بانتظار العقوبات.. إلى متى سيصدق العالم كذبة “الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط”؟

حجم الخط
1

انظروا إلى الأمريكيين الوقحين. كيف يسمح وزير خارجيتهم لنفسه أنتوني بلينكن، بالتدخل في الشؤون الداخلية لدولة ديمقراطية، من هو أصلاً كي يقدم المواعظ الأخلاقية لزعيم إسرائيلي انتخب في انتخابات ديمقراطية؟ هل يخطر بالبال أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يتجرأ ويتدخل في الانتخابات الأمريكية؟ العفو، هذا مثال غير جيد، اسألوا باراك أوباما.

والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، له ما يقوله، فجأة، عن قرارات منتخبي الجمهور في إسرائيل. قبل دس أنفه في شؤوننا، عليه معالجة دول الاتحاد الأوروبي. مثلاً هنغاريا، العفو، أيضاً هذا مثال سيئ. قبل ثلاثة أشهر قرر الاتحاد تجميد منحة لهنغاريا بمبلغ 7.5 مليار يورو (ما يعادل 5 في المئة من إنتاج الدولة). السبب: هنغاريا تحولت من ديمقراطية إلى أوتوقراطية منتخبة. هل سمعتم عن ذلك، منتدى “الجامعة”؟

الملاحظات حول الانقلاب النظامي التي يسمعها زعماء دول يتبجحون بلقب “أصدقاء إسرائيل” قليلة جداً، وربما جاءت متأخرة جداً. وأقوال واحتجاجات لن توقف عائلة الجريمة التي سيطرت على الكنيست والحكومة، مروراً بالمحكمة العليا والخزينة العامة والإعلام المستقل. صندوق الأدوات الأمني والسياسي والاقتصادي في الولايات المتحدة وفي الاتحاد الأوروبي مليء بوسائل إقناع ناجعة، وقد حان الوقت لاستخدامها.

الرئيس جورج بوش الأب طلب من إسرائيل الاختيار بين الاستيطان والمساعدات الأمريكية. الرئيس جو بايدن يجب أن يطلب منها الاختيار بين الديكتاتورية والمساعدات الأمريكية. في موقع وزارة الخارجية الأمريكية مكتوب بأحرف كبيرة باللون الأبيض: “الأمريكيون والإسرائيليون متوحدون حول الالتزام المشترك بالديمقراطية”. نادمون؟ لا تريدون التدخل في الأفعال الشائنة التي تفعلونها بديمقراطيتكم؟ هذا جيد. في المرة القادمة التي ستطلب فيها وكالة الطاقة النووية من إسرائيل التوقيع على ميثاق عدم انتشار السلاح النووي، سيسارعون ممثلو الولايات المتحدة وأوروبا الذين يمنعون هذا الطلب بشكل عام، في الذهاب إلى المراحيض.

كيف سيشرحون لماذا تقوم إسرائيل بتطوير سلاح نووي بدون أي إزعاج وعدم وجود رقابة (حسب مصادر أجنبية بالطبع)؟ هل لأن إسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط؟ أو لأن حكومتها تخضع لرقابة مجلس النواب والمحكمة؟ أو لأن الكهنة عندنا لا يسيطرون على جهاز التعليم والثقافة؟ يصممون على تصفية المحكمة العليا، الغطاء الرئيسي لمشروع الاستيطان. لا توجد مشكلة، عندما يصوت مجلس الأمن على عقوبات ضد إسرائيل بسبب الأبرتهايد في “المناطق” [الضفة الغربية] فإن السفير الأمريكي في الأمم المتحدة سينسى رفع سلاحه.

أوروبا حتى لا يمكنها توبيخها كرفع العتب. على رأس موقع الاتحاد الأوروبي في الإنترنت، كتب بأن اتفاق الشراكة من العام 2000، الذي يشكل قاعدة قانونية للعلاقات بين الاتحاد وإسرائيل، “ينص كمكون أساسي في داخله على احترام حقوق الإنسان وقيم الديمقراطية”. المعنى أن الانحراف عن قواعد الديمقراطية، مثل فصل السلطات واستقلالية المحاكم والحفاظ على حقوق الأقليات، يشكل خرقاً للاتفاق. لذلك، يجوز للاتحاد الأوروبي، إن لم يكن ملزماً، تعليق الاتفاقات بناء على اتفاق الشراكة. لا توجد ديمقراطية إذا لا توجد اتفاقية تجارة حرة (نحو ثلث حجم تجارة إسرائيل). وبدون فصل السلطات انسوا برنامج “إيراسموس” للاتحاد الأوروبي، ودعم الثقافة والتأهيل ومنح الأبحاث وتطوير التكنولوجيا.

إعلان الاستقلال يطلب من دول العالم ويتوسل إليها “لمد يد المساعدة للشعب اليهودي في بناء دولته وقبول دولة إسرائيل في أسرة الأمم”. الأصدقاء الحقيقيون لإسرائيل لا يسمح لهم بالوقوف مكتوفي الأيدي عندما يسعى أشرار من أبناء الشعب اليهودي إلى تدمير دولة إسرائيل وإلقائها إلى أسرة الأمم المجذومة.

بقلمعكيفا الدار

 هآرتس 12/2/2023

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول قلم حر في زمن مر:

    هه ديمقراطية بني صهيون لا تخدم سوى مصالحهم في أرض فلسطين المحتلة والشرق الأوسط التعيس يا إبليس ???

إشترك في قائمتنا البريدية