مدريد – «القدس العربي» سيكون عشاق كرة القدم حول العالم على الموعد المعتاد الليلة بمتعة كرة القدم وبالدربي العالمي، وبكلاسيكو الأرض… عندما يلاقي برشلونة عدوه اللدود ريال مدريد.
يأمل برشلونة في الحفاظ على مستواه المتميز الذي ظهر به في الآونة الأخيرة عندما يستضيف منافسه التقليدي العنيد ريال مدريد في ختام مباريات المرحلة الثامنة والعشرين من الدوري الأسباني.
وطوت أسبانيا سريعا صفحة احتفالاتها ببلوغ ثلاثة فرق، هي برشلونة وريال مدريد وأتلتيكو مدريد، إلى دور الثمانية ببطولة دوري أبطال أوروبا لتنتظر مباراة القمة (الكلاسيكو) المرتقب بين برشلونة والريال على استاد «كامب نو».
ونال برشلونة دفعة معنوية هائلة قبل خوض هذه المباراة التي ينتظر أن تلعب دورا كبيرا في شكل المنافسة على اللقب هذا الموسم، حيث تأتي قبل دخول المسابقة مراحلها العشر الأخيرة في الموسم الحالي.
وجاءت الدفعة المعنوية الهائلة لبرشلونة بعد عبوره عقبة مانشستر سيتي الإنكليزي في دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا حيث تغلب عليه 1/صفر مساء الأربعاء الماضي في مباراة الإياب بعدما فاز عليه 2/1 في عقر داره ذهابا قبل ثلاثة أسابيع.
وكانت المباراة امتدادا طبيعيا للمسيرة الناجحة لبرشلونة في الفترة الماضية حيث حقق الفوز السادس عشر له في آخر 17 مباراة خاضها في مختلف البطولات. ويتصدر برشلونة الدوري الأسباني برصيد 65 نقطة، بفارق نقطة واحدة أمام الريال، كما بلغ الفريق نهائي كأس ملك أسبانيا، بخلاف تأهله مع الريال إلى دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا.
وقال الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم هجوم برشلونة، بعدما قدم مجددا عرضا رائعا في المباراة ضد السيتي: «نحن نحظى بمستو متميز ومرتفع للغاية حاليا. أشعر بأنني على ما يرام وأستمتع بكل مباراة… لكن علينا أن نحترم ريال مدريد بشكل أكبر من أي وقت سابق. إنه فريق رائع ولديه لاعبون متميزون».
ويبدو أن الصراع والخلاف بين ميسي ومدربه لويس إنريكي انتهى بالفعل، بعدما ذكرت العديد من التقارير الإعلامية أن مشادة وقعت بينهما وكادت تتطور لاشتباك بالأيدي في غرف تغيير الملاعب عقب مباراة الفريق التي خسرها صفر/1 أمام ريال سوسييداد في كانون الثاني/ يناير الماضي.
وأشاد إنريكي بعبارات الثناء والإشادة على لاعبه الأرجنتيني بعد الفوز في مباراة السيتي قائلا: «ميسي هو الأفضل في العالم بلا شك. بالنسبة لي، هو الأفضل على مدار التاريخ… يسعدنا جميعا وصوله لهذا المستوى. لكننا نحتاج، من أجل الفوز بالألقاب، فريقا صلدا خلف ميسي. وهذا ما نعمل على بنائه».
ولا يفتقد إنريكي في هذه المباراة سوى جهود لاعب وسطه سيرخيو بوسكيتس للإصابة في كاحل القدم. ومثلما كان الحال في مباراة مانشستر سيتي، سيحل الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو مكان بوسكيتس، فيما يلعب جيريمي ماتيو بدلا من ماسكيرانو في الدفاع إلى جوار جيرارد بيكيه.
وفي المقابل، يفتقد الريال جهود الكولومبي خيميس رودريغز للإصابة، فيما استعاد الثنائي سيرخيو راموس والكرواتي لوكا مودريتش لياقتهما ويتطلعان للمشاركة ضمن التشكيلة الأساسية للفريق في هذه المباراة.
ومع عودة راموس ومودريتش لتشكيلة الفريق الأساسية، سيتمتع الريال بمزيد من الثبات إلى جانب قوة الشخصية في أرضية الملعب بعد البداية الصعبة للفريق في 2015، حيث خسر 11 نقطة في المباريات التي خاضها بالدوري الأسباني منذ بداية العام الحالي.
ورغم هذا، سارع مودريتش إلى التأكيد على أن عودته لصفوف الفريق لن تغير في أسلوب الفريق. وقال مودريتش: «لست المنقذ لريال مدريد. سأبذل قصارى جهدي لمساعدة الفريق ولكنني لا أريد أن يراني الناس كمنقذ للفريق».
ويحتاج الريال لتحقيق الفوز في هذه المباراة لأنه يدرك أن أي نتيجة سوى الفوز ستعزز من فرص برشلونة في الفوز باللقب هذا الموسم. وحاول الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد إعادة الترابط لفريقه المفعم بالنجوم قبل مباراة الكلاسيكو ووجه إليهم الدعوة على مأدبة غداء لتناول المأكولات البحرية.
وفي الوقت الذي يقدم فيه ميسي أداء مذهلاً يجعله جديرا بالتتويج بالكرة الذهبية الخامسة إذا وزعت اليوم، فضلا عن الحالة الجيدة لزميليه في الهجوم نيمار البرازيلي ولويس سواريز الأوروغواني، فإن صافرات الاستهجان لا تفارق مسامع لاعبي الريال. وكان الغضب الجماهيري الأكبر منصبا على الويلزي غاريث بيل، لكنه رد على منتقديه في مباراة ليفانتي الأخيرة بالليغا بتسجيله هدفي الفوز، كما لم يسلم كريستيانو من الصافرات.
فوز أي من الطرفين لن يكون حاسما للقب مع تبقي الكثير من الجولات، لكن المتصدر الكتالوني سيوجه ضربة قوية لوصيفه المدريدي إذا وسع الفارق لأربع نقاط، في حين يسترد ضيوف «كامب نو» القمة بفارق نقطتين في حال فوزهم.
ويدرك لاعبو البرسا أهمية عدم الإستهانة بالريال، كما بدا في تصريحات ميسي وإنييستا على وجه التحديد، وذلك لإعتبار الكلاسيكو بطولة خاصة ومنفصلة عن أجواء تسبقها، بينما يؤكد القائد الثاني للريال سيرخيو راموس أن اللاعبين سيدافعون بكل قوة عن شعار النادي.
تألق ميسي اللافت نبأ سيئ للريال
ربما تغلب برشلونة على مانشستر سيتي بفارق ضئيل في دوري أبطال اوروبا لكن الطريقة التي تألق بها المهاجم الارجنتيني ليونيل ميسي بشكل لافت في مواجهة دفاع الفريق الانكليزي يمثل أنباء سيئة لريال مدريد قبل لقاء القمة بين العملاقين.
وفاز برشلونة 1-صفر ليتفوق 3-1 على السيتي في مجموع مباراتي دور الستة عشر لكن بعض الرعونة في انهاء الهجمات، اضافة لتألق الحارس جو هارت ساهم في تسجيل الفريق الاسباني لهدف واحد فقط. لكن العرض المبهر لبرشلونة أسعد بالتأكيد المدرب لويس انريكي الذي أسكت المنتقدين في أول موسم له مع الفريق الذي ينافس على اللقب في ثلاث جبهات. وحقق برشلونة 17 انتصارا في آخر 18 مباراة وتأهل لنهائي كأس ملك اسبانيا كما انتزع صدارة الدوري المحلي متقدما بنقطة واحدة على ريال مدريد بطل اوروبا.
ونشب خلاف بين لويس انريكي وميسي في أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي وخرج المهاجم الارجنتيني من التشكيلة الأساسية للفريق في أول مباراة هذا العام عندما خسر خارج أرضه أمام ريال سوسيداد بسبب تأخره في العودة بعد العطلة الشتوية. ومنذ ذلك الحين خسر برشلونة مرة واحدة كما عاد الحماس لميسي الذي تدرب يوم الاثنين الماضي رغم حصول الفريق على راحة.
واضافة لتألق ميسي يظهر لويس سواريز ونيمار بشكل لافت أيضا في هجوم برشلونة. وقال ميسي: «نلعب بشكل جيد لكن لا يمكننا التعامل بحماس زائد مع الأمر لان الطريق لا يزال طويلا». وأضاف: «أمامنا بعض المباريات الهامة. أولا سنواجه ريال مدريد ثم هناك دور الثمانية في دوري الأبطال عندما نتقابل مع فريق قوي أيضا».
وعلى عكس برشلونة يعاني الريال من تراجع حاد وحقق انتصارا واحدا في آخر أربع مباريات بكافة المسابقات التي يشارك فيها وستفرض الهزيمة المزيد من الضغوط على الفريق. وقال ميسي: «أكن الكثير من الاحترام لريال مدريد. يصبح الريال شديد الخطورة عندما يكون في هذا الوضع». وأضاف: «ريال مدريد يملك لاعبين رائعين. سننزل أرض الملعب لتقديم أسلوبنا والبحث عن الفوز لكن في نفس الوقت يجب أن نتوخى الحذر من المنافس بأكبر قدر ممكن».
أين رونالدو من هذا المقال.