العشرية‭ ‬السوداء‭ ‬للقلعة‭ ‬البيضاء‭ ‬شبيهة‭ ‬بمحنة‭ ‬مصر‭ ‬الاقتصادية‭… ‬ورفع‭ ‬رسم‭ ‬دخول‭ ‬البلاد‭ ‬لسبعمئة‭ ‬دولار

حسام‭ ‬عبد‭ ‬البصير
حجم الخط
0

القاهرة‭ ‬ـ‭ ‬‮«‬القدس‭ ‬العربي‮»‬‭‬‭:‬ الخبر‭ ‬الذي‭ ‬اهتم‭ ‬به‭ ‬الملايين،‭ ‬خاصة‭ ‬الذين‭ ‬يقصدون‭ ‬مصر‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬الإقامة،‭ ‬خاصة‭ ‬الذين‭ ‬تشهد‭ ‬بلدانهم‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار،‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬قرار‭ ‬الحكومة‭ ‬رفع‭ ‬رسم‭ ‬تأشيرة‭ ‬دخول‭ ‬البلاد‭ ‬لغير‭ ‬المصريين‭ ‬لسبعمئة‭ ‬دولار‭.. ‬جاءت‭ ‬رسائل‭ ‬نهاية‭ ‬الاسبوع‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬ليومي‭ ‬السبت‭ ‬والأحد‭ ‬17‭ ‬و18‭ ‬يونيو‭/‬حزيران‭ ‬أكثر‭ ‬ارباكا‭ ‬للسلطة‭ ‬ورموزها‭.. ‬البداية‭ ‬كانت‭ ‬عبر‭ ‬اتهام‭ ‬وجّه‭ ‬لرئيس‭ ‬القلعة‭ ‬البيضاء‭ ‬المستشار‭ ‬مرتضى‭ ‬منصور‭ ‬بأن‭ ‬عهده‭ ‬يستحق‭ ‬لقب‭ “‬العشرية‭ ‬السوداء‭” ‬إذ‭ ‬مني‭ ‬نادي‭ ‬الزمالك‭ ‬بالمزيد‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬بادر‭ ‬الكثيرون‭ ‬من‭ ‬المهتمين‭ ‬بالسياسة‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬مقارنة‭ ‬بين‭ ‬المصير‭ ‬الذي‭ ‬انتهت‭ ‬عنده‭ ‬القلعة‭ ‬البيضاء‭ ‬والمآل‭ ‬الذي‭ ‬الذي‭ ‬باتت‭ ‬تواجهه‭ ‬مصر‭ ‬خلال‭ ‬المدة‭ ‬الزمنية‭ ‬نفسها،‭ ‬للتأكيد‭ ‬على‭ ‬انها‭ ‬شهدت‭ ‬نكبات‭ ‬اقتصادية‭ ‬مؤلمة،‭ ‬وتسببت‭ ‬المقارنة‭ ‬في‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الحرج‭ ‬لدوائر‭ ‬السلطة‭..‬
البداية‭ ‬كانت‭ ‬مع‭ ‬تصريحات‭ ‬رفض‭ ‬خلالها‭ ‬أحمد‭ ‬مرتضى‭ ‬منصور‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬نادي‭ ‬الزمالك‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬تولى‭ ‬فيها‭ ‬والده‭ ‬رئاسة‭ ‬النادي،‭ “‬عشرية‭ ‬سوداء‭”‬،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬خسارة‭ ‬فريق‭ ‬الكرة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البطولات‭. ‬وأضاف‭ ‬أحمد‭ ‬مرتضى‭ ‬لقناة‭ ‬النادي‭: ‬مرتضى‭ ‬منصور‭ ‬تولى‭ ‬رئاسة‭ ‬الزمالك‭ ‬في‭ ‬1992‭ ‬فقط،‭ ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬حقق‭ ‬الفريق‭ ‬8‭ ‬بطولات‭ ‬دوري،‭ ‬وما‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬6‭ ‬بطولات‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬النادي‭”. ‬وتابع‭: “‬البعض‭ ‬يقول‭ ‬عشرية‭ ‬سوداء‭.. ‬عشرية‭ ‬سوداء‭ ‬إيه‭ ‬يا‭ ‬بني‭ ‬دحنا‭ ‬زهقنا‭ ‬بطولات‭”. ‬واستعرض‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬الأرقام‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬فريق‭ ‬الكرة‭ ‬كمثال‭ ‬للنجاح‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬مرتضى‭ ‬منصور‭.‬‭ ‬ومن‭ ‬خسائر‭ ‬نجوم‭ ‬السياسة‭ ‬والكرة‭ ‬لمخاوف‭ ‬من‭ ‬انحسار‭ ‬النجومية‭ ‬عن‭ ‬زعيم‭ ‬الغناء‭ ‬الملقب‭ ‬بـ‭”‬الكينغ‭” ‬محمد‭ ‬منير‭ ‬الذي‭ ‬أشفق‭ ‬عليه‭ ‬الكثيرون‭ ‬من‭ ‬عشاقه‭ ‬بسبب‭ ‬ظهوره‭ ‬الأخير،‭ ‬حيث‭ ‬بدا‭ ‬أكثر‭ ‬وهنا‭ ‬وأدركه‭ ‬الهرم‭ ‬للدرجة‭ ‬التي‭ ‬دفعته‭ ‬للغناء‭ ‬جالسا‭ ‬أكثر‭ ‬زمن‭ ‬الحفل،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬البعض‭ ‬لتقديم‭ ‬النصح‭ ‬له‭ ‬بالاعتزال،‭ ‬وبدوره‭ ‬اعتذر‭ ‬الكاتب‭ ‬عبدالرحيم‭ ‬كمال،‭ ‬لجمهور‭ ‬منير،‭ ‬عن‭ ‬منشور‭ ‬كتبه‭ ‬أثناء‭ ‬بث‭ ‬فعاليات‭ ‬حفله‭ ‬على‭ ‬قناة‭ “‬mbc‭ ‬مصر‭”. ‬وكان‭ ‬قد‭ ‬كتب،‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يتمتع‭ ‬الإنسان‭ ‬بالذكاء‭ ‬الكافي؛‭ ‬ليعرف‭ ‬متى‭ ‬يبتعد‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬لياقته،‭ ‬ليحتفظ‭ ‬بصورته‭ ‬في‭ ‬ذهن‭ ‬جمهوره‭ ‬كما‭ ‬عرفوه‭ ‬دائما‭. ‬
ومن‭ ‬أخبار‭ ‬مؤسسة‭ ‬الرئاسة‭: ‬ثمّن‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي،‭ ‬الشراكة‭ ‬المثمرة‭ ‬والتعاون‭ ‬البناء‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬المصرية‭ ‬ومؤسسة‭ ‬التمويل‭ ‬الدولية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬والطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬والصناعات‭ ‬التحويلية،‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬مؤكدا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬حرص‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الهيكلية،‭ ‬بما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬وتوفير‭ ‬مناخ‭ ‬إيجابي‭ ‬للمستثمرين‭ ‬وأسواق‭ ‬المال‭ ‬العالمية‭ ‬كافة‭.. ‬ومن‭ ‬أخبار‭ ‬الحكومة‭: ‬أعلن‭ ‬اللواء‭ ‬هشام‭ ‬آمنة‭ ‬وزير‭ ‬التنمية‭ ‬المحلية،‭ ‬انتهاء‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬الموجة‭ ‬الـ21‭ ‬لإزالة‭ ‬التعديات‭ ‬على‭ ‬أملاك‭ ‬الدولة‭ ‬والأراضي‭ ‬الزراعية،‭ ‬حيث‭ ‬نجحت‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬استرداد‭ ‬1‭.‬2‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬مربع‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬محافظات‭ ‬الجمهورية‭. ‬ومن‭ ‬المعارك‭ ‬الرياضية‭: ‬تقرر‭ ‬إيقاف‭ ‬برنامج‭ ‬اللعيب،‭ ‬المذاع‭ ‬عبر‭ ‬قناة‭ “‬إم‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬مصر‭” ‬وتحويل‭ ‬المذيع‭ ‬مهيب‭ ‬عبدالهادي‭ ‬وفريق‭ ‬العمل‭ ‬للتحقيق،‭ ‬بعد‭ ‬واقعة‭ ‬اللاعب‭ ‬المصري‭ ‬البورسعيدي‭ ‬إلياس‭ ‬الجلاصي‭. ‬وشهدت‭ ‬الساعات‭ ‬الأخيرة‭ ‬جدلا‭ ‬وغضبا‭ ‬بين‭ ‬رواد‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬نظرا‭ ‬لما‭ ‬فعله‭ ‬مهيب‭ ‬وضيوفه‭ ‬رضا‭ ‬عبدالعال‭ ‬وسمير‭ ‬كمونة‭ ‬مع‭ ‬التونسي‭ ‬إلياس‭ ‬الجلاصي‭ ‬لاعب‭ ‬المصري‭ ‬البورسعيدي،‭ ‬بعد‭ ‬محاولة‭ ‬استدراجه‭ ‬للإدلاء‭ ‬بتصريحات،‭ ‬وإقناعه‭ ‬بأنهم‭ ‬في‭ ‬فاصل‭ ‬إعلاني‭. ‬فيما‭ ‬أصدر‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬النادي‭ ‬المصري‭ ‬البورسعيدي،‭ ‬بيانا‭ ‬رسميا‭ ‬ينتقد‭ ‬فيه‭ ‬قناة‭ “‬إم‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬مصر‭” ‬والإعلامي‭ ‬مهيب‭ ‬عبد‭ ‬الهادي‭ ‬في‭ ‬برنامجه‭ “‬اللعيب‭”.. ‬
أساتذة‭ ‬الصمود

يحيا‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ولا‭ ‬يموت،‭ ‬راجع‭ ‬إحصاءات‭ ‬‮«‬نادي‭ ‬الأسير‭ ‬الفلسطيني‮»‬‭ ‬لتقف‭ ‬على‭ ‬سر‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الذي‭ ‬تسري‭ ‬في‭ ‬روحه‭ ‬هذه‭ ‬المقولة‭ ‬الدرويشية،‭ ‬سر‭ ‬الشعب‭ ‬الأَبِيّ‭ ‬الصامد‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬احتلال‭ ‬لا‭ ‬يرعوى‭ ‬لمواثيق‭ ‬أخلاقية‭. ‬تابع‭ ‬حمدي‭ ‬رزق‭ ‬في‭ “‬المصري‭ ‬اليوم‭”: ‬سلطات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الغاصب‭ ‬تعتقل‭ (‬5000‭ ‬فلسطيني‭) ‬في‭ (‬23‭ ‬سجنا‭ ‬ومركز‭ ‬توقيف‭ ‬وتحقيق‭)‬،‭ ‬منهم‭ (‬31‭ ‬أسيرة‭) ‬يقبعن‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬‮«‬الدامون‮»‬‭ ‬و‭(‬160‭ ‬طفلا‭ ‬وقاصرا‭) ‬موزعون‭ ‬على‭ ‬سجون‭ (‬عوفر،‭ ‬ومجدو،‭ ‬والدامون‭). ‬يفطر‭ ‬قلبك‭ ‬أطفال‭ ‬قصر‭ ‬ونساء‭ ‬يقبعون‭ ‬في‭ ‬زنازين‭ ‬الاحتلال،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬جهنم‭ ‬الحمراء،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الأسرى‭ ‬القدامى‭ (‬المُسِنّين‭) ‬المعتقلين‭ ‬قبل‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬أوسلو،‭ (‬تم‭ ‬توقيعها‭ ‬في‭ ‬13‭ ‬سبتمبر‭/‬أيلول‭ ‬1993‭)‬،‭ ‬وعددهم‭ (‬23‭) ‬أسيرا،‭ ‬أقدمهم‭ ‬الأسير‭ ‬محمد‭ ‬الطوس،‭ ‬المعتقل‭ ‬منذ‭ ‬1985‭ ‬تقريبا،‭ ‬الطوس‭ ‬معتقل‭ ‬منذ‭ ‬نصف‭ ‬القرن‭ ‬والاحتلال‭ ‬لا‭ ‬يمل‭ ‬التنكيل‭ ‬والتعذيب‭. ‬صمود‭ ‬الطوس‭ ‬آية‭ ‬من‭ ‬آيات‭ ‬المقاومة‭ ‬الباسلة،‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬يضرب‭ ‬الأمثال‭ ‬جميعا،‭ ‬يقدم‭ ‬تضحيات‭ ‬الشهداء‭ ‬عن‭ ‬طيب‭ ‬خاطر،‭ ‬يزفهم‭ ‬إلى‭ ‬الجنان،‭ ‬تروي‭ ‬دماؤهم‭ ‬الزكية‭ ‬شجر‭ ‬الزيتون‭. ‬شهداء‭ ‬أحياء‭ ‬في‭ ‬الساحات،‭ ‬وشهداء‭ ‬أحياء‭ ‬خلف‭ ‬القضبان،‭ ‬عدد‭ ‬شهداء‭ ‬الحركة‭ ‬الأسيرة‭ (‬في‭ ‬السجون‭) ‬بلغ‭ (‬237‭) ‬شهيدا،‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1967،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬مئات‭ ‬من‭ ‬الأسرى‭ ‬استُشهدوا‭ ‬بعد‭ ‬تحررهم‭ ‬متأثرين‭ ‬بأمراض‭ ‬ورثوها‭ ‬عن‭ ‬السجون‭. ‬ثبت‭ ‬بشهداء‭ ‬الحركة‭ ‬الأسيرة،‭ ‬الشهداء‭ ‬المحتجزة‭ ‬جثامينهم‭ (‬12‭) ‬أسيرا‭ ‬شهداء‭. ‬زبانية‭ ‬الاحتلال‭ ‬يحتفظون‭ ‬بالجثامين‭ ‬خشية‭ ‬قيامتها‭ ‬في‭ ‬وجوههم،‭ ‬جثامين‭ ‬الشهداء‭ ‬فيها‭ ‬روح‭ ‬المقاومة،‭ ‬تحلق‭ ‬فوق‭ ‬الرؤوس‭ ‬في‭ ‬غلالة‭ ‬من‭ ‬نور‭.. ‬طوبى‭ ‬للشهداء‭.‬

دمها‭ ‬عطر

معاناة‭ ‬أسرى‭ ‬السجون‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬يتحدث‭ ‬عنها‭ ‬‮«‬نادي‭ ‬الأسير‮»‬،‭ ‬الأسرى‭ ‬المرضى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ (‬700‭) ‬أسير‭ ‬يعانون،‭ ‬كما‭ ‬أوضح‭ ‬حمدي‭ ‬رزق‭ ‬أمراضا‭ ‬بدرجات‭ ‬مختلفة،‭ ‬وهم‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬متابعة‭ ‬ورعاية‭ ‬صحية،‭ ‬منهم‭ (‬24‭) ‬أسيرا‭ ‬ومعتقلا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬مصابون‭ ‬بالسرطان،‭ ‬وبأورام‭ ‬بدرجات‭ ‬متفاوتة‭. ‬تعجب‭ ‬أنهم‭ ‬يقاومون‭ ‬سرطان‭ ‬الاحتلال‭ ‬بنفوس‭ ‬أَبِيّة،‭ ‬وروح‭ ‬مقاومة‭ ‬عالية،‭ ‬وقْع‭ ‬السرطان‭ ‬الخبيث‭ ‬أخف‭ ‬وطأة‭ ‬من‭ ‬وقع‭ ‬سرطان‭ ‬الاحتلال،‭ ‬كلاهما‭ ‬مرض‭ ‬مستعصٍ،‭ ‬وقانا‭ ‬الله‭ ‬شر‭ ‬الخبائث‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬يلفتك‭ ‬في‭ ‬الإحصاء‭ ‬الصادر‭ ‬حديثا‭ ‬عذابات‭ ‬المرأة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬سجون‭ ‬الاحتلال،‭ ‬هناك‭ (‬31‭ ‬فلسطينية‭ ‬من‭ ‬العظيمات‭) ‬خلف‭ ‬القضبان،‭ ‬يصدق‭ ‬فيهن‭ ‬القول‭ ‬المأثور‭: ‬‮«‬يا‭ ‬غصنا‭ ‬استعصى‭ ‬كسره‭ ‬على‭ ‬أقوى‭ ‬الرجال،‭ ‬وأصبحتَ‭ ‬شجرة‭ ‬ثابتة‭ ‬فوق‭ ‬الرمال‮»‬‭. ‬ثبات‭ ‬المرأة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ورسوخها‭ ‬في‭ ‬أرضها‭ ‬معجزة‭ ‬تتحدث‭ ‬عنها‭ ‬وتغار‭ ‬منها‭ ‬أشجار‭ ‬الزيتون‭. ‬دمها‭ ‬عطر،‭ ‬وريحها‭ ‬أريج‭ ‬المقاومين،‭ ‬شجرة‭ ‬عتيقة،‭ ‬قوية‭ ‬عفِيّة،‭ ‬تعجب‭ ‬من‭ ‬صمودها‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الاحتلال،‭ ‬مثل‭ ‬شجرة‭ ‬طيبة‭ ‬أصلها‭ ‬ثابت‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬وفرعها‭ ‬في‭ ‬السماء‭ ‬تظلل‭ ‬المقاومين‭. ‬المرأة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬نموذج‭ ‬ومثال،‭ ‬صابرة‭ ‬محتسبة،‭ ‬تحمل‭ ‬وتنجب‭ ‬وترضع‭ ‬المقاومين،‭ ‬وتُستشهد‭ ‬بجوار‭ ‬المقاومين،‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الصف،‭ ‬وتتلقى‭ ‬الصدمات،‭ ‬وتسبل‭ ‬أعين‭ ‬أطفالها،‭ ‬وتودع‭ ‬رجالها‭ ‬بزغرودة‭ ‬انتصار‭ ‬يلوح،‭ ‬وتعود‭ ‬إلى‭ ‬فرشتها‭ ‬تشحن‭ ‬عزيمتها‭ ‬وتحشد‭ ‬المقاومين‭ ‬ليوم‭ ‬الحرية‭. ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬بهذه‭ ‬التضحيات‭ ‬عصِيّ‭ ‬على‭ ‬الاحتواء،‭ ‬لا‭ ‬يُقهر،‭ ‬لا‭ ‬يُهزم،‭ ‬أرقامه‭ ‬المسجلة‭ ‬إحصائيا‭ ‬ترهب‭ ‬الاحتلال،‭ ‬كلما‭ ‬سفكوا‭ ‬دما،‭ ‬نبتت‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة‭ ‬أشجار‭ ‬المقاومة‭. ‬أرض‭ ‬فلسطين‭ ‬خصبة،‭ ‬ينبت‭ ‬فيها‭ ‬المقاومون‭ ‬ليلا‭ ‬ليُستشهدوا‭ ‬صباحا‭.. ‬طوبى‭ ‬للشهداء‭ ‬والمعتقلين‭ ‬شيوخا‭ ‬وشبابا‭ ‬ونساء‭ ‬وأطفالا‭.. ‬دمتم‭ ‬مقاومين‭.‬

بين‭ ‬الشهيد‭ ‬واللاعب

أنت‭ “‬بتحب‭” ‬محمد‭ ‬صلاح؟‭ ‬تقصد‭ ‬محمد‭ ‬صلاح‭ ‬اللاعب،‭ ‬و‭”‬اللا‭” ‬محمد‭ ‬صلاح‭ ‬البطل؟‭ ‬يجيب‭ ‬عزت‭ ‬سلامة‭ ‬العاصي‭ ‬في‭ “‬المشهد‭”: ‬هكذا‭ ‬أصبح‭ ‬محور‭ ‬الحديث‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الآونة‭.. ‬ما‭ ‬بين‭ ‬التباهي‭ ‬بفخر‭ ‬العرب‭ ‬وعاشقي‭ ‬الساحرة‭ ‬المستديرة،‭ ‬جناح‭ ‬ليفربول‭ ‬الإنكليزي‭ ‬ولاعب‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬محمد‭ ‬صلاح،‭ ‬الذي‭ ‬تلألأ‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬أوروبا،‭ ‬والاحتفاء‭ ‬بمحمد‭ ‬صلاح،‭ ‬البطل‭ ‬الذي‭ ‬استُشهد‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اصطادت‭ ‬دانته‭ ‬ذات‭ ‬المواصفات‭ ‬المحدودة‭ ‬ثلاثة‭ ‬رؤوس‭ ‬ممن‭ ‬ينتمون‭ ‬لبني‭ ‬صهيون‭ ‬ذوي‭ ‬العَتاد‭ ‬والعُدة،‭ ‬والذين‭ ‬لا‭ ‬يكاد‭ ‬يمر‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭ ‬ويستبيحون‭- ‬بميليشيا‭ ‬إسرائيلية‭ ‬مستوطنة‭ – ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬أراضي‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬وما‭ ‬يرتكبونه‭ ‬من‭ ‬تدمير‭ ‬عشرات‭ ‬المنازل‭ ‬وتهجير‭ ‬مئات‭ ‬المواطنين‭ ‬وانتهاك‭ ‬لساحات‭ ‬الأقصى‭ ‬واعتقال‭ ‬الشباب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬مشاهدَ‭ ‬يوميةٍ‭ ‬لجرائم‭ ‬حرب‭ ‬مروعة‭ ‬تحت‭ ‬أعين‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مساءلة‭ ‬أو‭ ‬انتقاد‭ ‬أو‭ ‬عقاب‭. ‬ولعل‭ ‬اندهاش‭ ‬الإعلام‭ ‬العبري‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬ثغرات‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬محمد‭ ‬صلاح،‭ ‬المجند‭ ‬الذي‭ ‬كل‭ ‬عتاده‭ ‬سلاح‭ ‬روسي‭ ‬قديم‭ ‬كيف‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يقتل‭ ‬مجندا‭ ‬ومجندة‭ ‬من‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال،‭ ‬ثم‭ ‬يعبر‭ ‬الحدود‭ ‬وينتظر‭ ‬لساعات،‭ ‬ليشتبك‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬مع‭ ‬جنود‭ ‬آخرين،‭ ‬فيقضي‭ ‬على‭ ‬أحدهم‭ ‬ويصيب‭ ‬غيره،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يرتقي‭ ‬شهيدا،‭ ‬لهو‭ ‬أمر‭ ‬بدهي،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬سلاحا‭ ‬متهالكا‭ ‬واحدا‭ ‬هزم‭ ‬منظومة‭ ‬عسكرية‭ ‬كبيرة‭ ‬ترعاها‭ ‬دول‭ ‬غنية،‭ ‬لينسف‭ ‬وهم‭ ‬التطبيع‭ ‬مع‭ ‬المحتل‭ ‬والاستسلام‭ ‬لهذا‭ ‬الكيان‭ ‬الغاصب،‭ ‬وأن‭ ‬الحق‭ ‬سيعود،‭ ‬حتما،‭ ‬يوما‭ ‬ما‭ ‬لذويه‭..‬أما‭ ‬وأنْ‭ ‬يظهر‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬يسمون‭ ‬أنفسهم‭ ‬عقلانيين‭ ‬يدينون‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬الجندي‭ ‬المصري‭ ‬البطل،‭ ‬لمخالفته‭ ‬قواعد‭ ‬الانضباط،‭ ‬فهم‭ ‬لم‭ ‬يكلفوا‭ ‬عقولهم‭ ‬عناء‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يرتكبه‭ ‬جنود‭ ‬الاحتلال‭ ‬يوميا‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬وانتهاك‭ ‬واستيطان‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬دون‭ ‬لوم‭ ‬أو‭ ‬شجب‭ ‬أو‭ ‬استنكار‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المسمى‭ ‬عقلانيا‭ ‬تجاه‭ ‬هؤلاء‭ ‬الصهاينة،‭ ‬وكأنهم‭ ‬يُعملون‭ ‬عقولهم‭ ‬لصالح‭ ‬طرف‭ ‬واحد‭ ‬فقط،‭ ‬ويرون‭ ‬بعين‭ ‬واحدة‭. ‬وعود‭ ‬على‭ ‬بدء،‭ ‬نشوة‭ ‬الاحتفاء‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬العربية‭ ‬بمحمد‭ ‬صلاح‭ ‬الجندي،‭ ‬غير‭ ‬أنها‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬جل‭ ‬محاولات‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬تطبيع‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬أفراد‭ ‬أو‭ ‬مؤسسات‭ ‬بعينها‭ ‬لن‭ ‬ترقى‭ ‬لكونها‭ ‬تطبيعا‭ ‬مع‭ ‬شعوب،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬ستظل‭ ‬حبرا‭ ‬على‭ ‬ورق،‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬يواصل‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬سياسته‭ ‬الغاصبة‭ ‬ومعاداته‭ ‬السامية،‭ ‬فإنها‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬حققه‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬صلاح‭ ‬اللاعب‭ ‬الذي‭ ‬احتل‭ ‬قلوبا‭ ‬قبل‭ ‬العقول،‭ ‬برهان‭ ‬ساطع‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المصري‭ ‬يستطيع‭ ‬بلوغ‭ ‬قمة‭ ‬القمة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أراد‭. ‬

لحين‭ ‬ميسرة

كان‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬معيط‭ ‬وزير‭ ‬المالية،‭ ‬قد‭ ‬وعد‭ ‬بتقديم‭ ‬ميزانية‭ ‬موحدة‭ ‬هذه‭ ‬السنة،‭ ‬وكان‭ ‬الهدف‭ ‬أن‭ ‬تضم‭ ‬الميزانية‭ ‬التي‭ ‬وعد‭ ‬بها‭ ‬الوزير‭ ‬أموال‭ ‬الصناديق‭ ‬الخاصة‭ ‬وغيرها‭.. ‬وعندها‭ ‬كما‭ ‬أوضح‭ ‬سليمان‭ ‬جودة‭ ‬في‭ “‬المصري‭ ‬اليوم‭” ‬سيكون‭ ‬صرف‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ميزانية‭ ‬موحدة‭ ‬للدولة،‭ ‬ولكن‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يتيسر‭ ‬له‭ ‬هذه‭ ‬المرة،‭ ‬ويبقى‭ ‬أن‭ ‬يتيسر‭ ‬الأمر‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬المرة‭ ‬المقبلة،‭ ‬وأن‭ ‬نعمل‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬الإدراك‭ ‬لأهميته‭. ‬وإلى‭ ‬أن‭ ‬يتيسر‭ ‬ذلك‭ ‬سنكون‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬جهة‭ ‬موحدة،‭ ‬ولكن‭ ‬للأرض‭ ‬في‭ ‬البلد،‭ ‬لأن‭ ‬الأرض‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬موزعة‭ ‬بين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬‮«‬دماؤها‭ ‬متفرقة‭ ‬بين‭ ‬القبائل‮»‬،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬وصف‭ ‬هذا‭ ‬التعبير‭ ‬القديم،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬كل‭ ‬مستثمر‭ ‬يدور‭ ‬بين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬إذا‭ ‬أراد‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬من‭ ‬الأرض‭. ‬أعرف‭ ‬كيف‭ ‬يغيب‭ ‬عمّن‭ ‬يعنيه‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬مزايا‭ ‬وجود‭ ‬الأرض‭ ‬لدى‭ ‬جهة‭ ‬واحدة،‭ ‬فتكون‭ ‬هي‭ ‬المعنية‭ ‬والمسؤولة‭ ‬ولا‭ ‬تزاحمها‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭. ‬كيف‭ ‬يغيب‭ ‬عمّن‭ ‬يعنيه‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬جهة‭ ‬موحدة‭ ‬للأرض‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬بنك‭ ‬للأرض‭ ‬مثلا‭ ‬سوف‭ ‬يجعل‭ ‬سعر‭ ‬الأرض‭ ‬يتحدد‭ ‬حسب‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬استخدامها،‭ ‬وسوف‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬أساسا‭ ‬للتقييم‭ ‬العادل‭ ‬للأرض،‭ ‬وسوف‭ ‬يجعل‭ ‬الأمور‭ ‬واضحة‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬المستثمرين،‭ ‬سواء‭ ‬كانوا‭ ‬مستثمرين‭ ‬وطنيين‭ ‬أو‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬الأجانب؟‭ ‬إن‭ ‬وجود‭ ‬جهة‭ ‬موحدة‭ ‬للأرض‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬في‭ ‬أهميته‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬ميزانية‭ ‬موحدة‭.. ‬ففى‭ ‬حالة‭ ‬بنك‭ ‬الأرض‭ ‬سوف‭ ‬تنضبط‭ ‬عملية‭ ‬منح‭ ‬الأرض‭ ‬لمَن‭ ‬يريدها،‭ ‬وستكون‭ ‬القواعد‭ ‬معلنة،‭ ‬وستكون‭ ‬المعايير‭ ‬معروفة‭ ‬للجميع،‭ ‬وسيكون‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬صالح‭ ‬الدولة‭ ‬واقتصادها‭ ‬بالتأكيد‭.. ‬وكما‭ ‬تضبط‭ ‬الميزانية‭ ‬الموحدة‭ ‬عملية‭ ‬الإنفاق‭ ‬العام،‭ ‬سيضبط‭ ‬بنك‭ ‬الأرض‭ ‬عملية‭ ‬الإنفاق‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬باعتبارها‭ ‬ثروة‭ ‬في‭ ‬النهاية‭. ‬إذا‭ ‬أراد‭ ‬مستثمر‭ ‬بناء‭ ‬مصنع‭ ‬مثلا،‭ ‬فسيختلف‭ ‬سعر‭ ‬أرضه‭ ‬عن‭ ‬سعر‭ ‬أرض‭ ‬تُقام‭ ‬عليها‭ ‬مدرسة‭ ‬خاصة‭ ‬هادفة‭ ‬للربح،‭ ‬وسيكون‭ ‬صاحب‭ ‬المصنع‭ ‬أحق‭ ‬بالتسهيلات‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬المدرسة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع،‭ ‬وستكون‭ ‬التسهيلات‭ ‬مضاعفة‭ ‬كلما‭ ‬ذهب‭ ‬المستثمر‭ ‬إلى‭ ‬الصعيد‭ ‬أو‭ ‬الدلتا،‭ ‬وسيقصد‭ ‬أي‭ ‬مستثمر‭ ‬بنك‭ ‬الأرض‭ ‬وهو‭ ‬مغمض‭ ‬العينين،‭ ‬لأنه‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬مسبق‭ ‬بالمعايير‭ ‬والقواعد‭ ‬الموضوعة‭ ‬سلفا‭ ‬والمعلنة‭ ‬على‭ ‬الكل‭.‬

تورتة‭ ‬للحرامي

واقعة‭ ‬فساد‭ ‬علم‭ ‬بتفاصيلها‭ ‬عصام‭ ‬كامل‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ “‬فيتو‭”: ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الذين‭ ‬قرروا‭ ‬دخول‭ ‬صيدلية‭ ‬مستشفى‭ ‬رابعة،‭ ‬لم‭ ‬يدركوا‭ ‬أن‭ ‬الكاميرات‭ ‬تسجل‭ ‬بدقة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬داخلها،‭ ‬على‭ “‬الكونتر‭” ‬يقف‭ ‬الصيدلي‭ ‬محمود‭ ‬مصطفى‭ ‬منشغلا‭ ‬بأداء‭ ‬عمله،‭ ‬بينما‭ ‬تظهر‭ ‬الكاميرات‭ ‬دخول‭ ‬الشابين‭ ‬إلى‭ ‬ممر‭ ‬داخلى‭ ‬فيها،‭ ‬وفي‭ ‬لحظة‭ ‬يخرجان،‭ ‬أحدهما‭ ‬في‭ ‬المقدمة‭ ‬والآخر‭ ‬يحاول‭ ‬إخفاء‭ ‬شنطة‭ ‬تخص‭ ‬الصيدلي‭. ‬بعد‭ ‬وقت‭ ‬غير‭ ‬قصير‭ ‬يكتشف‭ ‬الصيدلي‭ ‬واقعة‭ ‬اختفاء‭ ‬حقيبته،‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬الكاميرات‭ ‬فينسخ‭ ‬لقطة‭ ‬الواقعة‭ ‬ويخرج‭ ‬إلى‭ ‬قسم‭ ‬مدينة‭ ‬نصر‭ ‬ليحرر‭ ‬محضرا‭ ‬بالواقعة‭.. ‬يسأله‭ ‬ضابط‭ ‬القسم‭ ‬عن‭ ‬محتويات‭ ‬الحقيبة؟‭ ‬يجيب‭ ‬الرجل‭ ‬بهدوء‭: ‬بعض‭ ‬الأوراق‭ ‬وميدالية‭ ‬بها‭ ‬مفاتيح‭ ‬مخزن‭ ‬الأدوية‭.‬يحاول‭ ‬الصيدلى‭ ‬دخول‭ ‬الصيدلية‭ ‬التي‭ ‬تعاقد‭ ‬مع‭ ‬المستشفى‭ ‬لإدارتها‭ ‬بنظام‭ ‬المشارك‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر،‭ ‬رغم‭ ‬منعه‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬المستشفى‭ ‬بقرار‭ ‬شفوي‭ ‬ليتابع‭ ‬بعض‭ ‬الأعمال‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬يزوره‭ ‬مسئول‭ ‬الأمن‭ ‬ليبلغه‭ ‬بأنه‭ ‬ممنوع‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬الصيدلية‭ ‬دون‭ ‬مبرر‭ ‬قانوني‭. ‬يمضي‭ ‬يومان‭ ‬يفاجأ‭ ‬الصيدلي‭ ‬محمود‭ ‬مصطفى‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬المستشفى‭ ‬قامت‭ ‬دون‭ ‬حضوره‭ ‬بأعمال‭ ‬جرد‭ ‬للصيدلية‭ ‬والمخزن‭.. ‬نعم‭ ‬والمخزن‭.. ‬كيف‭ ‬تتم‭ ‬وقائع‭ ‬الجرد‭ ‬دون‭ ‬حضور‭ ‬الصيدلي‭ ‬المسؤول‭ ‬وكيف‭ ‬جردوا‭ ‬مخزن‭ ‬الأدوية‭ ‬ومن‭ ‬المفترض‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬مفاتيحه؟‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬مدينة‭ ‬نصر‭ ‬التخصصي‭ ‬ـ‭ ‬رابعة‭ ‬سابقا‭- ‬من‭ ‬وقائع‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬القائمين‭ ‬عليها‭ ‬يتصرفون‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬القانون‭ ‬ويلجأون‭ ‬إلى‭ ‬أساليب‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬وصفها‭ ‬بالمشروعة‭.. ‬كيف‭ ‬سرقت‭ ‬مفاتيح‭ ‬المخزن،‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬سر‭ ‬مساندة‭ ‬الإدارة‭ ‬لاثنين‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬بسرقة‭ ‬حقيبة‭ ‬الرجل‭ ‬وفيها‭ ‬مفاتيح‭ ‬المخزن‭ ‬ليقوموا‭ ‬بعدها‭ ‬بيومين‭ ‬بجرد‭ ‬المخزن‭ ‬دون‭ ‬حضور‭ ‬صاحبه؟‭ ‬المتابع‭ ‬لما‭ ‬يجري‭ ‬من‭ ‬أحداث‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬سعفان‭ ‬رئيىس‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬يتصرف‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬المستشفى‭ ‬من‭ ‬بقايا‭ ‬ميراث‭ ‬سيادته‭ ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬ملكية‭ ‬خاصة،‭ ‬والوقائع‭ ‬كثيرة‭ ‬وتحمل‭ ‬من‭ ‬المضامين‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬الإهمال‭ ‬واللامبالاة‭. ‬الطريف‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬المستشفى‭ ‬أرادت‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قامت‭ ‬بالجرد‭ ‬دون‭ ‬حضور‭ ‬الصيدلي‭ ‬أن‭ ‬تفرض‭ ‬عليه‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬الجرد‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬رفضه‭ ‬الرجل‭ ‬بالطبع‭. ‬الأكثر‭ ‬طرفة‭ ‬أن‭ ‬مسؤولين‭ ‬كبارا‭ ‬احتفلوا‭ ‬داخل‭ ‬الصيدلية‭ ‬بعيد‭ ‬ميلاد‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬المتهمين‭ ‬بسرقة‭ ‬المفاتيح‭ ‬وبتورتة‭ ‬كبيرة‭ ‬و«هابي‭ ‬بيرث‭ ‬داي‭ ‬تو‭ ‬يو‮»‬‭.. ‬أي‭ ‬والله‭ ‬ولدينا‭ ‬فيديو‭ ‬بذلك‭. ‬من‭ ‬سرق‭ ‬المفتاح؟‭ ‬ومن‭ ‬هو‭ ‬المستفيد‭ ‬من‭ ‬جرد‭ ‬صيدلية‭ ‬ومخزن‭ ‬دون‭ ‬حضور‭ ‬الصيدلي‭ ‬المسؤول؟‭ ‬

القرش‭ ‬النمر

صرخ‭ ‬الشاب‭ ‬الروسي‭ ‬بأعلى‭ ‬صوته‭ ‬طالبا‭ ‬المساعدة‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬يسبح‭ ‬وحيدا‭ ‬مقابل‭ ‬أحد‭ ‬شواطئ‭ ‬الغردقة‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭. ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬يونيو‭/‬حزيران‭ ‬الجاري،‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬حبيس‭ ‬ذاكرة‭ ‬سناء‭ ‬السعيد‭ ‬في‭ “‬الوفد‭”: ‬كان‭ ‬الشاب‭ ‬يستغيث‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬سمكة‭ ‬القرش‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬‮«‬النمر‮»‬‭ ‬تلتف‭ ‬حوله‭ ‬ثم‭ ‬تهاجمه‭ ‬بشراسة‭. ‬انتشر‭ ‬المقطع‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬مشاهد‭ ‬مخيفة‭ ‬لأنثى‭ ‬سمكة‭ ‬قرش‭ ‬النمر‭ ‬تهاجم‭ ‬الضحية‭ ‬وتنهي‭ ‬حياته‭ ‬في‭ ‬دقيقتين‭. ‬أما‭ ‬القنصل‭ ‬العام‭ ‬لروسيا‭ ‬في‭ ‬الغردقة‭ ‬فقد‭ ‬صرح‭ ‬قائلا‭: (‬إن‭ ‬الضحية‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬99،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬سائحا،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬مقيما‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬مصر‭). ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬السفن‭ ‬السياحية‭ ‬كانت‭ ‬تحيط‭ ‬بالشاب‭ ‬الروسي‭ ‬أثناء‭ ‬الهجوم‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أحدا‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬التحرك‭ ‬بسرعة‭ ‬لإنقاذه‭. ‬هجوم‭ ‬مماثل‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬يوليو‭/‬تموز‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬وفاة‭ ‬سائحتين،‭ ‬وهى‭ ‬الحادثة‭ ‬التي‭ ‬وصفت‭ ‬بـالغريبة‭ ‬والنادرة،‭ ‬لاسيما‭ ‬وأنها‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬الشواطئ‭ ‬الضحلة‭ ‬التي‭ ‬يقل‭ ‬عمقها‭ ‬عن‭ ‬مترين‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬عثر‭ ‬على‭ ‬بقايا‭ ‬جثة‭ ‬سائح‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬شواطئ‭ ‬مدينة‭ ‬مرسى‭ ‬علم‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬قتل‭ ‬سائح‭ ‬بعدما‭ ‬هاجمه‭ ‬قرش‭ ‬خلال‭ ‬رحلة‭ ‬بحرية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬القصير‭ ‬السياحية‭. ‬ويقول‭ ‬أساتذة‭ ‬البيئة‭ ‬البحرية‭ ‬والجيولوجيا‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬سمكة‭ ‬قرش‭ ‬النمر‭ ‬لا‭ ‬تحب‭ ‬الوجود‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬الضحلة‭ ‬ولا‭ ‬قرب‭ ‬سطح‭ ‬المياه،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬عمق‭ ‬يتراوح‭ ‬بين‭ ‬20‭ ‬و40‭ ‬مترا،‭ ‬وهناك‭ ‬أنواع‭ ‬تفضل‭ ‬البقاء‭ ‬على‭ ‬عمق‭ ‬خمسين‭ ‬مترا‭. ‬الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬سمكة‭ ‬قرش‭ ‬النمر‭ ‬هي‭ ‬إحدى‭ ‬الأسماك‭ ‬المقيمة‭ ‬التي‭ ‬تستوطن‭ ‬مناطق‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭. ‬أما‭ ‬الذي‭ ‬دعاها‭ ‬إلى‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬الشواطىء‭ ‬فهو‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬السائحين‭ ‬يقومون‭ ‬بإلقاء‭ ‬بعض‭ ‬المأكولات‭ ‬لأسماك‭ ‬القرش‭ ‬بهدف‭ ‬تصويرها،‭ ‬ولهذا‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬أماكنها‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الغذاء‭ ‬وهنا‭ ‬يكمن‭ ‬الخطر،‭ ‬لأنهم‭ ‬يغيرون‭ ‬من‭ ‬السلوك‭ ‬الغذائي‭ ‬الخاص‭ ‬بهذه‭ ‬الأسماك‭. ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬اقترابها‭ ‬من‭ ‬المكان‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬سفنا‭ ‬تلقي‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬ببعض‭ ‬الحيوانات‭ ‬النافقة‭ ‬من‭ ‬أغنام‭ ‬أو‭ ‬ماشية،‭ ‬فتتبعها‭ ‬سمكة‭ ‬القرش‭ ‬لتأكل‭ ‬منها‭.‬

حاولت‭ ‬من‭ ‬قبل

لقد‭ ‬رأى‭ ‬شهود‭ ‬عيان،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أكدت‭ ‬سناء‭ ‬السعيد،‭ ‬أن‭ ‬السمكة‭ ‬المذكورة‭ ‬اقتربت‭ ‬من‭ ‬الشاطئ‭ ‬قبل‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬وقوع‭ ‬الحادث‭. ‬وكان‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬إصدار‭ ‬إنذار‭ ‬شديد‭ ‬اللهجة‭ ‬بوجودها،‭ ‬وأن‭ ‬تبادر‭ ‬السلطات‭ ‬بمنع‭ ‬النشاطات‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المكان،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬للأسف‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تعليمات‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬علماء‭ ‬منها‭ ‬ألا‭ ‬ينزل‭ ‬المصطاف‭ ‬وحده‭ ‬إلى‭ ‬مياه‭ ‬البحر،‭ ‬أو‭ ‬النزول‭ ‬عند‭ ‬ارتفاع‭ ‬الشمس،‭ ‬لتكشف‭ ‬ما‭ ‬تحت‭ ‬المياه‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الفجر‭ ‬والغسق‭ ‬تعتبر‭ ‬أوقات‭ ‬غير‭ ‬مفضلة‭ ‬للنزول‭ ‬إلى‭ ‬البحر،‭ ‬لأنها‭ ‬أوقات‭ ‬دخول‭ ‬سمك‭ ‬القرش‭ ‬إلى‭ ‬الشاطئ‭. ‬وينصح‭ ‬لمن‭ ‬ينزل‭ ‬المياه‭ ‬بألا‭ ‬يضع‭ ‬روائح‭ ‬على‭ ‬جسده،‭ ‬وعدم‭ ‬التبول‭ ‬في‭ ‬المياه،‭ ‬وعدم‭ ‬النزول‭ ‬حال‭ ‬وجود‭ ‬نزيف‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬بسيطا‭ ‬لأن‭ ‬لدى‭ ‬سمكة‭ ‬القرش‭ ‬حاسة‭ ‬شم‭ ‬قوية‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬الإحساس‭ ‬بقطرة‭ ‬دم‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬مئة‭ ‬ألف‭ ‬لتر‭ ‬من‭ ‬المياه‭. ‬وعليه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬أخذ‭ ‬الحذر‭ ‬أثناء‭ ‬وجود‭ ‬المصطاف‭ ‬في‭ ‬الماء‭ ‬والالتزام‭ ‬الصارم‭ ‬بأى‭ ‬حظر‭ ‬للسباحة‭ ‬تفرضه‭ ‬السلطات‭ ‬المحلية‭. ‬فى‭ ‬حال‭ ‬مهاجمة‭ ‬السمكة‭ ‬للشخص‭ ‬فإن‭ ‬أول‭ ‬ما‭ ‬تفعله‭ ‬هو‭ ‬اختباره‭ ‬بضربة‭ ‬في‭ ‬جسده‭ ‬من‭ ‬مقدمة‭ ‬أنفها‭. ‬ويشير‭ ‬أحد‭ ‬علماء‭ ‬البحار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬توجيه‭ ‬لكمة‭ ‬للسمكة‭ ‬في‭ ‬أنفها،‭ ‬وهو‭ ‬المكان‭ ‬الأكثر‭ ‬ضعفا‭ ‬وحساسية‭ ‬لدى‭ ‬سمكة‭ ‬كبيرة‭ ‬بحجم‭ ‬القرش،‭ ‬وذلك‭ ‬لجعلها‭ ‬تعرض‭ ‬عن‭ ‬الشخص‭ ‬أو‭ ‬تمنحه‭ ‬وقتا‭ ‬للهرب‭.‬‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬علماء‭ ‬البحار‭ ‬يقولون‭ ‬إن‭ ‬وقوع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحوادث‭ ‬يعد‭ ‬نادرا‭ ‬للغاية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬هذه‭ ‬النصائح‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجد،‭ ‬لأنه‭ ‬سيواجه‭ ‬خطر‭ ‬الموت‭ ‬في‭ ‬دقائق‭ ‬معدودة‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يلتزم‭ ‬بها‭. ‬ولهذا‭ ‬تظل‭ ‬التوعية‭ ‬هي‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬فعله‭ ‬لتقليل‭ ‬حوادث‭ ‬هجوم‭ ‬أسماك‭ ‬القرش‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭.‬

بين‭ ‬الكلام‭ ‬والأغاني

من‭ ‬معارك‭ ‬امس‭ ‬الاقتصادية‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬خاضها‭ ‬الدكتور‭ ‬صلاح‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬في‭ “‬الوفد‭” ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مساعيه‭ ‬لتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أسباب‭ ‬بلوغ‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ذروتها‭: ‬‮«‬كلام‭ ‬جميل‭.. ‬وكلام‭ ‬معقول‭.. ‬ما‭ ‬أقدرش‭ ‬أقول‭ ‬حاجة‭ ‬عنه‮»‬‭ ‬تلك‭ ‬كلمات‭ ‬الشاعر‭ ‬الراحل‭ ‬حسين‭ ‬السيد‭ ‬تذكرتها‭ ‬مع‭ ‬تصريح‭ ‬حسام‭ ‬هيبة،‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للاستثمار‭. ‬حول‭ ‬كلامه‭ ‬عن‭ ‬استهداف‭ ‬استثمارات‭ ‬أجنبية‭ ‬مباشرة‭ ‬بنحو‭ ‬12‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬المالية‭ ‬الجديدة‭ ‬2023‭-‬2024‭. ‬الكلام‭ ‬جميل‭ ‬ومافيش‭ ‬أسهل‭ ‬ولا‭ ‬أفضل‭ ‬منه،‭ ‬والرقم‭ ‬المستهدف‭ ‬لرئيس‭ ‬هيئة‭ ‬الاستثمار‭ ‬لم‭ ‬نره‭ ‬أو‭ ‬نسمع‭ ‬عنه‭ ‬سوى‭ ‬مرة‭ ‬واحدة،‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2008،‭ ‬ومنذ‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬وبات‭ ‬الرقم‭ ‬حلم‭ ‬‮«‬نلهث‮»‬‭ ‬خلفه‭ ‬لتحقيقه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭. ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬الذي‭ ‬يستهدفه‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬الاستثمار،‭ ‬حينما‭ ‬تحقق‭ ‬قبل‭ ‬ثورة‭ ‬يناير‭/‬كانون‭ ‬الثاني،‭ ‬كان‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬قد‭ ‬وصل‭ ‬تقريبا‭ ‬إلى‭ ‬7‭%‬،‭ ‬وأصبح‭ ‬الآن‭ ‬لتحقيقه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬يتطلب‭ ‬أرقاما‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬إلى‭ ‬40‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬نصدّر‭ ‬الإحباط‭ ‬أو‭ ‬‮«‬نسد‭ ‬النفس‮»‬‭ ‬نطلب‭ ‬عند‭ ‬تحقيق‭ ‬الرقم‭ ‬المستهدف،‭ ‬ألا‭ ‬يشمل‭ ‬العوائد‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬الطروحات‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬البورصة،‭ ‬ولا‭ ‬يشمل‭ ‬الاستثمارات‭ ‬البترولية،‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الرقم‭ ‬‮«‬صافي‭ ‬مشفى‮»‬‭ ‬واستثمارات‭ ‬حقيقية‭ ‬تم‭ ‬ضخها‭ ‬في‭ ‬مصانع‭ ‬وإنتاج،‭ ‬ما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬للشباب‭. ‬لم‭ ‬يصرح‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬الاستثمار‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬استقطاب‭ ‬هذه‭ ‬الاستثمارات،‭ ‬هل‭ ‬رتب‭ ‬وخطط‭ ‬واتفق‭ ‬مع‭ ‬مؤسسات‭ ‬كبرى‭ ‬وكيانات‭ ‬عالمية‭ ‬عملاقة‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلي؟‭ ‬أم‭ ‬التعامل‭ ‬بمنطق‭ ‬‮«‬أهو‭ ‬كلام‭ ‬في‭ ‬الهوا‮»‬‭ ‬‮«‬ما‭ ‬حدش‭ ‬ها‭ ‬يحاسب‭ ‬عليه‮»‬‭ ‬من‭ ‬نوعية‭ ‬بعض‭ ‬وزراء‭ ‬الاستثمار‭ ‬السابقين‭ ‬وحديثهم‭ ‬عن‭ ‬مستهدفات‭ ‬فشلوا‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬ربعها‭ ‬حتى،‭ ‬وكان‭ ‬كلامهم‭ ‬لا‭ ‬يمت‭ ‬للواقع‭ ‬بشيء‭ ‬عندما‭ ‬أعلن‭ ‬بعضهم‭ ‬أن‭ ‬مستهدفاته‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬المباشرة‭ ‬30‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وكأن‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬سوف‭ ‬نجده‭ ‬في‭ ‬الطرقات‭. ‬قدرة‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬الاستثمار‭ ‬على‭ ‬استقطاب‭ ‬أرقام‭ ‬كبيرة‭ ‬مستهدفة‭ ‬مثل‭ ‬التي‭ ‬وعد‭ ‬بها،‭ ‬سيكتب‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬التاريخ،‭ ‬كونها‭ ‬خطوة‭ ‬أولى‭ ‬أخرجتنا‭ ‬من‭ ‬الأرقام‭ ‬الهزيلة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تطاردنا،‭ ‬ولم‭ ‬تزد‭ ‬على‭ ‬8‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭. ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬ماذا‭ ‬سوف‭ ‬يقدم‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬الاستثمار‭ ‬حتى‭ ‬نستطيع‭ ‬‮«‬رفع‭ ‬القبعة‮»‬‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬قدم،‭ ‬واستقطاب‭ ‬أموال‭ ‬أجنبية،‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬عوائد‭ ‬الطروحات‭ ‬الحكومية‭… ‬نحن‭ ‬لا‭ ‬نعيد‭ ‬اختراع‭ ‬العجلة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬وإنما‭ ‬ببعض‭ ‬الجهد‭ ‬والعزيمة‭ ‬والتخطيط‭ ‬الاحترافى‭ ‬سوف‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬نريد‭.‬

مجرد‭ ‬محاولة

الخبر‭ ‬الذي‭ ‬أسعد‭ ‬الدكتور‭ ‬أسامة‭ ‬الغزالي‭ ‬حرب‭ ‬في‭ “‬الأهرام‭”‬،‭ ‬لا‭ ‬يلقي‭ ‬عليه‭ ‬الكثيرين‭ ‬اهتماما‭ ‬يذكر‭: ‬حسنا‭… ‬تشارك‭ ‬مصر،‭ ‬في‭ ‬المبادرة‭ ‬الافريقية‭ ‬لتسوية‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭.. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الخبر‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬تصدر‭ ‬الصحف‭ ‬مصحوبا‭ ‬بصورة‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬مدبولي‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬وزراء‭ ‬مصر‭ ‬وهو‭ ‬يصافح‭ ‬مستقبليه‭ ‬في‭ ‬كييف‭. ‬لقد‭ ‬وصل‭ ‬مدبولي‭ ‬إلى‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ومعه‭ ‬سامح‭ ‬شكري‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية،‭ ‬نائبين‭ ‬عن‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي،‭ ‬ضمن‭ ‬وفد‭ ‬المبادرة‭ ‬الافريقية‭ ‬الذي‭ ‬ضم،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مصر،‭ ‬رؤساء‭ ‬جنوب‭ ‬افريقيا‭ ‬والسنغال‭ ‬وجزر‭ ‬القمر‭ ‬وأوغندا‭ ‬وزامبيا،‭ ‬وممثلا‭ ‬عن‭ ‬جمهورية‭ ‬الكونغو،‭ ‬إننى‭ ‬كباحث‭ ‬مصري،‭ ‬مهتم‭ ‬بالشؤون‭ ‬الدولية،‭ ‬سعيد‭ ‬ومرتاح‭ ‬للغاية‭ ‬لذلك‭ ‬الخبر،‭ ‬لأن‭ ‬الأزمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬تشكل‭ ‬الآن‭ ‬أزمة‭ ‬دولية‭ ‬خطيرة‭ ‬بامتياز،‭ ‬رأت‭ ‬فيها‭ ‬القوى‭ ‬‮«‬الغربية‮»‬‭ ‬فرصة‭ ‬لاستنزاف‭ ‬خصمها‭ ‬التاريخي‭ ‬روسيا،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتورط‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬مباشرة‭ ‬معها،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬الأهم‭ ‬‮«‬للعملية‭ ‬العسكرية‮»‬‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ـ‭ ‬كما‭ ‬سماها‭ ‬بوتين‭ ‬ـ‭ ‬كان‭ ‬سعي‭ ‬رئيس‭ ‬أوكرانيا‭ ‬فولوديمير‭ ‬زيلينسكي‭ ‬إلى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬عضوية‭ ‬حلف‭ ‬الأطلنطي،‭ ‬ضمن‭ ‬ما‭ ‬أعلنه‭ ‬عن‭ ‬‮«‬استراتيجية‭ ‬جديدة‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأوكراني‮»‬‭. ‬أي‭ ‬أن‭ ‬زيلينسكي‭ ‬يلح‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬بحلف‭ ‬الأطلنطي‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬روسيا‭.. ‬فماذا‭ ‬كان‭ ‬يتصور؟‭ ‬حقا،‭ ‬أن‭ ‬زيلينسكي‭ ‬يتمتع‭ ‬بشعبية‭ ‬جارفة‭ ‬في‭ ‬بلده،‭ ‬ولكننى‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الشعبية‭ ‬والمشاعر‭ ‬الوطنية‭ ‬الجارفة‭ ‬لا‭ ‬تكفي‭ ‬فقط‭ ‬لصنع‭ ‬قائد‭ ‬سياسي‭ ‬ماهر‭..‬،‭ ‬هناك‭ ‬أيضا‭ ‬‮«‬الحكمة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬الظروف‭ ‬العملية‭. ‬أوكرانيا‭ ‬دولة‭ ‬فتية‭ ‬ومتقدمة‭ ‬ومزدهرة‭ ‬بلا‭ ‬شك،‭ ‬ولكنها‭ ‬مجاورة‭ ‬جغرافيا،‭ ‬ومتداخلة‭ ‬سكانيا،‭ ‬لبلد‭ ‬عملاق،‭ ‬هو‭ ‬أكبر‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬مساحة،‭ ‬وأغناه‭ ‬موارد،‭ ‬وهو‭ – ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬وبعده‭ – ‬المنافس‭ ‬القوى‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عسكريا‭ ‬وفضائيا‭… ‬فما‭ ‬هي‭ ‬الحكمة‭ ‬في‭ ‬استفزازه‭ ‬باسم‭ ‬المشاعر‭ ‬القومية؟‭ ‬ولماذا‭ ‬يترك‭ ‬الأمريكيون‭ ‬والأوروبيون‭ ‬يستنزفون‭ ‬الروس‭ ‬حتى‭ ‬آخر‭ ‬جندي‭ ‬أوكراني؟‭ ‬الوضع‭ ‬إذن‭ ‬يحتم‭ ‬تلك‭ ‬المبادرة‭ ‬الافريقية‭ ‬المهمة،‭ ‬التي‭ ‬تعيد‭ ‬مشاركة‭ ‬مصر‭ ‬فيها‭ ‬دورها‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬لعبته‭ ‬ضمن‭ ‬كتلة‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬الانحياز‮»‬‭ ‬والحياد‭ ‬الإيجابي،‭ ‬اللذين‭ ‬لعبت‭ ‬مصر‭ ‬عبدالناصر‭ ‬دورا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬تشكيلهما‭ ‬في‭ ‬خمسينيات‭ ‬وستينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭.‬

في‭ ‬حب‭ ‬باتا

هل‭ ‬تذكرون‭ ‬محلات‭ ‬باتا‭ ‬للأحذية،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تنتشر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أرجاء‭ ‬مصر‭ ‬وكانت‭ ‬تغطي‭ ‬كل‭ ‬احتياجات‭ ‬الأسرة‭ ‬المصرية‭ ‬بأسعارها‭ ‬الرخيصة‭ ‬وكانت‭ ‬كما‭ ‬يشير‭ ‬فاروق‭ ‬جويدة‭ ‬في‭ “‬الأهرام‭” ‬تتمتع‭ ‬بسمعة‭ ‬طيبة‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬المصري،‭ ‬وكان‭ ‬الأب‭ ‬يأخذ‭ ‬الأبناء‭ ‬في‭ ‬الأعياد‭ ‬ويشتري‭ ‬لهم‭ ‬أحذية‭ ‬جديدة‭ ‬بأسعار‭ ‬رخيصة‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬بضعة‭ ‬جنيهات‭.. ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬المحلات‭ ‬قد‭ ‬عرفت‭ ‬الأحذية‭ ‬الإيطالية‭ ‬المستوردة‭ ‬بأسعارها‭ ‬الفلكية،‭ ‬ولم‭ ‬يعرف‭ ‬المصريون‭ ‬الأحذية‭ ‬المستوردة‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬الانفتاح‭ ‬حين‭ ‬فتحت‭ ‬الدولة‭ ‬عمليات‭ ‬الاستيراد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬بقيت‭ ‬أحذية‭ ‬باتا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأسواق‭ ‬وقد‭ ‬اعتاد‭ ‬الناس‭ ‬عليها‭ ‬بأسعارها‭ ‬الرخيصة‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬التحمل‭ ‬وتوافرها‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭.. ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬قصة‭ ‬باتا‭ ‬أنها‭ ‬دمجت‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬المحاريث‭ ‬والهندسة،‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬يعرف‭ ‬لماذا‭ ‬دمجت‭ ‬هذه‭ ‬الشركة‭ ‬بعمالها‭ ‬ومصانعها‭ ‬ومحلاتها‭ ‬وهي‭ ‬تملك‭ ‬مئات‭ ‬المحلات‭ ‬والمعارض‭ ‬والمصانع‭.. ‬آخر‭ ‬أرقام‭ ‬الخسائر‭ ‬في‭ ‬مصانع‭ ‬باتا‭ ‬أنها‭ ‬خمسة‭ ‬ملايين‭ ‬جنيه‭ ‬فقط‭ ‬أي‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬ألف‭ ‬دولار،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬محلات‭ ‬كانت‭ ‬تبيع‭ ‬الحذاء‭ ‬المستورد‭ ‬بمئات‭ ‬الدولارات‭.. ‬لا‭ ‬اعتقد‭ ‬أن‭ ‬دمج‭ ‬محلات‭ ‬باتا‭ ‬سيحل‭ ‬أزمة‭ ‬الدولار،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬خسائرها‭ ‬تتطلب‭ ‬ذلك‭ ‬وأن‭ ‬الأفضل‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬لأنها‭ ‬توفر‭ ‬سلعة‭ ‬رخيصة‭ ‬للمواطن‭ ‬البسيط‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬القدرة‭ ‬لشراء‭ ‬حذاء‭ ‬مستورد‭.. ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬السلع‭ ‬التي‭ ‬اعتاد‭ ‬عليها‭ ‬المواطن‭ ‬البسيط‭ ‬وأسرته‭ ‬وكان‭ ‬منها‭ ‬أحذية‭ ‬باتا‭ ‬والأقمشة‭ ‬الرخيصة‭ ‬وأنواع‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬الأطعمة‭ ‬والمعلبات‭ ‬والألبان‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬تلبي‭ ‬طلبات‭ ‬الأسرة‭ ‬البسيطة،‭ ‬وكانت‭ ‬باتا‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬مصانع‭ ‬الأحذية‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬تصدر‭ ‬للخارج‭ ‬وتنافس‭ ‬بأسعارها‭ ‬الرخيصة‭ ‬السلع‭ ‬المستوردة،‭ ‬رحم‭ ‬الله‭ ‬أيام‭ ‬باتا‭ ‬صديقة‭ ‬البسطاء‭ ‬وأحذية‭ ‬فقراء‭ ‬مصر‭.. ‬هناك‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يسمى‭ ‬سلع‭ ‬البسطاء،‭ ‬وكانت‭ ‬منها‭ ‬منتجات‭ ‬باتا‭ ‬وكثير‭ ‬من‭ ‬البيوت‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬اعتادت‭ ‬عليها،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬سوف‭ ‬يفتقدون‭ ‬باتا‭ ‬الذكريات‭ ‬والأيام‭ ‬والأسعار‭ ‬الرخيصة‭.. ‬بعد‭ ‬90‭ ‬عاما‭ ‬تغلق‭ ‬محلات‭ ‬باتا‭ ‬أبوابها‭ ‬وتنتهى‭ ‬معها‭ ‬قصة‭ ‬من‭ ‬قصص‭ ‬الصناعة‭ ‬المصرية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬يوما‭ ‬تقدم‭ ‬للمواطن‭ ‬المصري‭ ‬سلعة‭ ‬رخيصة‭ ‬يصعب‭ ‬تعويضها‭.‬

جرح‭ ‬سيبقى

كان‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬بايدن‭ ‬الذي‭ ‬يراقب‭ ‬أفعاله‭ ‬باهتمام‭ ‬شديد‭ ‬الدكتور‭ ‬عبد‭ ‬المنعم‭ ‬سعيد‭ ‬في‭ “‬الأهرام‭” ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬خلق‭ ‬سمعة‭ ‬سيئة‭ ‬للحروب‭ ‬طويلة‭ ‬الزمن،‭ ‬بإعلانه‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يقبل‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬في‭ ‬حروب‭ ‬تبقى‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭. ‬أصبح‭ ‬تعبير‭ ‬Forever Wars‭ ‬ذائعا،‭ ‬ووقتها‭ ‬كان‭ ‬المقصود‭ ‬الحرب‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬أفغانستان؛‭ ‬وبقايا‭ ‬حروب‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا‭. ‬انسحبت‭ ‬أمريكا‭ ‬منها‭ ‬جميعا‭ ‬تقريبا؛‭ ‬ولكن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يمنع‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬بات‭ ‬يشهد‭ ‬حروبا‭ ‬أبدية‭ ‬جديدة،‭ ‬واحدة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬كان‭ ‬الظن‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تحدث‭ ‬أبدا،‭ ‬وعندما‭ ‬حدثت‭ ‬ساد‭ ‬الظن‭ ‬أنها‭ ‬ستستغرق‭ ‬أسابيع،‭ ‬ولكنها‭ ‬عبرت‭ ‬العام،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬بصيص‭ ‬ضوء‭ ‬أنها‭ ‬ستنتهي‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الثاني‭. ‬وعندما‭ ‬نشب‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬السوداني‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع،‭ ‬بدا‭ ‬أنه‭ ‬يكفي‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وعد‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬بعدها‭ ‬يعود‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬إلى‭ ‬قواعده،‭ ‬أو‭ ‬ثكناته،‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬شهور‭ ‬وحزمة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات،‭ ‬فإن‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬مستمر‭. ‬الحرب‭ ‬ـ‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬العادة‭ ‬ـ‭ ‬تغذي‭ ‬نفسها،‭ ‬لأن‭ ‬فيها‭ ‬قتلى‭ ‬يستحقون‭ ‬الانتقام‭ ‬لقتلهم،‭ ‬وهناك‭ ‬جرحى‭ ‬يذكرون‭ ‬دائما‭ ‬بظلم‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر،‭ ‬وهناك‭ ‬دائما‭ ‬تدمير‭ ‬ونزوح‭ ‬ولجوء،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬حالة‭ ‬تتعمق‭ ‬ذكريات‭ ‬تغذي‭ ‬الحرب‭ ‬والقتال‭. ‬الحروب‭ ‬الأبدية‭ ‬لها‭ ‬جذور‭ ‬في‭ ‬التاريخ،‭ ‬والعلاقة‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا‭ ‬مزجت‭ ‬تاريخيا‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الاندماج‭ ‬والانفصال،‭ ‬وسبقت‭ ‬الحرب‭ ‬الحالية‭ ‬حروب‭ ‬في‭ ‬القرم‭ ‬وأثناء‭ ‬الحربين‭ ‬العالميتين‭. ‬كان‭ ‬الخروج‭ ‬الأوكراني‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتي‭ ‬ثقيلا‭ ‬على‭ ‬موسكو،‭ ‬وجرحا‭ ‬لم‭ ‬يندمل،‭ ‬ولا‭ ‬يظن‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬الحالية‭ ‬ستغلق‭ ‬نزيفه‭. ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المراقبين‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الاستقلال‭ ‬عام‭ ‬1956،‭ ‬وما‭ ‬بعدها‭ ‬كان‭ ‬حلقات‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬الأهلية‭ ‬تقطعها‭ ‬نوبات‭ ‬من‭ ‬السلم‭ ‬والانتخابات،‭ ‬وبعدها‭ ‬يعود‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬أصوله‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬النزاع‭. ‬في‭ ‬السابق‭ ‬لم‭ ‬يؤد‭ ‬انفصال‭ ‬الجنوب‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬نهاية‭ ‬للحرب،‭ ‬فقد‭ ‬نشبت‭ ‬حروب‭ ‬داخل‭ ‬الجنوب‭ ‬دخلت‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬السكينة‭ ‬مؤخرا،‭ ‬ولكن‭ ‬الحرب‭ ‬الحالية‭ ‬لا‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬واحدة‭ ‬منه‭ ‬الخرطوم‭. ‬الحروب‭ ‬الأبدية‭ ‬لها‭ ‬أشكال‭ ‬كثيرة‭.‬

وداعا‭ ‬حمدي

رحل‭ ‬فجأة‭ ‬الروائي‭ ‬حمدي‭ ‬أبو‭ ‬جُليِّل‭ ‬الذي‭ ‬يُعد‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬وأهم‭ ‬كُتَّاب‭ ‬الرواية‭ ‬في‭ ‬جيل‭ ‬التسعينيات‭. ‬وقد‭ ‬رحل‭ ‬صغيرا‭ ‬جدا،‭ ‬كما‭ ‬أخبرنا‭ ‬يوسف‭ ‬القعيد‭ ‬في‭ “‬الأخبار‭”: ‬كان‭ ‬في‭ ‬السابعة‭ ‬والخمسين‭ ‬من‭ ‬العُمر‭. ‬وهو‭ ‬ابن‭ ‬مدينة‭ ‬الفيوم‭. ‬جاء‭ ‬للدنيا‭ ‬فيها‭ ‬سنة‭ ‬1967،‭ ‬له‭ ‬جذور‭ ‬بدوية‭. ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬لم‭ ‬تُمثِّل‭ ‬أي‭ ‬وجود‭ ‬بجوار‭ ‬مصريته‭ ‬الصميمة‭. ‬ورصده‭ ‬لحياة‭ ‬الناس‭ ‬العادية‭ ‬ولغتهم‭ ‬التي‭ ‬يتكلمون‭ ‬بها‭. ‬ومثل‭ ‬كل‭ ‬الموهوبين‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الجميل‭ ‬نادته‭ ‬القاهرة‭ ‬بأصواتها‭ ‬الغامضة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬المصري‭ ‬إزاءها‭ ‬سوى‭ ‬الاستجابة‭ ‬فهاجر‭ ‬إليها‭. ‬وعمل‭ ‬في‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لقصور‭ ‬الثقافة‭.‬‭ ‬وتولى‭ ‬رئاسة‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ “‬الثقافة‭ ‬الجديدة‭” ‬صورة‭ ‬الثقافة‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ربوع‭ ‬بر‭ ‬مصر‭. ‬كما‭ ‬عمل‭ ‬أيضا‭ ‬مديرا‭ ‬لتحرير‭ ‬سلسلة‭ “‬أصوات‭ ‬أدبية‭: ‬لفترة‭ ‬من‭ ‬الوقت‭. ‬عندما‭ ‬كنتُ‭ ‬أتكلم‭ ‬معه،‭ ‬أشعر‭ ‬بأنه‭ ‬آتٍ‭ ‬من‭ ‬عالم‭ ‬آخر‭. ‬أَحبَهُ‭ ‬وأَخْلَصَ‭ ‬له‭. ‬وتصرَّف‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬كأنه‭ ‬جزءٌ‭ ‬منه‭. ‬وعندما‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬نجيب‭ ‬محفوظ‭ ‬في‭ ‬الرواية‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬فرحنا‭ ‬جميعا‭. ‬وقلنا‭ ‬إن‭ ‬الجائزة‭ ‬ذهبت‭ ‬لمن‭ ‬يستحقها‭. ‬فقد‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬رواياته‭ ‬ملامح‭ ‬الحياة‭ ‬المصرية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يُجيد‭ ‬التعبير‭ ‬عنها‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬عاشها‭. ‬وله‭ ‬مجموعة‭ ‬قصصية‭ ‬هي‭: “‬أسرار‭ ‬النمل‭” ‬ومجموعة‭ ‬أخرى‭ ‬عنوانها‭ “‬أشياء‭ ‬مطوية‭ ‬بعناية‭ ‬فائقة‭”. ‬وله‭ ‬في‭ ‬الإبداع‭ ‬الروائي‭: “‬لصوص‭ ‬متقاعدون‭” ‬و‭”‬قيام‭ ‬وانهيار‭ ‬الصاد‭ ‬شين‭”. ‬أما‭ ‬آخر‭ ‬رواياته‭ ‬فكانت‭: “‬يد‭ ‬الحجرية‭”‬،‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬عن‭ ‬هيئة‭ ‬الكتاب‭. ‬وكان‭ ‬له‭ ‬اهتمام‭ ‬بالآثار‭ ‬المصرية‭ ‬فأصدر‭ ‬كتابا‭ ‬مهما‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬مكتبتك‭ ‬هو‭: “‬القاهرة‭ ‬جوامع‭ ‬وحكايات‭”. ‬رحم‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬تركونا‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬أعرفهم‭ ‬شخصيا‭ ‬مثل‭ ‬ماجدة‭ ‬صالح،‭ ‬والإعلامية‭ ‬الكبيرة‭ ‬فايزة‭ ‬واصف‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬برنامج‭: ‬حياتي،‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬التلفزيون‭ ‬المصري‭ ‬لمدة‭ ‬53‭ ‬عاما‭. ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬يحدث‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭. ‬ولن‭ ‬أقول‭ ‬الأخيرة‭.‬

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية