القاهرة ـ «القدس العربي»: الخبر الذي اهتم به الملايين، خاصة الذين يقصدون مصر بحثا عن الإقامة، خاصة الذين تشهد بلدانهم حالة من عدم الاستقرار، تمثل في قرار الحكومة رفع رسم تأشيرة دخول البلاد لغير المصريين لسبعمئة دولار.. جاءت رسائل نهاية الاسبوع التي امتدت ليومي السبت والأحد 17 و18 يونيو/حزيران أكثر ارباكا للسلطة ورموزها.. البداية كانت عبر اتهام وجّه لرئيس القلعة البيضاء المستشار مرتضى منصور بأن عهده يستحق لقب “العشرية السوداء” إذ مني نادي الزمالك بالمزيد من الخسائر في ما بادر الكثيرون من المهتمين بالسياسة إلى عقد مقارنة بين المصير الذي انتهت عنده القلعة البيضاء والمآل الذي الذي باتت تواجهه مصر خلال المدة الزمنية نفسها، للتأكيد على انها شهدت نكبات اقتصادية مؤلمة، وتسببت المقارنة في مزيد من الحرج لدوائر السلطة..
البداية كانت مع تصريحات رفض خلالها أحمد مرتضى منصور عضو مجلس إدارة نادي الزمالك القول بأن الفترة التي تولى فيها والده رئاسة النادي، “عشرية سوداء”، وذلك في ظل خسارة فريق الكرة العديد من البطولات. وأضاف أحمد مرتضى لقناة النادي: مرتضى منصور تولى رئاسة الزمالك في 1992 فقط، ومنذ ذلك الحين حقق الفريق 8 بطولات دوري، وما قبل ذلك 6 بطولات فقط على مدار النادي”. وتابع: “البعض يقول عشرية سوداء.. عشرية سوداء إيه يا بني دحنا زهقنا بطولات”. واستعرض عضو المجلس الأرقام التي حققها فريق الكرة كمثال للنجاح في فترة مرتضى منصور. ومن خسائر نجوم السياسة والكرة لمخاوف من انحسار النجومية عن زعيم الغناء الملقب بـ”الكينغ” محمد منير الذي أشفق عليه الكثيرون من عشاقه بسبب ظهوره الأخير، حيث بدا أكثر وهنا وأدركه الهرم للدرجة التي دفعته للغناء جالسا أكثر زمن الحفل، ما دفع البعض لتقديم النصح له بالاعتزال، وبدوره اعتذر الكاتب عبدالرحيم كمال، لجمهور منير، عن منشور كتبه أثناء بث فعاليات حفله على قناة “mbc مصر”. وكان قد كتب، عن ضرورة أن يتمتع الإنسان بالذكاء الكافي؛ ليعرف متى يبتعد وهو في كامل لياقته، ليحتفظ بصورته في ذهن جمهوره كما عرفوه دائما.
ومن أخبار مؤسسة الرئاسة: ثمّن الرئيس السيسي، الشراكة المثمرة والتعاون البناء بين الحكومة المصرية ومؤسسة التمويل الدولية، خاصة في مجالات البنية التحتية، والطاقة المتجددة، والصناعات التحويلية، والرعاية الصحية، مؤكدا في هذا السياق حرص مصر على الاستمرار في تعزيز الإصلاحات الهيكلية، بما يساعد على تعزيز دور القطاع الخاص، وتوفير مناخ إيجابي للمستثمرين وأسواق المال العالمية كافة.. ومن أخبار الحكومة: أعلن اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، انتهاء المرحلة الثانية من الموجة الـ21 لإزالة التعديات على أملاك الدولة والأراضي الزراعية، حيث نجحت الدولة في استرداد 1.2 مليون متر مربع في جميع محافظات الجمهورية. ومن المعارك الرياضية: تقرر إيقاف برنامج اللعيب، المذاع عبر قناة “إم بي سي مصر” وتحويل المذيع مهيب عبدالهادي وفريق العمل للتحقيق، بعد واقعة اللاعب المصري البورسعيدي إلياس الجلاصي. وشهدت الساعات الأخيرة جدلا وغضبا بين رواد السوشيال ميديا نظرا لما فعله مهيب وضيوفه رضا عبدالعال وسمير كمونة مع التونسي إلياس الجلاصي لاعب المصري البورسعيدي، بعد محاولة استدراجه للإدلاء بتصريحات، وإقناعه بأنهم في فاصل إعلاني. فيما أصدر مجلس إدارة النادي المصري البورسعيدي، بيانا رسميا ينتقد فيه قناة “إم بي سي مصر” والإعلامي مهيب عبد الهادي في برنامجه “اللعيب”..
أساتذة الصمود
يحيا الشعب الفلسطيني ولا يموت، راجع إحصاءات «نادي الأسير الفلسطيني» لتقف على سر هذا الشعب الذي تسري في روحه هذه المقولة الدرويشية، سر الشعب الأَبِيّ الصامد في وجه احتلال لا يرعوى لمواثيق أخلاقية. تابع حمدي رزق في “المصري اليوم”: سلطات الاحتلال الغاصب تعتقل (5000 فلسطيني) في (23 سجنا ومركز توقيف وتحقيق)، منهم (31 أسيرة) يقبعن في سجن «الدامون» و(160 طفلا وقاصرا) موزعون على سجون (عوفر، ومجدو، والدامون). يفطر قلبك أطفال قصر ونساء يقبعون في زنازين الاحتلال، التي هي قطعة من جهنم الحمراء، ناهيك عن الأسرى القدامى (المُسِنّين) المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو، (تم توقيعها في 13 سبتمبر/أيلول 1993)، وعددهم (23) أسيرا، أقدمهم الأسير محمد الطوس، المعتقل منذ 1985 تقريبا، الطوس معتقل منذ نصف القرن والاحتلال لا يمل التنكيل والتعذيب. صمود الطوس آية من آيات المقاومة الباسلة، الشعب الفلسطيني يضرب الأمثال جميعا، يقدم تضحيات الشهداء عن طيب خاطر، يزفهم إلى الجنان، تروي دماؤهم الزكية شجر الزيتون. شهداء أحياء في الساحات، وشهداء أحياء خلف القضبان، عدد شهداء الحركة الأسيرة (في السجون) بلغ (237) شهيدا، منذ عام 1967، فضلا عن مئات من الأسرى استُشهدوا بعد تحررهم متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون. ثبت بشهداء الحركة الأسيرة، الشهداء المحتجزة جثامينهم (12) أسيرا شهداء. زبانية الاحتلال يحتفظون بالجثامين خشية قيامتها في وجوههم، جثامين الشهداء فيها روح المقاومة، تحلق فوق الرؤوس في غلالة من نور.. طوبى للشهداء.
دمها عطر
معاناة أسرى السجون الإسرائيلية يتحدث عنها «نادي الأسير»، الأسرى المرضى أكثر من (700) أسير يعانون، كما أوضح حمدي رزق أمراضا بدرجات مختلفة، وهم بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية، منهم (24) أسيرا ومعتقلا على الأقل مصابون بالسرطان، وبأورام بدرجات متفاوتة. تعجب أنهم يقاومون سرطان الاحتلال بنفوس أَبِيّة، وروح مقاومة عالية، وقْع السرطان الخبيث أخف وطأة من وقع سرطان الاحتلال، كلاهما مرض مستعصٍ، وقانا الله شر الخبائث الإسرائيلية. يلفتك في الإحصاء الصادر حديثا عذابات المرأة الفلسطينية في سجون الاحتلال، هناك (31 فلسطينية من العظيمات) خلف القضبان، يصدق فيهن القول المأثور: «يا غصنا استعصى كسره على أقوى الرجال، وأصبحتَ شجرة ثابتة فوق الرمال». ثبات المرأة الفلسطينية ورسوخها في أرضها معجزة تتحدث عنها وتغار منها أشجار الزيتون. دمها عطر، وريحها أريج المقاومين، شجرة عتيقة، قوية عفِيّة، تعجب من صمودها في وجه الاحتلال، مثل شجرة طيبة أصلها ثابت في الأرض وفرعها في السماء تظلل المقاومين. المرأة الفلسطينية نموذج ومثال، صابرة محتسبة، تحمل وتنجب وترضع المقاومين، وتُستشهد بجوار المقاومين، في مقدمة الصف، وتتلقى الصدمات، وتسبل أعين أطفالها، وتودع رجالها بزغرودة انتصار يلوح، وتعود إلى فرشتها تشحن عزيمتها وتحشد المقاومين ليوم الحرية. مثل هذا الشعب بهذه التضحيات عصِيّ على الاحتواء، لا يُقهر، لا يُهزم، أرقامه المسجلة إحصائيا ترهب الاحتلال، كلما سفكوا دما، نبتت في الأرض الطيبة أشجار المقاومة. أرض فلسطين خصبة، ينبت فيها المقاومون ليلا ليُستشهدوا صباحا.. طوبى للشهداء والمعتقلين شيوخا وشبابا ونساء وأطفالا.. دمتم مقاومين.
بين الشهيد واللاعب
أنت “بتحب” محمد صلاح؟ تقصد محمد صلاح اللاعب، و”اللا” محمد صلاح البطل؟ يجيب عزت سلامة العاصي في “المشهد”: هكذا أصبح محور الحديث خلال هذه الآونة.. ما بين التباهي بفخر العرب وعاشقي الساحرة المستديرة، جناح ليفربول الإنكليزي ولاعب المنتخب الوطني محمد صلاح، الذي تلألأ في سماء أوروبا، والاحتفاء بمحمد صلاح، البطل الذي استُشهد قبل أيام بعد أن اصطادت دانته ذات المواصفات المحدودة ثلاثة رؤوس ممن ينتمون لبني صهيون ذوي العَتاد والعُدة، والذين لا يكاد يمر يوم واحد ويستبيحون- بميليشيا إسرائيلية مستوطنة – مزيدا من أراضي الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وما يرتكبونه من تدمير عشرات المنازل وتهجير مئات المواطنين وانتهاك لساحات الأقصى واعتقال الشباب الفلسطيني في مشاهدَ يوميةٍ لجرائم حرب مروعة تحت أعين المجتمع الدولي، من دون مساءلة أو انتقاد أو عقاب. ولعل اندهاش الإعلام العبري من وجود ثغرات في المنظومة الإسرائيلية بعد ما فعله محمد صلاح، المجند الذي كل عتاده سلاح روسي قديم كيف له أن يقتل مجندا ومجندة من جيش الاحتلال، ثم يعبر الحدود وينتظر لساعات، ليشتبك مرة أخرى مع جنود آخرين، فيقضي على أحدهم ويصيب غيره، قبل أن يرتقي شهيدا، لهو أمر بدهي، إذ أن سلاحا متهالكا واحدا هزم منظومة عسكرية كبيرة ترعاها دول غنية، لينسف وهم التطبيع مع المحتل والاستسلام لهذا الكيان الغاصب، وأن الحق سيعود، حتما، يوما ما لذويه..أما وأنْ يظهر بعض من يسمون أنفسهم عقلانيين يدينون ما فعله الجندي المصري البطل، لمخالفته قواعد الانضباط، فهم لم يكلفوا عقولهم عناء التفكير في ما يرتكبه جنود الاحتلال يوميا من قتل وانتهاك واستيطان في الأراضي المحتلة، دون لوم أو شجب أو استنكار من هذا المسمى عقلانيا تجاه هؤلاء الصهاينة، وكأنهم يُعملون عقولهم لصالح طرف واحد فقط، ويرون بعين واحدة. وعود على بدء، نشوة الاحتفاء في الأوساط العربية بمحمد صلاح الجندي، غير أنها تؤكد أن جل محاولات تل أبيب تطبيع العلاقات مع أفراد أو مؤسسات بعينها لن ترقى لكونها تطبيعا مع شعوب، ومن ثم ستظل حبرا على ورق، ما دام يواصل الكيان الصهيوني سياسته الغاصبة ومعاداته السامية، فإنها مع ما حققه الملك محمد صلاح اللاعب الذي احتل قلوبا قبل العقول، برهان ساطع على أن المصري يستطيع بلوغ قمة القمة إذا ما أراد.
لحين ميسرة
كان الدكتور محمد معيط وزير المالية، قد وعد بتقديم ميزانية موحدة هذه السنة، وكان الهدف أن تضم الميزانية التي وعد بها الوزير أموال الصناديق الخاصة وغيرها.. وعندها كما أوضح سليمان جودة في “المصري اليوم” سيكون صرف المال العام من خلال ميزانية موحدة للدولة، ولكن الواضح أن ذلك لم يتيسر له هذه المرة، ويبقى أن يتيسر الأمر لنا في المرة المقبلة، وأن نعمل عليه من واقع الإدراك لأهميته. وإلى أن يتيسر ذلك سنكون في حاجة إلى جهة موحدة، ولكن للأرض في البلد، لأن الأرض لا تزال موزعة بين أكثر من جهة، ولا تزال «دماؤها متفرقة بين القبائل»، على حد وصف هذا التعبير القديم، ولا يزال كل مستثمر يدور بين أكثر من جهة إذا أراد الحصول على مساحة من الأرض. أعرف كيف يغيب عمّن يعنيه الأمر في الدولة مزايا وجود الأرض لدى جهة واحدة، فتكون هي المعنية والمسؤولة ولا تزاحمها جهة أخرى. كيف يغيب عمّن يعنيه الأمر أن وجود جهة موحدة للأرض في صورة بنك للأرض مثلا سوف يجعل سعر الأرض يتحدد حسب الهدف من استخدامها، وسوف يكون ذلك أساسا للتقييم العادل للأرض، وسوف يجعل الأمور واضحة أمام كل المستثمرين، سواء كانوا مستثمرين وطنيين أو كانوا من الأجانب؟ إن وجود جهة موحدة للأرض في البلد لا يقل في أهميته عن وجود ميزانية موحدة.. ففى حالة بنك الأرض سوف تنضبط عملية منح الأرض لمَن يريدها، وستكون القواعد معلنة، وستكون المعايير معروفة للجميع، وسيكون هذا من صالح الدولة واقتصادها بالتأكيد.. وكما تضبط الميزانية الموحدة عملية الإنفاق العام، سيضبط بنك الأرض عملية الإنفاق من الأرض باعتبارها ثروة في النهاية. إذا أراد مستثمر بناء مصنع مثلا، فسيختلف سعر أرضه عن سعر أرض تُقام عليها مدرسة خاصة هادفة للربح، وسيكون صاحب المصنع أحق بالتسهيلات من صاحب المدرسة من هذا النوع، وستكون التسهيلات مضاعفة كلما ذهب المستثمر إلى الصعيد أو الدلتا، وسيقصد أي مستثمر بنك الأرض وهو مغمض العينين، لأنه على علم مسبق بالمعايير والقواعد الموضوعة سلفا والمعلنة على الكل.
تورتة للحرامي
واقعة فساد علم بتفاصيلها عصام كامل رئيس تحرير “فيتو”: يبدو أن الذين قرروا دخول صيدلية مستشفى رابعة، لم يدركوا أن الكاميرات تسجل بدقة كل ما يدور داخلها، على “الكونتر” يقف الصيدلي محمود مصطفى منشغلا بأداء عمله، بينما تظهر الكاميرات دخول الشابين إلى ممر داخلى فيها، وفي لحظة يخرجان، أحدهما في المقدمة والآخر يحاول إخفاء شنطة تخص الصيدلي. بعد وقت غير قصير يكتشف الصيدلي واقعة اختفاء حقيبته، يعود إلى الكاميرات فينسخ لقطة الواقعة ويخرج إلى قسم مدينة نصر ليحرر محضرا بالواقعة.. يسأله ضابط القسم عن محتويات الحقيبة؟ يجيب الرجل بهدوء: بعض الأوراق وميدالية بها مفاتيح مخزن الأدوية.يحاول الصيدلى دخول الصيدلية التي تعاقد مع المستشفى لإدارتها بنظام المشارك بين الحين والآخر، رغم منعه من إدارة المستشفى بقرار شفوي ليتابع بعض الأعمال وفي كل مرة يزوره مسئول الأمن ليبلغه بأنه ممنوع من دخول الصيدلية دون مبرر قانوني. يمضي يومان يفاجأ الصيدلي محمود مصطفى أن إدارة المستشفى قامت دون حضوره بأعمال جرد للصيدلية والمخزن.. نعم والمخزن.. كيف تتم وقائع الجرد دون حضور الصيدلي المسؤول وكيف جردوا مخزن الأدوية ومن المفترض أنهم لا يملكون مفاتيحه؟ ما يحدث في مستشفى مدينة نصر التخصصي ـ رابعة سابقا- من وقائع يؤكد أن بعض القائمين عليها يتصرفون بعيدا عن القانون ويلجأون إلى أساليب لا يمكن وصفها بالمشروعة.. كيف سرقت مفاتيح المخزن، وما هو سر مساندة الإدارة لاثنين من الأفراد بسرقة حقيبة الرجل وفيها مفاتيح المخزن ليقوموا بعدها بيومين بجرد المخزن دون حضور صاحبه؟ المتابع لما يجري من أحداث في المستشفى يدرك أن الدكتور أحمد سعفان رئيىس مجلس الإدارة يتصرف في الأمر كما لو كان المستشفى من بقايا ميراث سيادته أو أنه ملكية خاصة، والوقائع كثيرة وتحمل من المضامين ما هو أبعد من الإهمال واللامبالاة. الطريف في الأمر أن إدارة المستشفى أرادت بعد أن قامت بالجرد دون حضور الصيدلي أن تفرض عليه التوقيع على الجرد وهو أمر رفضه الرجل بالطبع. الأكثر طرفة أن مسؤولين كبارا احتفلوا داخل الصيدلية بعيد ميلاد واحد من المتهمين بسرقة المفاتيح وبتورتة كبيرة و«هابي بيرث داي تو يو».. أي والله ولدينا فيديو بذلك. من سرق المفتاح؟ ومن هو المستفيد من جرد صيدلية ومخزن دون حضور الصيدلي المسؤول؟
القرش النمر
صرخ الشاب الروسي بأعلى صوته طالبا المساعدة عندما كان يسبح وحيدا مقابل أحد شواطئ الغردقة على ساحل البحر الأحمر. هذا ما حدث في الثامن من يونيو/حزيران الجاري، وما زال حبيس ذاكرة سناء السعيد في “الوفد”: كان الشاب يستغيث بينما كانت سمكة القرش من نوع «النمر» تلتف حوله ثم تهاجمه بشراسة. انتشر المقطع على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي. مشاهد مخيفة لأنثى سمكة قرش النمر تهاجم الضحية وتنهي حياته في دقيقتين. أما القنصل العام لروسيا في الغردقة فقد صرح قائلا: (إن الضحية من مواليد 99، ولم يكن سائحا، بل كان مقيما دائما في مصر). وعلى الرغم من أن عددا من السفن السياحية كانت تحيط بالشاب الروسي أثناء الهجوم إلا أن أحدا لم يتمكن من التحرك بسرعة لإنقاذه. هجوم مماثل وقع في يوليو/تموز من العام الماضي أدى إلى وفاة سائحتين، وهى الحادثة التي وصفت بـالغريبة والنادرة، لاسيما وأنها وقعت في الشواطئ الضحلة التي يقل عمقها عن مترين. وفي عام 2018 عثر على بقايا جثة سائح على أحد شواطئ مدينة مرسى علم المطلة على البحر الأحمر، وفي عام 2015 قتل سائح بعدما هاجمه قرش خلال رحلة بحرية في مدينة القصير السياحية. ويقول أساتذة البيئة البحرية والجيولوجيا إنه من المعروف أن سمكة قرش النمر لا تحب الوجود في الأماكن الضحلة ولا قرب سطح المياه، بل على عمق يتراوح بين 20 و40 مترا، وهناك أنواع تفضل البقاء على عمق خمسين مترا. الجدير بالذكر أن سمكة قرش النمر هي إحدى الأسماك المقيمة التي تستوطن مناطق البحر الأحمر. أما الذي دعاها إلى الاقتراب من الشواطىء فهو أن بعض السائحين يقومون بإلقاء بعض المأكولات لأسماك القرش بهدف تصويرها، ولهذا تخرج من أماكنها للحصول على الغذاء وهنا يكمن الخطر، لأنهم يغيرون من السلوك الغذائي الخاص بهذه الأسماك. وقد يكون السبب في اقترابها من المكان أن هناك سفنا تلقي في البحر ببعض الحيوانات النافقة من أغنام أو ماشية، فتتبعها سمكة القرش لتأكل منها.
حاولت من قبل
لقد رأى شهود عيان، وفق ما أكدت سناء السعيد، أن السمكة المذكورة اقتربت من الشاطئ قبل يوم من وقوع الحادث. وكان من الواجب إصدار إنذار شديد اللهجة بوجودها، وأن تبادر السلطات بمنع النشاطات البحرية في ذلك المكان، وهو ما لم يحدث للأسف. كما أن هناك تعليمات صادرة عن علماء منها ألا ينزل المصطاف وحده إلى مياه البحر، أو النزول عند ارتفاع الشمس، لتكشف ما تحت المياه. كما أن الفجر والغسق تعتبر أوقات غير مفضلة للنزول إلى البحر، لأنها أوقات دخول سمك القرش إلى الشاطئ. وينصح لمن ينزل المياه بألا يضع روائح على جسده، وعدم التبول في المياه، وعدم النزول حال وجود نزيف مهما كان بسيطا لأن لدى سمكة القرش حاسة شم قوية تمكنها من الإحساس بقطرة دم واحدة في مئة ألف لتر من المياه. وعليه لا بد من أخذ الحذر أثناء وجود المصطاف في الماء والالتزام الصارم بأى حظر للسباحة تفرضه السلطات المحلية. فى حال مهاجمة السمكة للشخص فإن أول ما تفعله هو اختباره بضربة في جسده من مقدمة أنفها. ويشير أحد علماء البحار إلى أنه من الأفضل توجيه لكمة للسمكة في أنفها، وهو المكان الأكثر ضعفا وحساسية لدى سمكة كبيرة بحجم القرش، وذلك لجعلها تعرض عن الشخص أو تمنحه وقتا للهرب. وعلى الرغم من أن علماء البحار يقولون إن وقوع مثل هذه الحوادث يعد نادرا للغاية، إلا أنه يتعين على الإنسان أن يأخذ هذه النصائح على محمل الجد، لأنه سيواجه خطر الموت في دقائق معدودة إذا لم يلتزم بها. ولهذا تظل التوعية هي أفضل ما يمكن فعله لتقليل حوادث هجوم أسماك القرش على الإنسان.
بين الكلام والأغاني
من معارك امس الاقتصادية تلك التي خاضها الدكتور صلاح عبد الله في “الوفد” في إطار مساعيه لتسليط الضوء على أسباب بلوغ الأزمة الاقتصادية ذروتها: «كلام جميل.. وكلام معقول.. ما أقدرش أقول حاجة عنه» تلك كلمات الشاعر الراحل حسين السيد تذكرتها مع تصريح حسام هيبة، رئيس الهيئة العامة للاستثمار. حول كلامه عن استهداف استثمارات أجنبية مباشرة بنحو 12 مليار دولار في السنة المالية الجديدة 2023-2024. الكلام جميل ومافيش أسهل ولا أفضل منه، والرقم المستهدف لرئيس هيئة الاستثمار لم نره أو نسمع عنه سوى مرة واحدة، كان في عام 2008، ومنذ هذا الوقت وبات الرقم حلم «نلهث» خلفه لتحقيقه مرة أخرى. هذا الرقم الذي يستهدفه رئيس هيئة الاستثمار، حينما تحقق قبل ثورة يناير/كانون الثاني، كان النمو الاقتصادي قد وصل تقريبا إلى 7%، وأصبح الآن لتحقيقه في عام 2023 يتطلب أرقاما من 30 إلى 40 مليار دولار، وحتى لا نصدّر الإحباط أو «نسد النفس» نطلب عند تحقيق الرقم المستهدف، ألا يشمل العوائد الناتجة عن الطروحات الحكومية في البورصة، ولا يشمل الاستثمارات البترولية، يعني أن يكون الرقم «صافي مشفى» واستثمارات حقيقية تم ضخها في مصانع وإنتاج، ما يسهم في توفير فرص عمل للشباب. لم يصرح رئيس هيئة الاستثمار عن كيفية استقطاب هذه الاستثمارات، هل رتب وخطط واتفق مع مؤسسات كبرى وكيانات عالمية عملاقة للاستثمار في السوق المحلي؟ أم التعامل بمنطق «أهو كلام في الهوا» «ما حدش ها يحاسب عليه» من نوعية بعض وزراء الاستثمار السابقين وحديثهم عن مستهدفات فشلوا في تحقيق ربعها حتى، وكان كلامهم لا يمت للواقع بشيء عندما أعلن بعضهم أن مستهدفاته من الاستثمارات الأجنبية المباشرة 30 مليار دولار، وكأن هذا الرقم سوف نجده في الطرقات. قدرة رئيس هيئة الاستثمار على استقطاب أرقام كبيرة مستهدفة مثل التي وعد بها، سيكتب له في التاريخ، كونها خطوة أولى أخرجتنا من الأرقام الهزيلة التي لا تزال تطاردنا، ولم تزد على 8 مليارات دولار. في انتظار ماذا سوف يقدم رئيس هيئة الاستثمار حتى نستطيع «رفع القبعة» بسبب ما قدم، واستقطاب أموال أجنبية، بعيدة عن عوائد الطروحات الحكومية… نحن لا نعيد اختراع العجلة من جديد وإنما ببعض الجهد والعزيمة والتخطيط الاحترافى سوف نصل إلى ما نريد.
مجرد محاولة
الخبر الذي أسعد الدكتور أسامة الغزالي حرب في “الأهرام”، لا يلقي عليه الكثيرين اهتماما يذكر: حسنا… تشارك مصر، في المبادرة الافريقية لتسوية الأزمة الأوكرانية.. هذا هو الخبر المهم الذي تصدر الصحف مصحوبا بصورة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس وزراء مصر وهو يصافح مستقبليه في كييف. لقد وصل مدبولي إلى أوكرانيا ومعه سامح شكري وزير الخارجية، نائبين عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، ضمن وفد المبادرة الافريقية الذي ضم، بالإضافة إلى مصر، رؤساء جنوب افريقيا والسنغال وجزر القمر وأوغندا وزامبيا، وممثلا عن جمهورية الكونغو، إننى كباحث مصري، مهتم بالشؤون الدولية، سعيد ومرتاح للغاية لذلك الخبر، لأن الأزمة الأوكرانية تشكل الآن أزمة دولية خطيرة بامتياز، رأت فيها القوى «الغربية» فرصة لاستنزاف خصمها التاريخي روسيا، دون أن تتورط في مواجهة مباشرة معها، ولا شك في أن السبب الأهم «للعملية العسكرية» في أوكرانيا ـ كما سماها بوتين ـ كان سعي رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي إلى الحصول على عضوية حلف الأطلنطي، ضمن ما أعلنه عن «استراتيجية جديدة للأمن القومي الأوكراني». أي أن زيلينسكي يلح على أن يأتي بحلف الأطلنطي إلى حدود روسيا.. فماذا كان يتصور؟ حقا، أن زيلينسكي يتمتع بشعبية جارفة في بلده، ولكننى أعتقد أن الشعبية والمشاعر الوطنية الجارفة لا تكفي فقط لصنع قائد سياسي ماهر..، هناك أيضا «الحكمة» التي تفرضها الظروف العملية. أوكرانيا دولة فتية ومتقدمة ومزدهرة بلا شك، ولكنها مجاورة جغرافيا، ومتداخلة سكانيا، لبلد عملاق، هو أكبر بلدان العالم مساحة، وأغناه موارد، وهو – قبل ذلك وبعده – المنافس القوى للولايات المتحدة عسكريا وفضائيا… فما هي الحكمة في استفزازه باسم المشاعر القومية؟ ولماذا يترك الأمريكيون والأوروبيون يستنزفون الروس حتى آخر جندي أوكراني؟ الوضع إذن يحتم تلك المبادرة الافريقية المهمة، التي تعيد مشاركة مصر فيها دورها المهم الذي سبق أن لعبته ضمن كتلة «عدم الانحياز» والحياد الإيجابي، اللذين لعبت مصر عبدالناصر دورا أساسيا في تشكيلهما في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
في حب باتا
هل تذكرون محلات باتا للأحذية، التي كانت تنتشر في كل أرجاء مصر وكانت تغطي كل احتياجات الأسرة المصرية بأسعارها الرخيصة وكانت كما يشير فاروق جويدة في “الأهرام” تتمتع بسمعة طيبة في الشارع المصري، وكان الأب يأخذ الأبناء في الأعياد ويشتري لهم أحذية جديدة بأسعار رخيصة لا تتجاوز بضعة جنيهات.. ولم تكن المحلات قد عرفت الأحذية الإيطالية المستوردة بأسعارها الفلكية، ولم يعرف المصريون الأحذية المستوردة إلا في سنوات الانفتاح حين فتحت الدولة عمليات الاستيراد في كل شيء، ورغم ذلك بقيت أحذية باتا في كل الأسواق وقد اعتاد الناس عليها بأسعارها الرخيصة وقدرتها على التحمل وتوافرها في الأسواق.. الجديد في قصة باتا أنها دمجت في شركة المحاريث والهندسة، ولا أحد يعرف لماذا دمجت هذه الشركة بعمالها ومصانعها ومحلاتها وهي تملك مئات المحلات والمعارض والمصانع.. آخر أرقام الخسائر في مصانع باتا أنها خمسة ملايين جنيه فقط أي أقل من 200 ألف دولار، رغم أن في مصر محلات كانت تبيع الحذاء المستورد بمئات الدولارات.. لا اعتقد أن دمج محلات باتا سيحل أزمة الدولار، أو أن خسائرها تتطلب ذلك وأن الأفضل أن تبقى لأنها توفر سلعة رخيصة للمواطن البسيط الذي لا يملك القدرة لشراء حذاء مستورد.. هناك بعض السلع التي اعتاد عليها المواطن البسيط وأسرته وكان منها أحذية باتا والأقمشة الرخيصة وأنواع كثيرة من الأطعمة والمعلبات والألبان التي كانت في يوم من الأيام تلبي طلبات الأسرة البسيطة، وكانت باتا من أشهر مصانع الأحذية في مصر وكثيرا ما كانت تصدر للخارج وتنافس بأسعارها الرخيصة السلع المستوردة، رحم الله أيام باتا صديقة البسطاء وأحذية فقراء مصر.. هناك في مصر ما كان يسمى سلع البسطاء، وكانت منها منتجات باتا وكثير من البيوت في مصر اعتادت عليها، ولا شك أن كثيرا من الناس سوف يفتقدون باتا الذكريات والأيام والأسعار الرخيصة.. بعد 90 عاما تغلق محلات باتا أبوابها وتنتهى معها قصة من قصص الصناعة المصرية التي كانت يوما تقدم للمواطن المصري سلعة رخيصة يصعب تعويضها.
جرح سيبقى
كان الرئيس الأمريكي بايدن الذي يراقب أفعاله باهتمام شديد الدكتور عبد المنعم سعيد في “الأهرام” هو الذي خلق سمعة سيئة للحروب طويلة الزمن، بإعلانه أنه لن يقبل للولايات المتحدة أن تستمر في حروب تبقى إلى الأبد. أصبح تعبير Forever Wars ذائعا، ووقتها كان المقصود الحرب الأمريكية في أفغانستان؛ وبقايا حروب في العراق وسوريا. انسحبت أمريكا منها جميعا تقريبا؛ ولكن ذلك لم يمنع أن العالم بات يشهد حروبا أبدية جديدة، واحدة منها في أوروبا كان الظن أنها لن تحدث أبدا، وعندما حدثت ساد الظن أنها ستستغرق أسابيع، ولكنها عبرت العام، ولا يوجد بصيص ضوء أنها ستنتهي في نهاية العام الثاني. وعندما نشب الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بدا أنه يكفي الحصول على وعد لوقف إطلاق النار بعدها يعود كل طرف إلى قواعده، أو ثكناته، ولكن بعد شهور وحزمة كبيرة من الاتفاقيات، فإن إطلاق النار مستمر. الحرب ـ كما هي العادة ـ تغذي نفسها، لأن فيها قتلى يستحقون الانتقام لقتلهم، وهناك جرحى يذكرون دائما بظلم الطرف الآخر، وهناك دائما تدمير ونزوح ولجوء، وفي كل حالة تتعمق ذكريات تغذي الحرب والقتال. الحروب الأبدية لها جذور في التاريخ، والعلاقة بين روسيا وأوكرانيا مزجت تاريخيا ما بين الاندماج والانفصال، وسبقت الحرب الحالية حروب في القرم وأثناء الحربين العالميتين. كان الخروج الأوكراني من الاتحاد السوفييتي ثقيلا على موسكو، وجرحا لم يندمل، ولا يظن أن الحرب الحالية ستغلق نزيفه. عديد من المراقبين يرون أن الحرب في السودان تعود إلى ما قبل الاستقلال عام 1956، وما بعدها كان حلقات من الحروب الأهلية تقطعها نوبات من السلم والانتخابات، وبعدها يعود الأمر إلى أصوله الأولى من النزاع. في السابق لم يؤد انفصال الجنوب إلى وضع نهاية للحرب، فقد نشبت حروب داخل الجنوب دخلت درجة من السكينة مؤخرا، ولكن الحرب الحالية لا تحدث في الشمال فقط، وإنما في مدينة واحدة منه الخرطوم. الحروب الأبدية لها أشكال كثيرة.
وداعا حمدي
رحل فجأة الروائي حمدي أبو جُليِّل الذي يُعد من أبرز وأهم كُتَّاب الرواية في جيل التسعينيات. وقد رحل صغيرا جدا، كما أخبرنا يوسف القعيد في “الأخبار”: كان في السابعة والخمسين من العُمر. وهو ابن مدينة الفيوم. جاء للدنيا فيها سنة 1967، له جذور بدوية. وإن كانت لم تُمثِّل أي وجود بجوار مصريته الصميمة. ورصده لحياة الناس العادية ولغتهم التي يتكلمون بها. ومثل كل الموهوبين من أبناء هذا الوطن الجميل نادته القاهرة بأصواتها الغامضة التي لا يملك المصري إزاءها سوى الاستجابة فهاجر إليها. وعمل في الهيئة العامة لقصور الثقافة. وتولى رئاسة تحرير مجلة “الثقافة الجديدة” صورة الثقافة المصرية في كل ربوع بر مصر. كما عمل أيضا مديرا لتحرير سلسلة “أصوات أدبية: لفترة من الوقت. عندما كنتُ أتكلم معه، أشعر بأنه آتٍ من عالم آخر. أَحبَهُ وأَخْلَصَ له. وتصرَّف في الدنيا كأنه جزءٌ منه. وعندما حصل على جائزة نجيب محفوظ في الرواية من الجامعة الأمريكية في القاهرة عام 2008 فرحنا جميعا. وقلنا إن الجائزة ذهبت لمن يستحقها. فقد ظهرت في رواياته ملامح الحياة المصرية التي لا يُجيد التعبير عنها إلا من عاشها. وله مجموعة قصصية هي: “أسرار النمل” ومجموعة أخرى عنوانها “أشياء مطوية بعناية فائقة”. وله في الإبداع الروائي: “لصوص متقاعدون” و”قيام وانهيار الصاد شين”. أما آخر رواياته فكانت: “يد الحجرية”، التي صدرت عن هيئة الكتاب. وكان له اهتمام بالآثار المصرية فأصدر كتابا مهما لا بد أن يكون جزءا من مكتبتك هو: “القاهرة جوامع وحكايات”. رحم الله من تركونا حتى من لم أعرفهم شخصيا مثل ماجدة صالح، والإعلامية الكبيرة فايزة واصف التي قدمت برنامج: حياتي، على شاشة التلفزيون المصري لمدة 53 عاما. وكان هذا يحدث لأول مرة. ولن أقول الأخيرة.