لندن – “القدس العربي”:
نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريرا لعدد من مراسليها قالوا فيه إن المخابرات الأمريكية، سي آي إيه، علمت بخطط أوكرانيا لضرب أنابيب نورد ستريم في بحر البلطيق وحاولت تحذير كييف قبل عمليات التخريب لأنابيب الغاز الروسي إلى أوروبا بأسابيع.
وأضافت الصحيفة أن سي آي إيه حصلت على معلومات مفصلة حول الخطة الأوكرانية لتدمير الرابط الرئيسي للطاقة بين روسيا وأوروبا، وذلك حسب مسؤولين على معرفة بالتبادل المعلوماتي.
وحددت الصحيفة مصدر المعلومات التي حصلت عليها سي آي إيه في حزيران/يونيو من هولندا، على ما قال المسؤولون، في الوقت الذي تعاملت سي آي إيه مع المعلومات بشكل جدي. وكان مصدر معارضتها يتعلق بقدرة أوكرانيا على القيام بهذا الهجوم والذي يتطلب وضع المتفجرات في قاع بحر البلطيق. وبعد عدة أسابيع من التحذير انفجرت أنابيب الغاز في 26 أيلول/سبتمبر في وقت نفت فيه أوكرانيا أي علاقة بتفجير الأنابيب. وأخبر مسؤولو الاستخبارات العسكرية الهولنديون سي آي إيه بأن فريق التخريب الأوكراني يبحث عن طرق لاستئجار يخت من شاطئ بحر البلطيق واستخدام فريق من الغواصين لزرع المتفجرات على طول خط أنابيب نورد سريم 1 و2.
وكانت الخطة هي القيام بهجوم بعد مناورة عسكرية لحلف الناتو أطلق عليها “بالتيك أوبس” أو مناورات البلطيق والتي نظمت في منطقة فوق أنابيب الغاز وانتهت في 17 أيلول/سبتمبر، حسبما يقول مسؤولو الاستخبارات الأوروبيون. وأعلمت سي آي إيه عددا من الدول الحليفة بما فيها ألمانيا التي تصل إليها الأنابيب، باستخدام كابلات سرية في حزيران/يونيو. وتم تحذير دول أخرى على طول بحر البلطيق، ولكن ليس بتفاصيل متشابهة.
واستعلم المسؤولون في سي آي إيه من نظرائهم في كييف إن كانوا يخططون للقيام بهجوم. وقال المحققون الذين يحققون بالحادث العام الماضي إن اليخت المستأجر مرتبط بعملية التفجير، في وقت استبعد فيه مسؤولون أوروبيون دورا لروسيا. ثم تلقت المخابرات الأمريكية معلومات أخرى وهي أن الأوكرانيين قرروا التخلي عن الخطة الأصلية، وذلك حسب مسؤولين أمريكيين. وفي نهاية الصيف، أعلمت سي آي إيه ألمانيا وعددا آخر من الحلفاء أن مستوى التهديد من العملية قد تلاشى لأن الولايات المتحدة اعتقدت أن كييف لا تستطيع القيام بهذه العملية، كما قال مسؤولون أوروبيون، حصلوا على إحاطات أو تقييمات للوضع.
وبعد شهر، مزقت سلسلة من التفجيرات القوية ثلاثة من أربعة أنابيب لنورد ستريم. ونفى المتحدث باسم القوات الأوكرانية أندريه شيرنياك أي علاقة لأوكرانيا بالتفجيرات، وذلك ردا على تحقيق سي آي إيه. وفي مقابلة سابقة مع الصحيفة الألمانية “بيلدت” قال الرئيس الأوكراني فولدومير زيلينسكي “أعتقد أن جيشنا ومخابراتنا لم ينفذوها، وعندما يقول أحد العكس فأريد الدليل”. وفي لقاء مع مدير المخابرات الأمريكية ويليام بيرنز عقده مع نظرائه الأوروبيين في تشرين الأول/أكتوبر أخبرهم أن كل الأدلة المتوفرة تستبعد أي دور روسي في التفجير. وعندما سئل إن كانت أوكرانيا هي المسؤولة أجاب “آمل ألا يكون ذلك”، وذلك حسب مسؤول كان موجودا في اللقاء.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون والألمان أن جماعة مؤيدة لأوكرانيا ربما نفذت العملية، حسبما كشفت مجموعة صحافية ألمانية يوم الثلاثاء. وكشفت “وول ستريت جورنال” الأسبوع الماضي أن المحققين يحاولون البحث عن أدلة لاستخدام المنفذين بولندا، عضو الاتحاد الأوروبي والناتو كمركز للعملية ولتأمين الدعم اللوجيستي. ولم يوجه المحققون اتهامات للحكومة البولندية أو أي فرد بولندي بالتورط في العملية. ولكن المحققين الألمان يعتقدون أن الجهة التي استأجرت اليخت بطول 50 قدما “أندروميدا” استخدمت شركة سياحة وسفر في وارسو. وأعاد ركاب اليخت بدون غسيل مما سمح للمحققين بالبحث عن آثار متفجرات وبصمات أصابع وكذلك حمض نووي استطاعوا مقاربته لحمض نووي جندي أوكراني على الأقل من خلال ابنه الذي يعيش في ألمانيا.