الغارديان: رئيس وزراء بريطانيا طرد الزهاوي من رئاسة الحزب الحاكم والقضية لم تنته بعد

إبراهيم درويش
حجم الخط
9

لندن- “القدس العربي”: قرر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك طرد رئيس حزب المحافظين الحاكم، ناظم الزهاوي بعدما توصل تحقيق مستقل أمر به في سلوكيات العمل أن زهاوي قد خرق قواعد السلوك الوزارية وفشل في الكشف عن تحقيق مصلحة الضريبة في شؤونه الضريبية.

وقاد التحقيق مسؤول قواعد السلوك لرئيس الوزراء سير لوري ماغنوس وتوصل لنتيجة أن الزهاوي “خرق بشكل خطير” القواعد عندما لم يخبر المسؤولين أنه كان خاضعا للتحقيق من مصلحة الضريبة عندما تم تعيينه كوزير خزانة في الأيام الأخيرة لحكومة بوريس جونسون.

وفشل في الكشف وبشكل رسمي أنه توصل لتسوية مع مصلحة الضريبة بعد تهربه من دفع الضريبة عندما تم تعيينه كوزير في حكومة ليز تراس في أيلول/ سبتمبر العام الماضي وعندما عينه سوناك كوزير بلا حقيبة بمهمة رئيس الحزب. ويأتي رحيله بعد أسابيع أضرت بحكومة سوناك الذي وعد عندما دخل 10 دوانينغ ستريت التمسك بالنزاهة والمهنية والمحاسبة وفي كل المستويات بحكومته، لكنه واجه دعوات متزايدة لطرد الزهاوي من الحكومة بعد الكشف عن شؤونه الضريبية.

وتقول صحيفة “الغارديان” إن قرار سوناك تعيين الزهاوي أصبح عرضة للنقد من بعض نواب حزب المحافظين في البرلمان، في وقت اعتقد آخرون أنه كان عليه طرده بشكل سريع.

ويواجه سوناك أسئلة متزايدة عن معرفته المسبقة بموضوع الزهاوي، وعندما أخبر أن تعيين زهاوي كوزير بلا حقيبة قد يترك تداعيات على سمعته وحكومته وعينه في تشرين الأول/ أكتوبر.

ويواجه نائبه دومينك راب تحقيقات في تنمره على زملائه عندما كان وزيرا في حكومة جونسون كما ويواجه ضغوطا من النواب في البرلمان حول إمكانية تضليلهم حول معرفته بفضيحة الحفلات التي أسقطت جونسون.

وواجه الزهاوي أسئلة متزايدة في البرلمان والإعلام بعدما كشف في بداية الشهر الحالي عن تسوية دفع فيها الملايين إلى مصلحة الضريبة.

وكشفت صحيفة “الغارديان” أن الوزير دفع عقوبة كجزء من التسوية. وفي رسالة إلى رئيس الحزب قال سوناك إن مستشار أخلاقيات العمل الوزاري توصل إلى “خرق خطير” في القواعد الوزارية و”نتيجة لهذا فإنني أخبرك بقراري بعزلك من موقعك في حكومة جلالته”. وبدأ التحقيق في الزهاوي في نيسان/ إبريل 2021 بما في ذلك لقاء مع الوزير ومستشاره في حزيران/ يونيو 2021.

وأخبر الزهاوي مستشار الأخلاقيات أنه “خرج بانطباع” من أنه واجه أسئلة حول شؤونه الضريبية. لكن ماغنوس يعتقد أن الوزير كان عليه الفهم أنه عرضة للتحقيق.

وفشل الوزير في أن يخبر السكرتير الدائم للخزانة بتحقيق مصلحة الضريبة عندما تم تعيينه وزيرا في 5 تموز/ يوليو 2022.

وفي تلك المرحلة كان التحقيق بشؤونه الضريبية قد مضى عليه عام، ولم يجدد زهاوي معلوماته للوزارة إلا في 15 تموز/ يوليو 2022. وارتكب زهاوي خطأ آخر عندما فشل بالكشف عن دفعه 5 ملايين جنيه لمصلحة الضريبة عندما عين وزيرا في حكومة تراس في أيلول/ سبتمبر 2022 ومن ثم في حكومة سوناك في تشرين الأول/ أكتوبر 2022. وتوصل لتسوية مع مصلحة الضريبة في آب/ أغسطس 2022، لكن تفاصيلها لم تظهر إلا في كانون الثاني/ يناير هذا العام، حيث كشفت “الغارديان” أنه دفع العقوبة المفروضة عليه. وفي رسالته لسوناك قال مستشار أخلاقيات العمل الوزاري “بشكل مجمل، أعتقد أن إغفاله هذا، فشل ذريع ولم يتوافق مع معايير العمل الوزاري”.

وفي بيانه حول الكشف عن تعاملاته الضريبية قال الزهاوي إن مصلحة الضريبة توصلت لارتكابه “إهمالا وليس خطأ كبيرا”. لكن بيانه أثار أسئلة أكثر من حل القضية. وزادت الشكوك حول تأكيداته في تموز/ يوليو بأنه دفع كل المستحقات الضريبية المطلوبة وهدد عبر محاميه بمقاضاة من يقول عكس هذا الكلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ف. ق.:

    بوريس جونسون “الأبيض”، مثلا لا حصرا، فعل أفعالا أسوأ من هذا ومع ذلك لم “يُطرد”
    المسألة واضحة للنظر الثاقب : نسميها هنا “عنصرية إقصاء اللاأبيض بواسطة اللاأبيض” –
    استخدموا ريشي سناك “اللاأبيض” (الهندي) لطرد نديم الزهاوي “اللاأبيض” (العراقي) !؟
    وفي حالات أخرى مشابهة إلى حد كبير ، من قبيل مثال آخر –
    مثلما أشار إليها بعض الكتاب الأفرو-أمريكيين بـ”عنصرية تدمير العبيد بواسطة العبيد” !؟
    أي الأسياد البيض يستخدمون عبيد المنازل السود المداهنين من أجل التخلص من عبيد الحقول السود المتمردين ، من منظور الثائر الأفرو-أمريكي مالكولم X الغني عن التعريف !؟

    1. يقول ف. ق.:

      ** نديم الزهاوي : ناظم الزهاوي
      كنت أفكر باسم صديق عراقي قديم (نديم الزهاوي) لكن هناك مواقع تستخدم نفس الاسم !؟

    2. يقول رائد بارود:

      الموضوع مو أبيض وغير أبيض .. الموضوع استغلال ضريبي واستغلال منصب. الكثير من التجاوزات جعلت الكثير من سكان البلد الأصليين تكره الأجانب ومن لهم أصول أجنبيه حتى لو أنهم مواطنين بريطانيين الآن.
      نعم أتفق إلى تلميحاتك بإنه يوجد عنصريه .. نعم الكثير من ذلك موجود لكن ليس بهذا الموضوع ..

    3. يقول تركي محمد:

      عند الغرب فإن العراقيين من الجنس الأبيض. عكس الهنود الذين يصنفون أنهم اسيوبون..
      ولكن ممكن ان تقول أنه ابن مهاجر
      ولكن بوريس جونسون أيضا ابن مهاجر تركي.
      ولكنهم يعتبروه أكثر بريطانية من غيره
      ومثال للرجل الأبيض
      عجبا..

    4. يقول ف. ق.:

      بديهي أن “الموضوع استغلال ضريبي واستغلال منصب” ومن السذاجة التنويه به هنا –
      ولكن النقطة الأساسية هي أن هناك ساسة “بيض” كانوا قد فعلوا أسوأ بكثير مما فعل الزهاوي ومع ذلك لم “يُطردوا” بهذا الإذلال

  2. يقول محمد شهاب احمد:

    الفساد في العراق وصل إلى بريطانيا
    الفارق ، في بريطانيا حساب

  3. يقول قلم حر في زمن مر:

    شر البلية ما يضحك حقا وصدقا، مهاجر هندي يعزل مهاجر عراقي ????

  4. يقول تركي محمد:

    الزهاوي دفع خمسة ملايين جنيه تسوية ضريبية!!!!
    كم دخل هذا الرجل يا ترى؟
    اكيد عشرات أو مئات الملايين
    ومن اين هذه الملايين؟؟!!
    نتمنى الخير لمن يعيش في العراق والشعب المظلوم الذي نهبت أمواله باسم الديمقراطية والتخلص من الدكتاتورية..

  5. يقول صدى الجبال:

    هذه معركة تصفية حسابات بين بوريس جونسون وبين الذين اسقطوا حكومته ، والزهاوي وسوناك كانا هما القشة التي قضت على حكومة بوريس جونسون اما سوناك فلا زال بعيدا عن السقوط ولكنه لن يسلم من مكائد مناوئيه داخل حزب المحافظين في المستقبل ولكن ناظم الزهاوي كرجل اعمال له علاقات بشركات نفطيه في شمالي العراق كان هدفا سهلا للمحافظين ويبدو انهم قضوا على احلامه ان يكون خليفة لسوناك في ١٠داوننيج ستريت .
    يبدو ان الصرعات الجانبية داخل حزب المحافظين ستفضي في النهاية الى جلوس المحافظين علي مقاعد المعارضة داخل البرلمان وهذا بسبب السياسات الفاشلة التي اتبعتها الحكومات المحافظة بدءا َن خروج انكلترة من الاتحاد الاوروبي ومرورا بالتضخم الذي يضرب الاقتصاد البريطاني وانتهاءا بخلافات اعضاءه التي ستعم في حالة فشل الحكومة في معالجة المشاكل الاقتصادية التي باتت اخطر ما تواجهه بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية .

إشترك في قائمتنا البريدية