باريس- “القدس العربي”: استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على عشاء عمل، رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الذي بدأ هذا الخميس أول زيارة رسمية له لفرنسا منذ توليه لمنصبه، والتي أتت بدعوة من الرئيس الفرنسي، وتهدف خاصة لتعزيز التعاون العسكري والاقتصادي بين باريس وبغداد.
وعقب عشاء العمل بين الرجلين في قصر الإليزيه، نشرت الرئاسة الفرنسية بياناً مشتركاً، أكد فيه الطرفان على ثراء وتنوع الشراكة، حيث تم في هذا الصدد توقيع معاهدة شراكة إستراتيجية من أجل تعزيز العلاقات الثنائية وإرساء إطار رسمي ودائم للعلاقة المتنوعة والشاملة في مختلف مجالات التعاون. كما استنكر ماكرون والسوداني الاعتداءات التي تنال من سيادة العراق ووحدة أراضيه. وتحدّثا عن الحرب في أوكرانيا وعواقبها.
كما جاء في بيان الإليزيه أن الرئيس الفرنسي أكد وقوف باريس إلى جانب الحكومة العراقية في محاربة إرهاب “داعش”، فيما شكر رئيس الوزراء العراقي فرنسا على التزامها إلى جانب قوات الأمن العراقية، وفي صالح استقرار وأمن العراق، وتمنى تعزيز التعاون الدفاعي الثنائي.
كما رحب ماكرون بالتزام رئيس الوزراء العراقي وحكومته بمكافحة الفساد. وأعربت رئيسة الوزراء الفرنسية لنظيرها العراقي عن استعداد وكالة مكافحة الفساد الفرنسية للتعاون مع الجهات العراقية المختصة، ولا سيما هيئة النزاهة الاتحادية لجمهورية العراق. وعليه، تم توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة النزاهة الفيدرالية لجمهورية العراق والوكالة الفرنسية لمكافحة الفساد بشأن التعاون الثنائي في مكافحة الفساد.
كما تم الترحيب بالتعاون المثمر في مجال الصحة من خلال إنشاء مركز طبي بتمويل من مركز الأزمات والدعم التابع لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية في سنجار. وكذلك تم التوقيع على اتفاقية لتسليم المستشفى الفرنسي في سنجار رسمياً للسلطات العراقية في نهاية المشروع […]. وفي مجال المياه والصرف الصحي، أعرب الرئيس الفرنسي عن رغبة بلاده في تطوير التعاون مع وزارة الموارد المائية العراقية، لا سيما من خلال دراسة مشروع خرائط الموارد المائية بقيادة شركة إيرباص للدفاع والفضاء.
كما تم التطرق الى مشاريع الوكالة الفرنسية للتنمية في عدة محافظات عراقية.
بالإضافة إلى ذلك، شدد الطرفان، وفق البيان المشترك، على ضرورة العمل لضمان أن تلعب المرأة دورًا رياديًا في مختلف المجالات. كما أشارا إلى ضرورة تكثيف الجهود لمكافحة تغير المناخ والتخفيف من أضراره على البيئة العراقية والإقليمية، وكذلك الرغبة في إنشاء هيئة تعاون إقليمي في مكافحة التصحر والعواصف الرملية.
وعبر الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء العراقي عن رغبتهما في رفع مستوى التعاون الفرنسي العراقي بما يعود بالنفع على وصول جميع العراقيين إلى خدمات الطاقة العامة والنقل. وفي هذا الصدد، جدّدا التزامهما باستكمال المشاريع الكبرى التي تم القيام بها بخصوص البنية التحتية للشبكات في العراق، والتي تعتمد على الخبرة الفرنسية، ولا سيما المشاريع الجارية لتجديد شبكة الكهرباء العراقية والربط الكهربائي مع الأردن. وكذلك مشروع بناء مترو في بغداد.
وفي ما يتعلق بالطاقات البديلة، عبّرا عن التزامهما بتنفيذ مشروع الطاقة المتعددة التابع لشركة توتال انرجي، والذي يؤكد رغبة العراق في توفير الطاقة من مصادر متجددة تحترم البيئة، في الاعتماد على الطاقة الشمسية والاستثمار في الغاز المصاحب للحد من الاحتباس الحراري. وأبدى الطرفان رغبتهما في تعزيز الشراكة الفرنسية العراقية في مجال التعليم العالي من خلال زيادة التبادل الجامعي وتنقل الطلاب. واتفقا على العمل على مضاعفة عدد الطلاب المستفيدين من المنح العراقية في فرنسا بدعم من وزارة أوروبا والشؤون الخارجية.
ولتسهيل إنجاز هذه المشاريع الكبرى، أعرب الجانب الفرنسي عن التزامه بتمديد تسهيلات ائتمان الصادرات القابلة للسداد بمبلغ مليار يورو، لدعم الشركات الفرنسية العاملة في العراق.
وأخيراً، اتفق الطرفان على إعادة إطلاق منتدى الأعمال الفرنسي العراقي من أجل تعزيز التعاون والعلاقات بين مجتمعات الأعمال في البلدين. في حين، سيساهم المعهد الوطني للخدمة العامة، بالتعاون مع وزارة الخارجية العراقية، في تدريب الموظفين المدنيين والدبلوماسيين العراقيين.