ليبيا: مصدر خاص لـ «القدس العربي» يؤكد عزم باتيلي عقد مؤتمر صحافي غدا للإعلان عن تفاصيل مبادرته 

نسرين سليمان
حجم الخط
0

طرابلس – «القدس العربي» : حراك دولي كبير تقوده عدد من الدول دعماً لإسراع عملية تنظيم الانتخابات في ليبيا ودعماً لخطة باتيلي الرامية لتشكيل لجنة عليا للانتخابات تبنى على التقدم الذي توصل له مجلسي النواب والدولة.
حيث سبق لـ»القدس العربي» أن أكدت نقلاً عن مصادر خاصة، عزم سفراء أمريكا وفرنسا وبريطانيا زيارة ليبيا والاجتماع مع الدبيبة دعماً لمخطط باتيلي ودفعاً للانتخابات. وبالفعل، فقد نقلت كافة قنوات الحكومة الإعلامية أخباراً تؤكد وصول الوفد واستئنافه المشاورات فعلاً .
حيث قال المكتب الإعلامي للحكومة إنه عقد مع مبعوثي الدول الخمس أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا في العاصمة طرابلس اجتماعاً ومع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة بديوان رئاسة الوزراء، للتأكيد على دعمهم لخطة باتيلي الرامية لدفع العملية السياسية وإجراء الانتخابات خلال العام 2023.
وحضر الاجتماع مع الدبيبة من الولايات المتحدة كل من المبعوث الخاص السفير ريتشارد نورلاند والقائم بالأعمال ليزلي أوردمان، ومن بريطانيا السفيرة كارولين هورندال، ومن فرنسا كل من المبعوث الخاص للرئيس إيمانويل ماكرون إلى ليبيا، بول سولير، والسفير مصطفى مهراج، إضافة إلى السفير الألماني ميخائيل أونماخت، والسفير الإيطالي جوزيبي بوتشينو غريمالدي.
وفي ختام المباحثات، دعا المبعوثون الخاصون إلى ليبيا لكل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، القادة الليبيين إلى تقديم التنازلات اللازمة لإجراء الانتخابات وتمكين الشعب الليبي من اختيار قيادته، بحسب بيان مشترك أصدروه اليوم الأربعاء.
وجاء في البيان الذي نشرته سفارات الدول الخمس أن الممثلين عن فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة يتواجدون في ليبيا للتعبير عن دعمهم القوي لمبادرة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة باتيلي لتأمين دعم القادة الليبيين لخارطة طريق للانتخابات .
وأكد البيان أن ممثلي الدول الخمس شددوا في كافة لقاءاتهم مع القادة الليبيين على أنه عليهم تقديم التنازلات اللازمة للتحرك بسرعة إلى وضع مسار نحو الانتخابات حتى يتسنّى للشعب الليبي تحقيق تطلعاته في اختيار قادته.
وفي تصريح لـ»القدس العربي» أكد مصدر خاص أن رئيس البعثة الأممية عبد الله باتيلي سينظم، السبت، مؤتمراً صحافياً في مدينة طرابلس الليبية للإعلان عن عدد من النقاط المتعلقة بمبادرته.
وقال إن باتيلي يترك الإعلان عن الخطوط التنفيذية والعراقيل وطرق دمج ما توصل إليه هو مع ما توصل له مجلسا النواب والدولة لضمان إشراك الجميع ولضمان فعالية النتائج.
وتابع المصدر أن مبعوثي الدول قد تعاونوا مع باتيلي لإجراء مشاورات لضمان الوصول لصورة أكبر واوسع ولتقليص الفجوة بين توجهات الشرق والغرب الليبي.  والثلاثاء، التقى المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، رفقة القائم بالأعمال، ليزلي أوردمان، مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، من أجل حشد الدعم لمبادرة باتيلي بشأن الانتخابات.
وأكد لرئيس مجلس النواب خلال اللقاء، دعم الولايات المتحدة لجهود باتيلي، لوضع اللمسات الأخيرة لإجراء الانتخابات، بعدما تحدث معه عن مجهودات المجلس إلى الآن في وضع قاعدة دستورية للانتخابات، بحسب تغريدة نشرتها السفارة الأمريكية عبر حسابها على تويتر.
وأجرى كل من المبعوث الفرنسي الخاص إلى ليبيا، بول سولير، لقاء مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، وتلاه لقاء مع الدبيبة، وذلك لمناقشة الوضع السياسي ومبادرة المبعوث الأممي بشأن الانتخابات وحشد الدعم اللازم لتنفيذها.
ولا يزال الخلاف حول شروط الترشح للانتخابات الرئاسية في ليبيا قائماً، مع انقسام الأطراف السياسية بخصوصه، خاصة بين مجلسي النواب والدولة، ففي الوقت الذي يؤيد فيه مجلس النواب أحقية مزودجي الجنسية والعسكريين في الترشح قبل ترك مناصبهم، يشدد مجلس الدولة على رفض هذا البند.
وعقب إطلاق مبادرة باتيلي، أعلنت هيئة رئاسة مجلس النواب الليبي ردت بالرفض على مبادرة باتيلي، في بيان صدر في 27 شباط / فبراير، أكدت فيه على «الملكية الليبية للعملية السياسية، وأنها الضامن الوحيد لإنجاح أي مبادرات في هذا الشأن».
وأشار مجلس النواب في هذا الصدد إلى «المادة 64 من الاتفاق السياسي الليبي، التي حصرت الدعوة لانعقاد لجنة الحوار في طرفي الاتفاق (مجلس النواب ومجلس الدولة) دون غيرهما من الأجسام والكيانات داخلية كانت أم خارجية».
واستغرب المجلس «ما تضمنته الإحاطة من مغالطات بشأن فشل مجلسي النواب والدولة في إقرار القاعدة الدستورية» وانتقد ما وصفه بــ»الغياب التام» في إحاطة باتيلي، «لأي ذكر عن تعطيل انعقاد جلسة مجلس الدولة من قبل ذات القوى القاهرة التي أفشلت الانتخابات العام 2021»، على حد قوله.
ولفت إلى «عدم الحديث عن الفشل الذي لحق بباقي المؤسسات المنوطة بها مهام جسام لإنجاح أي عملية انتخابية وسياسية».
وربما تأتي زيارة السفارات للدبيبة خصيصاً بسبب موقفه من خطة باتيلي، الموقف الوحيد الذي حسب في إطار الدعم العملي للمبادرة، حيث من المرجح أنه وجدها فرصة ذهبية للإشراف على الانتخابات تحت قيادة أممية، بعدما تقدم رئيس مجلس النواب بمقترح لتشكيل حكومة جديدة للإشراف على تنظيم الانتخابات.
وفي هذا الصدد، أصدر رئيس حكومة الوحدة تعليماته لوزارة الخارجية برفع مستوى التنسيق مع الأمم المتحدة في مجال الدعم الفني والمشورة للمفوضية العليا للانتخابات، لإنجاز الانتخابات.
كما خاطب الدبيبة، الأمين العام للجمعية العامة للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بشأن تقديم المساعدة التقنية والفنية لتنفيذ الاستحقاق الانتخابي.
ودعاه إلى التنسيق مع حكومته ومفوضية الانتخابات «لإرسال مراقبين دوليين على العملية الانتخابية، وحتى الانتهاء منها واعتماد نتائجها النهائية، وفريق لتقييم الاحتياجات الخاصة بالانتخابات»، لإنجاح الاستحقاق.
يشار إلى أن بعض وسائل الإعلام المحلية والدولية قد نقلت أخباراً مفادها رفض روسيا لمقترح وخطة باتيلي بشأن تشكيل لجنة عليا للانتخابات، مؤكدة أن الانتخابات لن تتم في ليبيا في ظل هذا الوضع السياسي والأمني المتردي.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية