المراقب العام لإخوان سوريا: للجماعة مصالح مشتركة مع السعودية والخليج

حجم الخط
3

اسطنبول ـ «القدس العربي» من حازم صلاح وسليم العمر: تحدّث الدكتور محمد حكمت وليد في لقاء خاص جمع المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بعدة جهات إعلامية في إسطنبول، عن الدور الذي تقوم به الجماعة في الثورة السورية، وتحدث عن الحرب الإعلامية والنفسية «الشعواء» التي تتعرض لها الجماعة حيث قال: جماعة الإخوان المسلمين ليست جماعة ضعيفة، ولكن الصورة الإعلامية والهالة التي توضع للجماعة حقيقة الأمر هي أكبر من الواقع، دعونا نعترف بتلك الحقيقة لكي نعرف كيف تسير الأمور وكيف نطور أنفسنا.
وأكد المراقب العام على أن جماعة الإخوان المسلمين هي جزء من الشعب السوري، وليست الوحيدة على الساحة، فالجماعة في النهاية فصيل سوري قد تكون الأقدم، والأكثر تنظيماً، ولكن لا تدعي تمثيل الشعب السوري بكل ألوانه وأعراقه، حيث قال «فنحن جماعة الإخوان المسلمين ولسنا جماعة المسلمين».
وأوضح أن الجماعة وبعد عدة مراجعات ثبت عندها بأن تصدّر المشهد السياسي، أو العسكري في سوريا، لن يكون في صالح الشعب السوري وثورته في نهاية الأمر، ولذلك وبغض النظر عن إمكانيات الجماعة التنظيمية فإنها لا تريد أن تهيمن على أي مؤسسة سياسية أو عسكرية، وإنما هي فصيل مشارك في هذه الفعاليات، وهذا الأمر تعتقده عن سابق تصميم وإصرار، واختارت أن تكون في الصف الثاني للمعارضة وفي ذلك حسب رؤيتها الخير للجماعة ولسوريا. وتابع حديثه «اتهامنا بمحاولة السيطرة على المؤسسات يعتبر اتهاما باطلاً، فالإخوان المشاركون في الائتلاف الوطني لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، ومن المستحيل لهذ العدد أن يهيمن على الائتلاف».
وتحدث الدكتور عن تاريخ الجماعة السياسي في سوريا حيث قال «سير الجماعة مشهود له على نصف القرن الماضي في سوريا، فقد شارك الإخوان المسلمون في العملية الديمقراطية في الخمسينات، وكان لهم ممثلون في المجلس النيابي ووزراء وهذا هو الفكر الإسلامي الوسطي الذي أسس له الدكتور مصطفى السباعي وصحبه الذي يرفض الغلو والتطرف».
وتطرَّق الدكتور حكمت أثناء حديثه إلى ما يسمى «التيار الاصلاحي الشبابي» في الجماعة المقابل لتيار «الشيوخ»، وعلل ذلك بمرور الجماعة بظروف هجرة صعبة خلقت شيئاً من الركود في الحراك السياسي، والتنظيمي تلك العقود أدت إلى شيء من الانقطاع بين الأجيال، جيل الشباب الذي لم يجد مكانه الحقيقي ولم يأخذ حقه في مؤسسات الجماعة، وجيل آخر يحاول الحفاظ على الجماعة، وهذا الأمر قد تنبهت له الجماعة وكان هناك توجه في ان يكون المسؤول الأول للجماعة من الشباب، وتوجه آخر في أن يكون للشباب مشاركة في إدارة الجماعة وليس بالضرورة أن يكون المراقب العام من الشباب، وهذا خلاف في الرأي محمود وديمقراطي، فالجماعة تمارس الديمقراطية الحقيقية في مؤسساتها، وأول قرارات المرشد العام الجديد للجماعة كان اختيار المهندس حسام الغضبان من الشباب نائبا للمراقب العام ليتشارك تيار الشيوخ والشباب في إدارة الجماعة.
وعند سؤال المراقب العام عن بوادر انفراج في علاقة الجماعة بالمملكة العربية السعودية في ظل القيادة الجديدة للمملكة قال «نشعر بوجود مصالح مشتركة بين السعودية وسوريا، فالخليج بشكل عام والسعودية بشكل خاص تعتبر عمقا استراتيجيا للمسلمين في كل أنحاء العالم، نعلم أنهم وضعوا الجماعة على لائحة الإرهاب، ونطلب منهم مراجعة ذلك فنحن لسنا جماعة إرهابية، لم نتلقّ أي أخبار صريحة عن تغيير هذا الموقف، ولكننا نأمل في أن تكون المرحلة القادمة مرحلة انفتاح على الجميع ومنهم الإخوان المسلمون».
وعن استراتيجية الإخوان في المرحلة القادمة قال الدكتور حكمت «استراتيجيتنا الداخلية تعتمد على الالتحام الأكبر مع الشعب السوري في الداخل، وقد أوصى مجلس شورى الجماعة على تخصيص 75% على الأقل من الإمكانيات البشرية والمالية للجماعة للداخل السوري وسيكون للشباب دور أكبر لما لهم من فاعلية ونشاط».
ومن جهة أخرى تحدث الدكتور محمد حكمت عن الصعوبات التي يواجهها الفكر الوسطي في سوريا بسبب وجود فكر الغلو، ولكنه علل ذلك بأن فكر الغلو فكر طارئ على الشعب السوري نتيجة الظلم الذي يشعر به السوريون من المجتمع الدولي والإقليمي، وهذا الظلم هو الذي أدى إلى وجود التطرف ولكنه لن يكون له وجود في المستقبل، والفكر الوسطي سيكون السائد مهما كانت الظروف.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول احمد ، امريكا:

    نصركم الله

  2. يقول احمد العربي:

    سؤال يخطر على البال : هل النظام السوري ارسل ارهابيي داعش ليقوموا بهذه الغزوة الجديد في تونس والتي حصدت ارواح العشرات من الابرياء؟!وهل النظام ايضا ارسلهم الى سيناء والى ليبيا والى نيجيريا والى افغانستان سابقا ؟ََ!

  3. يقول azza algeria:

    الخليج عدا قطر محارب شرس للاخوان وها هم يتعاونون مع مصر رغم وصفهم بأوصاف لا تليق بهم من طرف السيسي وجماعته. تعاونوا مع ايران فهي املكم واما الخليج فلا خير ينتظر منه .

إشترك في قائمتنا البريدية