صدر حديثاً عن مركز الأبحاث الفلسطيني (منظمة التحرير الفلسطينية) كتاب بحثي بعنوان «وداعاً أرض اللبن والعسل» وبعنوانٍ فرعي (العقليةُ الصهيونيةُ في بيت إتغار كيريت – أضيق بيت في العالم) للقاصة والكاتبة الأردنية الفلسطينية سامية العطعوط. وقد أهدت الكتاب إلى أبطال نفق جلبوع (وتنهضُ العنقاءُ دوماً من رماد، وحين يسوّرونَ الأرضَ بِجدارِ اليأسِ نفتحُ نافذةً أو نَحفرُ نفقاً للحريّة) وإلى إيلان بابيه، إيلا شوحط، وشولومو ساند.
يبحث الكتاب، كما تشير الكاتبة في مقدمته (حكاية البيت والكتاب) في العقلية الصهيونية الانعزالية تحديداً، وتطرح عدة تساؤلات في محاولة للإجابة عنها، مثل: ما هي منطلقات هذه العقلية، وكيف تفكر؟ وكيف انتهى بها الأمر (مجازاً) في أضيق بيت في العالم (بيت إتغار كيريت)؟ ولماذا يبني الإسرائيليون الجدار وراء الجدار؟ وهل يهدفون من بناء الجدران إلى عزل الآخرين في الخارج، أم عزل أنفسهم في الداخل؟ وهل النتيجة في كلتا الحالتين واحدة؟ إلى غير ذلك من تساؤلات.
توزّع الكتاب على خمسة فصول ومراسلات بين الكاتبين الإسرائيلي الفلسطيني (سيّد قشوع) والإسرائيلي البولندي (إتغار كيريت).
تناولت الكاتبة في الفصول الثلاثة الأولى العقلية اليهودية منذ بدايات انعزالاتها وتغيّر هذه الانعزالات، حسب الظروف السياسية والاجتماعية الخاصة والعامة. ففي الفصل الأول تبدأ هذه العقلية انعزالها الاختياريَ والإجباريَ في بداية القرون الوسطى في الملاّحات والحارات اليهودية، لِتُفاجأ في القرون الوسطى بانعزالات إجبارية فُرضت عليها في غيتوات روسيا وأوروبا. بينما تتكشّف في الفصلين الثاني والثالث نتائج الانعزالات السابقة، من خلال عدم قدرة هذه العقلية على العيش في اتّساع حتى بعد احتلال فلسطين، فتعمل على إنشاء انعزالاتها الخاصة بها، من خلال بناء الكيبوتسات والمستوطنات، وأخيراً من خلال بناء جدار الفصل العنصري.
في الفصل الرابع (الجدار في عقلي) قراءة لأسباب الانعزالية المستمرة ونتائجها على الشعوب وعلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، وأثرها في العقلية الصهيونية ومظاهر انعزالاتها التي طالَتْ حتى المعارضين في دولة القمع. بينما تتمثّل بؤرة الكتاب في الفصل الخامس، إذ تظهر رمزية اكتمال مراحل انغلاق هذه العقلية في بيت «إتغار كيريت» وتقوقعها في أضيق بيت في العالم.
مبارك عليك أصدارك الجديد سيدتي ساميّة العطعوط.جهد وعلم وعمل؛ يضيف للمكتبة العربيّة الآن اللبن والليمون والعسل؛ ففي كتاباتك يابنت نابلس الألق؛ رائحة فلسطين والعراق؛ فأنت خريجة الجامعة المستنصريّة ببغداد بتفوّق.
لذلك أخصّك بالتهنئة؛ لأنك شجرة عميقة الجذورومثمرة الآفاق.وسلم قلمك لنصرة الحقّ.
أسعد الله مساك دكتور جمال.. شكراً لك على هذه التهنئة الخاصة وعلى كلماتك التي أثّرت بي عميقاً.. ونعم، لا بدّ وأن نابلس فلسطين وبغداد العراق قد أثْرتا تجربتي وانتماءاتي وأفكاري.. دمتََ سنَداً رائعاً للحقّ.