استمرار هجمات المستوطنين الدموية لليوم الثاني على التوالي ودعوات إسرائيلية لـ”محو” و”حرق” الفلسطينيين

سعيد أبو معلا
حجم الخط
0

نابلس/ “القدس العربي”:

استمرت أجواء التوتر وهجمات المستوطنين في عموم مدن وبلدات الضفة الغربية وعلى طرقاتها الخارجية لليوم الثاني على التوالي وذلك بعد تنفيذ عملية بطولية أسفرت عن مقتل مستوطنين في بلدة حوارة جنوب شرق مدينة نابلس.

وعاشت بلدة حوارة (7 الاف نسمة) التي وقعت فيها عملية المقاومة التي نفذها شاب ادعى الاحتلال أنه من سكان مدينة جنين حالة من الحصار الخانق بعد ليلة دامية من القتل والحرائق خلفت وراءها شهيدا وما يقرب من 300 جريح إلى جانب حرق عشرات المنازل والأشجار.

وأغلقت قوات الاحتلال البلدة وعزلتها ومنعت المواطنين من فتح محلاتهم فيها حيث أخبرتهم قوات الجيش عن إغلاق لمدة ثلاثة أيام.

وأعلنت بلدية حوارة حصيلة الهجمات الإرهابية التي نفذها مستوطنون الليلة الماضية حيث بلغت 110 اعتداءات، ومن ضمنها إحراق منزل مسكون بالكامل، وخمسة منازل مسكونة بشكل جزئي، ومنزلين قيد الإنشاء، وتكسير زجاج 36 منزلاً. وحرق 36 سيارة، و6 مشاطب سيارات بالكامل يوجد بها 1200 مركبة مشطوبة، ومحلين تجاريين.

وأفادت البلدية بإصابة 5 مواطنين بجروح متفاوتة، و150 آخرين بالاختناق، واقتحام مركز طوارئ حوارة.

وغير بعيد عن حوارة اندلعت مواجهاتٌ في جبل صبيح في بلدة بيتا جنوبي نابلس بعد عودة مئات المستوطنين إلى بؤرة “افيتار” المقامة على قمة جبل صبيح التي كان جيش الاحتلال قد أخلاهم منها.

وبدأ مستوطنون التوافد إلى بؤرة “افيتار” بعد عملية حوارة يوم أمس، وفي ظل الهجوم الكبير على حوارة وبورين، ثم في الصباح وصل إلى البؤرة المستوطن ايتمار بن غفير، وزير الأمن القومي، حيث تحدث مع المستوطنين داعيًا إلى التوقف عن “أخذ القانون باليد”.

وبعث ايتمار بن غفير رسالة مفتوحة إلى بنيامين نتنياهو، أكد فيها أنه يجب السماح للمستوطنين الذين عادوا إلى بؤرة “افيتار” بالبقاء فيها، ويطالبه بترخيص البؤرة، مشددًا أن هذه المسألة تحظى بإجماع كافة أطراف الائتلاف الحكومي.

ونقلت مصادر فلسطينية عن إصابة عدد من المواطنين، بحالات اختناق خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، على جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس.

وأفاد مصادر محلية بأن مواجهات اندلعت بين الشبان وجيش الاحتلال، خلال التصدي لاقتحام المستوطنين لجبل صبيح الواقع ضمن أراضي بلدة بيتا وقبلان ويتما، الأمر الذي أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق، جراء استنشاق الغاز السام.

وبدورها اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية وصول ايتمار بن غفير إلى بؤرة “افيتار” يُشكل انتهاكًا لتفاهمات قمة العقبة يوم الأحد، التي نصت على تجميد الاستيطان لستة شهور، بما يشمل عدم ترخيص أي بؤرة استيطانية جديدة.

واندلعت مواجهات في جبل صبيح بين شبان من بلدة بيتا من جهة والمستوطنين من جهة أخرى، بينما قالت مصادر إسرائيلية إن قوات الاحتلال أخلت البؤرة مرة أخرى.

وفي سياق متصل انتقد مسؤولون في المنظومة الأمنية تعامل جيش الاحتلال مع الهجمات الإرهابية التي نفذها مئات المستوطنين في بلدة حوارة ومناطق أخرى في نابلس، الليلة الماضية.

وأفادت صحيفة “هآرتس”، أن المستوطنين نشروا مسبقًا على مواقع التواصل الاجتماعي حول نيتهم اقتحام حوارة، إلا أن استعداد القيادة الوسطى في الجيش كان معيبا.

وقال عاموس هرئيل في الصحيفة إنه “ظهر وكأن الجيش والشرطة فقدا السيطرة على ما كان يحدث في البلدة لساعات قليلة، ولم يتمكنا من وقف المذبحة التي ارتكبها المشاغبون”.

وكان أكثر من 400 مستوطن قد شنوا هجمات على بلدة حوارة وأشعلوا عشرات المنازل وأصابوا مئات المواطنين بحراسة من جيش الاحتلال.

وأظهر مقطع فيديو وثقه مستوطن، تقديم مستوطنين الطعام لجنود الاحتلال في حوارة أثناء الهجوم الكبير الليلة الماضية.

وكان زعيم المعارضة يائير لبيد قال إن حكومة نتنياهو فقدت السيطرة تمامًا على العمليات الفلسطينية والمستوطنين أيضًا، “وهناك انتشار للفوضى بالكامل”.

وكان من على بعد عدة كيلو مترات يمكن مشاهدة ألسنة اللهب وهي تتصاعد من داخل بلدية حوارة، بعدما هاجم البلدة مئات المستوطنين تحت حماية جيش الاحتلال.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في تقرير مفصل أن طواقمها تعاملت الليلة الماضية مع 392 حالة، أغلبها في حوارة، حيث نقلت إصابة بعدة طعنات من سكين، وضرب بقضيب حديد على الوجه، وإصابة خطيرة في الرأس بحجر إلى مستشفى رفيديا، وخمس إصابات نتيجة السقوط، وثلاث إصابات نتيجة الضرب، إضافة إلى 342 حالة اختناق بالغاز المسيل للدموع، نقلت 25 حالة منها إلى المستشفى وطوارئ ابن سينا، إضافة إلى حالة ولادة.

وأوضحت أن طواقمها تعاملت في بلدة بيت فوريك مع 10 حالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، وفي بورين تعاملت مع إصابة نتيجة الاعتداء بالضرب و15 حالة اختناق بالغاز المسيل للدموع.

وأشارت جمعية الهلال الأحمر إلى أن خمس مركبات إسعاف تعرضت لاعتداءات، من بينها مركبتان للجمعية وثلاث مركبات إسعاف خاصة. إضافة إلى ذلك، أعاقت قوات الاحتلال وصول مركبات الإسعاف إلى حواره لمدة ساعتين، وبعد ذلك سمح لهم بعد تنسيق من الصليب دون توفير حماية من اعتداءات المستوطنين.

وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، إنهم وثقوا 120 حالة اعتداء في بلدة حوارة توزعت بين حرق منازل وسيارات وممتلكات.

وفي قرية بورين المحاذية لحوارة، عاش الأهالي ليلة مرعبة بسبب اعتداءات المستوطنين، التي بدأت بعد ساعة من الهجوم على حوارة.

وصرح الناشط غسان النجار، الناشط في المقاومة الشعبية في بورين، أن المستوطنين أحرقو أربع مركبات، والصف الزراعي الذي يحتوي على عدة أنواع من الحيوانات توفيت منها كافة طيور الحمام، كما ذبحوا نعجتين، وفجروا جرة غاز في بيت درج أحد المنازل، وحرقوا مخزنًا، وحديقة منزل.

وكان عضو الكنيست تفسيكا فوغل، عن حزب القوة اليهودية، أعرب عن أمله بأن يرى بلدة حوارة محترقة، وذلك بعد ساعات من إبداء الوزير بتسلئيل سموتريتش إعجابه بتغريدة تدعو إلى محو حوارة، وهي تصريحات أثارت غضب زعيم المعارضة يائير لبيد، رئيس الحكومة السابقة.

وقال تفسيكا فوغل إن الجرائم التي نفذها مستوطنون في بلدة حوارة، الليلة الماضية، “حققت ردعًا هو الأقوى لصالح دولة إسرائيل منذ عملية السور الواقي (اجتياح الضفة)”.

ووثقت وسائل إعلام فلسطينية إبداء المستوطن بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية والمسؤول عن الإدارة المدنية، إعجابه بتغريدة على تويتر نشرها نائب رئيس مجلس المستوطنات في شمال الضفة، تدعو إلى محو حوارة من الوجود.

وفي ذات السياق شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارها لمحيط محافظة نابلس. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال ما زالت تغلق حواجز حوارة وعورتا وطريق المربعة وزعترة، وإغلاق مدخل بيتا بالمكعبات جنوب نابلس، فيما تعيق حركة المواطنين على مدخل بلدة صرة جنوب غرب المدينة، وتنتشر على مداخل المدينة.

وأحصى مواطنون في بلدة حوارة حرق المستوطنين أكثر من 100 سيارة، و35 منزلاً بالكامل و40 بشكل جزئي إلى جانب تخريب ممتلكات ومنشآت ومرافق عامة.

وأغلقت قوات الاحتلال الليلة بلدة حوارة ومداخلها الفرعية، وانتشرت الآليات العسكرية على الشارع الرئيسي للبلدة.

كما وتعرض عدد من الصحفيين لمحاولة دعس من مستوطنين، أثناء تغطية الأحداث في بلدة حوارة، جنوب نابلس.

وقال مصور الوكالة الأوروبية علاء بدارنة، إن مستوطنا حاول دعس عدد من الصحفيين الأجانب بشكل متعمد، خلال تواجدهم على الطريق الرئيسي في بلدة حوارة.

وفي السياق ذاته، أشار مراسل قناة الغد خالد بدير، إلى أن مستوطنا ترجل من مركبته وحاول الاعتداء على الصحفيين أثناء تغطيتهم الأحداث في بلدة حوارة، ثم حاول صدم مركبة أحد الزملاء.

وبحسب تصريحات مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، إن المستوطنين نفذوا، الليلة الماضية، نحو 300 اعتداء في بلدات حوارة وبورين وعصيرة القبلية جنوب نابلس.

وأضاف دغلس في تصريح صحافي أن يوم أمس شهد هجمة شرسة للمستوطنين واعتداءات غير مسبوقة؛ من إحراق للمنازل واستهدافها، والاعتداء على المواطنين، الأمر الذي أدى إلى استشهاد المواطن سامح حمد لله محمود أقطش (٣٧ عاماً)، وإصابة أكثر من 100 آخرين بينهم 4 بجروح.

كما واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، إغلاق البوابة المنصوبة على مدخل اللبن الشرقية الرئيسي جنوب نابلس.

وامتدت اعتداءات المستوطنين إلى منطقة طريق المعرجات، غرب أريحا، وعند قرية مخماس شرق رام الله.

وأفادت مصادر محلية أن أكثر من 50 مستوطنا تجمعوا في طريق المعرجات، وآخرين عند مفترق مخماس، حيث أغلقوا الطريق ومنعوا المركبات الفلسطينية من المرور.

وقطع مستوطنون وحطموا عشرات أشجار الزيتون من أراضي المواطنين في قرية سنجل شمال شرق محافظة رام الله والبيرة.

وأفاد رئيس مجلس قروي سنجل معتز طوافشة بأن عددا من المستوطنين، تسللوا إلى منطقة رأس العقبة في سنجل، وقطعوا وكسروا أكثر من 80 شجرة زيتون، عُرف من أصحابها: المواطن محمد غفري، ومحمد هود شبانة، ونجية الأسمر كراكرة، وبسام محمد غفري.

كما وهاجم مستوطنون، اليوم الإثنين، مساكن المواطنين في خربة يرزا ووادي المالح بالأغوار الشمالية.

وقال مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات، إن مستوطنين هاجموا مساكن المواطنين في خربة يرزا وحطموا محتوياتها ودمروا خزانات مياه، وهددوا المواطنين بالقتل.

بدوره، أشار الناشط الحقوقي عارف دراغمة، إلى أن المستوطنين هاجموا مساكن المواطنين في حمامات المالح، وشرعوا بتكسير الخلايا الشمسية لإحدى العائلات وما زالوا في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية