الرئيس الجزائري يبدأ زيارة لروسيا.. التعاون الإستراتيجي و”بريكس” على رأس الملفات ـ (صور وفيديو)

حجم الخط
0

الجزائر- “القدس العربي”:

بدأ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون زيارة لروسيا تدوم 3 أيام، هي الأولى له لهذا البلد الذي تجمعه بالجزائر علاقات عميقة. وينتظر أن تتخلل الزيارة قمة بين الرئيسين عبد المجيد تبون وفلاديمير بوتين، وتوقيع اتفاقيات شراكة في مجالات التعاون الاقتصادية والسياسية.

وقال بيان للرئاسة الجزائرية إن الزيارة التي جاءت بدعوة من رئيس فيدرالية روسيا، فلاديمير بوتين، ستدوم ثلاثة أيام، في إطار تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين. كما سيشارك الرئيس تبون خلال هذه الزيارة في أشغال المنتدى الاقتصادي الدولي بسان بطرسبورغ الروسية. وأبقى الجانبان الجزائري والروسي التكتم على توقيت الزيارة إلى غاية الشروع فيها رسميا، حيث كانت تسريبات قبل ذلك تشير إلى إمكانية أن تكون الزيارة الأربعاء أو الخميس.

وينتظر أن تكون هذه الزيارة محطة لتوقيع وثيقة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والتي سبق لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الكشف عنها خلال زيارته للجزائر في أيار/مايو 2022. وينتظر أن تكون هذه الاتفاقية التي جاءت باقتراح جزائري حسب لافروف تحيينا لاتفاقية سنة 2001، وذلك في رغبة للاستجابة للتطور السريع للعلاقات الودية والوثيقة بين البلدين في جميع المجالات، سواء تلك المتعلقة بتطوير حوار سياسي، وتوسيع التعاون التجاري والاقتصادي والعسكري والتقني، أو العلاقات الإنسانية والثقافية التعليمية.

ويفترض أن يكون موضوع بريكس على سلم اهتمامات الرئاسة الجزائرية من وراء الزيارة، فقد سبق لروسيا أن أبدت دعمها لانضمام الجزائر التي تريد دخول هذا التكتل قبل نهاية السنة الجارية وفق ما سبق للرئيس الجزائري التصريح به. وكان السفير الروسي قبل فترة، قد صرح أن موسكو لا تعترض على رغبة الجزائر في الانضمام إلى المجموعة، وذكر أن الرئيس عبد المجيد تبون قد راسل نظيره الروسي فلاديمير بوتين حول موضوع الانضمام. ويمثل الدعم الروسي ورقة مهمة للجزائر الباحثة عن توسيع آفاق تعاونها الاقتصادي وتفعيل شراكات تتيح لها تنويع اقتصادها الذي ظل رهينة مداخيل المحروقات.

وفي الشق الاقتصادي، يبرز ملف التعاون الثنائي الذي كان محور عدة لقاءات ثنائية بين وزراء الحقائب الاقتصادية ورجال الأعمال على مدار السنتين الماضيتين، حيث اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الروسية للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني، وزارت وفود رجال الأعمال الروس الجزائر للاطلاع على فرص الاستثمار في ظل القانون الجديد. وتراهن الجزائر على روسيا كذلك في مجال استغلال منجم الحديد الضخم في غار جبيلات في الجنوب الغربي للجزائر، حيث يتم استخدام تكنولوجيا روسية من أجل فصل خام الحديد عن الفوسفور الموجود بنسبة عالية في المنجم.

وكان الرئيس الروسي قد دعا نظيره الجزائري لزيارة موسكو، في أيار/مايو 2022 عن طريق وزير خارجيته سيرغي لافروف الذي أدى زيارة للجزائر. وجدد له الدعوة في أيلول/سبتمبر الماضي، خلال حفل استقبال للسفراء، خص فيه الجزائر بالذكر مؤكدا أن بلاده تدعم الخط المتوازن الذي تنتهجه في الشؤون الإقليمية والدولية، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية. وكانت الجزائر قد سعت خلال رئاستها للقمة العربية إلى الدفع بوساطة عربية في النزاع الروسي الأوكراني واعتماد مبدأ الحياد الإيجابي في التعاطي مع القضية.

وتبدو هذه الزيارة ذات أولويات سياسية واقتصادية فيما يبقى التعاون العسكري جاريا بين قيادات الجيش في البلدين. فقد أجرى الفريق أول السعيد شنڨريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري محادثات مع مدير المصلحة الفيدرالية للتعاون العسكري والتقني لفدرالية روسيا ديمتري شوغاييف قبل نحو أسبوع، تناولت تقدم هذا الملف بين البلدين. ويعد التعاون العسكري عنصرا أساسيا في العلاقات الاستراتيجية بين الجزائر وموسكو، خاصة أن روسيا تعد المسلح الأول للجيش الجزائري منذ الاستقلال سواء في مجال الطيران الحربي أو أنظمة الصواريخ الدفاعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية