ليبيا: زيارة الدبيبة للإمارات تؤدي لإعلان أبو ظبي عودة السفارة والرحلات الجوية

نسرين سليمان
حجم الخط
0

طرابلس ـ «القدس العربي »: كما أكدت مصادر حكومية سابقة فقد توجّه رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة أمس إلى أبوظبي رفقة مستشاره إبراهيم الدبيبة والتقى الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان.
وحسب وكالة الأنباء الألمانية فإن بن زايد اتفق مع الدبيبة على عودة الرحلات الجوية بين البلدين واستئناف السفارة الإماراتية عملها من طرابلس.
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية «وام» أن الجانبين بحثا أهمية دعم الجهود والمبادرات كافة التي تحفظ سيادة ليبيا ووحدة أراضيها وتضمن مسار التنمية والازدهار فيها وتحقق تطلعات شعبها.
وحسب المكتب الإعلامي لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، فإن بن زايد أكد خلال اللقاء على ضرورة دعم الجهود الدولية لإجراء الانتخابات في ليبيا، وزيادة آفاق التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والغاز والاستثمار بين البلدين.
وأضاف المكتب الإعلامي عبر صفحته على «فيسبوك» أن الدبيبة أوضح جهود الحكومة لدعم العملية الانتخابية، مشددا على ضرورة إجرائها وفق قاعدة دستورية عادلة وقوانين انتخابية نزيهة، وفقا لوكالة الأنباء الليبية «وال».
وذكر المكتب الإعلامي أن الدبيبة أكد على ضرورة فتح آفاق التعاون الاقتصادي مع دولة الإمارات، في المجالات الاقتصادية والاستثمارية المختلفة.
وكان مصدر ليبي أكد لـ»القدس العربي» أن مباحثات الدبيبة مع بن زايد ستشمل نقاش إجراء تعديل وزاري في حكومته بالاتفاق مع خليفة حفتر، تحت رعاية الإمارات، ضمن صفقة واسعة ترعاها أبوظبي منذ أشهر. وتابع المصدر أنه من المحتمل أن يلتقي الدبيبة وفداً يمثل خليفة حفتر لمناقشة تفاصيل التعديل الوزاري في أبوظبي.

مصادر تتحدث عن تعديل وزاري بالتوافق مع حفتر على طاولة المباحثات

وكانت مصادر إعلامية نقلت عن مصدر رفيع في وزارة الخارجية في حكومة الوحدة الليبية أن «الدبيبة سيتوجه إلى الإمارات على رأس وفد حكومي هذا الأسبوع»، مضيفة أن «وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش لن تكون ضمن الوفد الزائر».
جاءت الزيارة وسط مساع من المبعوث الأممي في ليبيا عبد الله باتيلي لإيجاد حل توافقي للأطراف المتنازعة في ليبيا بعد عقده عدة لقاءات مؤخراً معهما.
ومنذ الأيام الأولى التي تسلم فيها عبد الحميد الدبيبة مقاليد الحكم بعد تعيينه من قبل ملتقى الحوار السياسي الذي نظم برعاية أممية في تونس حاول الدبيبة التقرب من الإمارات وتوجه إليها باكراً عقب توليه السلطة، مستفتحاً بها أولى زياراته لدول الخليج. وامتلأت قائمة المصالح المشتركة بين البلدين، حيث قام الدبيبة بالإشراف على إبرام عدد كبير من الصفقات المعلنة وغير المعلنة، ومن أشهرها الوساطة الإماراتية لتعيين فرحات بن قدارة رئيساً لمؤسسة النفط. وقبل أيام كشف موقع Africa Intelligence الفرنسي أن رئيس الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، أرسل خطاباً سرياً بتاريخ 16 كانون الأول/ ديسمبر 2022 يحمل الختم الرسمي للدولة الليبية، إلى لجنة الجزاءات المفروضة على ليبيا التابعة للأمم المتحدة، يطلب فيه السماح باستلام مركبات مدرعة من الإمارات.
وفي الخطاب الذي اطلع عليه الموقع الاستخباراتي، طلب الدبيبة، الذي يقود وزارة الدفاع الليبية أيضاً، من الأمم المتحدة، السماح باستلام 45 مركبة مدرعة من الإمارات. وتعد هذه الشحنة جزءاً من عقد أُبرم عن طريق شركة المدينة الليبية لاستيراد السيارات، كما يُشار إلى أن الطلب قُدِّم رغم حظر الأسلحة المفروض على ليبيا.
وتضمنت قائمة التسوق الخاصة بطرابلس 21 سيارة فورد 550، و15 سيارة تويوتا لاند كروزر 76، و5 سيارات تويوتا لاند كروزر، و3 سيارات تويوتا هايلوكس، وسيارة لكزس 570.
وحققت الإمارات مكسباً ورقماً كبيراً للغاية كشف عنه تقرير إدارة الرقابة على المصارف والنقد بمصرف ليبيا المركزي أثناء نشره لطلبات المصارف لتغطية الاعتمادات المستندية والحوالات خلال شهر كانون الثاني/ يناير للعام 2023.
فعلى صعيد طلبات المصارف لشراء النقد الأجنبي حسب البلدان المستفيدة في كانون الثاني/ يناير تستولي الإمارات على نصيب الأسد بنسبة 42.9% من تحويلات المصارف لتغطية الاعتمادات، مبتعدة بفارق شاسع عن أقرب الدول وهي تركيا بنسبة 7,8%.
وقد أظهر هذا الرقم الاستفادة الإماراتية من طلبات المصارف الليبية على النقد الأجنبي على الرغم من أنها تأتي في الترتيب العاشر في ليبيا لدول المنشأ للسلع والخدمات بـ 2,5%، في حين أن تركيا هي الأولى بنسبة 21,1%. وفي كانون الثاني/ يناير الماضي قال الموقع الفرنسي نفسه، إن هناك تقارباً «يتزايد» وضوحه يوماً بعد يوم، بين رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة والإمارات، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين «تتعزز» رغم دعم أبوظبي لزعيم الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر.
واستشهد الموقع بحادثة تفتيش دورية الاتحاد الأوروبي البحرية «إيريني» في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لسفينة ميرديك التي ترفع العلم الهولندي والتي كانت متوجهة إلى بنغازي.
حيث كانت السفينة تحمل مركبات BATT UMG المدرعة التي تصنعها شركة Armored Group، التي تتخذ من إمارة رأس الخيمة مقراً لفرعها في الشرق الأوسط. في السياق ذاته، تابع الموقع أن حكومة طرابلس تواصلت مؤخراً مع أبوظبي عن طريق مدير مخابرات رئيس الوزراء، حسين محمد خليفة العايب، بخصوص إمكانية تمويل الإمارات لطرد آخر الميليشيات المناهضة للدبيبة في العاصمة.
وفي آب/ أغسطس الماضي كشفت تقارير الموقع عن تفاصيل صفقة سرية يجري التفاوض بشأنها بين رئيس الوزراء الليبي عبد الحمد الدبيبة وحفتر برعاية إماراتية من أجل الاستمرار في السلطة أطول مدة ممكنة وإزاحة خصمه فتحي باشاغا.
وقال الموقع الفرنسي إن مساعي الدبيبة لتحقيق الاتفاق مع حفتر بدأت بمساعيه لمنع وجود حكومة باشاغا في شرق وجنوب ليبيا عن طريق إتمام أولى الصفقات بتعيين فرحات بن قدارة رئيساً لمجلس إدارة مؤسسة النفط، وهو الرجل المقرب من حفتر، وذلك بعد اجتماع رعته أبوظبي بين إبراهيم الدبيبة وصدام نجل خليفة حفتر. ولفت الموقع إلى أن هذه المعلومات أكدها حديث رئيس الهيئة البرقاوية عبد الحميد الكزة، الذي قال، خلال مقابلة تلفزيونية، إن عائلتي الدبيبة وحفتر تواصلتا في الإمارات، لافتاً إلى أن تغيير مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط كانت البداية، ويتبعها تغييرات في الدفاع والمالية. وحسب الموقع فإن ثاني الورقات التي لوح بها عبدالحميد الدبيبة هي الحقائب الوزارية، فقد أفاد الموقع أن جولة جديدة دارت في دبي في الفترة من 20 وحتى 23 من تموز/ يوليو المنصرم برعاية المخابرات الإماراتية بين أحمد الشركسي ممثلاً عن الدبيبة، وصدام حفتر. وقال الموقع إن هذه الجولة تناولت إمكانية عقد صفقة لضمان استمرار الدبيبة في السلطة مقابل منح معسكر حفتر تعيين وزراء المالية، التخطيط، الدفاع، وربما الخارجية، إلى جانب نائبي رئيس الوزراء عن الجنوب والشرق.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية