القاهرة- “القدس العربي”: يظل ما يعرف بـ”تدوير المتهمين على قضايا جديدة”، إحدى أكبر الأزمات التي يواجهها المعارضين وأصحاب الرأي في مصر.
وأطلقت منظمات حقوقية على السياسة التي تتبعها الأجهزة الأمنية في مصر، لمنع تنفيذ قرارات إخلاء السبيل التي تصدرها أجهزة التحقيق بحق النشطاء، من خلال إعادة توجيه نفس الاتهامات في قضايا جديدة، بسياسة تدوير المتهمين.
إحدى الحالات التي تعرضت للتدوير 6 مرات على مدار 4 سنوات، مواطن مصري يدعى خالد عبد الحميد من محافظة الإسكندرية، شمال مصر.
حكاية ومعاناة خالد المحبوس حاليا في سجن العامرية يرويها، الناشط الحقوقي، حسام بهجت مؤسس المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.
وقال بهجت: “حضرت مع خالد جلسة تجديد حبسه بعد أن تم تدويره 6 مرات بنفس الاتهامات في 6 قضايا مختلفة”.
ونشر بهجت، عبر صفحته على موقع “تويتر”، صورة لخالد عبدالمجيد، وعلق عليها: “أريد أن أعرفكم على خالد فهو من منطقة في الإسكندرية ويبلغ من العمرة 34 سنة، حاصل على ليسانس آداب إنكليزي دفعة 2009”.
وأضاف: “قبل 3 سنوات، خرج خالد من المنزل ولم يعد، وبعد مرور 6 شهور، تلقت أسرته مكالمة هاتفية من محامية قالت إنها رأته في نيابة مدينة فوة في محافظة كفر الشيخ في دلتا مصر.
وزاد بهجت، خالد ألقي القبض عليه من الشارع، ووجهت له الاتهامات المعتادة وهي: الانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون، وحملت القضية 1844 لسنة 2019، وأمرت النيابة بإخلاء سبيله بضمان محل إقامته، وجرى ترحيله إلى محافظة الإسكندرية، بتم ضمه وبنفس التهمة في قضية تانية رقم 5231 لسنة 2020.
وتابع بهجت، عرض خالد على النيابة في القضية الجديدة، وأمرت النيابة بإخلاء سبيله بكفالة 500 جنيه، لكن قبل الإفراج عنه جرى ترحيله إلى قسم شرطة المنتزه في الإسكندرية، وتم تدويره بنفس التهمة في قضية ثالثة رقم 1542 لسنة 2021 منتزه ثان، وأمرت النيابة أيضا بإخلاء سبيله بكفالة 5 آلاف جنيه.
وبحسب بهجت، دفعت أسرته الكفالة، لكنه لم يخرج، وقامت أجهزة الأمن بترحيله إلى قسم الشرطة الدخيلة، حيث جرى ضمه على قضية جديدة حملت رقم 6607 لسنة 2021 بنفس التهمة، وأمرت النيابة بإخلاء سبيله بتدابير احترازية، وقبل خروجه تم ضمه على قضية خامسة حملت رقم 2989 لسنة 2022.
وأوضح أن النيابة أمرت مرة أخرى بإخلاء سبيله بكفالة 5 آلاف جنيه، وبعد دفع الكفالة، جرى ترحيله على قسم العامرية في محافظة الإسكندرية، وتم تدويره على القضية السادسة برقم 5651 لسنه 2022 بنفس التهمة.
واختتم بهجت قائلا: “3 سنوات أصيب فيهم خالد بأمراض جلدية بسبب سوء نظافة الأقسام التي يتنقل بينها، وهو مريض بالغضروف، وبات لا يستطيع النوم بسبب الآلام التي تعود لنومه على الأرض لمدة 3 سنوات.
خالد عبد المجيد اسماعيل عبد المجيد حاليا محبوس في قسم العامرية والنهارده احنا معاه في جلسة تجديد حبسه قدام النيابة في القضية نمرة ستة بس احنا بطلنا نعد. #تحيا_مصر pic.twitter.com/oWDcbOoSDp
— hossam bahgat حسام بهجت (@hossambahgat) February 1, 2023
وتستمر حالات التدوير في القضايا، رغم حديث السلطات المصرية عن انفراجة سياسية، بعد دعوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لعقد حوار وطني في أبريل/ نيسان الماضي، وأعاد تشكيل لجنة العفو الرئاسي لتضم رموز من المعارضين.
وتنتقد أحزاب المعارضة ومنظمات حقوقية ما تصفه بسياسة التقطير التي تتبعها السلطات في الإفراج عن سجناء الرأي.
وتتحدث منظمات حقوقية محلية ودولية، عن وجود 60 ألف معتقل في مصر، بينما تنفي السلطات وجود معتقلين وتقول إنهم محتجزين على ذمة قضايا جنائية.
ألا لعنة الله على الظالمين.