مصادر خاصة لـ«القدس العربي»: منظمات تدفع إتاوات لتنظيم «الدولة» في دير الزور

وائل عصام
حجم الخط
0

أنطاكيا- «القدس العربي»: كشفت مصادر خاصة للـ”القدس العربي”، عن قيام منظمات مجتمع مدني في ريف دير الزور الشرقي الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تتلقى تمويلاً غربياً، بدفع الأموال إلى خلايا التنظيم (الإتاوات). وأوضحت المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها، أن غالبية المنظمات التي تنشط في ريف دير الزور الشرقي الممتد من منطقة خشام باتجاه الحدود العراقية، وتحديداً في مدن الصبحة والبصيرة وجديد بكارة وذيبان والباغوز، دفعت الأموال إلى التنظيم مضطرة”.
وقال المصدر، إن هذه المناطق كانت تضم مقرات التنظيم سابقاً، وخلايا التنظيم تعرف جيداً أسماء المنظمات والموظفين المحليين، وتحت التهديد تضطر المنظمات إلى دفع الإتاوات لخلايا التنظيم. وتتم تغطية الأموال التي تدفع للتنظيم من الوفر في ميزانية المنظمة، أو تحت بنود أخرى، على ما يؤكد المصدر، مضيفاً أن “المنطقة تشهد انتشاراً كثيفاً لخلايا التنظيم”.

أموال طائلة

 مزاحم السلوم، الناطق السابق باسم عملية التحالف الدولي في سوريا، أكد لـ”القدس العربي”، أن خلايا التنظيم تخيّر المنظمات بين استهداف كوادرها أو دفع الأموال، مؤكداً أن إحدى المنظمات التي تلقت تمويلاً من جهة ألمانية دفعت الإتاوات للتنظيم، من دون أن يحدد اسمها.
وتشير المعلومات إلى أن التنظيم يجمع أموالاً طائلة من المنظمات وأصحاب حراقات النفط “البدائية”، ومن المزارعين، ومن أصحاب المحال وغيرهم، في الوقت الذي يكثف “التحالف الدولي” بالتنسيق مع “قسد” حملات ملاحقة عناصر التنظيم الذين لهم صلة بجمع الأموال وفرض الإتاوات تحت بند “الزكاة”.
وفي هذا الإطار، يؤكد الصحافي يزن توركو لـ”القدس العربي” أن “التحالف الدولي” زاد من تنفيذ عمليات الإنزال الجوي مؤخراً، حيث تركزت هذه العمليات بالنسبة لمحافظة دير الزور في الريفين الشمالي والشرقي الخاضعين لسيطرة “قسد”.
ويوضح أنه “ببعض الحالات كانت الأهداف مدنية استناداً على معلومات خاطئة وتم الإفراج عن المعتقلين بعد فترات قصيرة، وببعضها الآخر بالفعل تم إلقاء القبض على قادة ماليين بالتنظيم كانوا يفرضون الإتاوات على أهالي المنطقة لغايات تمويل التنظيم”.
وحسب توركو تتركز هذه العمليات في مناطق البصيرة ومحيطها بالريف الشرقي، وبعض القرى والبلدات بالريف الشمالي، حيث يعتمد التنظيم بالفعل على الإتاوات كأحد مصادر تمويله دون أن تكون المصدر الوحيد.
وفي قضية مشابهة، كانت شركة لافارج الفرنسية للإسمنت قد دفعت الأموال بين عامي 2012 و2014 لتنظيم الدولة مقابل حماية عمال فرع شركتها بريف حلب الشرقي (عين العرب)، وضمان استمرار تشغيل معمل الإسمنت هناك. وفي تشرين الثاني/ديسمبر 2022، أعلنت وزارة العدل الأمريكية أن شركة “لافارج” الفرنسية للإسمنت أقرت بالذنب في تهمة تقديم دعم مادي للتنظيم “الإرهابي” في سوريا، مضيفة في بيان أن الشركة ستدفع غرامة مالية أكثر من 777 مليون دولار بعد أن أقرت بالذنب في التهم الأمريكية بالتآمر لتقديم دعم مادي لجماعات مسلحة.

قصف إسرائيلي

وتعرض موقع عسكري لقوات النظام شمالي برج الزراعة في قرية بئر عجم الواقعة في منطقة وقف إطلاق النار في الجزء المحرر من الجولان السوري، لقصف إسرائيلي بقذيفتي دبابة دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة.
وقال مصدر عسكري مطلع من دمشق لـ “القدس العربي” إن الموقع المستهدف عبارة عن “سرية استطلاع تابعة للواء 90 في دير عجم يشرف عليها الرائد لبيب خضور المعروف بتعاونه مع القيادي لدى ميليشيا حزب الله اللبناني نعيم شعيطو وهو المسؤول عن جنوب سوريا”.
وأشار المصدر إلى أن “حزب الله يقوم بتجهز هذه السرية، حيث ضربت نقطة الاستطلاع الواقعة على الحدود”. ويتم تجهيز السرية وفق المصدر بـ “أدوات رصد ومناظير وأجهزة تنصت صوتي وألغام وأجهزة فك ألغام” حيث أسفر القصف عن تدمير الموقع دون وقوع خسائر بشرية.
وتواصل إسرائيل استباحة الأراضي السورية ضمن سلسلة التصعيد الذي بدأته في العام 2018، متذرعة بمحاربة الوجود الإيراني في سوريا وتغلغل الميليشيات التابعة لإيران على كامل التراب السوري، بالتزامن مع احتفاظ متواصل من قبل النظام السوري بحق الرد مكتفياً بالتنديد الإعلامي.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية