التوتر يخيّم على أجواء غزة.. توغل بري وتحليق مكثف للطيران.. و”حماس” و”الجهاد” تشيدان بالرد على جرائم الاحتلال

أشرف الهور
حجم الخط
0

غزة– “القدس العربي”: استمرت حالة التوتر على حدود غزة، حيث نفذت قوات الاحتلال عملية توغل برية، فيما حلقت طائرات استطلاع بدون طيار بكثافة فوق أجواء القطاع، واستمر نشطاء المقاومة الشعبية في تنفيذ فعاليات “الإرباك الليلي”، أحد أدوات المقاومة الشعبية على الحدود، رداً على هجمات المستوطنين وقوات الاحتلال ضد الضفة الغربية،

ميدانياً، قد توغلت آليات الاحتلال في منطقة قريبة من الحدود الشمالية لقطاع غزة، وتحديداً في منطقة أبو صفية، وشرعت هناك بأعمال تجريف لأراضي المواطنين.

وقد حال التوغل دون وصول المزارعين إلى حقولهم القريبة، خشية تعرضهم لإطلاق نار من قبل تلك القوات، والتي تطلق عادة نيران بشكل عشوائي للتغطية على التوغل.

جاء ذلك في الوقت الذي حلقت فيه بكثافة طائرات استطلاعية إسرائيلية فوق أجواء القطاع.

وقد لوحظ تحليق الكثير منها على ارتفاعات منخفضة، محدثة أصوات أزيز كبيرة.

وهذه الطائرات الاستطلاعية تستخدمها قوات الاحتلال في عدة مهام، من بينها جمع معلومات استخبارية عن المقاومة الفلسطينية، ومراقبة المواقع والأشخاص، كما تستخدم أنواعاً منها في عمليات إطلاق الصواريخ وشن غارات جوية وتنفيذ عمليات اغتيال.

وجاء ذلك بعدما توعد وزير الجيش الإسرائيلي بتشديد الإجراءات العسكرية ضد الضفة الغربية وقطاع غزة.

جدير بالذكر أن قوات الاحتلال رفعت من حالة التأهب العسكرية الإسرائيلية على حدود غزة، بعد أحداث الضفة الغربية والهجوم الاستيطاني على بلدة حوارة.

ومؤخراً شاركت المقاومة في غزة، بعمليات الرد على الهجمات التي تشنها قوات الاحتلال ضد الضفة.

وفي هذا السياق، استمر العمل بتفعيل “وحدات الإرباك الليلي”، على طول الحدود، وقام شبان، ليل الإثنين وحتى الساعات الأولى لفجر الثلاثاء، بإشعال النار في إطارات السيارات قرب الحدود الشرقية للقطاع، وفجروا هناك عبوات صوتية عالية الصوت، لإزعاج جنود الاحتلال المتمركزين في الثكنات العسكرية القريبة، وكذلك سكان المستوطنات القريبة.

ويدور الحديث عن تفعيل أدوات خشنة أخرى في القترة القادمة، في حال صعّدت قوات الاحتلال أو المستوطنون هجماتهم ضد المناطق الفلسطينية.

هذا وقد حمّل عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” عزت الرشق حكومة الاحتلال الفاشية المسؤولية عن تداعيات هجمات المستوطنين، وحذّر من مغبة الاستمرار في تلك السياسات الممنهجة.

وقال في تصريح صحفي: “تلك الجرائم المستمرة والحاصلة أمام مرأى ومسمع العالم، والمدعومة من حكومة الاحتلال الفاشية، لن تفتَّ في عضد أبناء شعبنا الفلسطيني، وأن شعبنا سيواجه جرائم الاحتلال وعربدة مستوطنيه بقوّة، وسيمضي في طريق المقاومة حتى كنس آخر مستوطن عن أرضنا ومقدّساتنا”.

من جهته قال خالد البطش عضو المكتب السياسي لحركة “الجهاد الإسلامي” إن الرد الفلسطيني على جرائم الاحتلال كان واضحاً بمزيد من العمليات البطولية، وقال منذراً: “كل ضربة وكل طلقة يسددها العدو باتجاه أبناء شعبنا تزيده قوة ومناعة، وتعزز من إصراره على المضي قدماً في مشروع المقاومة والتحرير”.

وأشار إلى أن غزة تمثل إحدى الساحات، وليس كل الساحات، وأنها “جزء من مقاومة فلسطينية واسعة ومنتشرة”.

جدير ذكره أن عدداً من القادة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، طالبوا بالعودة لخطوة تنفيذ عمليات عسكرية في قلب المدن الفلسطينية بالضفة الغربية، بزعم إحباط العمليات الفلسطينية ضد الجيش والمستوطنين.

وحسب تقارير عبرية، فإن هؤلاء انتقدوا سياسة حكومة بنيامين نتنياهو في ظل استمرار عمليات إطلاق النار ضد قوات الجيش والمستوطنين في الضفة الغربية، ورأوا أنه “ليس بالإمكان إحباط العمليات الفلسطينية عبر الأنشطة الدفاعية فقط”.

جاء ذلك بعدما تردد أن التفاهمات التي جرت في “لقاء العقبة” تشمل الحد من العمليات العسكرية الهجومية للجيش داخل المدن الفلسطينية، كـ “بادرة حسن نية”، ودعوا إلى الاستمرار في حملات الاعتقالات الليلية.

ووفق هيئة البث الإسرائيلية، فقد استأنفت قوات جيش الاحتلال عمليات المداهمة للمناطق الفلسطينية، واعتقلت عدداً من الشبان الفلسطينيين، بعد أن توقفت لمدة يومين في ضوء “لقاء العقبة”.

جدير ذكره أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير دعا إلى العودة إلى سياسة الاغتيالات، حيث طالب بـ “تغيير مفهوم الأمن والانتقال من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم”.

وفي سياق قريب، طالب السفير الفلسطيني في مجلس حقوق الإنسان والمنظمات الدولية في جنيف إبراهيم خريشة المجتمع الدولي بـ “اتخاذ خطوات عملية وممنهجة لوقف عربدة الاحتلال والقتل المستمر ضد أبناء الشعب الفلسطيني في كافة المناطق”.

وأكد، في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين، على وجوب اتخاذ خطوات عملية على الأرض لوقف عدوان الاحتلال الاسرائيلي وعربدة المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني، ولا سيما بعد أحداث بلدة حوارة، والعديد من المناطق المحتلة الأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية