أنطاكيا – «القدس العربي»: اعتقلت السلطات التركية مدير قناة “أورينت” علاء فرحات، والمذيع العامل في القناة السورية المعارضة أحمد ريحاوي وذلك على خلفية شكوى تقدم بها محلل سياسي تركي ضد القناة، بتهمة “الإساءة لتركيا، وتلفيق أكاذيب مهينة ضد الدولة”.
وتقدم المحلل السياسي التركي أوكتاي يلماز بشكوى ضد القناة، بعد استضافته في أحد البرامج التي تبثها القناة، حيث أدى موقف إشكالي بين الضيف والمذيع إلى إقدام الأخير على طرد الضيف من الأستديو.
وكانت الحلقة مخصصة لتسليط الضوء على الانتهاكات التي يرتكبها حرس الحدود التركي (الجندرما) على الحدود السورية التركية، وآخرها مقتل طالب لجوء سوري جراء التعذيب “الوحشي” من قبل عناصر الحرس التركي. وأفاد مصدر من قناة “أورينت” لـ”القدس العربي” أن السلطات التركية اعتقلت فرحات وريحاوي في أمنيات “زيتون بورنو” في مدينة إسطنبول التركية، بعد تقدم المحلل السياسي بشكوى. وتابع المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن محامي القناة التركي أشار إلى احتمالية إخلاء سبيل الزملاء، مستدركاً: “لكن لا شيء واضح، وقد تذهب الأمور بمنحى آخر”، وذلك في إشارة منه إلى احتمالية اتخاذ السلطات التركية قراراً بترحيل الصحافيين إلى خارج تركيا.
وفي الفيديو المتداول بدأ الريحاوي بسؤال يلماز عن انتهاكات الجندرما على الحدود بين سوريا وتركيا، ورد المحلل التركي “استغرب من هذا الكلام، ومن هذه الافتراءات، ومن هذا الهجوم على تركيا”، وتساءل “بأي حق تهاجمون تركيا بهذا الشكل؟ من أنتم”؟ وهنا طلب منه الريحاوي مغادرة الاستديو، قائلاً: “إما أن تناقش باحترام وأدب أو غادر الحلقة” ليقوم بعدها الضيف التركي بسحب أوراق المقدم من على الطاولة وتمزيقها ومغادرة الاستديو”.
وأطلق سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تحت عنوان “متضامن مع أحمد ريحاوي”، وكتب الناشط الإعلامي هادي العبدالله: “متضامن مع الزميلين أحمد ريحاوي وعلاء فرحات، متضامن مع أصوات السوريين أينما كانوا، نسأل الله الحرية لأحمد وعلاء والفرج لنا جميعاً. وقال الصحافي السوري صخر إدريس “للمذيع الحق في ضبط برنامجه وعندما يتجاوز الضيف حدوده ليصل مرحلة الوقاحة، هنا يحق لمدير الجلسة مطالبة الضيف “الوقح” بالانضباط، وهذا ما فعله الصحافي أحمد ريحاوي مع صفاقة الضيف أوكتاي يلماز عندما تجاوز حدود اللياقة وشتم السوريين”.
وهذه ليست المرة الأولى التي تعتقل فيها السلطات التركية صحافيين سوريين على خلفية ممارسة حرية التعبير ونقد التمييز العنصري، وسبق أن تعرض الإعلامي ماجد شمعة للاعتقال والتهديد بالترحيل لإنتاجه مادة إعلامية ساخرة على حملات عنصرية تنحدث عن “تناول السوريين الموز”. ويأتي كل ذلك، بعد قيام حرس الحدود التركي بقتل سوري وتعذيب مجموعة من السوريين أثناء محاولتهم الدخول إلى تركيا من الشمال السوري، حيث لقي الشاب عبد الرزاق أحمد القسطل المتحدر من بلدة السمرا في ريف حماة مصرعه إثر ضربة بآلة حادة على الرأس.
وبعد الحادثة جهات سورية من الجانب التركي بفتح تحقيق رسمي حول الحادثة البشعة، مؤكدة أن القانون الدولي والتشريعات حول الهجرة والأعراف الدولية بهذا الإطار لا تعطي لتركيا الحق في استهداف طالبي اللجوء. وحسب وسائل إعلام تركية فتحت السلطات التركية تحقيقاً حول الحادثة الأخيرة، ويبدو أن الضغط الإعلامي قد أجبر السلطات التركية على التعاطي مع الحادثة بهذا الشكل، خلافاً للحوادث السابقة، ولذلك، شككت مصادر حقوقية سورية بجدية حديث الحكومة التركية عن فتح تحقيق، معتبرين أن الغرض امتصاص غضب الشارع في الشمال السوري، وذلك بعد الضجة الكبيرة التي أثارتها الحادثة.
من ضيع وطنه فلن يلوم الا نفسه