برلين ـ “القدس العربي”:
أكد وزير العدل الألماني ماركو بوشمان في حديث أدلى به لوسائل الإعلام الألمانية الجمعة على أهمية القبض على الموظف في دائرة المخابرات الاتحادية الألمانية والذي يعتقد أنه خان أسرار الدولة لصالح روسيا واصفا ما جرى بأنه ضربة مهمة ضد التجسس الروسي على ألمانيا وهنأ الأجهزة الأمنية على اكتشافه داعيا في نفس الوقت إلى المزيد من اليقظة الأمنية.
ووفقا لمجلة شبيغل الألمانية فقد تم القبض الأربعاء على عميل مزدوج في صفوف المخابرات الألمانية (BND) ووجهت له تهمة الخيانة بنقله معلومات أمنية هامة للمخابرات الروسية.
وتشتبه أجهزة الأمن أن الموظف نقل معلومات غاية في الأهمية وتصنف من ضمن أسرار الدولة إلى الروس. ووفقًا للقانون الجنائي الألماني، فإن أسرار الدولة هي “حقائق أو أشياء أو معرفة لا يمكن الوصول إليها إلا لمجموعة محدودة من الأشخاص ويجب أن تظل سرية عن أية قوة أجنبية من أجل تجنب خطر إلحاق ضرر جسيم بالأمن الخارجي للحكومة الفيدرالية جمهورية ألمانيا”.
وقالت المجلة إن المخابرات الألمانية قالت إنها ستمتنع عن أية تصريحات عن تفاصيل القضية لحين انتهاء التحقيق، ونقلت المجلة عن رئيس المخابرات برونو كال أن الأجهزة الأمنية تتعامل مع “ممثل دون ضمير عمل على الخداع، ولديه استعداد لاستخدام العنف ضد الألمان” وطالب الشعب الألماني بضبط النفس.
وبحسب شبيغل فإن هناك مخاوف من هجمات أو أخطار محتملة لأشخاص تابعين للمخابرات الروسية للانتقام أو حتى التعرض لأشخاص يتبعون المخابرات الألمانية أو هم على علاقة بها في روسيا، ممن يكونون قد كشفهم العميل المزدوج الذي تم القبض عليه، وهو ما يعني التعرض لهم، وتعريض حياتهم للخطر. وشدد كال على أن كل معلومة قد تنشر حول هذا المعتقل هي خطيرة إذ قد توضح للخصم كيفية اعتقاله كما أن المعلومات المنشورة ستعتبر ميزة للروس من ناحية الحصول عليها دون جهد.
جرم الخيانة في القانون الألماني
ووفقا للقانون الجنائي الألماني، يمكن أن يُعاقب على الخيانة بالسجن لمدة لا تقل عن خمس سنوات أو بالسجن مدى الحياة في الحالات الخطيرة بشكل خاص لكل من تثبت إدانته، على سبيل المثال، إذا أساء الجاني استخدام منصب مسؤول يضعه تحت التزام خاص بحماية أسرار الدولة.
وبعد أن علمت دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية بوجود حالة مشتبه بها محتملة داخل صفوفها كجزء من عملها الاستخباري، شرعت الدائرة على الفور في تحقيقات داخلية واسعة النطاق بحسب رئيس دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية كال. عندما أكدوا الشبهة، تم استدعاء المدعي العام الاتحادي على الفور.
ووفقا لتحقيق نشرته شبيغل بعنوان “هكذا يتسلل عملاء بوتين إلى ألمانيا” أوضحت المجلة أن أجهزة المخابرات الروسية تعمل بشكل ناجع للتسلل إلى شبكات الكمبيوتر، ويتجسسون، ويثيرون القلق، ويخربون، بل وقد يلجأون للقتل أحيانا. وكانت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر قد أصدرت تحذيرات مفادها أن الروس انتقلوا بعد الحرب الروسية في أوكرانيا إلى مستوى متقدم لاستهداف دول أوروبية ولا سيما ألمانيا، مؤكدة أن التهديد الروسي بات يمثل مستوى آخر.
يشار إلى أن السلطات الأمنية في ألمانيا كانت قد أبدت شكوكها في أكتوبر الماضي من أن رئيس جهاز أمن المعلومات في ألمانيا آرنه شونبوم له علاقة بالمخابرات الروسية وقامت بإقالته من منصبه وشرعت في فتح تحقيق حول صلة مزعومة بصلته بجمعية “مرتبطة” بأجهزة استخبارات روسية.
وشارك شونبوم في 2012 في إنشاء جمعية مقرها برلين تعرف باسم “مجلس الأمن السيبراني في ألمانيا” لتقديم المشورة للشركات ووكالات الحكومة وأصحاب القرار، فيما يتعلق بقضايا الأمن المعلوماتي.
وقالت السلطات الألمانية، الخميس، إنها ألقت القبض على ضابط مخابرات ألماني للاشتباه في قيامه بالتجسس لصالح روسيا.
وأعلن مكتب المدعي العام الاتحادي، في بيان، أن كارستن إل، وهو موظف في جهاز المخابرات الفيدرالية “بي إن دي”، أُلقي القبض عليه في العاصمة برلين.
وكشفت السلطات الألمانية أن الضابط المتهم “زود جهاز المخابرات الروسي بأسرار الدولة والتي حصل عليها من خلال نشاطه المهني”.
وأضافت أن الشرطة قامت بتفتيش منزل المشتبه به ومكان عمله.
وفي السياق، أمر قاض في محكمة العدل الفيدرالية باحتجاز المتهم للمحاكمة بتهمة “خيانة الدولة” ونقل أسرار الدولة إلى روسيا.
من جهتها، قالت برونا كاهل، رئيسة دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية، في بيان، إن جهاز المخابرات بدأ تحقيقاً داخلياً بمجرد علمه بقضية “خيانة محتملة”، وأبلغ مكتب المدعي العام الاتحادي في وقت لاحق بتفاصيل الواقعة.
يذكر أن السلطات الألمانية لم تكشف مزيدا من التفاصيل حول طبيعة المعلومات التي يتهم الضابط بتقديمها إلى روسيا.
(وكالات)