الموصل – رويترز: يشعر رجل الشرطة العراقي أحمد رجب، الذي أصيب بالشلل خلال القتال ضد تنظيم «الدولة» (داعش)، بسعادة غامرة وهو يسلي الأطفال ويحاول إدخال البهجة والسرور عليهم في موسم الأعياد مرتديا زي بابا نويل.
يقول رجب «نطلع للموصل القديمة إن شاء الله حتى نوزع الهدايا على الأطفال ونفرحهم. ونسعدهم بهذه السنة الجديدة… إن شاء الله سنة خير».
من حقيبته البلاستيكية الحمراء كان رجب يخرج الحلوى والهدايا ويوزعها على الأطفال الذين تجمعوا حوله في ساحة المدينة القديمة.
ويضيف « نفرح لفرح هؤلاء الأطفال في هذه المنطقة اللي عانت و(لحق بها الضرر) بسبب الحرب وبسبب عصابات داعش التي دمرت المدينة ودمرت هذه المنطقة التي كان أهلها وناسها عايشين حياة سعيدة وحياة حلوة وجميلة».
ولا تزال معظم مدينة الموصل القديمة في حالة خراب منذ القتال ضد عناصر تنظيم «الدولة» الذين كانوا يتخذون منها معقلا لهم.
كان أحد الأصدقاء يدفع رجب في كرسيه المتحرك في الشوارع المليئة بالحطام وبجوارهما يسير الأطفال في سعادة عبر البلدة مستمتعين بالموسيقى والألعاب.
وقال رجب «ما أعتبر نفسي من ذوي الإعاقة. عندما تعتبر نفسك معاقا خلاص أنت تحطمت آمالك وحياتك فلا تستطيع تعمل. لا نحن نقدر نعمل، ونقدر نقدم، ونقدر نساعد، ونقدر على كل شيء… عدنا أبطال من ذوي الإعاقة».
ومارس تنظيم «الدولة» معاملة وحشية للأقليات والمسلمين على حد سواء، وحظر الاحتفالات مثل عيد الميلاد والعام الجديد.
ويقول أيهم عبد الله من سكان الموصل «هذه المدينة القديمة تحتاج إلى رفع المعنويات بطقوس رأس السنة الجديدة وعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام. هؤلاء الأطفال يريدون فرحة لأن المدينة القديمة ذاقت الأمرين. المدينة القديمة أخذت ما فيه الكفاية فنريد نعيد البسمة الى وجوههم ونرجع الضحكة ونريد نرجع الفرح لهذه المنطقة بالتحديد التي هي منطقة الميدان».
يعود بعض المسيحيين في المدينة الذين فروا من العراق خلال حكم «الدولة» بوتيرة بطيئة إلى ديارهم، ويمارسون بعضا من شعائرهم في مواسم الأعياد. ويتحدث رجب عن شعوره بالسعادة وسط الأطفال، ويقول «أحلى شعور عندما نتجمع مع هؤلاء الأطفال الأبرياء… تكون بوسطهم وتفرحهم بأشياء حتى لو كلام… إذا أسمعت الطفل كلاما جميلا سيفرح».