تونس- “القدس العربي”: تعرضت منظمة تونسية لانتقادات واسعة بعدما اتهمت الكتاتيب القرآنية، التي تشرف عليها وزارة الشؤون الدينية، بـ”صناعة الإرهابيين”.
وكان “مرصد الدفاع عن مدنية الدولة” دعا الحكومة إلى “غلق الجمعيات والكتاتيب والمدارس المُسمّاة بالقرآنية”، والتي قال إنها “تقوم بأدلجة أطفالنا وشبابنا بأموال مشبوهة بهدف تكوين إرهابيي المستقبل”.
وأثارت هذه الدعوة جدلا واسعا، إذ عبرت الجامعة العامة للشؤون الدينية (تابعة لاتحاد الشغل) عن استنكارها الشديد لاتهام المؤسسات الدينية، التي تشرف عليها الدولة، والعاملين فيها بتصدير الإرهاب.
كما عبرت عن “استغرابها من صمت سلطة الإشراف ممثلة في وزارة الشؤون الدينية تجاه هذه التشويهات الممنهجة من قبل مرصد الدفاع عن مدنية الدولة”، محملة وزارة الشؤون الدينية مسؤولية الدفاع عن مؤسساتها والعاملين فيها ضد “هذا الافتراء الممنهج”. كما توعدت بمقاضاة المرصد المذكور.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=550797350422415&id=100064764636263
وعلق الداعية هشام النصراوي بقوله “أمثال هؤلاء من يدفعون الإطار الديني للنقمة على ما يحملون من أفكار جامدة غير قابلة للنظر للواقع بعين بصيرة. توجهاتهم عدائية معلنة لكل ما هو دين. اذهبوا فاسألوا المدارس عن أفضل تلاميذهم من أين جاؤوا”.
وخاطب ناشط يدعى خالد الحجلاوي المرصد بقوله “مشكلتكم مع كل ما هو “دين” وهذا ما يجعلكم في زاوية كره من قبل أغلب التوانسة. ستبقون معولا للهدم يستعملكم الحاكم ثم يرمي بكم متى شاء. ليس بالأحقاد تبنى الأوطان”.
وخاطبت ناشطة تدعى نجوى، رئيس المرصد، الباحث منير الشرفي، بقولها ” الكتاتيب تعلم فيها أسيادك أمثال محمد طاهر بن عاشور ومحمد الفاضل بن عاشور، ويشرف عليها في الوقت الحاضر رجال دولة. وأنت إنسان لا تحترم مؤسسات دولتك ولا تعرف شيئا عن الوطنية، وكلامك هذا يسمعه ويصدقه فقط الذي في قلبه حقد مثلك. تعلّم كيف تحب بلادك!”.
وكان المرصد اعتبر في وقت سابق أن قرار وزارة الشؤون الدينية التونسية “تطوير” الكتاتيب القرآنية يمثل “خطرا يهدّد وحدة المنظومة التربوية وضربا لأسس الدولة المدنية”، وهو ما عرضه لانتقادات واسعة، وخاصة من قبل التيار الديني.