الخرطوم ـ «القدس العربي»: حذرت وزارة التعليم العالي السودانية، من نشاط لما يسمون بـ«قراصنة الجامعات» في الترويج لمؤسسات تعليمية غير معترف بها، ونشر إعلانات لاستضافة الطلاب السودانيين في جامعات خارج البلاد.
ومنذ اندلاع المعارك بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» منتصف أبريل/ نيسان الماضي، توقفت معظم الجامعات السودانية عن العمل، فيما نهبت ودمرت مقار العديد منها، الأمر الذي يهدد مستقبل أكثر من 720 ألف طالب، في مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة في البلاد.
وظل الطلاب السودانيون، منذ بداية الثورة السودانية، في ديسمبر/ كانون الأول 2018 يواجهون قرارات السلطات التعسفية وقتها بإغلاق الجامعات وإخلاء داخليات الطلاب للتقليل من حدة الاحتجاجات الرافضة لنظام الرئيس المعزول عمر البشير.
ولاحقا، تعطلت الدراسة مرة أخرى لنحو عام بسبب وباء كورونا، ومن ثم أغلقت الجامعات من جديد في أعقاب انقلاب القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، على الحكومة الانتقالية في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021. وعقب ذلك نفذ أساتذة الجامعات إضرابا استمر لأشهر، احتجاجا على ضعف الأجور في ظل الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت حدتها بعد استيلاء الجيش على السلطة.
وجددت الحرب معاناة الطلاب السودانيين التي استمرت لسنوات. وقالت امتثال سليمان (24 عاما) طالبة جامعية لـ«القدس العربي» إنها لا تزال تدرس في الجامعة منذ 7 سنوات، وتشعر باليأس والضياع في ظل الاضطرابات التي تواجهها البلاد والتي أثرت على التحصيل الدراسي للطلاب طوال السنوات الماضية» مضيفة أن الحرب «أنهت آمالها في الحصول على شهادة جامعية بعد كل هذه السنوات المهدرة».
وأشارت إلى أنها لا تزال طالبة في الجامعة منذ عام 2017، وأنها وزملاءها أمضوا أكثر من عامين كطلاب في السنة الجامعية الأولى، في كلية القانون والشريعة، أي نصف الفترة الكلية لدراسة هذا التخصص المحددة بأربع سنوات دراسية. ولفتت إلى أنها في عام 2019 استطاعت الانتقال للعام الدراسي الثاني بصعوبة بالغة، وأنه «كانت وقتها قد تكدست ثلاث دفعات جامعية، جميعها في السنة الدراسية الأولى، انتقلنا إلى السنة الدراسية الثانية، بينما كانت تعج القاعات بالطلاب في ظل قطوعات الكهرباء المستمرة لساعات طويلة. كان من المألوف أن ترى أحد زملائك يسقط مغشيا عليه بسبب الإرهاق وسخونة القاعات».
لاحقا تعطلت الدراسة بسبب وباء كورونا، ثم بدأت بعض الجامعات برامج للتعليم عبر الإنترنت. وقالت امتثال إنها لم تستطع حضور معظم المحاضرات بسبب ضعف الإنترنت وتكاليف تشغيله العالية، فضلا عن قطوعات الكهرباء التي تستمر لساعات طويلة.
بعد معاناة طويلة، كانت امتثال على بعد نحو شهرين من التخرج، عندما اندلعت الحرب. فرّت مع أسرتها إلى مصر بعد استيلاء قوات «الدعم السريع» على منزلهم في حي نمرة 2. ولم تستطع حمل أي أوراق ثبوتية حتى جواز سفرها. سافرت عبر وثيقة سفر للقاهرة، والوثيقة لا تؤهلها حتى للحصول على إقامة أو التقديم للدراسة من جديد في أي جامعة.
كما دفعت 700 دولار لوكالة قالت إنها على الرغم من أنها لا تملك الأوراق اللازمة تستطيع إلحاقها بجامعة مصرية في العام الدراسي نفسه عبر برنامج استضافة، ويمكن استخدام كشوفات النتائج الدراسية للطلاب في الموقع الرسمي لجامعتها كدليل على أنها في العام الدراسي الرابع في كلية القانون. لكن سرعان ما اكتشفت امتثال أنها تعرضت للنصب ضمن مجموعة كبيرة من الطلاب.
وفي السياق طالبت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي السودانية الجميع بالحذر والتأكد من أن الجامعة معترف بها في دولة المقر وفي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في السودان.
ونبه مدير عام التعليم العالي الخاص والأهلي والأجنبي، عاصم أحمد حسن، حسب وكالة السودان للأنباء، الطلاب وأسرهم والجامعات التي ترغب في شراكات مع جامعات أخرى خارج البلاد، من أنه قد نشطت في هذه الأيام إعلانات من جامعات غير معترف بها في دولة المقر وليس ضمن الجامعات المعترف بها في الوزارة، لقبول الطلاب السودانيين يقوم بها من يسمون بـ«قراصنة الجامعات».