عضو كنيست متدين: لن أتبرع بكليتي إلا ليهودي.. ولو كان مثلياً

حجم الخط
0

أرنون سيغل فاشي مسيحاني، وهو رقم في قائمة “الصهيونية الدينية” في الكنيست، وناشط لإقامة الهيكل في الحرم، ويفضل أن يكون هذا في أسرع وقت، “أنشغل بالحرم يومياً”، قال في مقابلة أجريت معه الأسبوع الماضي حول قراره التبرع بكلية لشخص أجنبي، وأعلن بأن “شرطي الوحيد هو أن تذهب كليتي ليهودي”.

هذا الإعلان يساوي بياناً لمواطن أمريكي أبيض حول رفض التبرع بكليته لشخص أسود أو إسباني أو غير مسيحي؛ الألماني الذي يتبرع للآريين فقط، إفريقي يستثني أبناء قبيلة الزولو؛ هندي في الهند لا يتبرع للمسلمين. حالات واضحة من التمييز العنصري على خلفية قومية متطرفة. سيغل لا يختلف عن هؤلاء بشيء. إضافة إلى ذلك، أكد أن يهودية الشخص الذي ستعطى له الكلية تقف وراء شرطه الوحيد، حتى لو كان مثلياً كارهاً للدين. “جميعنا أخوة، حتى أن العداء يكون داخل العائلة… الالتزام هو أن نكون شعباً واحداً”، قال. الزرع استهدف تعزيز العرق.

وزيرة الإعلام، غاليت دستل اتبريان، نشرت على تويتر: “سيغل يعتبر كل اليهود أخوة وأخوات في الدم… عائلة يهودية… إلى الأبد”. حسب وصايا “من هو في السماء”. كل يهودي يعتبر جزءاً من جسم أكبر، الذي يسمى عائلة – الشعب اليهودي، القومية. الصلة التي تجمع بين الأعضاء في العائلة هي علاقة عضوية، علاقة دم، الدم الذي يتدفق في جسم كل يهودي يربطه إلى الأبد مع جسم وطني أكبر، “خلود الشعب اليهودي” كما قال الخالق. أيضاً الرايخ الثالث صاغ أيديولوجيا اعتبرت كل فرد في طائفة العرق الألماني خلية في جسم قومي أكبر. “يمكنكم تسمية ذلك عنصرية أو فاشية”، كتبت غاليت دستل اتبريان، “نسمي ذلك محبة”. العنصرية محبة. الفاشية محبة. وعلى أساس الصيغة الأورويلية الجديدة هذه، جاءت النتيجة: رغم أن “اليسار العلماني” و”الكتلة الدينية” عالمان متوازيان ويتحدثان عن بعضهما بشكل غريب، فإن الفاشيين -حسب غاليت اتبريان- يعتبرون اليسار “أخوة أحباء لفترة غير محدودة”.

“الدم والأرض”، صرخ من يؤيدون تفوق البيض الذين ساروا في شارع شارلو تسفيل في فرجينيا. وهذا شعار نازي في الأصل، يعتمد على وجود علاقة غيبية بين الوطن الألماني والألمان “الطاهرين من ناحية العرق”، ومثلهم سيغال وغاليت اتبريان وكل الحركة الفاشية في إسرائيل، يؤمنون بعلاقة غيبية، إلهية، خالدة، بين كل اليهود فيما بينهم، وبينهم وبين أرض إسرائيل. في سبعينيات القرن الماضي، على المسلة البيضاء العالية في الشارع الرئيسي الذي يقسم بوينس آيريس، علق المجلس العسكري الدكتاتوري لافتة تدور عليها شعار “الصمت صحة”. هذه الديكتاتوريات، كما أحسن الوصف جورج أورويل، تحدث ثورة منطقية. الصمت صحة؟ الرقابة إقصاء مسموم ومدمر. العنصرية محبة؟ هذه “المحبة” هي بين “الأخوة في الدم”، في “العائلة الأبدية، اليهودية لا تنبع بأي شكل من الأشكال من قيم مشتركة. العكس هو الصحيح. سيغل مستعد للتبرع بكليته حتى لمن تعارض قيمهم قيمه، شريطة أن يكون الدم في شرايينهم يهودياً. هذا ينبع من نفس العلاقة الغيبية الإلهية العضوية، الموجودة في الدم الذي يتدفق في شرايين كل يهودي، والذي يشمل ربطاً أبدياً، فاشياً بالكامل، بأرض هذه البلاد. الدرس الذي تعلمه معسكر “العنصرية محبة” من الكارثة (التي تتخلل كل خيوط الوجود الإسرائيلي)، أن نكون مثل الألمان. ربما لو نسي اليهود الفاشيون في إسرائيل المحرقة لكانوا أفضل وأكثر أخلاقية.

 روغل الفر

هآرتس 17/7/2023



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية