الشيوخ المعتمدون لدى رأس السلطة في مصر ثلاثة؛ أخفهم خالد الجندي، الذي هو ممثل أكثر منه داعية، ومؤد ضل طريقه إلى سلك الوعظ والإرشاد.
وبجانب الجندي، هناك الحبيب الجفري، ويسبقهما في الحظوة أسامة الأزهري، وكل استفاد من المرحلة على قدر الحظ والقسمة والنصيب، وكان فضل الثورة عليهم عظيماً، وهي ثورة كالقرع يمتد ظله وثماره للخارج، ولولاها لانتهى عبد الفتاح السيسي إلى لواء متقاعد، ينتظر معاشه في بداية كل شهر، وقد يمن عليه الوريث جمال مبارك بوظيفة بعد وساطة من المشير محمد حسين طنطاوي، ومع أن الثورة كانت سبباً في ترقيته لرتبتين عسكريتين، الفريق، والفريق أول، ثم وزيراً للدفاع، وهو أمر لم يكن سيحدث لو استمر حكم مبارك وقواعده في الاختيار معروفة، ثم حصل بعد ذلك على رتبة المشير، وهي رتبة عظيمة لا تمنح إلا لدور مباشر ورائد في المعارك الحربية، وفي تاريخ العسكرية المصرية، فإن اثنين فقط حصلا على هذه الرتبة، بدون استيفاء شروطها، المشير عبد الحكم عامر، والمشير عبد الفتاح السيسي!
ثم حدث ما يفوق الخيال عندما أصبح رئيساً للبلاد، ولولا الثورة المجيدة لتطورت الأمور ليكون جمال مبارك هو الرئيس، لكننا نتوقف عن ذكر (لو) لأنها تفتح عمل الشيطان، وإن كان أمر (لو) فيه قولان. والقول الراجح إنه مع ذلك، فالمشير لم يتوقف يوماً عن الهجوم على الثورة، وتقديمها على أنها سبب الخراب، الذي تعاني منه مصر الآن، رغم أن الثورة لم تكن إلا لأيام، ثم استلم الحكم المجلس العسكري، ثم آلت الأمور إليه هو شخصياً وعلى مدى عشر سنوات، من حكمه منفرداً، لم يستطع أن يرفع آثار الخراب الذي أحدثته الثورة!
كلام كهذا قاله خالد الجندي، الذي يذكرنا سلوكه التلفزيوني بالفنان الراحل شكوكو، ولولا الثورة لكان انتهى كظاهرة تلفزيونية، وبعيداً عن الشاشة الصغيرة لا يشد إليه الرحال واعظاً، وكثير من الظواهر التي تشبهه كانت مرحلة وانتهت في عهد مبارك، ومن هنا وجد المظاهرات ضد مبارك فرصة مواتية ليقدم «عربون محبة» فنقلوا له بياناً نارياً ضدها، وبيعة كاملة للمخلوع، لكن الثورة لم تؤدب خصومها، فاعتذر بعد تنحي مبارك، فلما وجد الانقلاب قال هذا ربي، هذا أكبر!
اكتمال نمو الأزهري
الشيخ الثاني الذي يحتفي به رأس السلطة، هو الجفري، الذي قامت الثورة بينما هو مطرود من مصر قبل عشر سنوات، وهو لا يعمل بالسياسة ولا يشتغل بها، رغم أن والده أحد الزعامات السياسية اليمنية، ومع ذلك استيقظنا من النوم على قرار ترحيله، بشكل مهين، وبدون أسباب معلنة، ونشر أنه قرار لجهاز أمني رفيع، ولم يكتب أحد إدانة لهذا التصرف الأمني إلا العبد لله، لعلي كتبت أكثر من مقال في زاويتي اليومية بجريدة «الأحرار» حينذاك، ويمكنه أن يستغل نفوذه الرئاسي الآن، ويحصل على المكتوب من الإرشيف. وفي مرحلة كان فيها الكتاب يحجمون عن التعليق على القرارات الأمنية لكني كنت أفعل، ولا فخر. ولماذا لا فخر؟ بل بكل فخر!
أما الثالث فهو الشيخ أسامة الأزهري، وكان نجماً تلفزيونياً في مرحلة ما قبل الثورة، وهو متمكن من خطابه، جاد إذا تكلم، على العكس من المؤدي خالد الجندي، وفي الوقت الذي يتمدد الجندي في الفراغ التلفزيوني فإن الأزهري، صار مقلاً في الظهور، ويبدو أنه يُوضع الآن في «حضانة لاكتمال النمو»، لا سيما وأنه صغير السن، فلا يغيب عن فطنة أحد أنه اذا استمر السيسي في الحكم – لا قدر الله ولا سمح – فسوف يكون هو شيخ الأزهر القادم، وهو منصب لم يشغله شاب في تاريخ هذه المؤسسة العريقة، إذاً البديل هو ابعاده عن الابتذال التلفزيوني.
ويعد الجفري في مرحلة بين المرحلتين، فلا هو متمدد كخالد الجندي، ولا هو مقل كأسامة الأزهري!
مشايخ بختم النسر
وقد يدهشك أنه في بلد فيه الأزهر، والذي عرف بالكثير من شيوخه، ومع هذا لا يكون المحتفى بهم من جانب السلطة سوى ثلاثة، أحدهم – وهو الجفري – ليس مصرياً، وليس أزهرياً، وقد انتهى دور المفتي السابق علي جمعة، بعد طلعته الجوية، وهو يقول بعد الانقلاب العسكري للضباط الذين يحاضر فيهم مقولته الشهيرة «اضرب في المليان»، وانتهى عمرو خالد بعد طلعة شبيهة، وقد فسر البعض هذه الطلعات الجوية بأنها كانت تحريضاً سافراً على ما جرى بعد ذلك من مذابح، وإن استمر جمعة ضيفا في بعض البرامج، فقد ابتعدت عنه السلطة!
وتاريخياً، وعلى مستوى الشيوخ، الذين تحتفي بهم السلطة، فقد كانوا كثيرين من حيث العدد، وبمستويات مختلفة، من عطية صقر، إلى أحمد عمر هاشم، لكن النظام الحالي يقيم دولة المعسكر، ويعتمد عدداً قليلاً من كل فئة، يصب عليهم الخير صباً، فيجمع أحدهم بين سلة من الوظائف، فلا تعرف من أين يجد الوقت الكافي ليقضي حاجته، عندما تعلم مثلاً أن شاباً، يقدم برنامجاً في قناة «اكسترا نيوز»، ويعمل مديراً لقطاع الأخبار بالشركة المتحدة، ثم إنه القائم على قناة تلفزيونية من بابها هي قناة مصر الإخبارية، وبجانب هذا هو رئيس تحرير جريدة «روزا ليوسف» اليومية!
ونعود لثلاثي المشايخ معتمد بـ «ختم النسر»، ونتجاوز اثنين ونكتفي بثالثهم خالد الجندي، بما يدخل في اختصاص هذه الزاوية «فضائيات وأرضيات»، وخالد الجندي هو زميل منافس لخيري رمضان، الذي اكتشفه عندما كان مديراً لتحرير مجلة «الأهرام العربي»، وأوكل اليه مهمة لتفسير الأحلام، وهي المهنة التي لم يعود اليها عندما فتحت أمامه الأمصار، رغم أنه باب مهم للشهرة، لكنه مجال يحتاج إلى قدرات خاصة لا يحوزها الجندي كما لا يحوزها كثيرون من مفسري الفضائيات، وقد كلفت قناة «الناس» قديماً أحد الشيوخ للقيام بهذه المهمة اسمه الشيخ سالم تقريباً، لكنه بدا مجبراً على ذلك، لا سيما وأن القناة كانت تحقق عائدات كبيرة من وراء الاتصالات الهاتفية، ثم اختفى الشيخ سالم، في مرحلة الهيمنة السلفية على القناة!
جديد خالد الجندي وتامر أمين
وكما كان الجندي ذكياً، فلم يربط ظهوره التلفزيوني بمجال تفسير الأحلام، فإن خيري رمضان لم يتبناه في برنامجه، وانطلق عبر برامج أخرى، يبدو أن رمضان كان يدرك منذ البداية أن الجندي سيكون زميلاً اعلامياً منافساً، وقد دخل قناة المخابرات «دي إم سي» على حصان أبيض، وهي القناة الأعلى أجراً، ثم بدا كما لو كان يتم توظيفه في اتجاه له ما بعده!
فعندما يفتي أن الإمام مالك أباح لحوم الكلاب، فلا بد أن نسأل ماذا هناك؟ فهل يبحث الجندي بوصفه منافساً في مجال الإعلام لا الدعوة، عن الإثارة، لا سيما وأن الفقيه الشاب ياسر النجار رد عليه في فيديو على يوتيوب بأقوال الإمام، وأقوال شيوخ المذهب، ونفى نفياً قاطعاً هذه الإباحة للحوم الكلاب؟
الذي يجعل قبيلة من الفئران تلعب في صدورنا، كناية عن الشك والريبة، أن ينطلق مذيع زميل لخالد الجندي، في برنامجه متسائلاً عن السبب الذي يجعل المصريين يحجمون عن أكل الحمير، و»الأحصنة»، جمع حصان، مؤكداً أن لحومها صحية للغاية، وأن الناس من غير المصريين يأكلونها، فما مناسبة هذا الخطاب؟!
لست مطلعاً على ثقافة شعوب العالم، لكني لم أسمع في حدود اطلاعي المحدود شعبا يتميز عن المصريين بأكل لحوم الحمير والأحصنة!
ومهما يكن فقد ذكرنا نشر هذه الرسالة الإعلامية عبر المواقع الإلكترونية إنه يقدم برنامجه على قناة «النهار»، ولا بأس فالقنوات المملوكة للقوم كثيرة، والهواء يحتاج إلى ملء، لكن تكمن المشكلة في ما وراء التحريض على لحوم الكلاب (في خطاب خالد الجندي)، وأكل لحوم الأحصنة والحميرة الشهية (في خطاب تامر أمين)، ومع الأزمة الاقتصادية الطاحنة، فإن المرء لا يلام إذا سأل ماذا يدبر القوم؟! فهل البلاد على أبواب الشدة المستنصرية؟!
فاللهم حوالينا لا علينا.
صحافي من مصر
اتوقع انهم يمهدون للمجاعة حيث شح الدولار فيصعب استيراد الطعام بالاضافة لاخطر انجازات السيسي على الاطلاق و هو سد اثيوبيا الذي وافق عليه السيسي في مارس 2015 و الذي سيبدأ في منع كمية كبيرة من الماء عن مصر لذلك ستقل الزراعة و الماشية الصالحة للاكل و ما يحدث الان حدث في بدايات المجاعة التي حدثت ايام الدولة الفاطمية حيث حدث شح في مياه النيل
*كل إنسان مسؤول عن تصرفاته سواء كان أمير أم غفير أم شيخ.
*الحساب العسير لمن لا يخاف الله.
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل فاسد وظالم وقاتل ومضلل للحق والحقيقة.
لا حول ولا قوة الا بالله
من أجل مصلحة دنيوية زائلة يرضي أسياده و ينحاز إلى حاكم مجرم