رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، هو المسؤول عما يجري في “المناطق” [الضفة الغربية]، بما فيها أعمال الإرهاب اليهودي. تحت قيادته أبيح دم الفلسطينيين، وأهينت قيادتهم، وديست أمانيهم الوطنية، وسلبت أرضهم، وتبقى المستوطنون ضوءاً أخضر لتحرير كل لجان، والاستسلام لسكرة قوة التفوق اليهودي. إسرائيل تحصد ما زرعه نتنياهو.
مئات المستوطنين، بعضهم مسلحون، خرجوا الأسبوع الماضي لحملة ثأر منفلتة اللجام لبضعة أيام؛ شاغبوا، رشقوا الحجارة، أحرقوا المنازل والسيارات والأراضي الزراعية. محفزهم العملية التي جرت في “عيلي”. حقيقة أن نتنياهو هو المسؤول المباشر عن الوضع في “المناطق” لم تمنعه من الصراخ على وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير على الإسناد الذي أعطاه للمستوطنين في بؤرة “أفيتار” حين دعاهم “هرولوا إلى التلال”. وكأنه ليس هو الذي سوغ الكهاني المجرم وعينه في المنصب الأكثر حساسية في الحكومة، وكأن القيادة السياسية لم تأمر الجيش بألا يخلي عشرات المستوطنين ممن صعدوا إلى “أفيتار” الأسبوع الماضي ولم تعرف مسبقاً بإقامة بؤر استيطانية في الضفة في الأيام الأخيرة.
“أقوال تدعو إلى الاستيلاء على الأراضي بشكل غير قانوني” ليست مقبولة عليه. وشرح نتنياهو، كمعلم وليس كرئيس وزراء، بأنها “تقوض القانون والنظام” في الضفة. أما عن شغب المستوطنين في الضفة فلم يقل السيد إرهاب ولا كلمة واحدة. هو يعرف بأنه متعلق بمجرمي التلال وبمرسليهم في الحكومة كي يبقى سياسياً. ليس صدفة أن أعطى للمستوطن المسيحاني العنصري بتسلئيل سموتريتش السيطرة المدنية على الضفة.
ليس نتنياهو وحده من يدحرج العيون؛ فرئيس الأركان، هرتسي هليفي، ورئيس “الشاباك” رونين بار، ومفتش عام الشرطة كوبي شبتاي، نشروا بياناً مشتركاً شجبوا فيه شغب المستوطنين ووصفوه بـ “الإرهاب القومجي بكل معنى الكلمة”. من المهم أن نسمي الأمور بأسمائها، لكن من يفترض أن يقاتل ضد الإرهاب، إن لم يكونوا هم؟ عليهم مسؤولية القضاء على الإرهاب اليهودي بذات الأساليب والوسائل والمقدرات والقوة المحفوظة للإرهابيين. لكن عملياً، سمح الجيش بالعنف – في القرى الفلسطينية حوارة وترمسعيا وأم صفا، وكذا في الاعتداءات اليومية على المزارعين والقطعان، وإفساد المزروعات، والاعتداء على الأطفال في طرقهم. والجيش لم يرَ ولم يسمع! بل إن جنوده يشاركون في الاعتداءات بين الحين والآخر. فهل تذكروا الآن أن يشجبوا؟
الأسرة الدولية أعربت مرة أخرى عن الصدمة، وشجبت. غير أنها لا يمكنها غسل يديها. ما يحصل في المستوطنات يحصل لأنهم يسمحون بذلك. ستواصل الأمور التدهور إلى أن تقرر الأسرة الدولية والحكومة وجهاز الأمن وضع حدود للمستوطنين.
أسرة التحرير
هآرتس 26/6/2023