مستشار الأمن القومي العراقي: مخيم الهول تهديد مباشر لأمننا

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي» : في الوقت الذي كشف فيه مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، عن تسلّم بلاده أكثر من ثلاثة آلاف «إرهابي» ممن كانوا في سجون شمال شرق سوريا، اعتبر مخيم الهول السوري «تهديدا مباشرا لأمن العراق والمنطقة» فيما جدد دعوة بلاده لدول العالم، لسحب رعاياها من المخيم وتفكيكه.
جاء ذلك خلال كلمة التي ألقاها في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث رفيع المستوى لرؤساء وكالات مكافحة الإرهاب المنعقد في نيويورك.
خصص الأعرجي جزءا من حديثه لـ«إنجازات» الحكومة، إذ قال إن «مجلس النواب العراقي، قد منح الثقة للحكومة الحالية في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، ويجري تنفيذ المنهاج الحكومي وفق رؤية منهجية تستهدف مجالات متعددة» مؤكداً أن «الحكومة استطاعت خلال السبعة أشهر الأولى من عملها من تحقيق تفاعل المجتمع وإعادة الثقة بين الدولة والمواطن، ومجلس النواب، استطاع التصويت على موازنة هي الأولى في العراق للسنوات (2023 و2024 و2025) والتي اشتملت على استراتيجية واضحة للإعمار والخدمات والإصلاح ومكافحة الفساد وبناء مؤسسات الدولة».
كما تطرق لمكافحة الإرهاب، موضحاً أن «العراق سعى، وبخطوات كبيرة في هذا المجال، على مستوى التخطيط والتنسيق والعمليات النوعية المستمرة وشراكته مع التحالف الدولي» مبيناً أن «هذه الشراكة قوّضت بيئة الإرهاب ودمرت قدراته وقتلت قياداته».

«خطة وطنية»

وفيما يخص موضوع النزوح قال إن «الحكومة، وبعد تحقيق النصر العسكري على داعش الإرهابي، أقرت خطة وطنية لإعادة النازحين إلى مناطقهم الأصلية، حيث تضمن المنهاج الوزاري التزاما واضحا بتحقيق ذلك، ويجري العمل والتنسيق في هذا الجانب مع ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين بلاسخارت، وكذلك منسق الشؤون الإنسانية والمنظمات الدولية العاملة في العراق».
وأوضح أن «الحكومة، اهتمت بمخيم الهول السوري الذي يبعد عن الأراضي العراقية 13 كيلو مترا ويضم أكثر من 50 ألف نسمة من العراقيين والسوريين، وبحدود 10 آلاف من الأجانب مما يسمى بـ(المهاجرين) وغالبيتهم من النساء والأطفال» وبين أن «هذا المخيم، يعد تهديدا مباشرا للأمن القومي العراقي وللمنطقة، كونه بيئة مضطربة اجتماعيا ويسودها العنف والجريمة والتطرف».
وفيما يتعلق بالعائلات العراقية المتواجدة في المخيم، أشار الأعرجي إلى أن «الحكومة اتخذت قرارا شجاعا بنقل 10 وجبات لحد الآن، وبلغ مجموع العوائل العائدة 1393 بواقع 5569 شخصاً؛ منهم 840 عائلة جرى تأهيلها وإعادة إندماجها في 7 محافظات، بينما بلغ عدد العوائل التي هي قيد التأهيل 553 عائلة».

دعم المؤسسات

وطالب، المجتمع الدولي بـ«دعم المؤسسات المعنية بهذا الملف، وبالأخص وزارة الهجرة والمهجرين، بجهد دولي تخصصي في برامج التأهيل والاندماج، بالإضافة إلى تأكيد العراق على اهتمام المنظمة الدولية لحث وتشجيع الدول على سحب رعاياها من مخيم الهول السوري من أجل تفكيكه وإغلاقه نهائيا».
وذكر أيضاً أن «الحكومة، حرصت على متابعة وملاحقة جميع المتهمين بالإرهاب بالتنسيق مع الأصدقاء والأشقاء» مبينا أن «العراق تسلم أكثر من 3 آلاف إرهابي من العراقيين ممن كانوا في سجون شمال شرقي سوريا، وجرى تحويلهم إلى الجهات المختصة لعرضهم على القضاء العراقي، لمحاكمتهم قانونيا وتطبيق مبدأ عدم الإفلات من العقاب». وبيّن أن «الحكومة، اهتمت بملف سنجار بعد تحريره من خلال التنسيق مع السكان المحليين وحكومة إقليم كردستان، حيث عقد اتفاق مهم في نهاية عام 2021 بحضور ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة، واتخذت الحكومة خطوات مهمة في الجانب الإنساني وبعد إقرار الموازنة الحالية خُصصت أموال كبيرة لإطلاق حملة إعمار كبيرة في سنجار والوحدات الإدارية التابعة له، ويجري الآن تنسيق عالٍ ومهم لحسم الإدارة المحلية للقضاء بالتنسيق والتشاور مع السكان المحليين وإقليم كردستان وبالتعاون مع الجهد الدولي والأمم المتحدة».
وفيما يتعلق بالناجيات الإيزيديات أكد الأعرجي أن «الحكومة اهتمت بهذا الملف بشكل خاص، ومازالت الأجهزة المختصة تبذل الجهود لإعادة جميع المخطوفات من قضاءي تلعفر وسنجار (يتبعان محافظة نينوى إدارياً) من أيدي تنظيم داعش الإرهابي».

قال إن بلده تسلّم أكثر من ثلاثة آلاف «إرهابي» من سوريا

ونقل، خلال المؤتمر، تأكيد الحكومة «أهمية الدعم الدولي للعراق في ملفات مخيم الهول ومكافحة الإرهاب وسنجار» لافتا إلى أن «الحكومة تعمل على تنويع فرص المصالح الاستثمارية وخلق المصالح المشتركة ضمن رؤية طموحة اقليميا ودوليا».
وزاد: «العراق ساهم وما يزال في تقريب وجهات النظر بين الدول الإقليمية وإعادة علاقاتها وإيجاد فرص للحوار والدبلوماسية الهادفة، لمناقشة الأزمات القائمة بين الدول» وفيما لفت إلى أن «حكومة العراق ماضية بتنفيذ التزاماتها ومنهاجها والتنسيق مع المجتمع الدولي في التعاون الإقليمي والدولي، قدّم شكر «حكومة العراق للأمم المتحدة والتحالف الدولي ولكل الأصدقاء والأشقاء الذين وقفوا مع العراق».
وكان الأعرجي، وصل إلى نيويورك، لحضور مؤتمر الأمم المتحدة الثالث رفيع المستوى لـ«رؤساء وكالات مكافحة الإرهاب».
ووفق مكتبه الإعلامي «سيجري عدة لقاءات مع كل من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، والمديرة التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب وفريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات، فضلاً عن مسؤولين أمنيين دوليين» على هامش أعمال المؤتمر».
وفي الأسبوع الماضي، عقدت مستشارية الأمن القومي، اجتماعا موسعا حول رؤية العراق فيما يخص مخيم الهول السوري بحضور أممي ودولي.
وذكر الأعرجي حينها، إن «الحكومة العراقية أكدت مرارا أن مخيم الهول السوري يشكل تهديدا وخطرا على العراق والعالم ويجب تفكيكه» مشددا على أهمية «تماسك المجتمع الدولي والعمل على حث الدول على سحب رعاياها من المخيم» كما اقترح أن «يعقد مؤتمر دولي على مستوى وزراء الخارجية، لإيجاد حل لغلق هذا المخيم».
وأشار أيضاً إلى أن «وجود الأطفال داخل مخيم ينتشر فيه الحقد والإجرام سيولد جيلا إرهابيا جديدا» معتبراً أن «هؤلاء الأطفال هم ضحايا، ويجب أن يحاسب الإرهابيون وفق القوانين وأن لا يفلتوا من العقاب». وبين أن «قضية مخيم الهول السوري ليست محلية، والعراق نقلها إلى قضية مجتمع دولي» مجددا التأكيد على «مطلب العراق بإعادة الدول لرعاياها من المخيم».
في حين، طرحت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين بلاسخارت، رؤية الأمم المتحدة فيما يخص مخيم الهول، مؤكدة أن «ما خلفه داعش الإرهابي هو إرث معقد وعلينا أن نتصدى له جميعا» مشددة على أهمية «نقل الأطفال من المخيم قبل أن يبلغوا ويتحولوا إلى إرهابيين» وفيما أكدت أن «جهود العراق في هذا الملف لم تكن سهلة» اعتبرت أن «الحل الأمثل لغلق هذا الملف هو تضافر جهود المجتمع الدولي للسيطرة على هذا الوضع وحسمه».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية