الرباط ـ «القدس العربي»: يثير موضوع «التشيع» نقاشا ساخنا في المغرب، يهدأ أحيانا ويشتعل أحيانا، ارتباطا بعوامل داخلية وخارجية، لكنه يبقى حاضرا، مع المواجهات السياسية والعسكرية، التي يعرفها المذهبان الشيعي والسني، تحت عناوين مختلفة، في عدد من الدول العربية والإسلامية من باكستان إلى اليمن، مرورا بالعراق وسوريا ولبنان ودول الخليج.
واذا كان المذهب المالكي السني هو المذهب الرسمي للبلاد، فإن «التشيع» بدأ يطل برأسه بالمغرب منذ انتصار الثورة الإيرانية 1979، دون ان تسمح له الدولة بالظهور، وحتى مع إيلاء إيران، التي ارتبطت بعلاقات في أغلب الأحيان متوترة مع المغرب، اهتماما بالمغاربة في أوروبا ودول أفريقية، بقي اتباع المذهب «الشيعي» ملاحقين داخل المغرب، ويعتقل عدد منهم إبان أزمة عصفت بالعلاقات بين طهران والرباط 2009 حيث قطعت العلاقات الدبلوماسية ولم تعاد الا سنة 2014.
وأثار ترخيص السلطات المغربية نشاطا تنظمه مؤسسة «الخط الرسالي للدراسات والنشر» التي تشكل غطاء لنشاط المتشيعين المغاربة، نقاشا واسعا، واذا كانت السلطات قد نفت هذا الترخيص، فإن مسؤولي المؤسسة تحدثوا عن ترخيص قانوني وأن نشاطهم لم يكن يحتاج لترخيص.
ونشطت مقابل ذلك جمعيات وحركات إسلامية بتنظيم ندوات حول «خطر التشيع في المغرب» تحت عنوان «خطر التشيع علی الفرد والمجتمع» شارك فيها مشايخ سلفيون مثل الشيخ محمد المغراوي، والشيخ مراد المرهومي، والشيخ مصطفی القصير، والشيخ أبو يونس محمد الفرعني. وندوة «التشيع: الظاهرة، المحاذير، الوقاية» تنظمها يوم السبت المقبل حركة التوحيد والإصلاح (الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية الحزب الرئيسي بالحكومة المغربية) ينشطها الدكتور محمد طلابي، والدكتور محمد بولوز، والدكتور عادل رفوش.
ودعا مصطفى شنديد رئيس المجلس الإسلامي المغربي باسكندنافيا إلى تجفيف منابع التشيع بالمغرب وتهوين وجوده وقدم في بيان «أمر التشيع بالمغرب» مقاربة سياسية وأمنية وعلمية ترمي إلى محاربة «الشرارة الأولى للتشيع في البلاد» و «تجنب تكرار أخطاء وقعت فيها بعض الدول في معالجة هذا التوجه، حتى وصلت إلى احتراب في معارك كانت الخاسر الأكبر فيها».
وقال في البيان الذي نشر بالمغرب ان المقاربة السياسية والأمنية لمحاربة التشيع بالمغرب تقوم على عدد من الخطوات، منها «تجفيف منابع التشيع كونه ضد اختيارات المغاربة منذ 14 قرنا، وعدم فتح الأبواب الرسمية والمدنية لنشر عقيدة الحقد على أم المؤمنين وأئمة الإسلام، ودعوى تحريف القرآن، وعصمة الأئمة والبداء والرجعة وغيرها من الانحرافات».
ودعا إلى «تهوين أمر التشيع في المغرب وعدم تضخيمه، وكذلك عدم إخراجه إلى السطح في القنوات الإعلامية والمواقع الاجتماعية، لكي لا يتعاظم أصحابه ويظنون أنهم أصابوا مقاتلنا» واقترح «إخضاع دور القرآن كيفما كان نوعها لسلطة الدولة ورقابتها، وأيضا معاقبة من يدعو منهم إلى التجمعات غير المرخصة لخرق النظام العام والقنوات القانونية».
ويقترح شنديد ايضا «التعامل بلطف من معتنقي التشيع الجدد بالحوار والحجاج العلمي، لطرد الشبهات والخرافات الدخيلة على فطرتهم»، و «عدم التحرج من النقد الذاتي حول بعض المواقف التاريخية، بشكل هادئ غير مثير للفتن».
ودعا إلى «ديمومة الجامعات الشرعية ومدارس التعليم العتيق، وعلى رأسها القرويون، على تخريج الأفواج من العلماء المحافظين على الأصول الدينية للمغرب واختياراته المذهبية» لأن «هذا كافٍ لتمتين الانتماء الديني وترسيخ الاتباع السني المتّزن».
واعتبر اتباع المذهب الشيعي بالمغرب ان هذه الانشطة والندوات والبيانات «تكريسا لمشاعر الكراهية ضد هذه الفئة من المجتمع المغربي» واستهدافا لوجود «أقلية دينية» بالمغرب، داعين إلى الحضور إليها وترديد «الصلوات على محمد وآل محمد».
وقال ناشط شيعي في تدوينة فيسبوكية إن «الشعب المغربي ليس غبيا حتى لا يفهم سياقات الكلام، ومن يقف خلفه ومن يمول»، مضيفا «نحن نعرفكم جيدا، ونعرف مراميكم ومموليكم، لأنكم مجرد أدوات لا غير، تنفذ أجندات وتعليمات خارجية».
وقال عصام حميدان الحسني، عضو مؤسسة «الخط الرسالي للدراسات» إنها «ندوات تحريضية على الشيعة المغاربة وتنشر ثقافة «أنا الحق وغيري الباطل»، حاثا الشيعة المغاربة على حضورها وقال «ندوة حركة التوحيد والإصلاح تحتاج أن نحج لها، ونعطر أجواءها بالصلوات على محمد وآل محمد كي يستفيق أولئك الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على دين الناس وضمائرهم وأفكارهم».
وتابع «بما أن الندوة التي دعت إليها الحركة عامة، وحيث إنها تعنينا بالدرجة الأولى، فإني أرجو من الشيعة المغاربة أن يحضروا الندوة، ويعطروا أفواههم هناك بالصلاة على محمد وآل محمد، وأن يطالبوا بحقهم في الرد، كي نشخص المرض وآليات الوقاية منه».
وكتب الناشط عبدالله أبو جعفر بأن «مثل هكذا ندوات لا تبشر بخير، حيث يجب على السلطات التدخل والأخذ بزمام الأمور، قبل فوات الأوان، ويقع ما لا تحمد عقباه» ودعا لنصرة الشيعة المغاربة وحفظهم من «شر الوهابيين المتعصبين».
وأكد الناشط محمد شاهدي أنه «سوف يأتي زمان يلتمسون فيه الشفاعات والوساطات، من أجل أن يتوج الشيعة مجالسهم»، داعيا الشيعة إلى «الثبات على عقيدتنا الصحيحة، ولاية وبراءة، وأن لا تأخذنا في ذلك لومة لائم، سيما إن كان غرا جاهلا، أو حاسدا حاقدا». ووصف الندوات التي تحذر من التشيع بكونها «أقرب إلى المعسكر التدريبي، وإلى المناورات الحربية، منها إلى اللقاء الفكري» و «لو كان يهمهم النقاش، ولو من باب العطف والنصح لهذه الفئة من إخوانهم المغاربة الذين يتباكون عليهم ، لاتخذوا الأسباب واللغة الملائمة لذلك».
محمود معروف
أموال البترول وأين يذهب جزء منها, دولتان تتصارعان سياسيا جغرافيا , طائفيا, عقائديا , تنشران مذاهبهما على حساب المسحوقين الفقراء في آخر المطاف عندما تنتشر دعاواهم من أيادي المسيرين إلى الأحياء المهزومة الأمية المسحوقة .
الصراعات الدينية والطائفية خاتمتها المصائب والمذابح والهلاك, ياناس شجعوا على أشاء اخرى, مدنية حضارية , سياسية , ثقافية , علمية ( العلم الحقيقي ).
من أراد أن يتشيع فليفعل ومن أراد أن يتنصر فليفعل ومن أراد أن يضرب الإثنين في بعضهما فليفعل لكن بشرط وشرط قوي وضخم وكبير ,لاأحد تصور له نفسه أن يدخل ديانته أو عقيدته في الشأن السياسي العام للناس.
المساجد والحسينيات والكنائس مكان التعبد والحديث والموعظة في شؤون الدين لاغير.
حكمة العرب لخصت مفهوم ثقافة الـ أنا بقول “خالِف تُعرف”، الإشكالية تحدث عندما تفعل ذلك من زاوية تتناقض مع كل ما تؤمن به كنوع من جلد الذات، إن كان من زاوية صناعة الصنم أو تكسيره من أجل الصعود على أكتافه، فقط من أجل الحصول على الشهرة، ما فات المثقف والسياسي لدولة “الحداثة” هو أنَّ العولمة والتقنية وأدواتها بيّنت للمواطن بالدليل العملي على أنَّ قيمته أكبر من قيمته في دولة “الحداثة”، ومن هذه الزاوية تعاني النخب الحاكمة الآن أزمة حكم حول العالم وليس فقط في العالم العربي والإسلامي.
من وجهة نظري اشكالية أي فكر فلسفي هو ثقافة الـ لا، بواسطة اختلاق نظرية المؤامرة كي يتأكد من عدم وجود مؤامرة أي يثبت العكس، ومن هذه الزاوية أصبح “المخزن” أو دوائر المخابرات في دولة “الحداثة” هي اساس البلاء، على الأقل في طريقة تعاملها مع انتفاضات أدوات العولمة التي كانت شرارة انطلاقتها هو حذاء منتظر الزيدي الذي رماه على ممثلي العملية السياسية لنظام الأمم المتحدة، في المؤتمر الصحفي وأمام جميع قنوات التلفاز الفضائية في بث مباشر، ممثلة في جورج بوش ونوري المالكي في وادي الرافدين مهد الحضارات الإنسانية في رمزية عجيبة غريبة.
هناك نظرية تقول أنَّ اسلوب الولايات المتحدة في إدارة الصراع عام 1990 بسبب تأثير مارجريت ثاتشر وقتها كان الاسلوب البريطاني والذي كان يعتمد على ترجيح كفة الأكثرية في المجتمع وعلى ضوء ذلك تم التعامل مع صدام حسين وقتها. ولكن في عام 2001 الوضع تغير وتم اعتماد الاسلوب الفرنسي أو الكيان الصهيوني وهو ترجيح كفّة الأقليات، ولذلك نرى تم اعتماد اسلوب نظام الحكم للعملية السياسية إن كان في العراق أو أفغانستان تماثل اسلوب العملية السياسية في لبنان والتي لا تختلف عن العملية السياسية في الكيان الصهيوني، أن يستطيع لبنان أن يعيش بلا رئيس جمهورية، كما حصل مع العراق عند مرض الرئيس العراقي جلال الطالباني، هذا يُبين أن لا شيء يسير في البلد أو أنَّ لا نظام أو دستور قائم في البلد، حيث لا كهرباء ولا ماء ولا طرق ولا خدمات ولا حتى اتصالات حقيقة متوفرة في البلد.
ولذلك أظن، نحن في حاجة إلى نظام جديد الآن، اساسه ثقافة الـ نحن (الأسرة/القبيلة/الشعب)، بدل ثقافة الـ أنا (الفرد/الرمز/النخب الحاكمة)، الذي يمثله نظام الأمم المتحدة، ومفهوم حق النقض/الفيتو للنخب الحاكمة، لتمكينها من فرض الهيبة. فمفهوم الهيبة في النظام الجديد، يجب أن تستحقه، أي نخب حاكمة، من خلال احترامها، لحقوق وكرامة وحرية أضعف مواطن، في المجتمع
وأضيف أنَّ العولمة، فرضت تحديات جديدة، فلذلك نحن في حاجة إلى نظام جديد، بدل نظام الأمم المتحدة، يتجاوز مفهوم الهيبة، للنخب الحاكمة، أو ثقافة الـ أنا فيه، من خلال حقي النقض/الفيتو، بل يجب أن يكون مفهوم استحقاق الهيبة، للنخب الحاكمة (والتي يجب أن تتجاوز، ضيق ثقافة الـ أنا (الفرد)، إلى سعة ثقافة الـ نحن (الأسرة) أو الزواج ما بين الـ أنا والـ آخر بعد الاتفاق على لغة مشتركة يتم الاتفاق على معنى المعاني فيها لكي يصلوا إلى اتفاق على دستور) في النظام الجديد، تستحقه من خلال احترامها، لحقوق وكرامة وحرية أضعف مواطن.
وأظن من حق إيران المنطقي والطبيعي التي هُزمت من صدام حسين في الحرب التي استمرت 8 سنوات من أجل تصدير ثورة ولي الفقيه الذي أتى من فرنسا معززا مكرما على طائرة فرنسية لقيادة الثورة على شاه إيران عام 1979 أن يكون كل همّها أن لا يكون هناك جيش وأجهزة أمنية فيما يطلق عليه الهلال الشيعي يمكن أن يرتكز عليه قائد مثل صدام حسين لمحاربتها في المستقبل.
ولهذا السبب الفساد وصل معياره في العراق مثلا، 50 ألف جندي “فضائي” في الأجهزة العسكرية التابعة لوزارة الدفاع حسب كلام رئيس الوزراء حيدر العبادي، في حين قال نوري المالكي نائب رئيس الجمهورية تعليقا على ذلك أنَّ العدد أكبر ولكن في وزارة الداخلية، وتعليقا على ذلك قال نائب رئيس الجمهورية أياد علاوي أن مصادره تقول أن العدد يصل إلى “250″ ألف “فضائي”، ونفس الشيء في سوريا كذلك، ولذلك سلاح ورواتب هذا الجيش يمول داعش ويجعله سبب تمددها وبقائها قبل أي شيء آخر، هذا من الناحية الاستراتيجية.
ما فات ممثلي النخب الحاكمة في إيران في زعمهم على أنّه أصبحت إيران دولة إمبراطورية فيما ينشره إعلامهم الآن من أنّها استحوذت على أربع عواصم عربيّة وتبحث عن عواصم جديدة للسيطرة عليها، نحن كعرب ومسلمين ممن يشهد أن لا إله إلاّ الله وأنَّ محمدا رسول الله، ليس لدينا مشكلة مع اليهود ولا المسيحيين حيث لا يكتمل إيماننا كمسلمين بدون الاعتراف بجميع الأنبياء والرسل والرسالات التي أرسلها الله سبحانه وتعالى ولا حتى لدينا مشكلة مع إيران الفارسية، والدليل على ذلك ما حصل من تعاون ما بين العرب والفرس من تعاون ضد الكيان الصهيوني عام 1973 حيث وقتها لكي يستطيع العراق المساهمة بكل امكاناته في الحرب، كان على شاه إيران إيقاف تسليحه وتمويله للأكراد في شمال العراق، وبسبب ذلك حصل اتفاق الحكم الذاتي مع الأكراد عام 1974 وبسبب ذلك حصل الاتفاق مع الفرس عام 1976 ووقعه شاه إيران وصدام حسين في الجزائر.
ولكن المشكلة فرنسا التي جنرالها نابليون بونابرت هو من أعطى وعد للصهاينة بوطن في فلسطين، ومن فرنسا حضر الخميني على طائرة فرنسية معززا مكرما لقيادة الثورة ضد شاه إيران، ومن وقتها بدأت فتنة نار الطائفيّة، عندما قالت يجب إضافة إلى أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمد رسول الله، عبارة وأنَّ عليّا ولي الله وإلاّ فأنت ليس مسلم، من أجل زيادة عدد المقلدين لزيادة الخُمس الذي يستحصل عليه أهل العمائم كثمن للجنة التي يعد بها مقلديه، وأهل الصوفية طالبوا بإضافة النخب الحاكمة كذلك وإلا أنت ليس بمسلم، فمن هو التكفيري في تلك الحالة؟!.
ما رأيكم دام فضلكم؟