معرض «امتداد» للعراقي نشأت الألوسي: لوحات ومنحوتات تجسد لحظات إنسانية

محمد عبد الرحيم
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: في معرضه الجديد المعنون بـ(امتداد) الذي أقيم مؤخراً في غاليري بيكاسو في القاهرة، يجسد الفنان نشأت الألوسي العديد من اللحظات والحالات الإنسانية لشخوصه، من خلال فنّي التصوير والنحت، وإن كانت تجربة النحت هي الحديثة نسبياً مقارنة بالتصوير، إلا أنها عبّرت بشكل لافت عن روح وحياة الشخوص التي اختار الفنان أن يجسدها، أو يحكي عنها، فسمة التجريد التي تطغى على اللوحات تقابلها شحنة التفاصيل التي تتميز بها المنحوتات، وهي مفارقة تعكس مدى تجسيد الأفكار بين فنين مختلفين، استطاع الفنان أن يعكس التوقعات ما بين تفاصيل تسمح بها اللوحة وتجريد له مجاله في فن النحت.

نساء مختلفات

تسيطر الشخصيات النسائية على الأعمال، مع ملاحظة تنوع بيئاتهن، يبدو ذلك في تكوين الجسد والملابس، كامرأة من الريف أو المدينة، أو حتى النساء الشعبيات، ولا يختلف الأمر سواء في اللوحات أو الأعمال النحتية، لكن يتواتر التجريد من لوحة لأخرى، هذا من جهة، ومن جهة أخرى نجد المبالغة في تفاصيل الأجساد، سواء الميل إلى تكوين سريالي أو تكعيبي، أو تكوين يعكس مشهدا من الحياة، لكن سمة التجريد تبتعد به عن المباشرة، فقط إيحاء بالجو العام من خلال خطوط حادة في الغالب.

اللون والحركة

تعكس الألوان طبيعة الأماكن كاللون الأخضر مثلاً في المشهد الريفي، حيث الأرض الخضراء في عمق اللوحة، بينما امرأة تعتلي حمارها في المقدمة، هذا الأخضر يصبح في لوحة أخرى هو لون جسد امرأة فيه الكثير من المبالغة والتجريد، ويبدو جسدها هنا وكل ما يحيطه في المكان نتيجة انعكاس الأضواء المختلفة، فيبدو الأزرق والأحمر، ليأتي اللون في صورة غير مباشرة يعكس من خلاله إضاءة المكان، وهكذا تبدو الإضاءة الاصطناعية، التي تختلف تماماً عن اللون الذي يفصل الشخصية عن مكانها، وكأنها في عالمها الخاص. أما الحركة فتبدو يسيرة في المنحوتات، كما في منحوتة الطفل، أو حالة العناق بين الرجل والمرأة، أما في اللوحات فتعتمد على العلاقة بين خلفية اللوحة ومقدمتها ـ التكوين ـ ثم طبيعة الجسد نفسه المتمثلة في وضعيته، وأخيراً في الملمس الخشن لسطح اللوحة ـ السكين في الأغلب أو الفرشاة المُشبّعة باللون الخام ـ فنلحظ المطر على سبيل المثال ومدى انهماره، وكذا شدة الهواء الذي يجعل شال الفتاة يتطاير حول رقبتها، إضافة إلى البقعة المضيئة أسفل اللوحة التي توحي بتجمّع المياة. كل هذه التقنيات توحي بالحركة وتؤكدها.

الأسلوب

لا ينجرف نشأت الألوسي وراء أسلوب تغريبي، رغم المبالغة في تفاصيل الشخوص، أكثر مما تحمله الشخصيات، أو يحاول الفنان أن يكشف عن سمات كل شخصية حسبما يراها ويُعبّر عنها، سواء في حالة من حالات الوحدة، أو حالة حب، أو تباهٍ بجسد تحرص صاحبته على إظهار تفاصيله. من هنا تبدو حالة من البساطة دون تعقيد أو استعراض، فقط حالة الشخصيات وحيواتها، وحكاياتها التي يمكن تخيلها وسردها من خلال هذا الموقف أو ذاك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية