وول ستريت جورنال: الكرملين شن عمليات تنظيف واسعة في صفوف الضباط الروس بعد عصيان فاغنر

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”: ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن السلطات الروسية سارعت بعد عملية العصيان التي قادها رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين لاعتقال عدد من القيادات العسكرية البارزة. وتم اعتقال الجنرال سيرغي سوروفيكين وحقق معه في موسكو، فيما تم اعتقال آخرين أو جرى تعليق عملهم أو فصلهم.

وقال معد التقرير توماس غروف إن الاستخبارات الروسية وبعد ساعات من فشل زحف بريغوجين نحو موسكو اعتقلت ضباطا من أصحاب الرتب الكبيرة، بمن فيهم سوروفيكين المعروف بجنرال القيامة، نظرا لحملة القصف الجوي التي قادها في سوريا والذي حقق معه في موسكو، وذلك نقلا عن أشخاص على معرفة بالأمر. ولم توجه إليه أية تهمة، وقال مصدر إن سوروفيكين كان علم بالخطة ولكنه لم يشارك في العصيان.

اعتقلت الاستخبارات الروسية بعد ساعات من فشل زحف بريغوجين نحو موسكو ضباطا من أصحاب الرتب الكبيرة، بمن فيهم سوروفيكين المعروف بجنرال القيامة

وأضافت الصحيفة أن محاولات الكرملين التخلص من الضباط الذين يشك بولائهم هي أوسع مما أعلن عنه، وذكر الأشخاص الذين استندت الصحيفة إليهم أن 13 ضابطا بارزا اعتقلوا للتحقيق معهم حيث أفرج عن بعضهم لاحقا وجرى وقف 15 ضابطا عن العمل أو فصلهم. وقال مصدر “كان الاعتقال عبارة عن عملية تنظيف الصفوف من الذين لا يوثق بهم”.

ولم يرد الكرملين ولا وزارة الدفاع الروسية على أسئلة الصحيفة.

وقال أندريه كارتابولوف، رئيس لجنة الدفاع في البرلمان، في فيديو نشر على منصات التواصل الإجتماعي هذا الأسبوع، إن سوروفيكين في إجازة راحة “وليس جاهزا الآن” للحديث.

وتم اعتقال الجنرال أندريه يودين، نائب سوروفيكين، والجنرال فلاديمير ألكسييف، نائب مدير الاستخبارات العسكرية، ثم أفرج عنهما فيما بعد. وتم توقيفهما عن العمل ووضعهما تحت المراقبة، حسب قول أحد الأشخاص الذين نقلت عنهم الصحيفة.

ومن بين الرموز التي تم اعتقالها الجنرال ميخائيل ميزنتسيف، الذي عمل في الماضي كنائب لوزير الدفاع وانضم في نهاية نيسان/إبريل لمجموعة فاغنر. وظهر سوروفيكين في شريط فيديو نشر يوم 23 حزيران/يونيو وقد بدا قلقا ويمسك سلاحا بيده اليمني، حيث ناشد بريغوجين والموالين له عدم المضي في ثورتهم. وكانت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أول من كشف عن اعتقال سوروفيكين. ومنذ ثورة فاغنر في نهاية شهر حزيران/يونيو بدأ الكرملين عملية تفكيك المجموعة، والتي تعتبر قوة قتالية مهمة لروسيا في أوكرانيا وحققت انتصارا للقوات الروسية من خلال السيطرة على مدينة باخموت، وتظل أداة مهمة لاستعراض القوة الروسية في كل من الشرق الأوسط وأفريقيا.

وقالت وزارة الدفاع يوم الأربعاء إنها حصلت على مئات الدبابات وقاذفات الصواريخ والآليات التي كانت لدى فاغنر إلى جانب 20 ألف بندقية وأسلحة صغيرة و25 ألف طن من الذخيرة. ولو كان الإعلان صحيحا، فهذا يعني أن القوات التابعة لفاغنر الباقية في أوكرانيا ستكون بدون معدات. وكان تمرد بريغوجين أكبر تهديد يواجه الرئيس فلاديمير بوتين خلال فترة حكمه التي مضى عليها 23 عاما وأثار قلق النخبة والمسؤولين العسكريين. وظل بريغوجين طوال قتال المرتزقة في باخموت يوجه النقد للقيادة العسكرية ولكنه دافع عن سوروفيكين، الذي عين في نهاية تشرين الأول/أكتوبر قائدا للقوات الروسية في أوكرانيا. وخلال فترة عمله قدم أسلوبا في تقويض البنى التحتية الأوكرانية من خلال الغارات ولكنه استبدل في كانون الثاني/يناير بالجنرال فاليري جيراسيموف، الذي يعد من منافسي بريغوجين. ويقول أشخاص على اطلاع بحالة سوروفيكين إنه ليس معتقلا في سجن ولكن تحقيقات تجري معه في محاولة لمعرفة إن كان لعب دورا بالمؤامرة. ويقولون إنه قد يفرج عنه حالة قرر بوتين الطريقة التي سيتعامل فيها مع تداعيات العصيان. ولا يزال الكرملين قلقا من واقع بقاء بريغوجين في داخل روسيا، رغم الاتفاق على بقائه وقواته في بيلاروسيا.

يقول أشخاص على اطلاع بحالة سوروفيكين إنه ليس معتقلا في سجن ولكن تحقيقات تجري معه في محاولة لمعرفة إن كان لعب دورا بالمؤامرة

وقال الكرملين إن بوتين التقى مع بريغوجين وقادة فاغنر بعد خمسة أيام من العصيان واستمر اللقاء ثلاث ساعات، حسب المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف. وعندما سئل الأخير إن كان بوتين يثق بسوروفيكين، أجاب أن القائد الأعلى يثق فقط بوزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان. في ذلك الوقت قالت ابنة الجنرال للإعلام المحلي إن والدها لم يعتقل وعلى رأس عمله كالعادة. لكن زوجته قال ليلة الأربعاء إنه لم يعد من العمل، وذلك حسب شخص على اتصال معها. ويعتبر سوروفيكين واحدا من الضباط على علاقة مع بريغوجين. فقد كانت لألكسييف علاقة طويلة مع فاغنر، لكنه بث شريط فيديو على منصات التواصل دعا فيها المرتزقة لوقف حركتهم. ونال ميزنتسيف لقب سفاح ماريوبول، ذلك أنه أشرف على الهجوم الروسي ضد المدينة وبقصف شديد وغارات ضد المدنيين لإجبارها على الاستسلام. وأعفي من منصبه كنائب لوزير الدفاع مكلف بالإمدادات اللوجيستية، وانضم إلى فاغنر قبل أشهر من العصيان وظهر في الإعلام الروسي بزي مرتزقة فاغنر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية