يذكر سلوك نتنياهو مؤخراً بالمقولة المشهورة: “من ينام مع الكلاب ينهض مع البراغيث”. ما الذي فكر فيه عندما ضم إليه أحزاباً مسيحانية عنصرية… الإقصاء، الخوف من المثليين وكراهية الآخرين منقوشة على رايتهم؟ هل اعتقد أنه لن يضطر للخروج كل يومين بتحفظات وإنكار وتوضيح وتهدئة؟ هذه هي حكومته السادسة، ولكنه لم يواجه إهانة بهذه الصورة سابقاً قبل أداء اليمين؛ كما لم يتم جره بهذه الطريقة إلى صفحة العار في تويتر للتنظيف وراء شركائه.
بدأ هذا بآفي معوز واستمر ببتسلئيل سموتريتش، وكان هناك شيء ما مع الحريديين، وها هو الآن يركض بذعر في محاولة لتهدية طائفة المثليين الملاحقة. منذ سنوات وهو يتجول في العالم ويتفاخر بالليبرالية وتقدم إسرائيل وبالوزير المثليّ الليكودي. ماذا سيخطب في الأمم المتحدة عندما تكون وزيرة في حكومته ورئيسة لجنة الدستور في ائتلافه تدعو إلى التمييز ضد المثليين في المستشفيات والفنادق بدافع “الإيمان الديني”؟ لا يوجد مثل هذا الأمر في الديانة اليهودية، ولا مثله في اليهودية، ولا حتى في الصهيونية التي يحمل فيها سمحا روتمان واوريت ستروك اسمها عبثاً، بل موجود في وجهه الشاحب وعيونه الباردة، وفي فمه المعسول. ما هذا الظلم الذي يقطر من هذين الاثنين وكأنهما يستمتعان بزراعة الخوف في القلوب.
“هذا لم يحدث في الـ 15 سنة من ولايته”، نتنياهو هدّأ. “ولن يحدث هذا لاحقاً”. هو محق بخصوص الماضي، أما بخصوص المستقبل فسنرى. ولكن بقي بند التمييز في الاتفاق الائتلافي، لأنه ضعيف وخائف وأسير إلى درجة أنه غير قادر على إخراجه من هناك. يتعين على جميع الأنظمة والحكومات في أمريكا وأوروبا استخلاص الدروس: الإدانة، والمهاجمة، وبالأساس مقاطعة وزير المالية المكلف سموتريتش. يجب عدم الالتقاء معه وعدم دعوته وعدم إجراء أي حوار معه. فقط مع المستوى المهني في الوزارة.
تم استدعاء رئيس الحكومة المكلف على تويتر أمس عقب تصريح ازدرائي لابنه حول شدة العقوبة (الموت) التي يستحقها المدعون العامون الذين أعدوا لائحة الاتهام ضد والده. يمكن تعلم الكثير من هذا النص المقتضب، الذي تظهر فيه بصمات مجلس إدارة المنزل. لقد افتتح بإعلان محبة: “أحب ابني يئير”. بعد ذلك، جاءت الفكرة: “رغم أنه يحق لكل شخص التعبير عن انتقاده”، جاء التحفظ الخفيف والتلعثم المذل بأن صادق له كل من سارة ويائير على أن يكمل: “لم أوافق على أقواله تلك”.
منذ متى يعدّ التحريض على القتل “تعبيراً عن الانتقاد”؟ وعندما يقول ذلك الشخص المتباكي والمتذمر الذي هو رقم واحد في الدولة، فإن أي شتم له عبر الإنترنت يعتبر “تهديداً بالقتل”. “لم أوافق” قال بأدب، وكأن الأمر كان يتعلق ببروفيسورين يحللان مقالاً أكاديمياً في مجلة محكمة. ضعيف، ضعيف، ضعيف. لا توجد كلمة رسمية عن جزء من السلطة التنفيذية، التي ستكون خاضعة له بعد نحو 72 ساعة. إذا كان هناك شيء يمثل هذه المقولة فهو “حكومة يائير نتنياهو الأولى”. هذا هو الفصل المذكور آنفاً.
ليس غريباً أن تسمح جهات إنفاذ القانون لمحرض خطير وأزعر على شكل الابن البكر في منزل نتنياهو بهذا التنمر الحر. تم استدعاء أشخاص للتحقيق معهم، وأحياناً تم تقديمهم للمحاكمة على أمور أقل مما قاله كاتب المقالات هذا (صحيح أنه سارع إلى التوضيح بأنه لم يطلب المس بأي أحد، ويمكن الافتراض أن هذا جاء في أعقاب مكالمة مستعجلة من محام بعد البث مدار الحديث). لكن من الواضح أنه يشعر بأنه فوق القانون، وهو محق. وعندما كان ابن رئيس المعارضة، حظي بالحصانة. وبالأحرى من الآن فصاعداً.
بعد غد سيصبح والده رئيس الحكومة، التي جميعها على شاكلة الابن الصغير. في الطريق إلى السعادة، ناقشت الكنيست أمس المصادقة النهائية على “قانون درعي”، وهو قانون العار للأزعر المناوب.
بقلم: يوسي فيرتر
هآرتس 27/12/2022
ابن البط عوام، و كب القدرة على فمها يطلع الولد لأبيه ????
ومن يشهد للفاسد إلا ابن فاسد ???