاجتماعية والجنائية.
قرار مريب
سوف تثبت الأيام على حد رأي مرسي عطاالله في “الأهرام”، أن قرار حكومة عبدالحميد الدبيبة في طرابلس بإعادة فتح ملف أزمة لوكربي، رغم إغلاقه منذ أكثر من 15 عاما بعد أن دفعت ليبيا تعويضات لضحايا الطائرة تقدر بأكثر من مليار دولار، هو قرار مريب وخطير في سياق الأحداث التي تشهدها ليبيا في الآونة الأخيرة. ولا شك في أن اعتراف رئيس الحكومة الليبية الذي لا يحظى بشرعية الحصول على ثقة مجلس النواب الليبي والمنتهية ولايته، بأن حكومته سلمت المواطن الليبي أبوعجيلة مسعود المريمي إلى السلطات الأمريكية بناء على اشتباه واشنطن في مشاركته في عملية تفجير طائرة الركاب الأمريكية فوق مدينة لوكربي عام 1988، أثار موجة عارمة من الغضب الشعبي والرسمي الذي قد لا يحمد عقباه، ويهدد مسيرة الجهود الدولية الرامية لإنهاء الانشقاق والذهاب إلى انتخابات نيابية ورئاسية جديدة. ولعل أخطر ما أثارته هذه الخطوة غير المحسوبة من جانب الدبيبة، هو دلالة الخطوة وما قدمه الدبيبة من تفسيرات لم تقتصر على تبني لائحة الاتهام الأمريكية، وإنما ذهب إلى التأكيد على أن أبوعجيلة أحد عناصر التنظيم الذي خطط لتفجير طائرة لوكربي وقام بصناعة القنبلة والمتفجرات ووضعها داخل الأمتعة الخاصة بالمسافرين على الطائرة، بل إنه زاد على ذلك اعترافه بأن حكومته هي من قامت باختطاف أبوعجيلة وتسليمه إلى واشنطن لمحاكمته، ما أثار غضبا رسميا وشعبيا داخل ليبيا! ولم يكن غريبا ولا مفاجئا أن ينتفض مجلس النواب الليبي لإعلان رفضه وتنديده بتلك الخطوة غير المسؤولة استنادا إلى المرسوم الرئاسي الذي أصدره الرئيس جوج بوش الابن عام 2008 والذي تضمن التزاما أمريكيا صريحا بالإنهاء التام لأي مطالبات مستقبلية وإقفال أي قضايا فتحتها عائلات ضحايا الطائرة المنكوبة، سواء كانت أمام المحاكم المحلية أو الأجنبية، بعد أن وقعت ليبيا بالتزامها وسددت التعويضات لأسر الضحايا! وليس هناك من يختلف على أن خطوة الدبيبة المريبة وغير المشروعة هدفها مغازلة واشنطن، والحصول على دعمها لتأمين استمراره في منصبه غير الشرعي بعد انتهاء مدة ولايته ودون التحسب إلى أنه يضع ليبيا فوق بركان من الغضب قد لا يحمد عقباه!
بين محتكر وضحية
المستهلك كما يصفه وليد عبد العزيز في “الأخبار” هو سيد السوق وهو وحده القادر على إجبار تجار الأزمات على التراجع عن الجشع والاستغلال.. تجربتي مع الغلاء تتلخص في إنني كنت أتعامل مع سوبر ماركت منذ سنوات، واعتدت على الشراء من المنفذ التجاري المشهور لعدة اعتبارات أولها، أن أسعاره معقولة بالإضافة إلى أنه قريب من المنزل.. ومع المتغيرات التي شهدتها الأسواق مؤخرا وحركة ارتفاع الأسعار الجنونية اكتشفت أن السوبر ماركت الذي أتعامل معه رفع الأسعار بنسب كبيرة جدا. بطبيعة الحال اشتريت منه بعض الضروريات فقط وذهبت إلى سوبر ماركت آخر واكتشفت أنه يبيع السلع بأسعار أقل من أسعار المحل الذي أتعامل معه بنسبة كبيرة تصل إلى 15% على الأقل.. قررت مقاطعة السوبر ماركت وأبلغت الأصدقاء أن هذا المكان يستغل المستهلكين ويبيع السلع بأسعار مرتفعة.. المقصد من الحكاية أو التجربة أننا جميعا لدينا فرص للحصول على السلع بأسعار أقل لو قمنا باختيار محلات التاجر الأمين الذي لا يستغل الفرص ولا المواطنين.. لو كنا نتحدث عن تجار أزمات يستغلون المواقف فيجب أن نعترف بأن هناك تجارا ما زالوا يتعاملون بضمير ويحددون هامش ربح معقول على السلع بعكس الذين يغيرون الأسعار كل يوم بصورة مبالغ فيها.. أزمة الأسعار أصابت العالم أجمع، ولكن سلوك التجار والتعامل مع المستهلكين بمزيد من الضمير وعدم الاستغلال قد يكون سببا في التخفيف من آثار الأزمة على المواطنين.
بأقل الخسائر
أعرب وليد عبدالعزيز عن ثقته في عبور الأزمة قائلا: أعرف أن الدولة المصرية لم ولن تقصر في حق المستهلك، وهناك منافذ كثيرة لبيع السلع بأسعار عادلة ولكن منافذ القطاع الخاص هي الأكثر انتشارا.. ولعل فكرة تحديد الأسعار على المنتجات قد تكون حلا لوقف الجشع والاستغلال وإجبار الجميع بالبيع بأسعار عادلة يستطيع المواطن أن يتعامل معها. حتما ستنتهي الأزمة ونتذكر جميعا مواقف مَن ساند الدولة والشعب في الظروف الصعبة، وسنتذكر أيضا مَن استغلوا الأزمة لجمع الملايين دون النظر إلى قدرة المستهلك على شراء السلع بأسعار مرتفعة جدا.. المواطن جزء رئيسي من معادلة ضبط الأسعار.. بعض الأسر عادت إلى فكرة الشراء المجمع من أسواق الجملة وتوزيع السلع في ما بينهم دون وسيط، وهو أمر يساعد على توفير السلع بأسعار عادلة.. المرأة المصرية أو وزيرة مالية البيت المصري تستطيع إعادة النظر في ثقافة الاستهلاك داخل المنزل والاستغناء عن وجبات الأسواق وتجهيزها في المنازل بجودة أفضل لتخفيف الضغط على رب الأسرة. نستطيع جميعا أن نواجه الغلاء ونجبر تجار الأزمات الذين يستغلون الجميع على التراجع عن الجشع بشرط أن نتحمل جميعا المسؤولية لنعبر الأزمة ونصل إلى بر الأمان.. أرى أن الانفراجة أصبحت قريبة بفضل الإجراءات التي تتخذها الحكومة لحماية المواطن من الجشع والاستغلال.. دعونا نتعاون ونتعامل مع الأفكار الجديدة التي توفر الاحتياجات الأساسية بأقل تكلفة.
اجتماع تاريخي
أهم لحظة في حياة أي رسول من وجهة نظر الدكتور محمود خليل في “الوطن” هي التي يودع فيها أصحابه مثل خطبة الوداع بالنسبة لمحمد، وموعظة الجبل بالنسبة للمسيح، عليهما الصلاة والسلام. فقد اجتمع للرسول، صلى الله عليه وسلم، في حجة الوداع مدّ البصر من أصحابه، فسعد برؤية ثمرة كفاحه وجهده، وقد اجتمعوا وأتوا إليه طائعين محبين بعد أن عادوه وحاربوه طويلا، قال: «استنصت الناس يا جرير»، فأنصتت الدنيا كلها لكلمات النبي التي سيودع بها أصحابه والدنيا كلها بعد أن ملأها نورا وضياء ورحمة، فقال لهم: «اسمعوا قولي لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا. أيها الناس: إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا. ألا أن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع»، فأسقط دماء وربا وكبر وغطرسة الجاهلية، وأول ربا أسقطه ربا عمه العباس، ثم أردف الرسول، صلى الله عليه وسلم، قائلا: «أيها الناس إن الشيطان يئس أن يُعبد بأرضكم، ولكنه رضي أن يطاع في ما سوى ذلك فاحذروه على دينكم. اتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، إن لكم عليهن حقا ولهن عليكم حقا»، وشرح بعض هذه الحقوق، ثم قال: «أيها الناس اسمعوا وأطيعوا وإن تأمّر عليكم عبد حبشي مجدع ما أقام فيكم كتاب الله»، والمجدع أي مقطوع الأطراف، وهذا مجاز للتوضيح والبيان. وأوصى بالخدم ومن تحت أيديهم قائلا: «أطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون ولا تعذبوهم، لا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه. لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وسنتي. ألا فليبلغ الشاهد الغائب، إنكم ستسألون عني فماذا أنتم قائلون؟»، فارتفعت أصواتهم بالبكاء والهتاف: «نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت»، فاطمأن الحبيب، صلى الله عليه وسلم، إلى شهادة أصحابه، فرفع إصبعه إلى السماء قائلا: «اللهم فاشهد»، ثلاث مرات، هكذا ودّع النبي محمد أمته والدنيا كلها.
طوبى للمساكين
انتقل الدكتور محمود خليل من اجتماع نبي الإسلام لموعظة الجبل، وهي أعظم وأجمل مواعظ المسيح التي ألقاها وكأنه يودع حوارييه وأحبابه مثلما فعل الرسول في خطبة الوداع. وقد بدأ المسيح موعظة الجبل بالبشرى والتطويب لأصناف معينة عدّها في بداية موعظته، منها على سبيل المثال قوله: «طوبى للمساكين والحزانى والودعاء والجياع والعطاشى إلى البر، والرحماء والأنقياء القلب، وللمطرودين من أجل البر». ثم أردف قائلا: «لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، بل لأكمله وأتمه». ويردف المسيح، عليه السلام، قائلا: «قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل، ومن قتل يكون مستوجبا الحكم، وأما أنا فأقول: إن كل من يغضب على أخيه باطلا يكون مستوجبا الحكم». ويقول أيضا: «قد سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تزن، وأما أنا فأقول لكم: أن من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه». ويقول: «سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تحنث، بل أوف للرب أقسامك، وأما أنا فأقول لكم: لا تحلفوا البتة لا بالسماء ولا بالأرض ولا بأورشليم. وليكن كلامك: نعم، نعم، لا، لا، وما زاد على ذلك فهو من الشرير»، يقصد الشيطان. ويقول: «سمعتم أنه قيل: عين بعين وسن بسن، وأما أنا فأقول: لا تقاوموا الشر، بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر، ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء كله، ومن سخرك ميلا فاذهب معه اثنين، ومن سألك فأعطه، ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده».ويقول: «سمعتم أنه قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك، وأما أنا فأقول: أحبوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم، وأحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم. طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون». ويقول: «أنتم ملح الأرض، ولكن إن فسد الملح فبماذا يصلح؟». وصايا المسيح هذه كلها تصب في درجة الإحسان، وهي موجودة في القرآن أيضا مثل قوله تعالى «فاصفح الصفح الجميل»، «فاعف عنهم واصفح». ترى لو عمل الناس بمثل هذه الوصايا الجامعة والمودعة هل يبقى شقي في الأرض أو مظلوم أو محروم أو مضطهد؟ وما كانت هذه الصراعات المدمرة على الدنيا، فأين نحن جميعا من وصايا الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، وموعظة محمد في خطبة الوداع؟ وأين نحن من موعظة المسيح عليه السلام، على الجبل؟
عودة المرعب
هل يعود الرعب من جديد، وتنتشر كورونا في الشتاء المقبل، وتحكم على الناس بالعودة إلى المنازل، وترتفع معدلات الوفاة؟ من المتوقع أن تتزايد الأعداد، في الصين كما اوضح كرم جبر في “الأخبار”، لأن الإصابات بين عمال المحارق تبلغ 10 حالات بين 60 موظفا. مدينة شنغهاي أغلقت معظم المدارس، ضمن الإجراءات الصارمة لاحتواء الفيروس، ودعت الطلاب إلى الدراسة من المنازل، بجانب إغلاق دور الحضانة. واعترفت السلطات الصينية بأنه من المستحيل إحصاء عدد الحالات، وإن كانت المؤشرات تشير إلى أن الذروة ستكون في إبريل المقبل، وسيصل عدد الوفيات إلى 322 ألفا على الأقل. يجيء ذلك بعد فترة من الهدوء، لم تسجل خلالها أي حالة وفاة منذ أوائل ديسمبر/كانون الأول الجاري، ولكن بعد رفع القيود من المتوقع أن تشمل الإصابة أعدادا كبيرة. رفعت الصين القيود بسبب الاحتجاجات واسعة النطاق، وبناء على عدد سكان الصين الذي يقترب من مليار و400 مليون نسمة، قد تصل حالات الوفيات إلى مليون شخص، أتمنى أن تكون هذه التحذيرات من قبيل التخويف، حتى لا ينخرط الناس في الحياة مثلما كان قبل كورونا، دون الأخذ في الاعتبار أن التحورات لم تستسلم بعد، وتأخذ الإصابات أشكالا جديدة. نعم.. عادت الحياة إلى طبيعتها ويجب أن تستمر، لأن البشرية لن تحتمل العودة إلى الغلق، والناس لن يطيقوا الحبس الاختياري في منازلهم، والخسائر الاقتصادية الفادحة تنذر بمجاعات مخيفة. الحمد لله أن الوضع في مصر مطمئن للغاية، وعادت الحياة إلى طبيعتها في كل شيء، ولكن يجب أن تستمر الإجراءات الإرشادية، وتنبيه الناس باستمرار بضرورة اليقظة التامة، والأخذ بأسباب الوقاية. عشنا أياما صعبة، ولا يمكن احتمال عودتها من جديد، في ظل الأزمة الاقتصادية المحلية والعالمية، وما يترتب عليها من ارتفاع الأسعار وانفلات العملات الأجنبية، والآثار السلبية الكثيرة التي تحاول الحكومة احتواءها. قليل من الحذر يمنع كثيرا من الخطر.