الجزائر- “القدس العربي”: أعلن الرئيسان الجزائري عبد المجيد تبون والروسي فلاديمير بوتين، من موسكو عن مبادرة جزائرية للوساطة بين روسيا وأوكرانيا في النزاع القائم بينهما حاليا، كما وقع الطرفان على اتفاق الشراكة الاستراتيجية المعمقة بين البلدين.
وفي تصريح مشترك بينهما في موسكو، قال الرئيس فلاديمير بوتين إنه يعبر عن شكره للجزائر وللرئيس تبون الذي يزور روسيا على الاستعداد لتقديم جهود الوساطة في النزاع القائم بين بلاده وأوكرانيا، مشيرا إلى أن الجزائر عضو فعال في فريق الاتصال بالجامعة العربية حول أوكرانيا.
وذكر بوتين أنه شرح للرئيس تبون الرؤية الروسية والأسباب الأولية لهذا النزاع والملابسات المتعلقة به، مبرزا أنه سيستقبل، يوم السبت، رؤساء الوفود من القارة الأفريقية، لمناقشة المبادرة التي تقدمت بها الجزائر حول تسوية النزاع الروسي-الأوكراني.
وأعرب من جانبه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، عن شكره لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، لقبوله وساطة الجزائر في النزاع القائم بين روسيا الصديقة وأوكرانيا، مؤكدا أن هذه الثقة “ستكون في محلها”.
وفي اللقاء العلني الذي دار بينهما وحضره مسؤولون من البلدين في قصر الكرملين، أكد تبون على العلاقات التاريخية والقوية التي تجمع الجزائر بروسيا، مبرزا أن زيارته إلى هذا البلد ستسمح بتعميق التشاور الثنائي حول العديد من الملفات.
وذكر أن زيارته إلى روسيا تدل على “عمق الصداقة والعلاقات الموجودة بين البلدين منذ 60 سنة”، مشيرا إلى أن الجزائر “وفية لهذه العلاقات” رغم الضغوطات بسبب الوضع الحالي. وشكر الرئيس الدعم الروسي لانضمام الجزائر كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي. وأكد في هذا الصدد بأن “التشاور مع الأصدقاء ضروري في كل الظروف”.
واغتنم تبون لقاءه مع بوتين ليؤكد الرغبة في الانضمام لمنظمة بريكس، حيث قال: “نحن متفقون بشأن الوضع الدولي المضطرب جدا، ولذا نريد التعجيل بانضمامنا إلى تجمع “البريكس” لما فيه من فائدة كبيرة على اقتصادنا”.
وبخصوص الوضع الإقليمي، قال الرئيس الجزائري إن لدى الجزائر وروسيا “نظرة واحدة” بخصوص الملف الليبي باعتبار أن ليبيا “صديقة لروسيا وشقيقة للجزائر، ونحن نتمنى لها الأمن والاستقرار”. كما عبّر عن قناعة الجزائر بأن حل الأزمة في مالي “لا يكون بالقوة وإنما من خلال اتفاق الجزائر للسلم والمصالحة”، مؤكدا دعم التعاون الروسي المالي.
من جانبه، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على متانة العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين، مبرزا أن الجزائر تحتل “أعلى المراتب” من بين الشركاء التجاريين لروسيا، لافتا إلى أن “افتتاح حديقة باسم الأمير عبد القادر وسط مدينة موسكو، دلالة على متانة العلاقات الثنائية بين روسيا والجزائر”.
وأوضح بوتين أن “الجزائر تحتل أعلى المراتب من بين الشركاء التجاريين لروسيا”، مشيدا في نفس الوقت بـ”التعاون القائم بين البلدين لاسيما في إطار منظمة “أوبك” ومنتدى دول المصدرة للغاز وهو ما من شأنه تحقيق الاستقرار في سوق المحروقات”.
وأبرز الرئيس الروسي، أن تنظيم المنتدى الاقتصادي الجزائري-الروسي، الذي أشرف على افتتاحه أمس الرئيس تبون من شأنه “الرفع من وتيرة الاهتمام في هذا المجال”. وأضاف مخاطبا الرئيس تبون، “سنكون سعداء بلقائكم في مدينة سان بترسبورغ في نهاية شهر تموز/ يوليو وذلك في إطار الطبعة الثانية لقمة روسيا – إفريقيا”.
كما أكد بوتين أن انتخاب الجزائر عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، تعد سانحة لـ”تنشيط التعاون في هذا الإطار وتكثيف الاتصالات”.
وفي ختام المحادثات، أشرف الرئيسان تبون وبوتين على مراسم التوقيع على إعلان الشراكة الاستراتيجية المعمقة بين الجزائر وفدرالية روسيا. وعلى إثرها وقع وزيرا الشؤون الخارجية على اتفاقية متعلقة بالتسليم بين البلدين وأخرى تتعلق بالتعاون في مجال الاتصالات العامة كما وقع وزراء آخرون في حكومتي البلدين اتفاقيات تعاون في العديد من القطاعات.