باريس: انضم عدد من قادة العالم بينهم فلاديمير بوتين إلى الإيطاليين للإشادة بأحد أكثر الشخصيات تقلبا في تاريخ بلادهم رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني الذي توفي الاثنين عن 86 عاما.
وقال الرئيس الروسي في برقية تعزية إلى الرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريلا ان برلسكوني كان “إنسانا عزيزا” و”صديقا حقيقيا”.
وأكّد أنه لطالما كان معجبا ب”حكمته” و”طاقته المذهلة” و”تفاؤله” و”روح الدعابة” لديه.
واصفا إياه بأنه “وطني حقيقي”، أضاف بوتين أن برلوسكوني “قدّم مساهمة شخصية لا تقدر بثمن” في تطوير الشراكة الروسية-الإيطالية.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن “بغياب الكافالييري تغيب شخصية رئيسية من إيطاليا المعاصرة، احتلت صدارة المشهد السياسي لسنوات عدة”.
وأشاد البابا فرنسيس الذي دخل ايضا المستشفى، الاثنين بـ”شخصية بارزة في الحياة السياسية الإيطالية الذي تولى مسؤوليات عامة بنشاط كبير” وذلك في برقية وقعها نيابة عنه وزير خارجية الفاتيكان والمسؤول الثاني فيه الكاردينال بييترو بارولين.
من جهته كتب رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان “ارقد بسلام يا صديقي” تحت صورة نشرها على تويتر تظهره مع برلسكوني، مشيدا بـ”مقاتل عظيم”.
وقالت أورسولا فون دير لايين رئيسة المفوضية الأوروبية إنها “حزينة”. واضافت “لقد قاد إيطاليا خلال فترة انتقالية سياسية ومنذ ذلك الحين واصل العمل من أجل بلده الحبيب”.
قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك من خلال المتحدث الرسمي باسمه “ترك سيلفيو برلسكوني بصمة كبيرة على السياسة الإيطالية لعقود”.
في إسبانيا أكد ألبرتو نونيز فيجو زعيم الحزب الشعبي (معارضة يمينية) والأوفر حظا في الانتخابات التشريعية المقررة في 23 تموز/يوليو أن الكافالييري “أثر لعقود على التاريخ السياسي لإيطاليا”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن “سيلفيو كان صديقا كبيرا لإسرائيل وكان دائما يدعمنا” مضيفا أنه “حزين للغاية”.
أشاد جاك لانغ وزير الثقافة الفرنسي الأسبق بين عامي 1981-1986 و1988-1993 “برجل صاحب شخصية قوية” لكنه انتقد “الأفعال الضارة التي كان يقوم بها ضد الثقافة الإيطالية والأوروبية”.
وكتب على حسابه على إنستغرام أن “السينما الإيطالية كانت من الأعظم والأروع في العالم. وساهمت القنوات التجارية التي كان يديرها في تدميرها للأسف بدعم من الحكومة الإيطالية التي تخلت في ذلك الوقت عن كل سياسة عامة للسينما”.
وفي الولايات المتحدة قدّم وزير الخارجية أنتوني بلينكن موعد اجتماع مع نظيره الإيطالي أنتونيو تاياني كي يتسنى للأخير العودة إلى بلاده. وقال في مستهل مؤتمر صحافي “أفكارنا الآن مع الشعب الإيطالي”.
“محارب”
في إيطاليا أثار نبأ وفاة برلسكوني ردود فعل كثيرة بدءًا من حلفائه السياسيين.
وقالت رئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني في مقطع فيديو نشرته حكومتها “كان سيلفيو برلسكوني محاربًا قبل كل شيء. كان رجلًا لا يخشى الدفاع عن قناعاته وكانت شجاعته وتصميمه بالتحديد ما جعله أحد أكثر الرجال تأثيرًا في تاريخ إيطاليا”. كما وصفته بأنه “أحد الرجال الأكثر تأثيرًا في تاريخ إيطاليا”.
وكتب رئيس الحكومة السابق والسيناتور ماتيو رينزي(وسط)على فيسبوك “أحبّه كثيرون وكرهه كثيرون: على الجميع اليوم الإقرار بأن تأثيره على الحياة السياسية والاقتصادية والرياضية والتلفزيونية غير مسبوق”.
وأعرب حليفه ماتيو سالفيني زعيم حزب الرابطة المناهض للمهاجرين، عن حزنه “لرحيل شخصية إيطالية عظيمة. واحدة من أعظم الشخصيات على الإطلاق في جميع المجالات”.
وكتب وزير الخارجية أنطونيو تاياني على تويتر “ألم كبير. ببساطة شكرا ايها الرئيس، شكرا سيلفيو”.
حتى خصومه في السياسية أشادوا به.
من جهته قال جوزيبي كونتي رئيس الوزراء السابق وزعيم حركة 5 نجوم “لقد أشعل النقاشات العامة واستقطبها بشكل منقطع النظير، وحتى أولئك الذين واجهوه كمعارضين سياسيين عليهم أن يقروا بأنه لم يفتقر إلى الشجاعة والشغف والمثابرة”.
واعلن وزير الثقافة السابق داريو فرانشيسكيني(يسار) “يجب الاعتراف بالعظمة حتى لدى الخصوم”.
وقالت إيلي شلاين، زعيمة الحزب الديمقراطي المعارض (يسار وسط)”اختلفنا على كل شيء وكل شيء يفرقنا(…) ولكن ما يبقى هو الاحترام لإنسان ترك بصمة في تاريخ بلادنا”.
كما عبر عالم الرياضة عن حزنه و”امتنانه” لبرلسكوني .
وذكر ناديه السابق إيه سي ميلان الذي كان رئيسه لأكثر من 30 عاما(1986-2017) “شكرا ايها الرئيس، معنا إلى الأبد”.
أعرب كارلو أنشيلوتي الذي كان لاعبا(1987-1992)ثم مدربا(2001-2009) لهذا النادي في عهد برلوسكوني، عن “امتنانه الكبير للرئيس”.
وعبر نادي مونزا لكرة القدم المملوك لبرلسكوني منذ 2018 وأدريانو غالياني ذراعه اليمنى منذ فترة طويلة، عن “الحزن الكبير لرحيل الكافالييري”.
وقال غابرييلي غرافينا رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم في بيان “غير سيلفيو برلوسكوني تاريخ كرة القدم الإيطالية”.
(أ ف ب)